عقود الجمانللإمام الحافظ جلال الدين السيوطيضبط أبي مالك العوضيقَالَ الْفَقِيرُ عَابِدُ الرَّحْمَنِ
✽ اَلْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى الْبَيَانِ
وَأَفْضَلُ الصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ
✽ عَلَى النَّبِيِّ أَفْصَحِ الْأَنَامِ
وَهَذِهِ أُرْجُوزَةٌ مِثْلُ الْجُمَانْ
✽ ضَمَّنْتُها عِلْمَ الْمَعَانِي وَالْبَيَانْ
لَخَّصْتُ فِيهَا مَا حَوَى التَّلْخِيصُ مَعْ
✽ ضَمِّ زِيَادَاتٍ كَأَمْثَالِ اللُّمَعْ
مَا بَيْنَ إِصْلاَحٍ لِمَا يُنْتَقَدُ
✽ وَذِكْرِ أَشْيَاءَ لَهَا يُعْتَمَدُ
وَضَمِّ مَا فَرَّقَهُ لِلْمُشْبِهِ
✽ وَاللَّهَ رَبِّيْ أَسْأَلُ النَّفْعَ بِهِ
وَأَنْ يُزَكِّيْ عَمَلِيْ وَيُعْرِضَا
✽ عَنْ سُوئِهِ وَأَنْ يُنِيلَنَا الرِّضَا
مقدمةيُوصَفُ بِالْفَصَاحَةِ الْمُرَكَّبُ
✽ وَمُفْرَدٌ وَمُنْشِئٌ مُرَتِّبُ
وَغَيْرُ ثَانٍ صِفْهُ بِالْبَلاَغَهْ
✽ وَمِثْلُهَا فِي ذَلِكَ الْبَرَاعَهْ
فَصَاحَةُ الْمُفْرَدِ أَنْ لاَ تَنْفِرَا
✽ حُرُوفُهُ كَ"هُعْخُعٍ" وَ"اسْتَشْزَرَا"
وَعَدَمُ الْخُلْفِ لِقَانُونٍ جَلِي
✽ كَ"الْحَمْدُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْأَجْلَلِ"
وَفَقْدُهُ غَرَابَةً قَدْ أُرْتِجَا
✽ كَ"فَاحِمًا وَمَرْسِنًا مُسَرَّجَا"
قِيْلَ وَفَقْدُ كُرْهِهِ فِي السَّمْعِ
✽ نَحْوُ جِرِشَّاهُ وَذَا ذُو مَنْعِ
وَفِي الْكَلَامِ فَقْدُهُ فِي الظَّاهِرِ
✽ لِضَعْفِ تَأْلِيفٍ وَ لِلتَّنَافُرِ
فِي الْكَلِمَاتِ وَكَذَا التَّعْقِيدِ مَعْ
✽ فَصَاحَةٍ فِي الْكَلِمَاتِ تُتَّبَعْ
فَالضَّعفُ نَحْوُ "قَدْ جَفَوْنِيْ وَلَمِ
✽ أَجْفُ الْأَخِلاَّءَ وَمَا كُنْتُ عَمِي"
وَذُو تَنَافُرٍ - أَتَاكَ النَّصْرُ-
✽ كَ"لَيْسَ قُرْبَ قَبْرِ حَرْبٍ قَبْرُ"
كَذَاكَ "أَمْدَحْهُ" الَّذِي تَكَرَّرَا
✽ وَالثَّالِثُ الْخَفَاءُ فِي قَصْدٍ عَرَا
لِخَلَلٍ فِي النَّظْمِ أَوْ فِي الاِنْتِقَالْ
✽ إِلَى الَّذِي يَقْصِدُهُ ذَوُو الْمَقَالْ
قِيلَ: (وَأَنْ لاَ يَكْثُرَ التَّكَرُّرُ
✽ وَلاَ الْإِضَافَاتُ) وَفِيهِ نَظَرُ
وَحَدُّهَا فِي مُتَكَلِّمٍ شُهِرْ :
✽ مَلَكَةٌ عَلَى الْفَصِيحِ يَقْتَدِرْ
بَلاَغَةُ الْكَلاَمِ أَنْ يُطَابِقَا
✽ لِمُقْتَضَى الْحَالِ وَقَدْ تَوَافَقَا
فَصَاحَةً وَالْمُقْتَضَى مُخْتَلِفُ
✽ حَسْبَ مَقَامَاتِ الْكَلاَمِ يُؤْلَفُ
فَمُقْتَضَى تَنْكِيرِهِ وَذِكْرِهِ
✽ وَالْفَصْلِ الاِيجَازِ خِلاَفُ غَيْرِهِ
كَذَا خِطَابٌ لِلذَّكِيِّ وَالْغَبِي
✽ وَكِلْمَةٌ لَهَا مَقَامٌ أَجْنَبِي
مَعْ كِلْْمَةٍ تَصْحَبُهَا فَالْفِعْلُ ( ذَا
✽ إِنْ) لَيْسَ كَالْفِعْلِ الَّذِي تَلاَ (إِذَا)
وَالاِرْتِفَاعُ فِي الْكَلاَمِ وَجَبَا
✽ بِأَنْ يُطَابِقَ اعْتِبَارًا نَاسَبَا
وَفَقْدُهَا انْحِطَاطُهُ فَالْمُقْتَضَى
✽ مُنَاسِبٌ مِنِ اعْتِبَارٍ مُرْتَضَى
وَيُوصَفُ اللَّفْظُ بِتِلْكَ بِاعْتِبَارْ
✽ إِفَادَةِ الْمَعْنَى بِتَرْكِيبٍ يُصَارْ
وَقَدْ يُسَمَّى ذَاكَ بِالْفَصَاحَهْ
✽ وَلِبَلاَغَةِ الْكَلاَمِ سَاحَهْ
بِطَرَفَيْنِ حَدُّ الاِعْجَازِ عَلُ
✽ وَمَا لَهُ مُقَارِبٌ وَالأَسْفَلُ
هُوَ الَّذِي إِذَا لِدُونِهِ نَزَلْ
✽ فَهْوَ كَصَوْتِ الْحَيَوَانِ مُسْتَفِلْ
بَيْنَهُمَا مَرَاتِبٌ وَتَتْبَعُ
✽ بَلاَغَةً مُحَسِّنَاتٌ تُبْدِعُ
وَحَدُّهَا فِي مُتَكَلِّمٍ كَمَا
✽ مَضَى فَمَنْ إِلَى الْبَلاَغَةِ انْتَمَى
فَهْوَ فَصِيحٌ مِنْ كَلِيمٍ أَوْ كَلاَمْ
✽ وَعَكْسُ ذَا لَيْسَ يَنَالُهُ الْتِزَامْ
قُلْتُ وَوَصْفٌ مِنْ بَدِيعٍ حَرَّرَهْ
✽ شَيْخِيْ وَشَيْخُهُ الْإِمَامُ حَيْدَرَهْ
وَمَرْجِعُ الْبَلاَغَةِ التَّحَرُّزُ
✽ عَنِ الْخَطَا فِي ذِكْرِ مَعْنًى يَبْرُزُ
وَالْمَيْزُ لِلْفَصِيحِ مِنْ سِوَاهُ ذَا
✽ يُعْرَفُ فِي اللُّغَةِ وَالصَّرْفِ كَذَا
فِي النَّحْوِ وَالَّذِي سِوَى التَّعَقُّدِ
✽ اَلْمَعْنَوِيْ يُدْرَكُ بِالْحِسِّ قَدِ
وَمَا بِهِ عَنِ الْخَطَا فِي التَّأْدِيَهْ
✽ مُحْتَرَزٌ عِلْمَ الْمَعَانِي سَمِّيَهْ
وَمَا عَنِ التَّعْقِيدِ فَالْبَيَانُ
✽ ثُمَّ الْبَدِيعُ مَا بِهِ اسْتِحْسَانُ
الفَنُّ الأَوَّلُ: عِلْمُ الْمَعَانِيوَحَدُّهُ (عِلْمٌ بِهِ قَدْ يُعْرَفُ
✽ أَحْوَالُ لَفْظٍ عَرَبِيٍّ يُؤْلَفُ
مِمَّا بِهَا تَطَابُقٌ لِمُقْتَضَى
✽ حَالٍ) وَحَدِّي سَالِمٌ وَمُرْتَضَى
يُحْصَرُ فِي أَحْوَالِ الاِسْنَادِ وَفِي
✽ أَحْوَالِ مُسْنَدٍ إِلَيْهِ فَاعْرِفِ
وَمُسْنَدٍ تَعَلُّقَاتِ الْفِعْلِ
✽ وَالْقَصْرِ وَالْإِنْشَاءِ ثُمَّ الْوَصْلِ
وَالْفَصْلِ وَالْإِيجَازِ وَالْإِطْنَابِ
✽ وَنَحْوِهِ تَأْتِيكَ فِي أَبْوَابِ
مَسْأَلَةمُحْتَِملٌ لِلصِّدْقِ وَالْكِذْبِ الْخَبَرْ
✽ وَغَيْرُهُ الإِنْشَا وَلاَ ثَالِثَ قَرْ
تَطَابُقُ الوَاقِعِ صِدْقُ الْخَبَرِ
✽ وَكِذْبُهُ عَدَمُهُ فِي الأَشْهَرِ
وَقِيلَ بَلْ تَطَابُقُ اعْتِقَادِهِ
✽ وَلَوْ خَطًا وَالْكِذْبُ فِي افْتِقَادِهِ
فَفَاقِدُ اعْتِقَادِهِ لَدَيْهِ
✽ وَاسِطَةٌ وَقِيلَ لاَ عَلَيْهِ
اَلْجَاحِظُ: (الصِّدْقُ الَّذِي يُطَاِبقُ
✽ مُعْتَقَدًا وَوَاقِعًا يُوَافِقُ
وَفَاقِدٌ مَعَ اعْتِقَادِهِ الْكَذِبْ
✽ وَغَيْرُ ذَا لَيْسَ بِصِدْقٍ أِوْ كَذِبْ)
وَوَافَقَ الرَّاغِبُ فِي القِسْمَيْنِ
✽ وَوَصَفَ الثَّالِثَ بِالْوَصْفَيْنِ
الباب الأول : أَحْوَالُ الْإِسْنَادِ الْخَبَرِيّاَلْقَصْدُ بِالْإِخْبَارِ أَنْ يُفَادَا
✽ مُخَاطَبٌ حُكْمًا لَهُ أَفَادَا
أَوْ كَوْنَهُ عَلِمَهُ وَالأَوَّلاَ
✽ فَائِدَةَ الإِخْبَارِ سَمِّ وَاجْعَلاَ
لاَزِمَهَا الثَّانِي وَقَدْ يُنَزَّلُ
✽ عَالِمُ هَذَيْنِ كَمَنْ قَدْ يَجْهَلُ
لِعَدَمِ الْجَرْيِ عَلَى مُوْجَبِهِ
✽ وَمَا أَتَى لِغَيْرِ ذَا أَوِّلْ بِهِ
فَلْيُقْتَصَرْ عَلَى الَّذِي يُحْتَاجُ لَهْ
✽ مِنَ الْكَلاَمِ وَلْيُعَامَلْ عَمَلَهْ
فَإِنْ تُخَاطِبْ خَالِيَ الذِّهْنِ مِنِ
✽ حُكْمٍ وَمِنْ تَرَدُّدٍ فَلْتَغْتَنِ
عَنِ الْمُؤَكِّدَاتِ أَوْمُرَدِّدَا
✽ وَطَالِبًا فَمُسْتَجِيْدًا أَكِّدَا
أَوْ مُنْكِرًا فَأَكِّدَنْ وُجُوبَا
✽ بِحَسَبِ الإِنْكَارِ فَالضُّرُوبَا
أَوَّلَهَا سَمِّ ابْتِدَائِيًّا وَمَا
✽ تَلاَهُ فَهْوَ الطَّلَبِيُّ وَانْتَمَى
تَالِيهِ لِلْإِنْكَارِ ثُمَّ مُقْتَضَى
✽ ظَاهِرِهِ إِيرَادُهَا كَمَا مَضَى
وَرُبَّمَا خُولِفَ ذَا فَلْيُورَدِ
✽ كَلاَمُ ذِي الْخُلُوِّ كَالْمُرَدِّدِ
إِذَا لَهُ قُدِّمَ مَا يُلَوِّحُ
✽ بِخَبَرٍ فَهْوَ لِفَهْمٍ يَجْنَحُ
كَمِثْلِ مَا يَجْنَحُ مَنْ تَرَدَّدَا
✽ لِطَلَبٍ فَالْحُسْنُ أَنْ يُؤَكَّدَا
وَيُجْعَلُ الْمُقِرُّ مِثْلَ الْمُنْكِرِ
✽ إِنْ سِمَةُ النُّكْرِ عَلَيْهِ تَظْهَرِ
كَقَوْلِنَا لِمُسْلِمٍ وَقَدْ فَسَقْ:
✽ "يَا أَيُّهَا الْمِسْكِينُ إِنَّ الْمَوْتَ حَقْ"
وَيُجْعَلُ الْمُنْكِرُ إِنْ كَانَ مَعَهْ
✽ شَوَاهِدٌ لَوْ يَتَأَمَّلْ مُرْدِعَةْ
كَغَيْرِهِ كَقَوْلِكَ: "الإِسْلاَمُ حَقْ"
✽ لِمُنْكِرٍ وَالنَّفْيُ فِيهِ مَا سَبَقْ
ثُمَّ مِنَ الْإِسْنَادِ مَا يُسَمَّى
✽ حَقِيقَةً عَقْلِيَّةً كَأَنْ مَا
يُسْنَدُ فِعْلٌ لِلَّذِي لَهُ لَدَى
✽ مُخَاطِبٍ وَشِبْهُهُ فِيمَا بَدَا
كَقَوْلِنَا: "أَنْبَتَ رَبُّنَا الْبَقَلْ"
✽ وَ"أَنْبَتَ الرَّبِيْعُ" قَوْلُ مَنْ جَهِلْ
وَ"جَاءَ زَيْدٌ" مَعَ فَقْدِ الْفِعْلِ
✽ عِلمًا وَما يدْعَى الْمَجازَ الْعَقْلِي
إِسْنَادُهُ إِلَى الَّذِي لَيْسَ لَهُ
✽ بَلْ لِمُلاَبِسٍ وَقَدْ أَوَّلَهُ
وَأَنَّهُ يُلاَبِسُ الفَاعِلَ مَعْ
✽ مَفْعُولِهِ وَمَصْدَرٍ وَمَا اجْتَمَعْ
مِنَ الزَّمَانِ وَالْمَكَانِ وَالسَّبَبْ
✽ فَهْوَ إِلَى المَفعُولِ غَيْرِ مَا انْتَصَبْ
وَفَاعِلٍ أَصْلٌ وَغَيْرُ ذَا مَجَازْ
✽ كَ"عِيشةٍ رَاضِيَةٍ" إِذَا تُجَازْ
وَ"السَّيْلُ مُفْعَمٌ" وَ"لَيْلٌ سَارِ"
✽ وَ"جَدَّ جِدُّهُمْ" وَ"نَهْرٌ جَارِ"
وَ"قَدْ بَنَيْتُ مَسْجِدًا" وَقَائِلْ
✽ أَوَّلَهُ يَخْرُجُ قَوْلُ الْجَاهِلْ
مِنْ ثَمَّ لَمْ يَحْمِلْ عَلَى ذَا الْحُكْمِ
✽ "أَشَابَ كَرُّ الدَّهْرِ" دُونَ عِلْمِ
وَقُلْ مَجَازٌ قَوْلُ فَضْل الْأَلْمَعِي "
✽ : مَيَّزَ عَنْهُ قُنْزُعًا عَن قُنْزُعِ
جَذْبُ اللَّيَالي أَبْطِئِي أَوْ أَسْرِعِي"
✽ لِقَوْلِهِ عَقِيبَ هَذَا الْمَطَْلعِ:
"أَفنَاهُ قِيلُ اللهِ لِلشَّمْسِ اطْلُعِي
✽ حَتَّى إِذَا وَارَاكِ أُفْقٌ فَارْجِعِي"
أَقْسَامُهُ حَقِيقَتَانِ الطَّرَفَانْ
✽ أَوْ فَمَجَازَانِ كَذَا مُخْتَلِفَانْ
كَ"أَنْبَتَ الْبَقْلَ شَبَابُ الْعَصْرِ"
✽ وَ"الْأَرْضَ أَحْيَاهَا رَبِيعُ الدَّهْرِ"
وَشَاعَ فِي الإِنْشَاءِ وَالْقُرْآنِ
✽ بِقَوْلِ: يَا هَامَانُ" مَثِّلْ ذَانِ
وَشَرْطُهُ قَرِينَةٌ تُقَالُ
✽ أَوْمَعْنَوِيَّةٌ، كَمَا يُحَالُ
قِيَامُهُ فِي عَادَةٍ بِالْمُسْنَدِ
✽ أَوْ عَقْلٍ اوْ يَصْدُرُ مِنْ مُوَحِّدِ
كَ"هَزَمَ الْأَمِيرُ جُنْدَهُ الْغَوِي"
✽ وَ"جَاءَ بِيْ إِلَيْكَ حُبُّكَ القَوِي"
وَفَهْمُ أَصْلِهِ يَكُونُ وَاضِحَا
✽ كَ"رَبِحَتْ تِجَارَةٌ" أَيْ رَبِحَا
وَذَا خَفًا كَ"سَرَّنِيْ مَنْظَرُكَا"
✽ أَيْ سَرَّنِيْ اللهُ لَدَى رُؤْيَتِكَا
وَيُوسُفٌ أَنْكَرَ هَذَا جَاعِلَهْ
✽ كِنَايَةً بِأَنْ أَرَادَ فَاعِلَهْ
حَقِيقَةً وَنِسْبَةُ الْإِنْبَاتِ لَهْ
✽ قَرِينَةٌ وَقَدْ أَبَاهُ النَّقَلَهْ
البَابُ الثَّانِي: أَحْوَالُ الْمُسْنَدِ إِلَيْهفَلِاجْتِنَابِ عَبَثٍ قُلْ حَذْفُهُ
✽ أَوْ لاِخْتِبَارِ سَامِعٍ هَلْ يَنْبُهُ
أَوْ قَدْرِ فَهْمِهِ وَجَنْحٍ لِدَلِيلْ
✽ أَقْوَى هُوَ الْعَقْلُ لهُ "قُلْتُ عَلِيلْ"
أَوْ صَوْنِهِ عَنْ ذِكْرِهِ أَوْ صَوْنِكَا
✽ أَوْ لِتَأَتِّي الْجَحْدِ إِنْ يُجْنَحْ لَكَا
أَوْ كَوْنِهِ مُعَيَّنًا أَوِ ادِّعَا
✽ أَوِ الْمَقَامِ ضَيِّقًا أَوْ سُمِعَا
وَذِكْرُهُ لِلْأَصْلِ أَوْ يُحْتَاطُ إِذْ
✽ تَعْوِيلُهُ عَلَى الْقَرِينَةِ انْتُبِذْ
أَوْ سَامِعٍ لَيْسَ بِذِي تَذْكِيرِ
✽ أَوْ كَثْرَةِ الْإِيضَاحِ وَالتَّقْرِيرِ
أَوْ قَصْدِهِ تَحْقِيرَهُ أَوْ رِفْعَتَهْ
✽ أَوْ بَرَكَاتِ شَأْنِهِ أَوْ لَذَّتَهْ
أَوْ بَسْطَهُ الْكَلاَمَ حَيْثُ يُطْلَبُ
✽ طُولُ الْمَقَامِ كَالَّذِي يُسْتَعْذَبُ
وَكَوْنُهُ مَعْرِفَةً فَمُضْمَرُ
✽ إِذِ الْمَقَامُ غَائِبٌ أَوْ حَاضِرُ
وَالْأَصْلُ فِي الْخِطَابِ أَنْ يُعَيَّنَا
✽ مُخَاطَبٌ وَفَقْدُ ذَاكَ يُعْتَنَى
كَقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ: "وَلَوْ تَرَى"
✽ لِكَيْ يَعُمَّ كُلَّ شَخْصٍ قَدْ يَرَى
وَعَلَمٌ لِأَجْلِ أَنْ يَحْضُرَ فِي
✽ ذِهْنٍ بِعَيْنِهِ وَبِاسْمِهِ الْوَفِي
فِي الاِبْتِدَا كَ"قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدْ"
✽ أَوْ لِكِنَايَةٍ وَرِفْعَةٍ وَضِدْ
أَوْ لِتَبَرُّكٍ وَلَذَّةٍ، وَمَا
✽ يُوصَلُ لِلتَّقْرِيرِ أَوْ أَنْ فُخِّمَا
أَوْ فَقْدِ عِلْمٍ سَامِعٍ غَيْرَ الصِّلَهْ
✽ كَ"إنَّ مَا أَهْدَى إِلَيْكَ يَعْمَلَهْ"
أَوْ هُجْنَةِ التَّصْرِيحِ بِالْإِسْمِ كَذَا
✽ تَنْبِيهُهُ عَلَى الْخَطَا وَنَحْوِ ذَا
أَوْ لِإِشَارَةٍ إِلَى وَجْهِ الْبِنَا
✽ لِخَبَرٍ وَقَدْ يَكُونُ ذَا هُنَا
ذَرِيعَةً لِرَفْعِ شَأْنِ الْمُسْنَدِ
✽ أَوْ غَيْرِهِ أَوْ لِسِوَاهُ وَزِدِ
ذَرِيعَةً لِأَجْلِ تَحْقِيقِ الْخَبَرْ
✽ وَقَالَ فِي الْإِيضَاحِ: (فِي هَذَا نَظَرْ)
وَاسْمُ إِشَارَةٍ لِكَيْ يُمَيَّزَا
✽ أَكْمَلَ تَمْيِيزٍ كَ"هَذَا مَنْ غَزَا"
كَذَا لِتَعْرِيضٍ بِأَنَّ السَّامِعْ
✽ مُسْتَبْلِدٌ كَالْبَيْتِ ذِي الْمَجَامِعْ
أَوْ لِبَيَانِ حَالِهِ مِنْ قُرْبِ
✽ أَوْ بُعْدٍ اوْ تَحْقِيرِهِ بِالْقُرْبِ
أَوْ رَفْعِهِ بِالْبُعْدِ أَوْ تَحَقُّرِ
✽ أَوْ كَوْنِهِ بِالْوَصْفِ بَعْدَهُ حَرِيْ
أَوْ لَمْ يَكُنْ بِغَيْرِ ذَاكَ يُعْرَفُ
✽ قَدْ زَادَهُ عَلَى الْمَوَاضِي يُوسُفُ
ثُمَّ بِ(أَلْ) إِشَارَةً لِمَا عُهِدْ
✽ أَوْ لِحَقِيقَةٍ وَرُبَّمَا تَرِدْ
لِوَاحِدٍ لِعَهْدِهِ فِي الذِّهِنِ
✽ نَحْوُ "ادْخُلِ السّوقَ"وَلاَ عَهْدَ عُي
كَالنُّكْرِ مَعْنًى وَلِأَفْرَادٍ تَعُمْ
✽ حَقِيقَةً كَعَالِمِ الْغَيْبِ قَدُمْ
وَمِنْهُ عُرْفِيْ وَعُمُومُ الْمُفْرَدِ
✽ أَشْمَلُ إِذْ صَحَّ وُجُودُ مُفْرَدِ
وَرَجُلَيْنِ مَعَ قَوْلٍ" لاَ رِجَالْ
✽ فِي الدَّارِ" دُونَ مَا إِذَا فَرْدٌ يُقَالْ
وَلاَ تَنَافِيْ بَيْنَ الاِسْتِغْرَاقِ
✽ وَبَيْنَ الاِفْرَادِ بِالاِتِّفَاقِ
لِأَنَّهُ يَدْخُلُ مَعْ قَطْعِ النَّظَرْ
✽ عَنْ وَحْدَةٍ، وَبِالْإِضَافَةِ اسْتَقَرْ
لِلاِخْتصَارِ أَوْ لِتَعْظِيمِ الْمُضَافْ
✽ إِلَيْهِ أَوْ مُضَافِ هَذَا أَوْ خِلاَفْ
هَذَيْنِ أَوْ إِهَانَةٍ كَ"عَبْدِي
✽ عَبْدُ إِمَامِ الْمُسْلِمِينَ عِنْدِي"
قُلْتُ: وَالاِسْتِغْرَاقِ لَكِنْ سَكَتُوا
✽ عَنْهُ، وَمِنْ (أَلْ) ذَا بِهَذَا أَثْبَتُ
وَيُوسُفٌ :وَلِإِشَارَةٍ إِلَى
✽ نَوْعِ مَجَازٍ وَلِتَرْقِيقٍ جَلاَ
وَكَوْنُهُ نَكِرَةً لِوَحْدَتِهْ
✽ كَ"رَجُلٌ" نَوْعِيَّةٍ أَوْ رِفْعَتِهْ
أَوْ ضِدِّهَا أَوْ كَثْرَةٍ أَوْ قِلَّتِهْ
✽ وَقَدْ أَتَى لِرِفْعَةٍ وَكَثْرَتِهْ
"قَدْ كُذِّبَتْ رُسْلٌ" مِثَالٌ فَافْهَمِ
✽ وَغَيْرُهُ نُكِّرَ قَصْدَ الْعِظَمِ
نَحْوُ "بِحَرْبٍ" وَلِضِدٍّ "ظَنَّا"
✽ وَالنَّوْعُ وَالْإِفْرَادُ حَقًّا عَنَّا
فِي "دَابَةٍ مِنْ مَاءٍ" الَّذِي تُلِي
✽ أَوْ قُصِدَ الْعُمُومُ إِنْ نَفْيًا وَلِي
أَوْ لِتَجَاهُلٍ أَوَ انْ لاَ يُدْرِكَا
✽ ذُو الْقَوْلِ وَالسَّامِعُ غَيْرَ ذَلِكَا
ثُمَّ مِنَ الْقَوَاعِدِ الْمُشْتَهِرَهْ
✽ إِذَا أَتَتْ نَكِرَةٌ مُكَرَّرَهْ
تَغَايَرَا وَإِنْ يُعَرَّفْ ثَانِي
✽ تَوَافَقَا كَذَا الْمُعَرَّفَانِ
شَاهِدُهَا الَّذِي رَوَيْنَا مُسْنَدَا
✽ "لَنْ يَغْلِبَ الْيُسْرَيْنِ عُسْرٌ أَبَدَا"
وَنَقَضَ السُّبْكِيُّ ذَا بِأَمْثِلَةْ
✽ وَقَالَ: ذِي قَاعِدَةٌ مُسْتَشْكَلَةْ
وَوَصْفُهُ لِلْكَشْفِ وَالتَّخْصِيصِ أَوْ
✽ تَأَكُّدٍ وَالْمَدْحِ وَالذَّمِّ رَأَوْا
وَكَوْنُهُ أُكِّدَ لِلتَّقْرِيرِ مَعْ
✽ تَوَهُّمِ الْمَجَازِ وَالسَّهْوِ انْدَفَعْ
أَوْ عَدَمِ الشُّمُولِ، وَالْبَيَانُ قَرْ
✽ لِكَشْفِهِ نَحْوُ "أَبُو حَفْصٍ عُمَرْ"
وَالْعَطْفُ لِلتَّفْصِيلِ بِالْإِيجَازِ فِي
✽ ذَا الْبَابِ وَالْمُسْنَدِ أَوْ رَدٍّ نُفِيْ
بِهِ الْخَطَا فِي "جَا أَبُوكَ لاَ الْأَجَلْ"
✽ أَوْ صَرْفِ حُكْمٍ لِلسِّوَى فِي عَطْفِ (بَلْ(
وَالشَّكِّ وَالتَّشْكِيكِ، قُلْتُ: أَوْ سِوَى
✽ ذَلِكَ مِمَّا حَرْفَ عَطْفٍ قَدْ حَوَى
وَبَدَلُ الشَّيْءِ وَبَعْضٍ وَاشْتِمَالْ
✽ لِزَيْدِ تَقْرِيرٍ وَإِيضَاحٍ يُقَالْ
وَالْفَصْلُ تَخْصِيصًا لَهُ بِالْمُسْنَدِ
✽ وَالْمَيْزَ مِنْ نَعْتٍ وَلِلتَّأَكُّدِ
وَكَوْنُهُ مُؤَخَّرًا فَلاِقْتِضَا
✽ تَقَدُّمِ الْمُسْنَدِ أَمْرٌ مُرْتَضَى
وَكَوْنُهُ مُقَدَّمًا إِذْ هُوْ الْمُهِمْ
✽ لِكَوْنِهِ الْأَصْلَ وَمُخْرِجٌ عُدِمْ
أَوْ لِتَمَكُّنْ خَبَرٍ فِي الذِّهْنِ إِذْ
✽ فِي الْمُبْتَدَا تَشَوُّقٌ لَهُ أُخِذْ
أَوْ سُرْعَةِ السُّرُورِ لِلتَّفَاؤُلِ
✽ أَوْ لِمَسَاءَةِ الْعُدُوِّ الْعَاذِلِ
أَوْ كَوْنِهِ يُوهِمُ الاِسْتِلْذَاذَ بِهْ
✽ أَوْ لاَزِمَ الْخَاطِرِ وَالَّذِي شُبِهْ
قِيلَ: وَلِلتَّخْصِيصِ بِالْفِعْلِ الْخَبَرْ
✽ تَالِيَ نَفْيٍ نَحْوُ "مَا أَنَا أُضَرْ"
أَيْ بَلْ سِوَايَ وَلِهَذَا لَمْ يَصِحْ
✽ "وَلاَ سِوَايَ" وَالْقِيَاسُ مُتَّضِحْ
وَلاَ كَ"مَا أَنَا رَأَيْتُ أَحَدَا"
✽ وَ"مَا أَنَا ضَرَبْتُ إِلاَّ مَنْ عَدَا"
وَمَا سِوَى التَّالِيْ لِتَخْصِيصٍ وَرَدْ
✽ عَلَى الَّذِي يَزْعُمُ غَيْرَهُ انْفَرَدْ
أَوْ شَارَكُوا نَحْوُ "أَنَا الَّذِي عَلاَ"
✽ بِنَحْوِ "لاَ غَيْرِيَ" أَكِّدْ أَوَّلاَ
وَنَحْوِ "وَحْدِيْ" ثَانِيًا وَوَرَدَا
✽ تَقْوِيَةَ الْحُكْمِ كَ"ذَا يُولِي النَّدَا"
وَلَوْ نُفِيْ الْفِعْلُ كَ"أَنْتَ لاَ تَذُمْ"
✽ فَذَا عَلاَ عَنْ "لاَ تَذُمْ" وَلَوْ تَضُمْ
أَنْتَ" إِذِ التَّأْكِيدُ لِلْمَحْكُومِ لاَ
✽ لِلْحُكْمِ وَالْفِعْلُ إِنِ النُّكْرَ تَلاَ
فَهْوَ لِجِنْسٍ أَوْ لِفَرْدٍ حَصَرَهْ
✽ كَ"رَجُلٌ جَا لاَ رِجَالٌ" أَوْ "..مَرَةْ"
وَقَالَ يُوسُفُ: كَذَا إِنْ قُدِّرَا
✽ فاَعِلُهُ مَعْنًى فَقَطْ مُؤَخَّرَا
وَإِنْ يَجُزْ وَلَمْ يُقَدَّرْ أَوْ مُنِعْ
✽ لَمْ يُسْتَفَدْ غَيْرُ التَّقَوِّي فَاسْتَمِعْ
إِلاَّ مُنَكَّرًا وَلَوْ أَنْ أُخِّرَا
✽ فَفَاعِلاً فِي اللَّفْظِ أَيْضًا قُدِّرَا
بِجَعْلِهِ مِنَ الضَّمِيرِ مُبْدَلاَ
✽ خَشْيَةَ فَقْدٍ لِلْخُصُوصِ إِذْ خَلاَ
مِنْ سَبَبٍ سِوَاهُ فَالْمَنْعُ لَزِمْ
✽ مِنِ ابْتِدَاهُ لاَ مُعَرَّفٌ وُسِمْ
بِشَرْطِ فَقْدِ مَانِعِ التَّخْصِيصِ لاَ
✽ "شرٌّ أَهَرَّ ذَا أَذًى" أَمَّا عَلَى
جِنْسٍ فَلاِمْتِنَاعِ أَنْ يُرَادَ "مَا
✽ أَهَرَّ شَرٌّ غَيْرُ خَيْرٍ" وَأَمَا
عَلَى انْفِرَادٍ فَهْوَ لَيْسَ يَجْنَحُ
✽ لِقَصْدِهِمْ وَإِذْ هُمُو قَدْ صَرَّحُوا
تَخْصِيصَهُ إِذْ أَوَّلُوا بِ"مَا أَهَرْ
✽ إِلاَّ" فَبِالتَّنْكِيرِ فَظِّعْ شَأْنَ شَرْ
وَفِي جَمِيعِ قَوْلِهِ هَذَا نَظَرْ
✽ قَالَ: وَ"زَيْدٌ قَائِمٌ" إِذِ اسْتَتَرْ
فِيهِ ضَمِيرٌ فِي التَّقَوِّي يَقْرُبُ
✽ مِنْ "قَامَ" لاَ كَمِثْلِهِ إِذْ يُنْسَبُ
لِشِبْهِ خَالٍ صِيغَةً وَمِنْ هُنَا
✽ لَمْ يَكُ جُمْلَةً وَلاَ كَهِيْ بِنَا
مِمَّا يُرَى تَقْدِيمُهُ كَاللاَّزِمِ
✽ "مِثْلُكَ لاَ يَبْخَلُ يَا ابْنَ الْعَالِمِ"
وَمِثْلُهُ "غَيْرُكَ لاَ يَجُودُ" أَيْ
✽ أَنْتَ إِذَا لَمْ يَكُ تَعْرِيضٌ بِشَيْ
وَرُبَّمَا قُدِّمَ إِذْ عَمَّ كَ"كُلْ
✽ لَمْ يَأْتِ" إِذْ تَأْخِيرُهُ هُنَا يَدُلْ
عَلَى انْتِفَا الْحُكْمِ عَنِ الْمَجْمُوعِ لاَ
✽ عَنْ كُلِّ فَرْدٍ وَهْوَ حُكْمٌ قُبِلاَ
اَلشَّيْخُ: إِنْ فِي حَيِّزِ النَّفْيِ أَتَتْ
✽ "كُلٌّ" بِأَنْ أَدَاتُهُ تَقَدَّمَتْ
كَقَوْلِهِ: "مَا كُلُّ مَا تَمَنَّى"
✽ أَوْ عَمَلُ الْمَنْفِيِّ فِيهِ عَنَّا
كَ"مَا أَتَى الرِّجَالُ كُلُّهُمْ"، وَ"لَنْ
✽ آخُذَ كُلَّ الْمَالِ" أَوْ ذَا قَدِّمَنْ
تَوَجَّهَ النَّفْيُ إِلَى الشُّمُولِ ثُمْ
✽ أُثْبِتَ لِلْبَعْضِ وَإِلاَّ فَلْيَعُمْ
كَ"أَصْبَحَتْ أُمُّ الْخِيَارِ تَدَّعِي
✽ عَلَيَّ ذَنْباً كُلُّهُ لَمْ أَصْنَعِ "
مَسْأَلَة [ الخروج عن مقتضى الظاهر ]قَدْ يَخْرُجُ الْكَلاَمُ عَمَّا ذُكِرَا
✽ مِنْ ذَلِكَ الْمُضْمَرُ عَمَّا أُظْهِرَا
كَ"نِعْمَ عَبْدًا" وَضَمِيرِ الشَّانِ
✽ لِيَثْبُتَ التَّالِيهِ فِي الْأَذْهَانِ
وَعَكْسُهُ إِشَارَةً لِلاِعْتِنَا
✽ بِكَوْنِهِ مُمَيَّزًا إِذْ ضُمِّنَا
حُكْْمًا بَدِيعًا وَادِّعَاءَ الشُّهْرَةِ
✽ أَوِ النِّدَا عَلَى كَمَالِ الْفِطْنَةِ
لِسَامِعٍ وَالضِّدِّ وَالتَّهَكُّمِ
✽ بِهِ كَمِثْلِ مَا إِذَا كَانَ عَمِيْ
وَغَيْرَهَا زِيَادَةَ التَّمْكِينِ قَدْ
✽ مَثَّلَهُ بِقَوْلِهِ: "اللهُ الصَّمَدْ"
أَوْ لِيُقَوِّيْ دَاعِيَ الْمَأْمُورِ
✽ أَوْ يُدْخِلَ الرَّوْعَ عَلَى الضَمِيرِ
أَوِ الْمَهَابَةِ وَالاِسْتِعْطَافِ
✽ قُلْتُ كَذَا الْوُصْلَةُ لِلْأَوْصَافِ
وَعِظَمِ الْأَمْرِ وَتَنْبِيهٍ عَلَى
✽ عِلِّيَّةٍ، وَعَوْدُ مَعْنَاهُ عَلاَ
وَقَالَ فِي الْمِفْتَاحِ: كُلُّ مَا ذُكِرْ
✽ لَيْسَ بِمُخْتَصٍّ بِذَا الَّذِي قُدِرْ
بَلْ غَيْبَةٌ وَأَخَوَاهَا قَدْ نُقِلْ
✽ كُلٌّ لِآخَرَ الْتِفَاتٌ مُسْتَقِلْ
وَرُدَّ فَالْأَشْهَرُ أَنَّهُ أَخَصْ
✽ لِأَنَّهُ التَّعْبِيرُ عَنْ مَعْنًى بِنَصْ
مِنَ الثَّلاَثِ بَعْدَ ذِكْرٍ بِسِوَاهْ
✽ مِنْهَا لِيَرْفُلَ الْكَلاَمُ فِي حُلاَهْ
لِأَنَّ نَقْلَ الْقَوْلِ فِي الْمَهَايِعِ
✽ أَنْشَطُ لِلْإِصْغَاءِ فِي الْمَسَامِعِ
وَقَدْ يَخُصُّ كُلَّ مَوْضِعٍ نُكَتْ
✽ كَمِثْلِ مَا أُمُّ الْكِتَابِ قَدْ حَوَتْ
فَالْعَبْدُ إِذْ يَحْمَدُ مَنْ يَحِقُّ لَهْ
✽ ثُمَّ يَجِيءُ بِالسُّمَى الْمُبَجَّلَةْ
فَكُلُّهَا مُحَرِّكُ الْإقْبَالِ
✽ وَمَالِكُ الْأُمُورِ فِي الْمَآلِ
فَيُوجِبُ الْإِقْبَالَ وَالْخِطَابَا
✽ بِغَايَةِ الْخُضُوعِ وَالتَّطْلاَبَا
لِلْعَوْنِ فِي كُلِّ مُهِمٍّ يَقْصِدُ
✽ وَقِسْ عَلَيْهِ كُلَّ مَا قَدْ يَرِدُ
وَلَمْ يَكُنْ فِي جُمْلَةٍ كَمَا فِي
✽ عَرُوسِ الاَفْرَاحِ وَفِي الْكَشَّافِ
وَمِنْ خِلاَفِ الْمُقْتَضَى أَنْ جَاوَبَا
✽ مُخَاطَِبًا بِغَيْرِ مَا تَرَقَّبَا
بِحَمْلِهِ عَلَى خِلاَفِ قَصْدِهِ
✽ لِأَنَّهُ أَوْلَى بِهِ مِنْ ضِدِّهِ
أَوْ سَائِلاً بِغَيْرِ مَا قَدْ سَأَلَهْ
✽ لِأَنَّهُ الْأَوْلَى أَوِ الْمُهِمُّ لَهْ
وَمِنْهُ مَاضٍ عَنْ مُضَارِعٍ وُضِعْ
✽ لِكَوْنِهِ مُحَقَّقًا نَحْوُ "فَزِعْ"
قُلْتُ وَلِلْإِشْرَافِ أَوْ إِبْرَازِكَا
✽ فِي مَعْرِضِ الْحَاصِلِ غَيْرَ ذَلِكَا
وَمِنْهُ قَلْبٌ كَ"عَرَضْتُ الْإِبِلاَ
✽ عَلَى الْحِيَاضِ" ثُمَّ هَلْ ذَا قُبِلاَ
ثَالِثُهَا الْأَصَحُّ إِنْ لَمْ يَقْتَضِ
✽ مَعْنًى لَطِيفًا لاَ وَإِلاَّ فَارْتُضِيْ
ك"مَهْمَهٍ مُغْبَرَّةٍ أَرْجَاؤُهُ
✽ كَأَنَّ لَوْنَ أَرْضِهِ سَمَاؤُهُ"
وَمِنْهُ ذِكْرُ جَمْعٍ اوْ مُثَنَّى
✽ أَوْ مُفْرَدٍ عَنْ آخَرٍ قَدْ عَنَّا
وَالاِنْتِقَالُ عَنْ خِطَابِ بَعْضِ ذِي
✽ إِلَى خِطَابِ آخَرٍ نَوْعٌ شَذِيْ
الباب الثالث : أَحْوَالُ الْمُسْنَدِفَتَرْكُهُ لِمَا مَضَى وَيَحْتَمِلْ
✽ كِلَيْهِمَا "صَبْرٌ جَمِيلٌ" قَدْ نُقِلْ
وَشَرْطُهُ قَرِينَةٌ كَذِكْرِ
✽ سُؤَالٍ اوْ تَقْدِيرِهِ لِخُبْرِ
وَقَدْ يَجِي مِنْ أَوَّلٍ أَوْ آخِرِ
✽ وَصَالِحًا لِذَيْنِ عِنْدَ السَّابِرِ
وَخَبَرًا لِمُبْتَدًا أَوْ (إِنَّ) أَوْ
✽ (كَانَ) عَلَى قُبْحٍ وَفِعْلاً بَعْدَ (لَوْ)
وَذِكْرُهُ لمِاَ مَضَى أَوْ حَتْمِ
✽ مَجِيئِهِ بِالْفِعْلِ أَوْ بِالاِسْمِ
قُلْتُ: وَلِلتَّعْجِيبِ فِي الْمِفْتَاحِ قَدْ
✽ زَادَ، وَفِي الْإِيضَاحِ رَدَّ، وَانْفَرَدْ
لِكَوْنِهِ لاَ سَبَبِيًّا مَعْ عَدَمْ
✽ إِفَادَةِ الْقُوَّةِ لِلْحُكْمِ الْمُتَمْ
وَالسَّبَبِيُّ: مَا جَرَى لِغَيْرِ مَا
✽ يَسْبِقُهُ كَ"هِنْدَ عَبْدُهَا انْتَمَى"
وَكَوْنُهُ فِعْلاً لِأَنْ يُقَيَّدَا
✽ بِوَقْتِهِ وَيُفْهِمَ التَّجَدُّدَا
وَاسْمًٍا لِفَقْدِ فَيْدِهِ مَا ذُكِرَا
✽ قُلْتُ: وَقَالَ بَعْضُ مَنْ تَأَخَّرَا:
إِفَادَةُ الثُّبُوتِ لِلْإِسْمِ فُقِد
✽ إِنْ كَانَ مَا يَتْلُوهُ فِعْلاً) وَانْتُقِدْ
وَكَوْنُهُ مُقَيَّدًا بِقَيْد
✽ كَنَحْوِ مَفْْعُولٍ لِزَيْدِ الْفَيْدِ
وَنَحْوُ "كُنْتُ قَائِمًا" (كَانَ) الَّذِي
✽ قَيَّدَتِ الْمَنْصُوبَ لاَ الْعَكْسُ احْتُذِي
وَالتَّرْكُ لِلْمَانِعِ كَانْتِهَازِ
✽ لِفُرْصَةٍ تُغْنَمُ وَالْإِيجَازِ
وَكَوْنُهُ قُيِّدَ بِالشَّرْطِ لِأَنْ
✽ يُفِيدَ مَعْنَى الْأَدَوَاتِ كَيْفَ عَنْ
وَكُلُّهَا مَبْسُوطَةٌ فِي النَّحْوِ
✽ وَابْحَثْ هُنَا فِي (إِنْ) (إِذَا)وَ(لَوّ)
فَغَيْرُ (لَوْ) لِلشَّرْطِ فِي اسْتِقْبَالِ
✽ لَكِنَّ إِنْ) تَخْتَصُّ بِالْمُحَالِ
لِكَوْنِهَا فِي الْأَصْلِ لِلَّذِي عَدِمْ
✽ جَزْمًا وَعَكْسُهَا (إِذَا)، مِنْ ثَمَّ عَمْ
الَْمَاضِ فِيهَا، وَلِجَزْمٍ إِنْ تَرِدْ
✽ تَجَاهُلاً أَوْ لِمُخَاطَبٍ فَقَدْ
جَزْمًا وَلِلتَّوْبِيخِ وَالَّذِي يُرَى
✽ كَجَاهِلٍ إِذْ مَا عَلَى الْعِلْمِ جَرَى
كَذَا لِتَغْلِيبِ الَّذِي لَمْ يَتَّصِفْ
✽ بِهِ عَلَى الْمَوْصُوفِ ثُمَّ ذَا عُرِفْ
فِي غَيْرِ مَا فَنٍّ كَمِثْلِ (الْعُمَرَيْنْ)
✽ (اَلْقَانِتَيْنِ) (الْخَافِقَيْنِ) (الْقَمَرَيْنْ)
قُلْتُ: وَمَنْ يَشْرُطُ أَنْ يُغَلَّبَا
✽ أَدْنَى أَوِ الْأَعْلَى فَلَا تُصَوِّبَا
وَاخْتَصَّتَا بِالْجُمْلَةِ الْفِعْلِيَّةِ
✽ مُسْتَقْبَلاً وَتَرْكُهُ لِنُكْتَةِ
كَمِثْلِ إِبْرَازِ الَّذِي لَمْ يَحْصُلِ
✽ فِي صُورَةِ الْحَاصِلِ وَالتَّفَاؤُلِ
وَالْقَصْدِ لِلرَّغْبَةِ فِي وُقُوعِهِ
✽ وَقِيلَ: وَالتَّعْرِيضُ مِنْ فُرُوعِهِ
نَحْوُ "لَئِنْ أَشْرَكْتَ" وَالتَّعْرِيضَ سَمْ
✽ بِ(مُنْصِفِ الْكَلاَمِ) مِمَّنْ قَدْ حَكَمْ
وَمِنْهُ "مَا لِيْ" تِلْوُهُ "لاَ أَعْبُدُ"
✽ وَحُسْنُهُ إِسْمَاعُ مَنْ قَدْ يَقْصِدُ
خِطَابَهُ الْحَقَّ عَلَى وَجْهٍ مَنَعْ
✽ غَضَبَهُ؛ إِذْ لَمْ يَكُنْ فِيمَا صَنَعْ
نِسْبَتُهُ لِلَّوْمِ، وَالْإِعَانَةْ
✽ عَلَى قَبُولِهِ لِمَا أَبَانَهْ
مِنْ نُصْحِهِ؛ إِذْ لَمْ يُرِدْ لَهُ سِوَى
✽ مُرَادِهِ لِنَفْسِهِ كَمَا نَوَى
وَ(لَوْ لِشَرْطِ الْمَاضِ وَانْتِفَائِهِ
✽ لاَ لاِنْتِفَا الْمَشْرُوطِ أَوْ بَقَائِهِ
فَذَاكَ بِاللاَّزِمِ؛ هَكَذَا ذَكَرْ
✽ جَمَاعَةٌ وَشَيْخُنَا لَهُ نَصَرْ
مِنْ ثَمَّ غَالِبًا تَلِي الْفِعْلِيَّةْ
✽ وَفِعْلَ جُزْأَيْهَا الْزَمَنْ مُضِيَّهْ
وَلاِنْحِتَامِ كَوْنِ ذَاكَ وَاقِعَا
✽ وَقَصْدِ الاِسْتِمْرَارِ جَا مُضَارِعَا
وَقَصْدِ الاِسْتِحْضَارِ مِثْلُ مَا أَتَى
✽ فِي غَيْرِ ذَا، وَقَدْ تَقَضَّى ضِدُّ تَا
قُلْتُ: وَأَمَّا نَفْيُهُ فَالْأَحْرُفُ
✽ سِتٌّ، لِمَعْنًى كُلُّ حَرْفٍ يُؤْلَفُ
فَ(مَا) وَ(إِنْ) كَ(لَيْسَ) نَفْيُ الْحَالِ
✽ وَ(لاَ) وَ(لَنْ(لِنَفْيِ الاِسْتِقْبَالِ
فَ(إِنْ) أَدَقُّ ثُمَّ لِلتَّأْكِيدِ (لَنْ)
✽ وَنَفْيِ مَا كَانَ حُصُولُهُ يُظَنْ
قِيلَ: وَلِلتَّأْبِيدِ، لَكِنْ تُرِكَا
✽ وَخَصَّهُ (لاَ) ابْنُ خَطِيبِ زَمْلَكَا
قَالَ: وَلَنْ لِنَفْيِ مَا قَدْ قَرُبَا،
✽ وَالاِرْتِشَافُ فِيهِ هَذَا قَدْ أَبَى
وَ(لَمْ) وَ(لَمَّا) نَفْيُ مَاضٍ وَانْفَرَدْ
✽ (لَمَّا) بِالاِسْتِغْرَاقِ مَعْ مَدْخُولِ (قَدْ)
وَكَوْنُ مَا أُسْنِدَ ذَا تَنَكُّرِ
✽ لِقَصْدِ أَنْ لاَ عَهْدَ أَوْ لَمْ يُحْصَرِ
كَذَاكَ لِلتَّفْخِيمِ أَوْ لِلضَّعْفِ،
✽ وَكَوْنُهُ مُخَصَّصًا بِالْوَصْفِ
أَوْ بِإِضَافَةٍ لِكَوْنِهِ أَتَمْ
✽ فَائِدَةً، وَتَرْكُهُ لِلْفَقْدِ عَمْ
وَكَوْنُهُ مُعَرَّفًا لِيَفْهَمَا
✽ مُخَاطَبٌ حُكْمًا عَلَى مَا عَلِمَا
بِبَعْضِ مَا عَرَّفَ بِالَّذِي جَهِلْ
✽ أَوْ لاَزِمًا، كَذَا "أَخِيْ" أَوِ "الْأَجَلْ"
عَهْدًا أَوِ الْجِنْسَ أَرِدْ كَعَكْسِ
✽ ذَيْنِ، وَقَدْ يُفِيدُ قَصْرَ الْجِنْسِ
ذُو اللاَّمِ تَحْقِيقًا عَلَى شَيْءٍ كَذَا
✽ مُبَالَغًا كَ"هْوَ الْأَمِيرُ" وَ"..الْأَذَى"
وَمَنْ يَقُلْ: (مُعَيَّنٌ لِلاِبْتِدَا
✽ إِسْمٌ وَلِلْإِخْبَارِ وَصْفٌ) فَارْدُدَا
وَجُمْلَةً يَجِيءُ لِلتَّقْوِيَةِ
✽ أَوْ سَبَبِيًّا كَانَ كَالْإِسْمِيَّةِ
فِعْلِيَّةً شَرْطِيَّةً لِمَا مَضَى
✽ ظَرْفِيَّةً تَقْدِيرُهَا الْفِعْلُ رِضَا
فَلاِخْتِصَارِهَا وَفِي تَأْخِيرِهِ
✽ اَلنُّكْتَةُ اهْتِمَامُ شَأْنِ غَيْرِهِ
وَعَكْسُهُ لِكَوْنِهِ بِالْمُسْنَدِ
✽ إِلَيْهِ مَخْصُوصًا كَ"مَا فِيهَا عَدِيْ"
مِنْ ثَمَّ فِي "لاَ رَيْبَ فِيهِ" أُخِّرَا
✽ كَيْ لاَ يُفِيدَ الرَّيْبَ فِيمَا غَبَرَا
أَوْ فَهْمِ الْاِخْبَارِ بِهِ مِنْ أَوَّلِ
✽ أَوْ لِتَشَوُّقٍ أَوِ التَّفَاؤُلِ
قُلْتُ: وَلِلْمَفْعُولِ إِنَّمَا بُنِي
✽ لِكَوْنِهِ فِي الذُّكْرِ نُصْبَ الْأَعْيُنِ
أَوِ السِّيَاقِ دَلَّ أَوْ لاَ يَصْدُرُ
✽ عَنْ غَيْرِهِ أَوْ كَوْنِهِ يُحَقَّرُ
كَذَاكَ لِلْجَهْلِ وَالاِخْتِصَارِ
✽ وَالسَّجْعِ وَالرَّوِيِّ وَالْإِيثَارِ
تَنْبِيهغَالِبُ هَذَا الْبَابِ وَالَّذِي خَلاَ
✽ يَجِيءُ فِي سِوَاهُمَا تَأَمَّلاَ
الباب الرابع : أَحْوَالُ مُتَعَلَّقَاتِ الْفِعْلِ وَمَا يَعْمَلُ عَمَلَهُاَلْفِعْلُ أَوْ بَقِيَّةُ الْعَوَامِلِ
✽ مَعَ اسْمِهَا الْمَنْصُوبِ مِثْلُ الْفَاعِلِ
فِي ذِكْرِهِ لِيُفْهِمَ التَّعَلُّقَا
✽ دُونَ إِفَادَةِ الْوُقُوعِ مُطْلَقَا
فَحَذْفُهُ إِنْ أُطْلِقَ الْإِثْبَاتُ لَهْ
✽ أَوْ نَفْيُهُ لِلاِسْمِ أَعْنِي فَاعِلَهْ
لِكَوْنِهِ نُزِّلَ كَاللاَّزِمِ لاَ
✽ مُقَدَّرٌ فِيهِ فَإِمَّا جُعِلاَ
اَلْفِعْلُ كَانِيًا عَنِ الْفِعْلِ يُخَصْ
✽ مَعْمُولُهُ دَلَّ عَلَيْهِ نَوْعُ نَصْ
كَ"شَجْوُ حُسَّادِكَ أَنْ يَرَى بَصَرْ"
✽ أَيْ أََنْ يَكُونَ مُبْصِرٌ لِمَا ظَهَرْ
أَوْ لاَ يَكُونُ مِثْلَ مَا تَلَوْنَا
✽ "هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَا"
أَمَّا الَّذِي يُحْذَفُ وَهْوَ مَا رُفِضْ
✽ فَلاَئِقًا قَدِّرْ، وَفِي هَذَا الْغَرَضْ
مِنْ بَعْدِ الاِبْهَامِ الْبَيَانُ مِثْلُ "شَا"
✽ مَا لَمْ يَكُ الْتِبَاسُهُ مُسْتَوْحَشَا
أَوْ دَفْعُ أَنْ يَبْتَدِرَ الذِّهْنُ إِلَى
✽ غَيْرِ الْمُرَادِ وَاعْتِنَاءٌ كَمَلاَ
بِذِكْرِ الاِيقَاعِ لَهُ بَعْدُ عَلَى
✽ صَرِيحِهِ أَوْ أَدَبٌ مَعَ الْعُلاَ
أَوِ اخْتِصَارٌ مَعْ دَلِيلٍ قَامَ لَهْ
✽ أَوْ هَجْنَةٌ أَوْ أَنْ تُرَاعَى الْفَاصِلَهْ
كَذَا إِفَادَةُ الْعُمُومِ بِالْكَلاَمْ
✽ كَقَوْلِهِ "يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمْ"
أَوْ نَحْوُ ذَا، وَكَوْنُهُ مُقَدَّمَا
✽ لِرَدِّ تَعْيِينِ الْخَطَا مِنْ ثَمَّ مَا
يُقَالُ "مَا أَبُو الْبَقَاءِ لُمْتُهْ
✽ وَلاَ سِوَاهُ"، لاَ "..وَلَكِنْ عِنْتُهْ"
أَمَّا فِي الاِشْتِغَالِ فَالتَّأْكِيدُ إِنْ
✽ قُدِّرَ مَا فُسِّرَ قَبْلَهُ يَعِنْ
وَبَعْدُ تَخْصِيصٌ وَهَذَا يَغْلِبُ
✽ فِيهِ كَ"يَا رَبِّ إِلَيْكَ أَرْغَبُ"
وَقَدْ يُفِيدُ فِي الْجَمِيعِ الاِهْتِمَامْ
✽ بِهِ وَمِنْ ثَمَّ الصَّوابُ فِي الْمَقَامْ
تَقْدِيرُ مَا عُلِّقَ "بِاسْمِ اللهِ" بِهْ
✽ مُؤَخَّرًا فَإِنْ يَرِدْ بِسَبَبِهْ
تَقْدِيمُهُ فِي سُورَةِ (اقْرَأْ) فَهُنَا
✽ كَانَ الْقِرَاءَةُ الْأَهَمَّ الْمُعْتَنَى
قُلْتُ: وَشَرْطُ الاِخْتِصَاصِ مَنْعُ أَنْ
✽ يَسْتَوْجِبَ التَّقْدِيمَ أَوْ بِالْوَضْعِ عَنْ
أَوْ كَانَ مُصْلِحًا لِأَنْ يُرَكَّبَا
✽ وَبَعْضُهُمْ لِلاِخْتِصَاصِ قَدْ أَبَى
وَيَرْفَعُ الْخِلاَفَ قَوْلُ السُّبْكِي:
✽ لَيْسَ رَدِيفَ الْحَصْرِ غَيْرَ شَكِّ
وَبَعْضُ مَعْمُولاَتِهِ يُقَدَّمُ
✽ عَلَى السِّوَى إِذْ أَصْلُهُ التَّقَدُّمُ
وَلاَ اقْتِضَا لِمَعْدِلٍ كَأَوَّلِ
✽ (أَعْطَى) وَكَالْفَاعِلِ أَوْ لِخَلَلِ
يَحْصُلُ فِي مَعْنَاهُ بِالتَّأْخِيرِ أَوْ
✽ تَنَاسُبٍ، وَالاِخْتِصَاصَ قَدْ حَكَوْا
وَقَدْ يَجِي عَنْ مَصْدَرٍ سِوَاهُ
✽ لِنُكْتَةٍ يُدْرِكُ مَنْ حَوَاهُ
وَنُكْتَةُ التَّمْيِيزِ حِينَ حُوِّلاَ
✽ فَخَامَةٌ تُدْرَكُ حِينَ يُجْتَلَى
الباب الخامس : الْقَصْرُإِمَّا حَقِيقِيٌّ وَإِمَّا غَيْرُ ذَا
✽ فَالْقَصْرُ لِلْمَوْصُوفِ وَالْوَصْفِ اللَّذَا
أَعَمُّ مَعْنًى أَوَّلُ الْحَقِيقِي
✽ كَ"إِنَّمَا مُحَمَّدٌ صَدِيقِي"
أَيْ مَا لَهُ وَصْفٌ سِوَاهُ يُورَدُ
✽ وَهْوَ عَزِيزٌ لاَ يَكَادُ يُوجَدُ
وَالثَّانِ مِنْهُ غَالِبٌ كَ"لَيْسَ فِي
✽ ذِي الدَّارِ إِلاَّ ذَا" وَرُبَّمَا يَفِي
مُبَالَغًا إِذْ غَيْرُهُ مَا اعْتُدَّ بِهْ
✽ وَأَوَّلَ الْمَجَازِ خُذْ لاَ يَشْتَبِهْ
تَخْصِيصُ أَمْرٍ صِفَةً دُونَ صِفَةْ
✽ أَوْ وُضِعَتْ عَنْهَا وَثَانِي ذِي الصِّفَةْ
تَخْصِيصُهُ الْوَصْفَ بِأَمْرٍ دُونَ مَا
✽ سِوَاهُ أَوْ مَكَانَ ذَاكَ فَهُمَا
ضَرْبَانِ فَالْخِطَابُ بِالْأَوَّلِ مِنْ
✽ ضَرْبَيْهِمَا لِمَنْ لِشِرْكَةٍ يَظُنْ
فَقَصْرُ إِفْرَادٍ لِقَطْعِ الشِّرْكَةِ،
✽ وَالثَّانِ مَنْ يَعْتَقِدُ الْعَكْسَ لِتِي
فَقَصْرُ قَلْبٍ، أَوْ تَسَاوَيَا لَدَى
✽ مُخَاطَبٍ فَقَصْرُ تَعْيِينٍ بَدَا
وَالشَّرْطُ فِي الْمَوْصُوفِ إِذْ مَا يُفْرَدُ
✽ أَنْ لاَ تَنَافِيْ فِي الصِّفَاتِ يُوجَدُ،
وَالْقَلْبُ أَنْ يُوجَدَ، وَالتَّعْيِينُ عَمْ،
✽ وَطُرُقُ الْقَصْرِ كَثِيرَةٌ تُضَمْ
كَالْعَطْفِ "زَيْدٌ قَائِمٌ لاَ قَاعِدُ"
✽ وَ"لَيْسَ عَمْرٌو شَاعِرًا بَلْ حَامِدُ"
وَالنَّفْيُ مَعْ (إِلاَّ) كَ"مَا مُحَمَّدُ
✽ إِلاَّ رَسُولٌ"، "مَا الْحِمَى إِلاَّ الْيَدُ"
وَ(إِنَّمَا) -وَمَا أَصَابَ الْجَاحِدُ-
✽ كَ"إِنَّمَا اللهُ إِلَهٌ وَاحِدُ"
كَذَا إِذَا قَدَّمْتَهُ نَحْوُ "بِنَا
✽ مَرَّ" وَفِي الْوَصْفِ "تَمِيمِيٌّ أَنَا"
قُلْتُ: وَقِيلَ (أَنَّ) بِالْفَتْحِ وَ(مَا)
✽ كَ"إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا"
وَذِكْرُ مُسْنَدٍ إِلَيْهِ، وَكَذَا
✽ تَعْرِيفُهُ وَمُسْنَدٍ، وَغَيْرُ ذَا
وَاخْتَلَفَتْ مِنْ أَوْجُهٍ فَالْوَضْعُ قُلْ
✽ لِلْكُلِّ لاَ التَّقْدِيمِ فَالْفَحْوَى يَدُلْ
وَالْأَصْلُ ذِكْرُ مُثْبَتٍ وَالْمَنْفِي
✽ فِي أَوَّلٍ يُعْنَى بِهِ فِي الْعَطْفِ
وَرُبَّمَا لِكُرْهِ الاِطْنَابِ سَقَطْ
✽ وَفِي الْبَوَاقِي ذِكْرُ مُثْبَتٍ فَقَطْ
وَالنَّفْيُ لاَ يُجَامِعُ الثَّانِيْ فَ(لاَ)
✽ لاَ تَنْفِ إِنْ نَفْيٌ بِغَيْرِهَا خَلاَ
وَلِلْأَخِيرَيْنِ فَقَدْ تُجَامِعُ
✽ كَ"إِنَّمَا أَنَا النَّدَى لاَ اللاَّمِعُ"
وَقِيلَ: شَرْطُ جَمْعِهِ مَعْ (إِنَّمَا)
✽ أَنْ لاَ يُخَصَّ الْوَصْفُ بِالَّذِي انْتَمَى
وَقِيلَ: شَرْطُ الْحُسْنِ، وَهْوَ أَقْرَبُ،
✽ وَأَصْلُ ثَانٍ جَهْلُ مَنْ يُخَاطَبُ
وَجَحْدُهُ لِمَا لَهُ يُسْتَعْمَلُ
✽ وَيُجْعَلُ الْمَعْلُومُ كَاللَّذْ يُجْهَلُ
فَخُذْ لَهُ الثَّانِيْ لِأَمْرٍ نَاسَبَا
✽ وَاسْتَعْمِلَنْهُ مُفْرِدًا وَقَالِبَا
كَمِثْلِ"مَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولْ"
✽ إِذْ عَظَّمُوا مَمَاتَهُ مِثْلَ الْجَهُولْ
أَيْ هُوَ مَقْصُورٌ عَلَيْهَا مَا عَدَا
✽ إِلَى التَّبَرِّي مِنْ هَلاَكٍ وَرَدَى
وَقَوْلُهُ: "إِنْ أَنْتُمُو إِلاَّ بَشَرْ"
✽ لِزَاعِمِ الرُّسْلِ سِوَاهُ وَأَصَرْ
مُخَاطَبٌ عَلَى ادِّعَا الرِّسَالَهْ
✽ وَقَوْلُهُمْ: "إِنْ نَحْنُ مِثْلُ الْقَالَهْ"
مِنَ الْمُجَارَاةِ لِخَصْمٍ كَيْ عَثَرْ
✽ إِرَادَةَ التَّبْكِيتِ لاَ لِلنَّفْيِ قَرْ
وَ(إِنَّمَا) بِعَكْسِهِ كَ"إِنَّمَا
✽ هَذَا أَخُوكَ" أَيْ فَرِقَّ وَارْحَمَا
وَرُبَّمَا يُنَزَّلُ الْمَجْهُولُ فِي
✽ دَعْوَى الظُّهُورِ كَسِوَاهُ فَيَفِي
ثُمَّ عَلَى الْعَطْفِ لَهَا مَزِيَّةْ
✽ إِذْ يُعْلَمُ الْحُكْمَانِ بِالْمَعِيَّةْ
وَمِثْلُهَا التَّقْدِيمُ فِي التَّعْوِيضِ
✽ وَخَيْرُ مَا يُورَدُ فِي التَّعْرِيضِ
مَسْأَلَةيَجِيءُ بَيْنَ مُبْتَدًا وَخَبَرِ
✽ وَالْفِعْلِ مَعْ تَعَلُّقٍ لاَ الْمَصْدَرِ
وَأَخِّرَنَّ مَا عَلَيْهِ قَدْ قُصِرْ
✽ مُسْتَثْنِيًا مَعَ الْأَدَاةِ وَنَدَرْ
تَقْدِيمُ هَذَيْنِ لِئَلاَّ يَلْزَمَا
✽ قَصْرُ الصَّفَاتِ قَبْل أَنْ تُتَمَّمَا
وَأَخِّرَنْ فِي (إِنَّمَا) لِئَلاَّ
✽ يَعْرِضَ لَبْسٌ، (غَيْرُ) مِثْلُ (إِلاَّ)
فِي الْقَصْرِ وَالْمَنْعِ مِنَ الْجَمْعِ بِ(لاَ)
✽ وَإِنَّمَا جَا الْقَصْرُ فِي الَّذِي خَلاَ
لِأَنَّ نَفْيَ فَارِغِ الْإِسْتِثْنَا
✽ مُوَجَّهٌ إِلَى الَّذِي يُسْتَثْنَى
مِنْهُ مُقَدَّرًا وَعَامًا نَاسَبَا
✽ تَالِيهِ جِنْسًا، فَإِذَا مَا أُوجِبَا
شَيْءٌ بِ(إِلاَّ) مِنْهُ جَاءَ قَطْعَا،
✽ وَوَضْعُ ذِي هُنَا أَتَمُّ صُنْعَا
الباب السادس : الْإِنْشَاءُوَإِنَّمَا الْمَقْصُودُ مِنْهُ الطَّلَبِي
✽ طَالِبُ مَا يُفْقَدُ وَقْتَ الطَّلَبِ
أَنْوَاعُهُ مِنْهَا التَّمَنِّيْ وَوُضِعْ
✽ (لَيْتَ) لَهُ وَلَوْ مُحَالاً فَاسْتَمِعْ
كَمِثْلِ "يَا لَيْتَ الشَّبَابَ عَائِدْ"
✽ وَقَدْ يَجِي بِ(هَلْ) كَ"هَلْ مِنْ عَاضِدْ"
لِفَقْدِهِ عِلْمًا وَهَكَذَا بِ(لَوْ)
✽ وَيُوسُفٌ كَأَنَّ مِنْهُمَا حَذَوْا
هَلاَّ وَ (أَلاَّ) بِانْقِلاَبِ الْهَاءِ مَعْ
✽ (لَوْلاَ) وَ(لَوْمَا) بِمَزِيد)مَا )وَقَعْ
إِذْ أُشْرِبَا مَعْنَى التَّمَنِّي لِيَفِي
✽ فِي الْمَاضِ تَنْدِيمٌ كَذَا التَّحْضِيضُ فِي
مُسْتَقْبَلٍ "هَلاَّ أَتَيْتَ"، "هَلاَّ
✽ تَجِي" وَخُذْ تَمَنِّيًا بِ(عَلاَّ)
فَانْصِبْ جَوَابَهَا كَ(لَيْتَ) وَالْخَبَرْ
✽ تَضْمِينُهُ لَفْظَ التَّمَنِّي مُسْتَطَرْ
وَمِنْهَا الاِسْتِفْهَامُ بِ(الْهَمْزِ)وَ(هَلْ)
✽ (مَا)(مَنْ)وَ(أَيٍّ)(كَمْ)وَ(كَيْفَ)(أَيْنَ) (دَلْ)
(أَنَّى) (مَتَى) (أَيَّانَ)، فَالْهَمْزَ اذْكُرِ
✽ لِطَلَبِ التَّصْدِيقِ وَالتَّصَوُّرِ
نَحْوُ "أَزَيْدٌ قَائِمٌ" "أَذَاكَ خَلْ
✽ أَمْ عَسَلٌ"، قُلْتُ: وَذُو التَّصْدِيقِ حَلْ
تَالِيهِ (أَمْ) مُنْقَطِعًا وَالثَّانِي
✽ مُتَّصِلاً وَلَمْ يُقَبَّحْ بَانِي
نَحْوُ "أَزَيْدٌ قَامَ"، "أَلْجَهُولاَ
✽ عَرَفْتَ" ثُمَّ أَوْلِهَا الْمَسْؤُولاَ
بِهَا كَفَاعِلٍ وَمَفْعُولٍ بِمَا
✽ مَضَى وَفِعْلٍ فِي "أَخِلْتَ الْمُنْتَمَى"
قُلْتُ: وَذَا الْحُكْمُ لِغَيْرِهَا اسْتَقَرْ
✽ كَذَاكَ فِي الْعَرُوسِ وَالطِّيبِي ذَكَرْ
وَ(هَلْ ) لِتَصْدِيقٍ فَقَطْ كَ"هَلْ أَتَى
✽ زَيْدٌ"، وَ"هَلْ عَمْرٌو أَبُو هَذَا الْفَتَى"
مِنْ ثَمَّ لاَ يُعْطَفُ بَعْدَهَا بِ(أَمْ)
✽ وَنَحْوُ"هَلْ زَيْدًا ضَرَبْتَ" الْقُبْحُ أَمْ
إِذْ أَفْهَمَ التَّقْدِيمُ تَصْدِيقًا حَصَلْ
✽ بِالْفِعْلِ نَفْسِهِ خِلاَفَ مَا اشْتَغَلْ
وَقَالَ فِي الْمِفْتَاحِ: "هَلْ عَبْدٌ عَرَفْ"
✽ قُبْحٌ لَهُ وَلاَزِمٌ عَمَّا وَصَفْ
جَوَازُ "هَلْ زَيْدٌ" وَبَعْضٌ عَلَّلاَ
✽ قُبْحَهُمَا بِأَنَّ (هَلْ) تَأَصَّلاَ
رَدِيفَ (قَدْ)وَالْهَمْزُ قَبْلُ حُذِفَا
✽ لِكَثْرَةِ الْوُقُوعِ، قُلْتُ :اخْتُلِفَا
فِي كَوْنِهَا تُفِيدُ ذَاكَ فَضْلاَ
✽ عَنْ كَوْنِهَا لِذَاكَ وَضْعًا أَصْلاَ
وَإِنَّمَا الزَّمَخْشَرِيُّ قَالَهْ
✽ وَكَمْ إِمَامٍ رَدَّ ذِي الْمَقَالَةْ
وَخَصَّصَتْ مُضَارِعًا بِمَا يَجِي
✽ فَلاَ تَقُلْ "هَلْ تَطْرُدِينَ الْمُرْتَجِي"
كَمَا يَجِي فِي هَمْزَةٍ لِأَجْلِ
✽ ذَيْنِ لَهَا تَخَصُّصٌ بِالْفِعْلِ
مِنْ ثَمَّ "أَنْتُمْ شَاكِرُونَ" بَعْدَ "هَلْ"
✽ مِنْ "تَشْكُرُوا" لِطَلَبِ الشُّكْرِ أَدَلْ
لِأَنَّ إِبْرَازَ الَّذِي جُدِّدَ فِي
✽ مَعْرِضِ ثَابِتٍ أَدَلُّ إِذْ يَفِي
عَلَى كَمَالِ الاِعْتِنَا بِأَنْ حَصَلْ
✽ وَمِنْ"أَأَنْتُمُ" الَّذِي الثُّبُوتَ دَلْ
لِأَنَّ (هَلْ) لِلْفِعْلِ أَدْعَى مِنْهَا
✽ فَتَرْكُهُ مَعْهَا أَدَلُّ كُنْهَا
مِنْ ثَمَّ لاَ يَحْسُنُ "هَلْ مَلِيحِي
✽ مُنْطَلِقٌ" إِلاَّ مِنَ الْفَصِيحِ
وَ(هَلْ) بَسِيطٌ لِلْوُجُودِ يَطْلُبُ،
✽ وَمَا وُجُودُهُ لِشَيْ مُرَكَّبُ
فَأَوَّلٌ كَ"هَلْ سُكُونُهُ وُجِدْ"
✽ وَالثَّانِ "هَلْ سُكُونُهُ دَوْمٌ" عُهِدْ
تَنْبِيهٌمُسْتَفْهَمُ التَّصْدِيقِ يُوسُفٌ وَفَى
✽ لِلْحُكْمِ بِالثُّبُوتِ أَوْ بِالاِنْتِفَا
وَمَنْ نَفَى مُسْتَفْهَمَ النَّفْيِ بِهَلْ
✽ كَصَاحِبِ الْمِصْبَاحِ وَالْمُغْنِي وَهَلْ
بِالْبَاقِيَاتِ يُطْلَبُ التَّصَوُّرُ
✽ فَ(مَا) لِشَرْحِ الاِسْمِ قَبْلُ تُذْكَرُ
أَوْ لِحَقِيقَةِ الْمُسَمَّى وَ(هَلِ)
✽ بَسِيطَةً رُتْبَتُهَا الْأُولَى تَلِي
وَ(مَنْ) بِهَا يُطْلَبُ أَنْ يُعَيَّنَا
✽ مُشَخِّصٌ يَعْلَمُ نَحْوُ "مَنْ هُنَا"
وَقِيلَ: (مَا) لِلْجِنْسِ وَالْوَصْفِ تَعُمْ
✽ فَفِي جَوَابِ: "مَا لَدَيْكَ؟" الثَّوْبَ أُمْ
وَفِي جَوَابِ: "مَا أَخُوكَ؟" الْمُرْتَضَى
✽ وَمَنْ لِجِنْسٍ عَالِمٍ وَمَا ارْتَضَى
لاَ وَصْفِهِ، وَاسْأَلْ بِ(أَيٍّ) عَمَّا
✽ يُمَيِّزُ الشِّرْكَةَ فِيمَا عَمَّا
وَاسْأَلْ بِ(كَمْ) عَنْ عَدَدٍ،وَ(كَيْفَ) عَنْ
✽ حَالٍ،وَ(أَيْنَ) لِلْمَكَانِ، وَالزَّمَنْ
(مَتَى)، وَ(أَيَّانَ) لِذِي اسْتِقْبَالِ
✽ قِيلَ وَلِلتَّفْخِيمِ فِي الْأَهْوَالِ
(أَنَّى( كَ(كَيْفَ) تَارَةً كَ"أَنَّى
✽ شِئْتُمْ"، وَ"مِنْ أَيْنَ" كَثِيرًا عَنَّا
وَرُبَّمَا تُسْتَعْمَلُ الْأَدَاةُ فِي
✽ سِوَاهُ كَاسْتِبْطَائِهِ أَوْ أَنْ يَفِيْ
لِعَجَبٍ كَمِثْلِ "مَا لِيْ لاَ أَرَى"
✽ كَذَا لِتَنْبِيهِ الضَّلاَلِ قَدْ عَرَى
وَلِلْوَعِيدِ كَ"أَلَمْ أُؤَدِّبِ
✽ زَيْدًا" لِمَنْ يُرَى مُسِيءَ الْأَدَبِ
كَذَا لِتَقْرِيرٍ بِهَمْزٍ قَدْ سَبَقْ
✽ مُقَرَّرًا بِهِ وَلِلْإِنْكَارِ حَقْ
وَذَا لِتَكْذِيبٍ وَتَوْبِيخٍ يَرِدْ
✽ وَلِتَهَكُّمٍ وَتَهْوِيلٍ وَضِدْ
كَذَا لِلاِسْتِبْعَادِ، قُلْتُ: أُلِّفَا
✽ فِيهَا كِتَابٌ قَدْ مَحَا عَنْهَا الْخَفَا
وَزِيدَ لِلتَّشْوِيقِ وَالتَّرْغِيبِ مَعْ
✽ تَسْوِيَةٍ وَالْعَرْضِ وَالْأُنْسِ وَقَعْ
وَالْأَمْرِ وَالنَّهْيِ،وَقَدْ يَجْتَمِعَا
✽ مِثْلَ تَعَجُّبٍ وَتَوْبِيخٍ مَعَا
وَهَلْ يُرَى الْمَعْنَى الأَصِيلُ يُسْبَرُ
✽ مَعْ هَذِه أَوْ زَالَ فِيهِ نَظَرُ
فَصْلٌوَالْأَمْرُ مِنْ أَنْوَاعِهِ ثُمَّ الْأَصَحْ
✽ صِيغَتُهُ بِاللاَّمِ أَوْ لاَ قَدْ وَضَحْ
لِطَلَبِ الْفِعْلِ مَعَ اسْتِعْلاَءِ
✽ وَقَدْ يَجِي لِلْعَالِ لِلدُّعَاءِ
وَلِلْمُسَاوِي فَالْتِمَاسٌ وَيَرِدْ
✽ إِبَاحَةً كَذَا لِتَهْدِيدٍ قُصِدْ
وَلِإِهَانَةٍ وَلِلتَّسْخِيرِ
✽ وَالْخَبَرِ التَّعْجِيزِ وَالتَّخْيِيرِ
وَلِلتَّمَنِّي وَامْتِنَانٍ وَالْعَجَبْ
✽ تَسْوِيَةٍ وَالاِحْتِقَارِ وَالْأَدَبْ
وَقَالَ فِي الْمِفْتَاحِ: لِلْفَوْرِ اقْتَضَى
✽ قُلْتُ: أَعَمُّ مِنْهُ فِي الْقَوْلِ الرِّضَى
وَالنَّهْيَ فَاعْدُدْهُ مِنَ الْإِنْشَاءِ
✽ وَحَرْفُهُ (لاَ) وَهْوَ ذُو اسْتِعْلاَءِ
وَقَدْ يَجي طَالِبَ غَيْرِ الْكَفِّ
✽ وَالتَّرْكِ كَالتَّهْدِيدِ لِلتَّشَفِّي
قُلْتُ:وَلِلتَّقْلِيلِ وَامْتِنَانِ
✽ وَلِلدُّعَا الْإِرْشَادِ وَالْبَيَانِ
وَهَذِهِ الْأَنْوَاعُ قَدْ يُقَدَّرُ
✽ شَرْطٌ يَلِيهَا جَازِمًا مَا يُذْكَرُ
كَ"لَيْتَ لِيْ مَالاً أَصَدَّقْ"أَيْ إِنِ
✽ أُرْزَقْهُ، "زُرْنِي أُشْفَ" أَيْ إِنْ زُرْتَنِيْ
وَوُلِّدَ الْعَرْضُ مِنِ اسْتِفْهَامِ
✽ فَقُلْ: "أَلاَ تَنْزِلْ تُعَدَّ السَّامِي"
وَلِدَلِيلٍ جَازَ أَنْ يُقَدَّرَا
✽ فِي غَيْرِهَا فَ"اللهُ هُوْ" لِمَنْ قَرَا
ثُمَّ النِّدَا مِنْهَا وَرُبَّمَا تَرِدْ
✽ صِيغَتُهُ لِغَيْرِ مَا لَهُ قُصِدْ
كَمِثْلِ الاِغْرَاءِ كَ"يَا مَظْلُومُ"
✽ لِمَنْ شَكَا الظُّلْمَ، وَ"يَا مَحْرُومُ"
وَالاِخْتِصَاصِ "أَنَا أَيُّهَا الرَّجُلْ
✽ أَفْعَلُهُ" أَيْ مُتَخَصِّصًا فَقُلْ
قُلْتُ: وَلاِسْتِغَاثَةٍ تَعَجُّبِ
✽ تَحَسُّرٍ كَ"يَا دِيَارَ الْعَرَبِ"
وَأَصْلُ (يَا) لَدَى النِّدَاءِ لِلْبَعِيدْ
✽ وَقَدْ تَجِي لِغَيْرِهِ مِثْلِ الْبَلِيدْ
وَالْحِرْصِ فِي وُقُوعِهِ وَالاِعْتِنَا
✽ أَوْ شَأْنَهُ عَظَّمَهُ أَوْ هَوَّنَا
ثُمَّ التَّرَجِّي بِ(لَعَلَّ) أَهْمَلاَ
✽ وَقَدْ تَجِي تَوَقُّعًا تَعَلُّلاَ
كَذَا لِشَكٍّ وَلِلاِسْتِفْهَامِ
✽ وَيُطْلَبُ الْإِعْطَافُ بِالْأَقْسَامِ
تَنْبِيهٌوَقَدْ يَجِي الْإِخْبَارُ مَوْضِعَ الطَّلَبْ
✽ تَحَرُّزًا عَنْ صُورَةِ الْأَمْرِ أَدَبْ
وَلِتَفَاؤُلٍ وَقَصْدِ الْحِرْصِ فِي
✽ وُقُوعِهِ وَاحْتَمَلاَ إِذَا يَفِي
مِنَ الْبَلِيغِ صِيغَةُ المَاضِي دُعَا
✽ أَوْ حَمْلِهِ عَلَيْهِ مَنْ قَدْ سَمِعَا
قُلْتُ: وَقَدْ يُعْكَسُ ذَا لِنُكَتِ
✽ تُدْرَكُ فِي مَحَلِّهَا بِالْفِطْنَةِ
ثُمَّتَ الاِنْشَاءُ كَمِثْلِ الْخَبَرِ
✽ فِي غَالِبِ الَّذِي مَضَى فَاعْتَبِرِ
الباب السابع : الْوَصْلُ وَالْفَصْلُتَعَاطُفُ الْجُمَلِ يُدْعَى الْوَصْلاَ
✽ وَتَرْكُهُ الْفَصْلُ، فَأَمَّا الْأُولَى
فَإِنْ يَكُنْ لَهَا مَحَلٌّ وَقُصِدْ
✽ تَشْرِيكُ تَالِيهَا لَهَا فِيمَا وُجِدْ
فَاعْطِفْ وَشَرْطُ كَوْنِهِ مَقْبُولاَ
✽ تَنَاسُبٌ، لِلْفَقْدِ جِئْ مَفْصُولاَ
أَوْ لاَ مَحَلَّ وَارْتِبَاطٌ يُحْتَذَى
✽ بِعَاطِفٍ لاَ الوَاوِ فَاعْطِفْهَا بِذَا
كَ"رَاحَ زَيْدٌ ثُمَّ جَاءَ" أَوْ "فَجَا
✽ عَمْرٌو" لِمُهْلَةٍ وَفَوْرٍ نُهِجَا
أَوْ لاَ وَلَمْ يُعْطَ الَّذِي لِلْأُولَى
✽ لَهَا فَفَصْلٌ وَكَذَا إِنْ تُولَى
مَعَ كَمَالِ الاِتِّصَالِ أَوْ سِوَاهْ
✽ مِنْ غَيْرِ إِيهَامٍ كِلاَهُمَا حَوَاهْ
أَوْ شِبْهِ هَذَيْنِ وَإِلاَّ فَصِلِ
✽ أَمَّا كَمَالُ الاِنْقِطَاعِ الْمُكْمَلِ
فَلاِخْتِلاَفٍ بَيْنَ إِنْشَا وَخَبَرْ
✽ لَفْظًا وَمَعْنًى أَوْ بِمَعْنًى مُسْتَقَرْ
كَ"مَاتَ زَيْدٌ غَفَرَ الرَّحْمَنُ لَهْ"
✽ أَوْ فَقْدِ جَامِعٍ هُنَاكَ شَمِلَهْ
ثُمَّ كَمَالُ الاِتِّصَالِ مِثْلُ أَنْ
✽ تَكُونَ تَأْكِيدًا لِلاُولَى فَادْفَعَنْ
تَوَهُّمَ الْمَجَازِ وَالسَّهْوِ كَ"لاَ
✽ رَيْبَ" فَلَمَّا بِنِهَايَةِ الْعُلاَ
بُولِغَ فِي وَصْفِ الْكِتَابِ إِذْ جُعِلْ
✽ اَلْمُبْتَدَا "ذَلِكَ" وَاللاَّمُ دَخَلْ
فِي خَبَرٍ جَازَ تَوَهُّمُ الْمَجَازْ
✽ قَبْلَ تَأَمُّلٍ فَدَفْعُهُ يُجَازْ
فَهْوَ وِزَانُ "نَفْسِهِ" مُؤَكِّدَا
✽ زَيْدًا كَذَاكَ قَوْلُهُ بَعْدَ :"هُدَى"
فَإِنَّ مَعْنَاهُ بُلُوغُهُ إِلَى
✽ دَرَجَةٍ نَحْوُ "الْهُدَى" لَنْ تُوصِلاَ
حَتىَّ كَأَنَّهُ هُدًى مَحْضٌ وَذَا
✽ مِنْ ذَلِكَ الْكِتَابُ قَطْعًا أُخِذَا
لِأَنَّ مَعْنَاهُ الْكِتَابُ الْكَامِلُ
✽ أَيْ فِي الْهُدَى إِذْ لاَ سِوَاهُ حَامِلُ
فَهْوَ وِزَانُ "زَيْدٍ" الثَّانِي إِذَا
✽ كَرَّرْتَهُ فَقِسْ عَلَيْهِ وَخُذَا
أَوْ بَدَلاً مِنْ تِلْكَ غَيْرَ وَافِيَةْ
✽ بِمَا يُرَادُ أَوْ كَغَيْرِ الْوَافِيَةْ
وَيَقْتَضِي الْمَقَامُ الاِعْتِنَاءَا
✽ بِشَأْنِهِ لِنُكْتَةٍ تَرَاءَى
لِكَوْنِهِ فِي نَفْسِهِ مَطْلُوبَا
✽ فَظِيعًا اوْ لَطِيفًا اوْ عَجِيبَا
كَقَوْلِهِ جَلَّ: "أَمَدَّكُمْ بِمَا"
✽ ثُمَّ "أَمَدَّكُمْ" وَعَدَّ الْأَنْعُمَا
فَالْقَصْدُ ذِكْرُ نِعَمٍ وَالثَّانِي
✽ أَوْفَى بِهِ إِذْ فَصَّلَ الْمَعَانِي
وَلَمْ يُحِلْ فَهْوَ وِزَانُ "الْوَجْهِ" فِي
✽ "أَعْجَبَ زَيْدٌ وَجْهُهُ الْبَدْرُ الْوَفِيْ"
كَذَلِكَ "ارْحَلْ لاَ تُقِيمَنْ عِنْدَنَا"
✽ فَقَصْدُهُ إِظْهَارُ كُرْهٍ وَاعْتِنَا
وَ"لاَ تُقِمْ" أوْفَىَ بِهِ إِذْ دَلاَّ
✽ مُطَابِقًا وَأَكَّدَ الْمَحَلاَّ
فَهْوَ وِزَانُ "الْحُسْنِ" فِي "أَعْجَبَنَا
✽ وَجْهُ حَبِيبٍ حُسْنُهُ حِينَ دَنَا"
أَوْ كَوْنُهَا عَطْفَ بَيَانٍ لِلْخَفَا
✽ مَعَ اقْتِضَا إِزَالَةٍ لَهُ وَفَى
كَ"وَسْوَسَ" الَّذِي تَلاَهُ "قَالَ يَا
✽ آدَمُ" فَهْوَ قَدْ أَبَانَ الْخَافِيَا
فَهْوَ وِزَانُ "عُمَرٍ" فِيمَنْ شَعَر
✽ "أَقْسَمَ بِاللهِ أَبُو حَفْصٍ عُمَرْ"
وَشِبْهُ الاِنْقِطَاعِ كَوْنُ عَطْفِ ذِي
✽ يُوهِمُهُ عَلَى سِوَاهَا وَخُذِ
"تَظُنُّ سَلْمَى أَنَّنِي" الْبَيْتَ مَثَلْ،
✽ وَسَمِّ بِالْقَطْعِ الَّذِي لِذَا انْفَصَلْ
وَشِبْهُ الاِتِّصَالِ كَوْنُهَا جَوَابْ
✽ سُؤَالٍ الْاُولَى اقْتَضَتْهُ وَالصَّوَابْ
تَنْزِيلُهَا مَنْزِلَهُ فَتُفْصَلُ
✽ فَصْلَ جَوَابِهِ وَقِيلَ يُجْعَلُ
مُقَدَّرًا لِنُكْتَةٍ كَالْإِغْنَا
✽ عَنْهُ وَتَرْكُ السَّمْعِ مِنْهُ يُعْنَى
وَسَمِّهَا وَفَصْلَهَا اسْتِئْنَافَا
✽ وَهْوَ ثَلاَثُ أَضْرُبٍ قَدْ وَافَى
إِذِ السُّؤَالُ قَدْ يَكُونُ عَنْ سَبَبْ
✽ حُكْمٍ عُمُومًا أَوْ خُصُوصًا يُنْتَخَبْ
أَوْ غَيْرَ ذَيْنِ ثُمَّ مِنْهُ مَا أَتَى
✽ بِاسْمِ الَّذِي اسْتُؤْنِفَ عَنْهُ كَ"الْفَتَى..
أَحْسِنْ إِلَيْهِ"، "أَلْفَتَى بِهِ حَرِيْ"
✽ أَوْ وَصْفِهِ وَهْوَ أَشَدُّ فَاذْكُرِ
نَحْوُ "صَدِيقُكَ الْقَدِيمُ قَدْ أُهِلْ"
✽ وَصَدْرُ الاِسْتِئْنَافِ رُبَّمَا خُزِلْ
أَوْ كُلُّهُ مَعْ قَائِمٍ مَقَامَهْ
✽ أَوْ دُونَهُ، وَدَافِعٌ إِيهَامَهْ
بِوَصْلِهِ كَمِثْلِ قَوْلِ الدَّاعِ: "لاَ
✽ وَأَيَّدَ اللهُ حِمَاكَ بِالْعُلاَ"
وَصِلْ إِذَا تَوَسُّطٌ بَيْنَهُمَا
✽ يَكُونُ فِيهِمَا كَأَنْ تُلْفِيهِمَا
تَوَافَقَا إِنْشَاءً اوْ فَخَبَرَا
✽ فِي لَفْظٍ اوْ مَعْنًى بِجَامِعٍ يُرَى
وَهْوَ يَكُونُ بِاعْتِبَارِ الْمُسْنَدِ
✽ إِلَيْهِمَا وَالْمُسْنَدَيْنِ فَقَدِ
فَمِنْهُ عَقْلِيٌّ بِأَنْ يَكُونَ فِي
✽ تَصَوُّرٍ بَيْنَهُمَا إِذَا يَفِي
تَمَاثُلٌ أَوِ اتِّحَادٌ أَوْ يُرَى
✽ تَضَايُفٌ كَأَصْغَرٍ وَأَكْبَرَا
وَإِنْ يَكُنْ بَيْنَ تَصَوُّرَيْهِمَا
✽ شِبْهُ تَمَاثُلٍ فَلِلْوَهْمِ انْتَمَى
كَلَوْنَيِ الْبَيَاضِ وَالصُّفْرَةِ إِذْ
✽ يُبْرِزْهُمَا كَالْمِثْلِ وَهْمٌ مَا انْتُبِذْ
كَذَا تَضَادٌ كَالْبَيَاضِ وَالسَّوَادْ
✽ أَوْ كَالسَّمَا وَالْأَرْضِ يُشْبِهُ التَّضَادْ
وَإِنْ يَكُنْ يَسْبِقُ فِي الْخَيَالِ
✽ تَقَارُنٌ فَجَامِعٌ خَيَالِيْ
وَاخْتَلَفَتْ أَسْبَابُهُ فَاخْتَلَفَتْ
✽ صُوَرُهُ فَوَضَحَتْ أَوْ فَخَفَتْ
وَحَسَّنَ الْوَصْلَ تَنَاسُبٌ وُجِدْ
✽ فِي اسْمِيَّةٍ وَفِي مُضِيِّهَا وَضِدْ
قُلْتُ: وَفِي الشَّرْطِيَّةِ الظَّرْفِيَّةْ
✽ وَالْحَصْرِ وَالتَّأْكِيدِ لِلْمَزِيَّةْ
تَذْنِيبٌاَلْأَصْلُ فِي الْحَالِ الْمُفِيدِ نَقْلَةْ
✽ خُلُوُّهُ فَإِنْ أَتَاكَ جُمْلَةْ
تَحْتَجْ لِمَا يَرْبِطُهَا فَإِنْ خَلَتْ
✽ عَنْ مُضْمَرٍ فَهْيَ بِوَاوٍ قُرِنَتْ
وَكُلُّ جُمْلَةٍ تُرَى عَنْ مُضْمَرِ
✽ مَا صَحَّ عَنْهُ نَصْبُهَا حَالاً عَرِيْ
يَصِحُّ أَنْ تَكُونَ حَالاً عَنْهُ
✽ بِالْوَاوِ، أَمَّا إِنْ تَكُنْ حَوَتْهُ
فَمَا عَلَى حُصُولِ وَصْفٍ مَا ثَبَتْ
✽ مُقَارِنٍ لِمَا لَهُ قَدْ قَيَّدَتْ
دَلَّ فَضَاهَى الْمُفْرَدَ الْمُؤَصَّلاَ
✽ فَامْنَعْ بِهَا الْوَاوَ، وَمَا لَيْسَ فَلاَ
فَأَوَّلٌ مُضَارِعٌ قَدْ أُثْبِتَا
✽ فَالاِقْتِرَانُ إِذْ مُضَارِعًا أَتَى
وَبِالثُّبُوتِ فَالصِّفَاتُ تَحْصُلُ
✽ وَمَا حَوَاهَا شَذَّ أَوْ مُؤَوَّلُ
وَإنْ نُفِيْ تُجُوِّزَا لِكَوْنِهِ
✽ دَلَّ عَلَى الْقِرَانِ لاَ حُصُولِهِ
كَمُثْبَتِ الْمَاضِي فَلِلْحُصُولِ لاَ
✽ لِلاِقْتِرَانِ وَلِذَا "قَدْ" دَخَلاَ
مُقَرِّبًا وَبَعْضُهُمْ لَمْ يَشْتَرِطْ
✽ وَقَالَ : مَنْ أَوْجَبَهَا فَقَدْ غَلِطْ
وَمَا نُفِيْ فَلاَ حُصُولَ إِذْ نُفِي
✽ وَلَكِنِ اقْتِرَانُهُ حَقًّا يَفِي
لِأَنَّ (لَمَّا) نَفْيُهَا يَسْتَغْرِقُ
✽ وَغَيْرُهَا نَفْيٌ لِمَا قَدْ يَسْبِقُ
وَالْأَصْلُ الاِسْتِمْرَارُ فِيهِ فَإِذَا
✽ أَطْلَقْتَهُ فَالاِقْتِرَانُ يُحْتَذَى
خِلاَفَ مُثْبَتٍ فَإِنَّ الْفِعْلاَ
✽ بِوَضْعِهِ عَلَى الْحُدُوثِ دَلاَّ
وَإِنْ تَكُنْ إِسْمِيَّةً فَالْمُرْتَضَى
✽ جَوَازُ تَرْكِهَا بِعَكْسِ مَا مَضَى
فِي مُثْبَتِ الْمَاضِي وَلَكِنْ رُجِّحَا
✽ دُخُولُهَا إِذِ الثُّبُوتُ مَا انْمَحَى
مَعْ كَوْنِ الاِسْتِئْنَافِ فِيهَا قَدْ بَدَا
✽ وَقِيلَ: أَلْزِمْ إِذْ يَكُونُ الْمُبْتَدَا
ضَمِيرَ ذِي الْحَالِ وَإِنْ يَسْبِقْ خَبَرْ
✽ ظَرْفٌ فَحُسْنُ تَرْكِهَا قَدِ اسْتَقَرْ
كَذَا لِحَرْفٍ دَاخِلٍ فِي الْمُبْتَدَا
✽ أَوْ تَلَتِ الْجُمْلَةُ حَالاً مُفْرَدَا
قُلْتُ: وَذَاتُ الشَّرْطِ وَاوًا تَلْزَمُ
✽ إِذْ فَقَدَتْ مَا لاِمْتِنَاعٍ يَحْتِمُ
الْمُسَاوَاةُ وَالْإِطْنَابُ وَالْإِيجَازُاَلْمُفْهِمُ الْمُرَادَ مِمَّا يَقْبَلُ
✽ إِنْ لَفْظُهُ سَاوَاهُ فَهْوَ الْأَوَّلُ
أَوْ زَادَ مَعْ فَائِدَةٍ فَالثَّانِ أَوْ
✽ وَفَّى بِنَقْصٍ فَهْوَ الاِيجَازُ رَأَوْا
فَخَرَجَ التَّطْوِيلُ وَالْحَشْوُ بِ"مَعْ
✽ فَائِدَةٍ "وَبِالْوَفَا الْإِخْلاَلَ دَعْ
وَمَنْ نَفَى حَدَّهُمَا أَوِ ادَّعَى
✽ فَقْدَ الْمُسَاوَاةِ فَلَنْ يُتَّبَعَا
بِ"لاَ يَحِيقُ الْمَكْرُ" مَثِّلْ أَوَّلاَ
✽ ضَرْبَانِ لِلْإِيجَازِ قَصْرٌ قَدْ خَلاَ
مِنْ حَذْفِ شَيْءٍ آيَةُ الْقِصَاصِ
✽ فَقَدْ حَوَتْ مَزَائِدَ اخْتِصَاصِ
عَلَى الَّذِي أَوْجَزُ مَا فِيهِ شُهِرْ
✽ "اَلْقَتْلُ أَنْفَى" بَعْدُ "لِلْقَتْلِ" ذُكِرْ
بِقِلَّةِ الْحُرُوفِ وَالنَّصِّ عَلَى
✽ مَطْلُوبِهِ وَالنُّكْرِ تَعْظِيمًا جَلاَ
وَبِالطِّبَاقِ وَعَنِ التَّقْدِيرِ
✽ غِنًى وَأَنْ خَلاَ عَنْ التَّكْرِيرِ
قُلْتُ: لَقَدْ قَسَّمَ فِي التِّبْيَانِ ذَا
✽ إِلَى ثَلاَثٍ كُلُّ قِسْمٍ يُحْتَذَى
أَنْ يُقْصَرَ اللَّفْظُ عَلَى مَعْنَاهُ
✽ قَصْرًا يُرَى فَقْدُ الَّذِي سَاوَاهُ
وَزَائِدُ الْمَعْنَى عَلَى الْمَنْطُوقِ
✽ إِيجَازُ تَقْدِيرٍ مَعَ التَّضْيِيقِ
وَالْجَامِعُ: اللَّفْظُ حَوَى الْمَعَانِي
✽ كَآيَةِ الْعَدْلِ مَعَ الْإِحْسَانِ
وَالثَّانِ ذُو الْحَذْفِ فَمَا قَدْ حُذِفَا
✽ مُضَافٌ اَوْ مَوْصُوفٌ اَوْ مَا وَصَفَا
أَوْ شَرْطٌ اوْ جَوَابُهُ خُصْرٌ عُنِيْ
✽ أَوْ يَذْهَبُ السَّامِعُ كُلَّ مُمْكِنِ
قُلْتُ: وَمَوْصُولٌ وَوَصْلٌ وَكَذَا
✽ جُزْآ إِضَافَةٍ وَثَانِيهَا خُذَا
وَذُو تَعَلُّقٍ مَعَ الْمَجْرُورِ
✽ وَالْعَطْفِ وَالْمَعْطُوفِ وَالتَّفْسِيرِ
وَالْحَالِ وَالْمُبْدَلِ وَالْمُسْتَثْنَى
✽ وَجُزْءِ كِلْمَةٍ وَحَرْفٍ مَعْنَى
أَوْ جُمْلَةٍ مُسَبَّبًا أَوْ سَبَبَا
✽ كَقَوْلِهِ "فَانْفَجَرَتْ" أَيْ "ضَرَبَا"
أَوْ فَوْقَهَا "فَأَرْسِلُونِ يُوسُفُ"
✽ وَمِنْهُ مَا لاَ نَوْبَ عَمَّا يُحْذَفُ
وَقَدْ يُنَابُ ثُمَّ عَقْلٌ قَدْ يَدُلْ
✽ عَلَيْهِ وَالتَّعْيِينُ مَقْصُودٌ يَحُلْ
أَوْ عَادَةٌ أَوِ اقْتِرَانٌ أَوْ شُرُوعْ
✽ فِي الْفِعْلِ "بِسْمِ اللهِ" مَثِّلْ بِالْفُرُوعْ
وَيَرِدُ الْإِطْنَابُ بِالْإِيضَاحِ
✽ مِنْ بَعْدِ إِبْهَامٍ لِقَصْدٍ ضَاحِي
مِثْلِ الْتِلذَاذِ كَامِلٍ بِالْعِلْمِ بِهْ
✽ أَوْ مُكْنَةٍ فِي النَّفْسِ بَعْدَ طَلَبِهْ
وَمِنْهُ تَوْشِيعٌ: بِآخِرٍ تَرِدْ
✽ تَثْنِيَةٌ مَضْمُونُهَا بَعْدُ فُرِدْ
وَذِكْرُ خَاصٍ بَعْدَ ذِي عُمُومِ
✽ مُنَبِّهًا بِفَضْلِهِ الْمَعْلُومِ
كَعَطْفِ جِبْرِيلَ وَمِيكَالَ عَلَى
✽ مَلاَئِكٍ، قُلْتُ: وَعَكْسُهُ جَلاَ
وَمِنْهُ تَكْرَارٌ لِأَجْلِ نُكْتَةِ
✽ مِثْلِ تَأَكُّدٍ وَنَفْيِ التُّهْمَةِ
أَوْ طُوْلٍ اَوْ تَنْوِيهٍ اَوْ تَلَذُّذِ
✽ أَوِ الْجَزَاءُ نَفْسُ شَرْطِهِ احْتُذِي
أَوْ قَصْدِ الاِسْتِيعَابِ، وَالتَّرْدِيدُ حَقْ
✽ عُلِّقَ تَكْرِيرٌ بِغَيْرِ مَا سَبَقْ
وَمِثْلُهُ تَعَطُّفٌ لَكِنْ خُذَا
✽ فِي فِقْرَتَيْنِ، ثُمَّ تَرْجِيعٌ شَذَا
وَمِنْهُ إِيغَالٌ كَلاَمٌ قَدْ خُتِمْ
✽ بِمَا يُفِيدُ مَا بِدُونِهِ يَتِمْ
ثُمَّ الْأَصَحُّ أَنَّهُ لَيْسَ يُخَصْ
✽ بِالشِّعْرِ فَالْقُرْآنُ فِيهِ جَاءَ نَصْ
وَمِنْهُ تَذْيِيلٌ بِجُمْلَةٍ حَوَتْ
✽ مُؤَكِّدًا مَعْنَى الَّتِي قَبْلُ خَلَتْ
فَمِنْهُ مَا كَمَثَلٍ وَمِنْهُ لاَ
✽ وَأَكَّدَ الْمَنْطُوقَ وَالضِّدَّ جَلاَ
وَمِنْهُ تَكْمِيلٌ وَرُبَّمَا سُمِي
✽ بِالاِحْتِرَاسِ أَنْ يَجِي فِي مُوهِمِ
خِلاَفَ مَقْصُودٍ بِمَا يَدْفَعُهُ
✽ فَإِنْ لِغَيْرِ مُوهِمٍ أَتْبَعَهُ
بِفَضْلَةٍ لِنُكْتَةٍ فِيهَا تَرَاضْ
✽ فَذَاكَ تَتْمِيمٌ وَمِنْهُ الاِعْتِرَاضْ
بِجُمْلَةٍ أَوْ فَوْقَ مَا لَهَا مَحَلْ
✽ بَيْنَ كَلاَمٍ أَوْ كَلاَمَيْنِ اتَّصَلْ
لِنُكْتَةٍ تُقْصَدُ كَالتَّنْزِيهِ
✽ لاَ دَفْعِ الاِيهَامِ وَكَالتَّنْبِيهِ
وَكَالدُّعَا فِي قَوْلِهِ:"بُلِّغْتَهَا"
✽ بَعْدَ "الثَّمَانِينَ" وَمَا أَشْبَهَهَا
وَبَعْضُهُمْ جَوَّزَهُ فِي الطَّرَفِ
✽ وَقَالَ قَوْمٌ: غَيْرَ جُمْلَةٍ يَفِي
وَقَدْ يَكُونُ مُطْنَبًا بِغَيْرِ ذَا
✽ مِنْ جُمَلٍ وَأَحْرُفٍ لَهَا شَذَا
وَبِهِمَا كَلاَمُهُمْ مَوْصُوفُ
✽ إِنْ كَثُرَتْ أَوْ قَلَّتِ الْحُرُوفُ
بِنِسْبَةٍ إِلَى كَلاَمٍ آخَرَا
✽ سَاوَاهُ فِي الْمَعْنَى إِذَا مَا نُظِرَا
الْفَنُّ الثَّانِي : عِلْمُ الْبَيَانِعِلْمُ الْبَيَانِ هُوَ مَا بِهِ عُرِفْ
✽ إِيرَادُ مَعْنًى وَاحِدٍ بِالْمُخْتَلِفْ
مِنْ طُرُقٍ فِي الاِتِّضَاحِ مُكْمَلَهْ
✽ فَاللَّفْظُ إِنْ دَلَّ عَلَى الْمَوْضُوعِ لَهْ
فَسَمِّهَا دَلاَلَةً وَضْعِيَّةْ
✽ أَوْ جُزْئِهِ أَوْ خَارِجٍ عَقْلِيَّةْ
وَإِنَّمَا يَخْتَلِفُ الْإِيرَادُ فِي
✽ عَقْلِيَّةٍ وَلَيْسَ فِي تِلْكَ يَفِي
وَمَا بِهِ أُرِيدَ لاَزِمٌ وَقَدْ
✽ قَامَتْ قَرِينَةٌ عَلَى أَنْ لَمْ يُرَدْ
مجازٌ اوْ لاَ فَكِنَايَةٌ وَقَدْ
✽ يُبْنَى عَلَى التَّشْبِيهِ أَوَّلٌ وَرَدْ
التَّشْبِيهُهُوَ الدَّلاَلَةُ عَلَى اشْتِرَاكِ
✽ أَمْرٍ لِآخَرَ بِمَعْنًى زَاكِ
لاَ كَاسْتِعَارَةٍ بِتَحْقِيقٍ وَلاَ
✽ كِنَايَةٍ وَلاَ كَتَجْرِيدٍ خَلاَ
فَدَخَلَ الَّذِي أَدَاتَهُ فَقَدْ
✽ كَقَوْلِهِ "صُمٌّ" وَنَحْوِ "ذَا أَسَدْ"
أَرْكَانُهُ أَرْبَعَةٌ: أَدَاتُهُ
✽ وَوَجْهُهُ وَالطَّرَفَانِ ذَاتُهُ
وَهَهُنَا يُنْظَرُ فِي هَذِي وَفِي
✽ أَقْسَامِهِ وَغَرَضٍ مِنْهُ وَفِيْ
فَالطَّرَفَانِ مِنْهُ حِسِّيَّانِ
✽ مُخْتَلِفَانِ أَوْ فَعَقْلِيَّانِ
كَالْخَدِّ وَالْوَرْدِ، وَنُورٍ وَهُدَى،
✽ وَالسَّبْعِ وَالْمَوْتِ، وَجَهْلٍ وَرَدَى
فَكُلُّ مَا تُدْرِكُ إِحْدَى الْخَمْسِ
✽ إِيَّاهُ أَوْ مَادَتَهُ فَالْحِسِّيْ
مِنْهُ الْخَيَالِيُّ كَتَشْبِيهِ الشَّقِيقْ
✽ بِعَلَمِ الْيَاقُوتِ، وَالْعُودِ الرَّقِيقْ
بِالرُّمْحِ مِنْ زَبْرَجَدٍ فِي النَّظْمِ
✽ وَغَيْرُهُ الْعَقْلِيْ وَمِنْهُ الْوَهْمِيْ
مَا لَيْسَ مُدْرَكًا وَلَوْ قَدْ أُدْرِكَا
✽ كَانَ بِحِسٍّ لاَ سِوَاهُ مُدْرَكَا
وَمِنْهُ ذُو الْوِجْدَانِ نَحْوُ الْأَلَمِ
✽ وَوَجْهُهُ ذُو الاِشْتِرَاكِ فَاعْلَمِ
وَلَوْ تَخَيُّلاً كَتَشْبِيهِ النُّجُمْ
✽ بِسُنَنٍ بَيْنَ ابْتِدَاعٍ فِي الظُّلَمْ
وَوَجْهُهُ حُصُولُ شَيْءٍ أَزْهَرَا
✽ أَبْيَضَ فِي جَنْبِ ظَلاَمٍ أَغْبَرَا
وَذَاكَ فِي السُّنَّةِ لَيْسَ يُوجَدُ
✽ إِلاَّ عَلَى التَّخْيِيلِ فِيمَا يَرِدُ
لِأَنَّ الاِبْتِدَاعَ يَجْعَلُ الرَّدِي
✽ كَالْمَاشِ فِي الظُّلْمَةِ لَيْسَ يَهْتَدِي
وَعَكْسُهُ السُّنَّةُ فَهْيَ وَالْهُدَى
✽ كَالنُّورِ ثُمَّ شَاعَ هَذَا وَغَدَا
يَطْرُقُ فِي الْخَيَالِ أَنَّ الثَّانِي
✽ مِمَّا لَهُ الْبَيَاضُ كَاللَّمْعَانِ
وَأَوَّلٌ خِلاَفُهُ فَهْوَ كَمَنْ
✽ تَشْبِيهُهُ بِالشَّيْبِ فِي الشَّبَابِ عَنْ
مِنْ ثَمَّ وَجْهُ "النَّحْوُ فِي الْكَلاَمِ
✽ كَالْمِلْحِ" إِذْ يَكُونُ فِي الطَّعَامِ
هُوَ الصَّلاَحُ بِالْوُجُودِ وَالْفَسَادْ
✽ بِالْفَقْدِ لاَ مَا قَالَهُ بَعْضُ الْعِبَادْ:
"كَوْنُ الْقَلِيلِ مُصْلِحًا وَتُفْسِدُ
✽ كَثْرَتُهُ"فَالنَّحْوُ حَقًّا يَفْقِدُ
تَفَاوُتًا، وَالْوَجْهَ قِسْمَيْنِ اقْسِمَنْ
✽ فَغَيْرُ خَارِجٍ عَنِ الطَّرْفَيْنِ مَنْ
شَبَّهَ فِي نَوْعٍ وَجِنْسٍ مِلْحَفَهْ
✽ بِمِثْلِهَا وَخَارِجٌ وَهْوَ صِفَةْ
مِنْهَا الْحَقِيقِيَّةُ كَالْحِسِّيَّةْ
✽ كَيْفِيَّةٌ تَخْتَصُّ بِالْجِسْمِيَّةْ
كَمُدْرَكِ الطَّرْفِ مِنَ اللَّوْنِ وَمِنْ
✽ شَكْلٍ وَقَدْرٍ وَتَحَرُّكٍ زُكِنْ
وَالسَّمْعِ مِنْ صَوْتٍ ضَعِيفٍ أَوْ قَوِيْ
✽ وَالذَّوْقِ مِنْ طَعْمٍ كَرِيهٍ أَوْ شَهِيْ
وَالشَّمِّ مِنْ رِيحٍ كَذَاكَ اللَّمْسِ مِنْ
✽ حَرٍّ وَمِنْ بَرْدٍ وَيُبْسٍ وَخَشِنْ
وَنَحْوِِ ذَلِكَ وَكَالْعَقْلِيَّةْ
✽ كَيْفِيَّةٌ مِثْلُ الذَّكَا نَفْسِيَّةْ
ثُمَّ الْإِضَافِيَّةُ كَالْإِزَالَةِ
✽ لِلْحُجْبِ فِي الشَّمْسِ شَبِيهِ الْحُجَّةِ
وَاقْسِمْهُ وَاحِدًا مُرَكَّبًا عَدَدْ
✽ وَكُلُّهَا حِسِّيٌّ اَوْ عَقْلِيْ وَرَدْ
فِي ثَالِثٍ مُخْتَلِفًا وَالْحِسِّيْ ثَمْ
✽ طَرْفَاهُ حِسِّيَّانِ وَالْغَيْرُ أَعَمْ
فَكُلُّ مَا شُبِّهَ بِالْحِسِّيِّ صَحْ
✽ بِغَيْرِهِ مِنْ غَيْرِ عَكْسٍ وَوَضَحْ
مُرَادُهُمْ بِالْحِسِّيْ مَا أَفْرَادُهُ
✽ تُدْرَكُ بِالْحِسِّ وَذَا تَعْدَادُهُ
اَلْوَاحِدُ الْحِسِّيُّ حُمْرَةٌ خَفَا
✽ وَالطِّيبُ وَاللَّذَّةُ وّاللِّينُ وَفَا
فِي الْخَدِّ بِالْوَرْدِ، وَصَوْتٍ قَدْ ضَعُفْ
✽ بِالْهَمْسِ، وَالْعَنْبَرِ نَكْهَةٍ رُشِفْ
وَالْجِلْدِ بِالْحَرِيرِ وَالشَّيْءِ بِمَنْ
✽ وَالْوَاحِدُ الْعَقْلِيُّ كَالْخُلُوِّ عَنْ
فَائِدَةٍ وَجُرْأَةٍ وَالاِهْتِدَا
✽ مَعَ اسْتِطَابِ النَّفْسِ فِيمَا فَقَدَا
نَفْعًا بِمَعْدُومٍ، وَعِلْمٍ بِفَلَقْ
✽ وَالشَّخْصِ بِالسَّبُعْ، وَعِطْرٍ بِخُلُقْ
وَذُو تَرَكُّبٍ غَدَا حِسِّيَّا
✽ فِي مُفْرَدٍ طَرْفَاهُ كَالثُّرَيَّا
شُبِّهَ بِالْعُنْقُودِ مِنْ كَرْمٍ لِمَا
✽ حَوَتْهُ مِنْ صُورَتِهِ إِذْ نُظِمَا
وَحَبُّهُ أًبْيَضُ وَاسْتَدَارَا
✽ وَقَارَبَ الرُّؤْيَةَ وَالْمِقْدَارَا
وَمَا تَرَكَّبَا كَقَوْلِيْ آخُذَا
✽ مِنْ قَوْلِ بَشَّارٍ مُمَثِّلاً لِذَا:
"وَالنَّقْعُ فَوْقَ رَأْسِنَا وَالْأَسْيُفُ
✽ لَيْلٌ تَهَاوَى شُهْبُهُ وَتَخْطَفُ"
بِجَامِعِ السُّقُوطِ فِي أَجْرَامِ
✽ مُشْرِقَةٍ طَوِيلَةِ الْأَجْسَامِ
تَنَاسَبَتْ أَقْدَارُهَا مُفَرَّقَةْ
✽ فِي جَنْبِ شَيْءٍ مُظْلِمٍ مُتَّسِقَةْ
وَمَا تَخَالَفَا كَمَا الشَّقِيقُ مَرْ
✽ وَالزُّهْرُ فِي الرُّبَى بِلَيْلٍ ذِي قَمَرْ
وَحُسْنُهُ فِي هَيْئَةٍ بِهَا تَقَعْ
✽ حَرَكَةٌ مَعْ وَصْفٍ اَوْ جُرِّدَ مَعْ
تَحَرُّكٍ إِلَى جِهَاتٍ فَالْأُوَلْ
✽ كَ"الشَّمْسُ كَالْمِرآةِ فِي كَفِّ الْأَشَلْ"
وَالثَّانِ كَالْبَرْقِ إِذَا بَدَا وَلاَحْ
✽ كَمُصْحَفِ الْقَارِي انْطِبَاقًا وَانْفِتَاحْ
وَهَيْئَةُ السُّكُونِ رُبَّمَا تَلِي
✽ "يُقْعَى جُلُوسُ الْبَدَوِيِّ الْمُصْطَلِي"
وَذُو تَرَكُّبٍ إِلَى الْعَقْلِ انْتَسَبْ
✽ كَمِثْلِ حِرْمَانِ انْتِفَاعٍ مَعْ تَعَبْ
فِي مَثَلِ الْيَهُودِ بِالْحِمَارِ
✽ وَالْحَمْلِ لِلتَّوْرَاةِ وَالْأَسْفَارِ
وَرَاعِ فِي تَعَدُّدٍ مَا يَحْصُلُ
✽ بِهِ إِذَا أُسْقِطَ مِنْهُ خَلَلُ
وَذُو تَعَدُّدٍ مِنَ الْحِسِّيْ كَمَنْ
✽ شَبَّهَ فَنًّا فِي صِفَاتِهِ بِفَنْ
وَضِدُّهُ مَنْ بِالْغُرَابِ فِي الْحَذَرْ
✽ شَبَّهَ طَيْرًا وَالْسِّفَادِ وَالنَّظَرْ
وَالثَّالِثُ التَّشْبِيهُ لِلْإِنْسَانِ
✽ بِالشَّمْسِ فِي الْحُسْنِ وَرَفْعِ الشَّانِ
وَرُبَّمَا يُؤْخَذُ وَجْهٌ لِلشَّبِيهْ
✽ مِنَ التَّضَادِ لاِشْتِرَاكِ الضِّدِّ فِيهْ
لِقَصْدِ تَمْلِيحٍ أَوِ التَّهَكُّمِ
✽ كَوَصْفِهِ مُبَخَّلاً بِحَاتِمِ
فَصْلٌ [ أداة التشبيه ]أَدَاتُهُ: (الْكَافُ) وَ(مِثْلُ) وَ(كَأَنْ)
✽ وَالْأَصْلُ فِي (الْكَافِ) وَمَا أَشْبَهَ أَنْ
تُولَى مُشَبَّهًا بِهِ وَرُبَّمَا
✽ تُولَى سِوَاهُ "مَثَلُ الدُّنْيَا كَمَا"
قُلْتُ: وَلاَ يَكُونُ (مِثْلُ) إِلاَّ
✽ فِي ذِي غَرَابَةٍ وَشَأْنٍ جَلاَّ
وَرُبَّمَا يُذْكَرُ فِعْلٌ يُنْبِي
✽ عَنْهُ فَإِنْ كَانَ مُرِيدَ الْقُرْبِ
"عَلِمْتُ زَيْدًا أَسَدًا" وَالْمُبْعِدُ
✽ "حَسِبْتُهُ"، قُلْتُ: وَذَا مُنْتَقَدُ
فَصْلٌغَرَضُهُ يَعُودُ لِلْمُشَبَّهِ
✽ فِي أَكْثَرِ الْأَمْرِ وَفِي أَغْلَبِهِ
بَيَانُ إِمْكَانٍ وَحَالٍ وَكَذَا
✽ قَدْرٍ وَتَقْرِيرٍ لَهَا، وَكُلُّ ذَا
يَقْضِي بِأَنَّ الْوَجْهَ فِي الْمُشَبَّهِ
✽ بِهِ أَتَمُّ وَهْوَ أَشْهَرُ بِهِ
وَفِيهِ نَقْدٌ ثُمَّ لِلتَّشْوِيهِ
✽ وَزِينَةٍ وَالظَّرْفِ كَالتَّشْبِيهِ
لِلْفَحْمِ ذِي الْجَمْرِ بِبَحْرِ مِسْكِ
✽ وَمَوْجُهُ مِنْ ذَهَبٍ ذِي سَبْكِ
وَوَجْهُ ظَرْفٍ كَوْنُهُ يُبْرَزُ فِي
✽ مُمْتَنِعٍ أَوْ قَلَّ فِي الذِّهْنِ يَفِي
وَلِمُشَبَّهٍ بِهِ الْغَرَضُ عَمْ
✽ إِمَّا لِإِيهَامٍ بِأَنَّهُ أَتَمْ
وَذَاكَ فِي الْمَقْلُوبِ أَوْ لِلاِهْتِمَامْ
✽ كَجَائِعٍ شَبَّهَ خُبْزًا بِالتَّمَامْ
إِظْهَارُ مَطْلُوبٍ وَكُلُّ ذَا إِذَا
✽ إِلْحَاقُ نَاقِصٍ بِغَيْرٍ يُحْتَذَى
وَقَدْ يُرَادُ الْجَمْعُ لِلشَّيْئَيْنِ فِي
✽ أَمْرٍ وَلَمْ يُنْظَرْ لِنَقْصٍ أَوْ وَفِي
فَالْأَحْسَنُ الْعُدُولُ لِلتَّشَابُهِ
✽ وَذِكْرُهُ التَّشْبِيهَ مِنْ صَوَابِهِ
أَقْسَامُ التَّشْبِيهِفَبِاعْتِبَارِ الطَّرَفَيْنِ مُفْرَدُ
✽ بِمُفْرَدٍ كِلاَهُمَا مُقَيَّدُ
أَمْ لاَ أَوِ الْخِلاَفُ فِيهِمَا حَصَلْ
✽ كَ"الشَّمْسُ كَالْمِرْآةِ فِي كَفِّ الْأَشَلْ"
وَذُو تَرَكُّبٍ بِهِ وَمُفْرَدِ
✽ وَعَكْسُهُ وَالطَّرَفَيْنِ فَاعْدُدِ
بِالْمُشْبَهَاتِ فَابْدَأَنْ أَوْ لاَ، تَحِقْ
✽ وَالْأَوَّلُ الْمَلْفُوفُ وَالثَّانِي فُرِقْ
كَ"النَّشْرُ مِسْكٌ وَالْوُجُوهُ أَنْجُمُ
✽ والرِّيقُ خَمْرٌ وَالْبَنَانُ عَنَمُ"
وَإِنْ تُعَدِّدْ أَوَّلاً فَالتَّسْوِيَةْ
✽ أَوْ ثَانِيًا تَشْبِيهَ جَمْعٍ سَمِّيَهْ
وَبِاعْتِبَارِ الْوَجْهِ تَمْثِيلٌ غَدَا
✽ مُنْتَزَعًا مِنْ عَدَدٍ وَقَيَّدَا
بِكَوْنِهِ غَيْرَ الْحَقِيقِيْ يُوسُفُ
✽ وَغَيْرُ تَمْثِيلٍ لَهُ مُخَالِفُ
وَمُجْمَلٌ مَا وَجْهُهُ لَمْ يُذْكَرِ
✽ فَظَاهِرٌ وَذُو خَفًا بِالنَّظَرِ
فَمِنْهُ مَا مِنْ وَصْفِ طَرْفَيْهِ عَرَى
✽ أَوْ مُشْبَهٍ أَوْ وَصْفُ كُلٍّ ذُكِرَا
وَغَيْرُهُ مُفَصَّلٌ، وَالْمُبْتَذَلْ
✽ فِيهِ إِلَى مُشَبَّهٍ بِهِ انْتَقَلْ
مِنْ غَيْرِ تَدْقِيقٍ وَغَيْرُهُ الْغَرِيبْ
✽ إِذْ وَجْهُهُ فِي ظَاهِرٍ غَيْرُ قَرِيبْ
لِكَثْرَةِ التَّفْصِيلِ أَوْ حُضُورِ
✽ مُشَبَّهٍ بِهِ عَلَى نُدُورِ
لِبُعْدِ مَا نَاسَبَ أَوْ وَهْمِيَّا
✽ يَأْتِيكَ أَوْ مُرَكَّبًا عَقْلِيَّا
كَذَا خَيَالِيًّا كَذَاكَ الْحِسِّي
✽ تَكْرَارُهُ قَلَّ كَبَيْتِ الشَّمْسِ
وَكَثْرَةُ التَّفْصِيلِ أَنْ يَنْظُرَ فِي
✽ أَكْثَرَ مِنْ وَصْفٍ وَأَوْجُهًا يَفِي
أَعْرَفُهَا أَخْذُكَ بَعْضًا وَتَدَعْ
✽ بَعْضًا وَأَنْ تَعْتَبِرَ الْكُلَّ وَمَعْ
كَثْرَتِهُ فَهْوَ الْبَلِيغُ وَالْغَرِيبْ
✽ لِبُعْدِهِ وَقَدْ يُجَاءُ فِي الْقَرِيبْ
بِنُكْتَةٍ تُغْرِبُهُ كَذِكْرِ
✽ شَرْطٍ وَمَا مُحَسِّنٌ ذُو حَصْرِ
وَبِاعْتِبَارٍ فِي الْأَدَاةِ تُخْزَلُ
✽ مُؤَكَّدٌ وَمَا عَدَاهُ مُرْسَلُ
وَبِاعْتِبَارِ غَرَضٍ فَإِنْ وَفَى
✽ إِفَادَةً كَأَنْ يَكُونَ أَعْرَفَا
بِوَجْهِهِ فِي حَالِهِ الْمُشْبَهُ بِهْ
✽ أَوْ بَالِغَ التَّمَامِ فِي ذِي سَبَبِهْ
أَوْ حُكْمُهُ لَيْسَ مُخَاطَبٌ جَحَدْ
✽ فَذَاكَ مَقْبُولٌ وَمَا عَدَاهُ رَدْ
خَاتِمَةٌأَعْلاَهُ فِي الْقُوَّةِ حَذْفُ وَجْهِهِ
✽ وَآلَةٍ أَوْ فَمَعَ الْمُشَبَّهِ
فَحَذْفُ وَجْهٍ أَوْ أَدَاةٍ هَكَذَا
✽ وَقَدْ خَلاَ عَنْ قُوَّةٍ خِلاَفُ ذَا
الْحَقِيقَةُ وَالْمَجَازُاَلْأَوَّلُ الْكَلِمَةُ الْمُسْتَعْمَلَةْ
✽ فِي الاِصْطِلاَحِ فِي الَّذِي تُوضَعُ لَهْ
وَغَيْرِهِ مَعَ قَرِينَةٍ عَلَى
✽ وَجْهٍ يَصِحُّ وَإِرَادَةٍ جَلاَ
عَدَمَهَا فَهْوَ الْمَجَازُ الْمُفْرَدُ
✽ فَالْزَمْ عَلاَقَةً وَكُلٌّ عَدَدُ
يُعْزَى لِعُرْفٍ وَلِشَرْعٍ وَلُغَةْ
✽ وَالْعُرْفُ عَمَّ أَوْ فَخَصَّ مُبْلِغَهْ
كَدَابَةِ الْأَرْبَعِ وَالْإِنْسَانِ
✽ وَالْفِعْلِ لِلَّفْظِ وَلِلْحِدْثَانِ
كَذَا الصَّلاَةِ لِلسُّجوُدِ وَالدُّعَا
✽ وَأَسَدٍ لِسَبُعٍ وَالشُّجَعَا
وَمَنْ يَزِدْ "تَحْقِيقًا" اَوْ "تَأْوِيلاَ"
✽ فِي الْحَدِّ زَادَ فِيهِمَا تَطْوِيلاَ
ثُمَّ الْمَجَازُ الْمُرْسَلُ الْعَلاَقَةُ
✽ لاَ شَبَهٌ وَغَيْرُهُ اسْتِعَارَةُ
وَغَالِبًا تُطْلَقُ فِي اسْتِعْمَالِ سِمْ
✽ مُشَبَّهٍ بِهِ لِمُشْبَهٍ رُسِمْ
فَالطَّرَفَانِ مُسْتَعَارٌ مِنْهُ لَهْ
✽ وَالْمُسْتَعَارُ اللَّفْظُ ثُمَّ الْمُرْسَلَةْ
كَالْيَدِ فِي الْقُدْرَةِ وَالتَّسْمِيَةِ
✽ بِالْجُزْءِ، أَوْ بِالْكُلِّ، أَوْ بِالْآلَةِ
أَوْ سَبَبٍ، مُسَبَّبٍ، حَالٍ، مَحَلْ
✽ مُجَاوِرٍ، آلَ لَهُ، عَنْهُ انْتَقَلْ
وَالاِسْتِعَارَةُ فَتَحْقِيقِيَّةُ
✽ وَهْيَ مَجَازٌ لُغَوِيٌّ أَثْبَتُوا
إِنْ حُقِّقَ الْمَعْنِيْ بِهَا فِي الْحِسِّ أَوْ
✽ عَقْلٍ وَمَنْ جَعَلَهَا عَقْلاً أَبَوْا
مِنْ كَذِبٍ تُمَازُ بِالتَّأْوِيلِ ثُمْ
✽ إِنْ لَمْ تُشَبْ وَصْفًا فَلاَ تَأْتِي عَلَمْ
وَاشْرُطْ لَهَا قَرِينَةً فَوَاحِدَا
✽ كَ"أَسَدٍ يَرْمِي تَرَى" فَصَاعِدَا
كَ"إِنْ تَعَافُوا الْعَدْلَ وَالْإِيمَانَا
✽ فَإِنَّ فِي أَيْمَانِنَا نِيرَانَا"
أَوْ يُسْتَدَلَّ بِمَعَانٍ تَلْتَئِمْ
✽ وَبِاعْتِبَارِ الطَّرَفَيْنِ تَنْقَسِمْ
إِلَى الْوِفَاقِيَّةِ أَنْ يَجْتَمِعَا
✽ فِي مُمْكِنٍ وَذِي الْعِنَادِ امْتَنَعَا
وَمَا بِضِدٍّ وَالنَّقِيضِ اسْتُعْمِلاَ
✽ ذَاتُ تَهَكُّمٍ وَتَمْلِيحٍ جَلاَ
وَبِاعْتِبَارِ جَامِعٍ قِسْمَيْنِ
✽ فَدَاخِلٌ أَوْ لَيْسَ فِي الطَّرْفَيْنِ
فَإِنْ خَفَى غَرِيبَةٌ وَإِنْ بَدَا
✽ عَامِيَّةٌ إِلاَّ بِتَصْرِيفٍ شَدَا
وَبِاعْتِبَارِ ذِي الثَّلاَثِ سِتَّةُ
✽ أَوَّلُ هَذِي كُلُّهَا حِسِّيَّةُ
أَوْ جَامِعٌ عَقْلِيٌّ اَوْ قَدِ اخْتَلَفْ
✽ أَوْ غَيْرُ حِسِّيْ بِفُرُوعِهِ الطَّرَفْ
كَمِثْلِ "عِجْلاً" "نَسْلَخُ" "الْمُطَّلِعَةْ
✽ شَمْسٌ" وَ"مِنْ مَرْقَدِنَا" لِلْأَرْبَعَةْ
"فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ" لِلْمُخْتَلِفِ
✽ كَذَا "طَغَى الْمَاءُ" لِعَكْسِهِ يَفِي
وَبِاعْتِبَارِ اللَّفْظِ فَاسْمُ الْجِنْسِ
✽ أَصْلِيَّةٌ كَأَسَدٍ وَحَبْسِ
وَتَبَعِيَّةٌ سِوَاهُ فَالَّذِي
✽ فِي الْفِعْلِ وَالْمُشْتَقِّ لِلْأَصْلِ خُذِ
وَمَا يَكُونُ شَبَهًا فِي الْحَرْفِ
✽ فَذُو تَعَلُّقٍ بِهِ فَقُلْ فِي
"نَطَقَتِ الْحَالَةُ" لِلدَّلاَلَةْ
✽ بِالنُّطْقِ أَوْ "نَاطِقَةٌ ذِي الْحَالَةْ"
وَالدَّوْرُ فِي قَرِينَةِ الْمَذْكُورِ
✽ لِلْفَاعِلِ الْمَفْعُولِ وَالْمَجْرُورِ
وَبِاعْتِبَارٍ آخَرٍ مُطْلَقَةُ
✽ إِنْ لَمْ يُقَارِنْ فَرْعٌ اَوْ فَصِفَةُ
وَإِنْ بِمَا لاَءَمَ مَا لَهُ اسْتُعِيرْ
✽ تَجْرِيدٌ اَوْ مِنْهُ فَتَرْشِيحًا يَصِيرْ
وَرُبَّمَا يَجْتَمِعَانِ وَالْأَجَلْ
✽ مُرَشَّحٌ ثُمَّتَ مَبْنَاهُ حَصَلْ
عَلَى تَنَاسِي شَبَهٍ فَيُدَّعَى
✽ اَلْمَنْعُ وَاسْتِوَاءُ طَرْفَيْهِ مَعَا
أَمَّا الْمُرَكَّبُ فَمَا يُسْتَعْمَلُ
✽ فِيمَا بِمَعْنَى الْأَصْلِ قَدْ يُمَثَّلُ
مُبَالَغًا وَسُمِّيَ التَّمْثِيلاَ
✽ مُطْلَقًا اوْ سَالِكًا السَّبِيلاَ
فَإِنْ فَشَا كَذَاكَ الاِسْتِعْمَالُ
✽ فَمَثَلٌ تَغْيِيرُهُ مُحَالُ
وَالْمُسْتَعَارُ مِنْهُ فِي كِلَيْهِمَا
✽ لِذِي تَحَقُّقٍ وَفَرْضٍ قُسِّمَا
فَصْلٌقَدْ يُضْمَرُ التَّشْبِيهُ فِي النَّفْسِ فَلاَ
✽ يُذْكَرُ شَيْءٌ مِنْ ذَوَاتِهِ خَلاَ
مُشَبَّهًا ثُمَّ لِهَذَا يُثْبَتُ
✽ مَا اخْتَصَّ بِالْآخَرِ ذَا الْقَرِينَةُ
فَسَمِّ ذَا التَّشْبِيهَ بِالْمَكْنِيَّةْ
✽ عَنْهَا وَذَا الْإِثْبَاتَ تَخْيِيلِيَّةْ
فَصْلٌوَالاِسْتِعَارَةُ لَدَى يُوسُفَ أَنْ
✽ تَذْكُرَ مَا مِنْ طَرْفَيِ التَّشْبِيهِ عَنْ
مُرِيدًا الْآخَرَ بِادِّعَاءِ
✽ دُخُولِ مَا شُبِّهَ بِاقْتِفَاءِ
فِي جِنْسِ مُشْبَهٍ بِهِ وَقَسَّمَا
✽ إِلَى مُصَرَّحٍ وَمَكْنِيٍّ فَمَا
يُنْوَى مُشَبَّهٌ فَقَطْ مُصَرَّحَهْ
✽ وَعَكْسُهَا الْمَكْنِيُّ قَوْلٌ رَجَّحَهْ
وَالتَّبَعِيَّةَ إِلَيْهَا رَدَّا
✽ وَشَيْخُنَا يَقُولُ:عَكْسٌ أَجْدَى
وَفِي الْحَقِيقِيَّةِ تَمْثِيلٌ دَخَلْ
✽ لَدَيْهِ وَالتَّخْيِيلَ عَكْسَهُ جَعَلْ
فَصْلٌاَلْحُسْنُ فِي اسْتِعَارَةِ التَّخْيِيلِ
✽ بِحَسَبِ الْمَكْنِيِّ، وَالتَّمْثِيلِ
وَذِي الْكِنَايَةِ وَذِي التَّحْقِيقِ أَنْ
✽ يَرْعَى الَّذِي فِي وَجْهِ تَشْبِيهٍ زُكِنْ
وَلاَ يُشَمَّ رِيحُهُ لَفْظًا وَأَنْ
✽ يَجْلُوْ وَلاَ يَكُونُ كَالْإِلْغَازِ عَنْ
فَلاَ يُقَالُ "أَسَدٌ" لِأَبْخَرَا
✽ وَإِنْ قَوِيْ التَّشْبِيهُ حَتَّى صَيَّرَا
طَرْفَيْهِ كَالْوَاحِدِ مِثْلُ الْعِلْمِ
✽ وَالنُّورِ فَاسْتِعَارَةٌ ذُو حَتْمِ
خَاتِمَةٌقَدْ يُطْلَقُ الْمَجَازُ فِيمَا غُيِّرَا
✽ إِعْرَابُهُ بِزَيْدٍ اَوْ حَذْفٍٍ عَرَا
"لَيْسَ كَمِثْلِهِ" يُرِيدُ الْمِثْلاَ
✽ وَكَ"اسْأَلِ الْقَرْيَةَ" يَعْنِي الْأَهْلاَ
الْكِنَايَةُلَفْظٌ أُرِيدَ لاَزِمٌ مَعْنَاهُ مَعْ
✽ جَوَازِ أَنْ يُقْصَدَ مَعْنَاهُ تَبَعْ
وَمِنْ هُنَا تُخَالِفُ الْمَجَازَا
✽ أَقْسَامُهَا ثَلاَثَة ٌمَا انْحَازَا
بِهَا سِوَى نِسْبَةٍ اَوْ وَصْفٍ وَذَا
✽ يَكُونُ مَعْنًى أَوْ مَعَانٍ تُحْتَذَى
شَرْطُهُمَا التَّخْصِيصُ بِالَّذِي كُنِي
✽ عَنْهُ وَمَا يُطْلَبْ بِهَا الْوَصْفُ إِنِ
تَنْقُلْ بِلاَ وَاسِطَةٍ قَرِيبَةُ
✽ وَهَذِهِ وَاضِحَةٌ خَفِيَّةُ
"طُولُ النَّجَادِ" عَنْ طَوِيلِ الْقَامَةِ
✽ وَ"ذُو الْقَفَا الْعَرِيضِ" عَنْ بَلاَدَةِ
وَشِيبَتِ التَّصْرِيحَ مَا مِنْهَا حَوَتْ
✽ مُضْمَرَهُ سَاذِجَةٌ مَا قَدْ خَلَتْ
أَوْ بِوَسَاطَةٍ فَذُو الْإِبْعَادِ
✽ كَلِلْكَرِيمِ "مُكْثِرُ الرَّمَادِ"
فَلِلْوَقُودِ فَالطَّبِيخِ يُنْتَقَلْ
✽ فَكَثْرَةِ الْآكِلِ فَالضَّيْفِ وُصِلْ
وَمَا غَدَا النِّسْبَةُ مِنْ مَطْلُوبِهِ
✽ كَ"الْمَجْدُ فِي بُرْدَيْهِ" أَوْ "فِي ثَوْبِهِ"
إِذْ لَمْ يُصَرِّحْ بِثُبُوتِ ذَاكَ لَهْ
✽ بَلْ فِي الَّذِي احْتَوَى عَلَيْهِ جَعَلَهْ
وَرُبَّمَا فِي ذَيْنِ يُحْذَفُ الَّذِي
✽ يُوصَفُ مِثْلُ مَا تَقُولُ لِلْبَذِي:
"مَنْ سَلِمَ الْأَنَامُ مِنْ لِسَانِهِ
✽ وَيَدِهِ فَمُسْلِمٌ لِشَانِهِ"
قُلْتُ: وَقَدْ يُرَادُ هَذَانِ مَعَا
✽ فَهْوَ كِنَايَتَانِ فِيهِ وَقَعَا
وَيُوسُفٌ قَسَّمَ ذَا الْبَابَ إِلَى
✽ رَمْزٍ وَتَعْرِيضٍ وَتَلْوِيحٍ تَلاَ
إِشَارَةٌ إِيمَاءُ فَالَّذِي حُذِفْ
✽ مَوْصُوفُهُ نَاسَبَ تَعْرِيضًا عُرِفْ
وَوَجْهُهُ التَّنْوِيهُ وَالتَّلَطُّفُ
✽ أًوْ يَتْرُكُ الْإِغْلاَظَ أَوْ يَسْتَعْطِفُ
وَمِنْهُ مَا يُرَادُ مَعْنَاهُ مَعَهْ
✽ وَمِنْهُ لاَ حَرَّرَهُ مَنْ جَمَعَهْ
إِنْ كَثُرَتْ وَسَائِطٌ فَرُصِفَا
✽ مُلَوِّحًا وَإِنْ تَقِلَّ مَعْ خَفَا
رَمْزٌ وَإِلاَّ فَالْأَخِيرَانِ وَقَدْ
✽ مَجَازًا التَّعْرِيضُ فِي بَعْضٍ وَرَدْ
كَقَوْلِهِ: "آذَيْتَنِي سَتَعْرِفُ"
✽ يُرِيدُ مَنْ لاَ بِالْخِطَابِ يُوصَفُ
وَإِنْ يُرِدْ بِذَاكَ كُلاًّ مِنْهُمَا
✽ كِنَايَةٌ وَاشْرُطْ دَلِيلاً لَهُمَا
وَكَوْنُ هَذِي وَالْمَجَازِ أَبْلَغَا
✽ مِنْ ضِدِّ هَذَيْنِ اتِّفَاقُ الْبُلَغَا
وَالاِسْتِعَارَةِ مِنَ التَّشْبِيهِ
✽ إِذْ قُوَّةُ الْمَجَازِ لاَ تَلِيهِ
قُلْتُ: وَذُو التَّمْثِيلِ بِاسْتِعَارَةِ
✽ أَبْلَغُ مِنْهُ لاَ بِالاِسْتِعَارَةِ
وَأَبْلَغُ الْأَنْوَاعِ تَمْثِيلِيَّةْ
✽ مَكْنِيَّةٌ بَعْدُ فَتَصْرِيحِيَّةْ
وَبَعْدَهَا كِنَايَةٌ وَقَدْ عَلاَ
✽ ذُو نِسْبَةٍ فَصِفَةٍ فَمَا خَلاَ
وَهَذِهِ الثَّلاَثُ مِنْ قِسْمِ الْخَبَرْ
✽ الْخُلْفُ فِي إِنْشَاءِ ذِي التَّشْبِيهِ قَرْ
عِلْمُ الْبَدِيعِعِلْمُ الْبَدِيعِ مَا بِهِ قَدْ عُرِفَا
✽ وُجُوهُ تَحْسِينِ الْكَلاَمِ إِنْ وَفَى
مُطَابِقًا وَقَصْدُهُ جَلِيُّ
✽ فَمِنْهُ لَفْظِيٌّ وَمَعْنَوِيُّ
الْقِسْمُ الأوَّل:الْمَعْنَوِيُّمِنْهُ الطِّبَاقُ بِالتَّضَادِ مَاثِلِ
✽ اَلْجَمْعُ بَيْنَ اثْنَيْنِ ذِي تَقَابُلِ
فِي جُمْلَةٍ مِنْ نَوْعٍ اَوْ نَوْعَيْنِ
✽ اِسْمَيْنِ أَوْ فِعْلَيْنِ أَوْ حَرْفَيْنِ
كَمِثْلِ "أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودُ"
✽ "يُحْيِي يُمِيتُ" وَلَهُ تَعْدِيدُ
طِبَاقُ مَنْفِيٍّ طِبَاقٌ مُوجَبِ
✽ كَ"اخْشَ" وَ"لاَ تَخْشَ" وَذِي تَسَبُّبِ
قُلْتُ: وَقِيلَ: الشَّرْطُ فِي الطِّبَاقِ
✽ أَنْ يَأْتِيَ اللَّفْظَانِ بِالْوِفَاقِ
وَإِنَّمَا يَحْسُنُ مَعْ مَزِيدِ
✽ وَلَهُمُو تَطَابُقُ التَّرْدِيدِ
وَمِنْهُ تَدْبِيجٌ بِأَلْوَانٍ تَرِدْ
✽ مَكْنِيًّا اَوْ تَوْرِيَةً لِمَا قُصِدْ
وَمِنْهُ نَوْعٌ سُمِّيَ الْمُقَابَلَةْ
✽ وَهْيَ مَجِيءُ أَحْرُفٍ مُقَابِلَهْ
تُرَتِّبُ الثَّانِي عَلَى الْأَوَائِلِ
✽ كَمِثْلِ قَوْلِي فِي خِطَابِ الْعَاذِلِ:
"اُعْفُفْ وَذُمْ وَصِلْ وَعِزِّ وَافِقِ
✽ أَوْ خُنْ وَزَكِّ اقْطَعْ وَهُنْ وَشَاقِقِ"
وَقَالَ فِي الْمِفْتَاحِ: مَهْمَا شُرِطَا
✽ فِي أَوَّلٍ فَالضِّدَّ فِي الثَّانِي اشْرُطَا
قُلْتُ: وَذَا الْمِثَالُ بِالْمُفَوَّفِ
✽ يُسْمَى وَمِنْ أَنْوَاعِهِ عَدَّ الصَّفِيْ
ثُمَّ مُرَاعَاةُ النَّظِيرِ جَمْعُ
✽ أَمْرٍ وَمَا نَاسَبَهُ وَيَدْعُو
تَنَاسُبًا فَإِنْ مُنَاسِبٌ خَتَمْ
✽ مُبْتَدَأً تَشَابُهَ الْأَطْرَافِ سَمْ
وَمِنْهُ الاِرْصَادُ وَذَا أَنْ تَجْعَلاَ
✽ مِنْ قَبْلِ عَجْزِ الْبَيْتِ مَا دَلَّ عَلَى
تَمَامِهِ إِذَا الرَّوِيُّ عُرِفَا
✽ وَبَعْضٌ التَّسْهِيمَ هَذَا وَصَفَا
قُلْتُ: بِشَرْطِ أَنْ يَكُونَ اللَّفْظُ دَلْ
✽ فَإِنْ يَكُ الْمَعْنَى فَتَوْشِيحٌ أَجَلْ
وَمِنْهُ مَا يَدْعُونَهُ الْمُشَاكَلَةْ:
✽ أَنْ يُذْكَرَ الشَّيْءُ بِلَفْظٍ لَيْسَ لَهْ
لِكَوْنِهِ صُحْبَتَهُ تَحْقِيقًا اَوْ
✽ مُقَدَّرًا "وَمَكَرَ اللهُ" تَلَوْا
وَقَوْلُهُ: "قَالُوا اقْتَرِحْ شَيْئًا نُجِدْ
✽ قُلْتُ اطْبُخُوا لِيْ جُبَّةً" بَيْتٌ عُهِدْ
ثُمَّ الْمُزَاوَجَةُ أَنْ زَاوَجَ فِي
✽ اَلشَّرْطِ وَالْجَزَا لِمَعْنًى قَدْ يَفِي
وَالْعَكْسُ تَأْخِيرُ الَّذِي قُدِّمَ فِي
✽ أَحَدِ طَرْفَيْ جُمْلَةٍ إِنْ تُضِفِ
أَوْ جُمْلَتَيْنِ اسْمِيَّتَيْنِ أَوْ جَلاَ
✽ فِعْلِيَّتَيْنِ وَالرُّجُوعُ أَنْ عَلَى
كَلاَمِهِ السَّابِقِ قَدْ يَعُودُ
✽ بِنَقْضِهِ لِنُكْتَةٍ يُرِيدُ
قُلْتُ: وَمِنْهُ السَّلْبُ وَالْإِيجَابُ إِنْ
✽ مِنْ جِهَتَيْنِ اشْتَمَلاَهُ حَيْثُ عَنْ
وَمِنْهُ مَدْحُ الشَّيْءِ ثُمَّ ذَمُّهُ
✽ أَوْ عَكْسُهُ تَغَايُرٌ يَعُمُّهُ
وَمِنْهُ الاِيهَامُ وَيُدْعَى التَّوْرِيَةْ
✽ وَفَضَّلُوا ذَا النَّوْعَ ثُمَّ تَالِيَهْ
إِطْلاَقُ لَفْظِ شِرْكَةٍ وَيُقْصَدُ
✽ بَعِيدُهُ فَتَارَةً يُجَرَّدُ
مِمَّا يُلاَئِمُ الْقَرِيبَ كَ"اسْتَوَى"
✽ ثُمَّ الْمُرَشَّحُ الَّذِي لَهُ حَوَى
قُلْتُ: لَقَدْ قَصَّرَ فِي بَيَانِهَا
✽ فَلَيْسَ فِي الْبَدِيعِ مِثْلُ شَانِهَا
فَكُلُّ مَا بِلاَزِمٍ لَمْ يَقْتَرِنْ
✽ لاَ لِقَرِيبٍ أَوْ بَعِيدٍ قَدْ زُكِنْ
فَهْيَ الَّتِي تَجَرَّدَتْ وَأُلْحِقَا
✽ مَا اللاَّزِمَانِ اسْتَوَيَا وَاتَّفَقَا
وَسَمِّ مَا يُلاَزِمُ الَّذِي دَنَا
✽ مُرَشَّحًا وَضِدَّهُ مُبَيَّنَا
كِلاَهُمَا مِنْ قَبْلُ أَوْ بَعْدُ ذُكِرْ
✽ ثُمَّ الْمُهَيَّأَةُ مَا لاَ تَسْتَقِرْ
إِلاَّ بِلَفْظٍ قَبْلَهَا أَوْ بَعْدَهَا
✽ أَوْ لَفْظَتَيْنِ فَقْدُ لَفْظٍ فَقْدُهَا
وَاعْدُدْ هُنَا التَّرْشِيحَ وَالتَّوْهِيمَا
✽ وَافْرُقْ بِذِهْنٍ قَدْ صَفَا تَقْوِيمَا
وَمِنْهُ الاِسْتِخْدَامُ أَنْ يُرَادَا
✽ بِكِلْمَةٍ بَعْضُ الَّذِي أَفَادَا
ثُمَّ بِمُضْمَرٍ لَهَا الْبَوَاقِي
✽ أَوْ أَوَّلٌ بِمُضْمَرٍ وَالْبَاقِي
بِآخَرٍ كَ"جَلَّ عَيْنًا أَحْمَدُ
✽ أَخْجَلَهَا وَهَّابُهَا الْمُعْتَمِدُ"
وَمِنْهُ الاِرْدَافُ بِأَنْ يُذْكَرَ مَا
✽ يُرَادِفُ الْمَقْصُودَ لاَ مَا لَزِمَا
فَإِنْ أَتَى بِمَا يَكُونُ أَبْعَدَا
✽ فَذَلِكَ التَّمْثِيلُ إِذْ مَا قُصِدَا
وَاللَّفُ وَالنَّشْرُ بِأَنْ تُعَدِّدَا
✽ لَفْظًا وَبَعْدُ مَا لِكُلٍّ عُدِّدَا
وَلَمْ يُعَيَّنْ مَا لَهُ تَوْكِيلاَ
✽ لِسَامِعٍ مُجْمَلاً اَوْ تَفْصِيلاَ
مُرَتَّبًا أَوْ غَيْرَهُ مَعْكُوسًا اَوْ
✽ مُشَوَّشًا وَفِيهِ رَابِعًا حَكَوْا
وَالْخُلْفُ فِي الْأَفْضَلِ مِنْ هَذَيْنِ قَرْ
✽ وَقِيلَ: لاَ خُلْفَ بِتَحْرِيرِ النَّظَرْ
وَالْجَمْعُ أَنْ يُجْمَعَ فِي حُكْمِ عَدَدْ
✽ كَقَوْلِ بَعْضِ الشُّعَرَاءِ إِذْ زَهَدْ:
"إِنَّ الشَّبَابَ وَالْفَرَاغَ وَالْجِدَةْ
✽ مَفْسَدَةٌ لِلْمَرْءِ أَيُّ مَفْسَدَةْ"
وَعَكْسُهُ التَّفْرِيقُ أَنْ يُبَايَنَا
✽ بَيْنَهُمَا فِي مَدْحٍ اَوْ أَمْرٍ عَنَى
فَإِنْ يُعَدِّدْ وَأَضَافَ مَا لِكُلْ
✽ إِلَيْهِ تَعْيِينًا فَتَقْسِيمٌ يَحُلْ
وَإِنْ هُمَا أَدْخَلَ فِي مَعْنًى وَقَدْ
✽ فَرَّقَ وَجْهَيْ ذَاكَ أَوْ يَجْمَعْ عَدَدْ
حُكْمٌ وَتَقْسِيمٌ تَلاَ أَوْ عَكْسُ ذَا
✽ كِلاَهُمَا جَمْعٌ وَأَوَّلٌ خُذَا
إِلَيْهِ تَفْرِيقًا وَذَا تَقْسِيمَا
✽ وَقَدْ تَجِي ثَلاَثَةٌ تَضْمِيمَا
كَ"يَوْمَ يَأْتِ" بَعْدُ "لاَ تَكَلَّمُ"
✽ لِآخِرِ الْقِصَّةِ فَهْيَ تُنْظَمُ
وَيُطْلَقُ التَّقْسِيمُ إِذْ مَا اسْتَوْفَى
✽ أَقْسَامَهُ أَوْ حَالَهُ مُضِيفَا
كُلاًّ إِلَى مُلاَئِمٍ نَحْوُ "يَهَبْ"
✽ آيَةَ شُورَى وَ"ثِقَالُ" الْبَيْتَ هَبْ
وَمِنْهُ تَجْرِيدٌ بِأَنْ يُنْزَعَ مِنْ
✽ ذِي صِفَةٍ آخَرُ مِثْلُهُ زُكِنْ
مُبَالَغًا فِي أَنَّهُ فِيهَا كَمَلْ
✽ كَ"مِنْ فُلاَنٍ لِي صَدِيقٌ وَأَجَلْ"
وَ"إِنْ سَأَلْتَ أَحْمَدًا لَتَسْأَلَنْ
✽ بَحْرًا بِهِ مُنْدَفِقًا" وَمِنْهُ أَنْ
يُخَاطِبَ الْإِنْسَانُ نَفْسَهُ وَقَدْ
✽ نُصْحًا وَتَوْبِيخًا وَتَعْرِيضًا قَصَدْ
وَأَبْلَغُ الْأَقْسَامِ مَا قَدْ ثُنِّيَا
✽ ثُمَّ الْمُبَالَغَةُ أَنْ يَدَّعِيَا
بُلُوغَهُ فِي الضَّعْفِ أَوْ فِي الشِّدَّةِ
✽ حَدًّا مُحَالاً أَوْ بَعِيدَ الرُّتْبَةِ
فَإِنْ يَكُنْ عَقْلاً وَعَادَةً وَرَدْ
✽ يُمْكِنُ فَالتَّبْلِيغُ أَوْ فِي الْعَقْلِ قَدْ
فَذَاكَ إِغْرَاقٌ كِلاَهُمَا قُبِلْ
✽ أَوْ لاَ وَلاَ فَهْوَ غُلُوٌّ مَا احْتُمِلْ
مَا لَمْ يُقَرِّبْهُ لِذَاكَ شَيْءُ
✽ نَحْوُ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ
أَوْ فِيهِ نَوْعٌ مِنْ تَخَيُّلٍ حَسَنْ
✽ أَوْ مَخْرَجُ الْهَزْلِ مِنَ الشَّاعِرِ عَنْ
قُلْتُ: وَبَعْضٌ وَهَّنَ الْمُبَالَغَةْ
✽ أَصْلاً وَبَعْضٌ فِي السُّمُوِّ نَابِغَةْ
وَضِدُّهَا التَّفْرِيطُ عَدَّ الْيَمَنِيْ
✽ وَمَا رَأَيْتُ غَيْرَهُ بِمُعْتَنِي
وَجَعْلُهُ لِلنَّوْعِ جِنْسًا عَظُمَا
✽ إِلْحَاقُ جُزْئِيٍّ بِكُلِّيٍّ نَمَى
ثُمَّتَ مِنْهُ الْمَذْهَبُ الْكَلاَمِي
✽ إِيرَادُهُ الْحُجَّةَ لِلْمَرَامِ
عَلَى طَرِيقِهِمْ كَقَوْلِهِ عَلاَ:
✽ "لَوْ كَانَ فِيهِمَا" وَمَا لَهُ تَلاَ
وَمِنْهُ تَفْرِيعٌ وَذَا أَنْ يُثْبَتَا
✽ لِمُتَعَلِّقٍ لَهُ مَا أُثْبِتَا
لِآخَرٍ لَهُ فَإِنْ بِ(مَا) نَفَى
✽ أَوْ (لاَ) عَنِ الَّذِي بِشَيْءٍ وُصِفَا
أَفْعَلَ لِلْوَصْفِ مُنَاسِبًا وَقَدْ
✽ عُدِّيْ بِ(مِنْ) إِلَى الَّذِي ذَاكَ قَصَدْ
فَذَاكَ بِالتَّفْضِيلِ حَقًّا دُعِيَا
✽ وَالْحُسْنُ فِي التَّعْلِيلِ أَنْ يَدَّعِيَا
لِلْوَصْفِ عِلَّةً لَهُ تُنَاسِبُ
✽ بِلُطْفِ مَعْنًى لاَ حَقِيقِيْ تَصْحَبُ
فَتَارَةً يَكُونُ ثَابِتًا قُصِدْ
✽ عِلَّتُهُ وَذَاكَ ضَرْبَيْنِ عُهِدْ
مَا لَمْ تَبِنْ عِلَّتُهُ فِي الْعَادَةِ
✽ أَوْ عِلَّةٌ خِلاَفُ ذِي قَدْ بَانَتِ
وَمَا قُصِدْ ثُبُوتُهُ مِنْ مُمْكِنِ
✽ أَوْ غَيْرِهِ وَمَا عَلَى الشَّكِّ بُنِي
وَمِنْهُ تَأْكِيدُكَ لِلْمَدْحِ بِمَا
✽ يُشْبِهُ ذَمًّا وَثَلاَثًا قُسِّمَا
اَلْأَفْضَلُ اسْتِثْنَاءُ وَصْفِ فَضْلِ
✽ مِنْ وَصْفِ ذَمٍّ قَدْ نُفِيْ مِنْ قَبْلِ
مُقَدَّرًا دُخُولُهُ فِيهِ كَ"لاَ
✽ عَيْبَ لَهُ إِلاَّ ارْتِقَاهُ لِلْعُلاَ"
وَمِنْهُ الاِسْتِثْنَاءُ قَبْلَ وَصْفِ
✽ مَدْحٍ يَلِي وَصْفًا لَهُ لاَ يَنْفِي
وَمِنْهُ أَنْ يُؤْتَى بِهِ مُعَرِّفَا
✽ عَامِلُهُ لِلذَّمِّ مَعْنًى قَدْ وَفَى
وَمَا بِهِ اسْتُثْنِيَ يَحْوِي الْفَضْلاَ
✽ نَحْوُ "وَمَا تَنْقِمُ مِنَّا إِلاَّ"
ثُمَّتَ الاِسْتِدْرَاكُ فِي ذَا الْبَابِ
✽ كَمِثْلِ الاِسْتِثْنَاءِ بِاقْتِرَابِ
وَعَكْسُهُ ضَرْبَانِ أَنْ يُسْتَثْنَى
✽ مِنْ نَفْيِ وَصْفِ الْمَدْحِ ذَمٌّ يُعْنَى
أَنْ دَخَلَتْ كَمِثْلِ "مَا فِيهِ هُدَى
✽ إِلاَّ عَمَى عَنِ الطَّرِيقِ الْمُقْتَدَى"
وَأَنْ يَجِيءَ تِلْوَ وَصْفِ ذَمِّ
✽ كَ"جَاهِلٌ لَكِنَّهُ ذُو ظُلْمِ"
وَزِيدَ بَعْدَ الذَّمِّ وَصْفٌ يُوهِمُ
✽ زَوَالَهُ ثُمَّ لِذَمٍّ يُفْهِمُ
وَمِنْهُ الاِسْتِتْبَاعُ مَدْحٌ بِاللَّذَا
✽ يَسْتَتْبِعُ الْمَدْحَ بِشَيْءٍ غَيْرِ ذَا
وَإِنْ يُضَمَّنْ فِيهِ مَعْنًى وَهْوَ لَمْ
✽ يُسَقْ لَهُ فَذَاكَ إِدْمَاجٌ أَعَمْ
قُلْتُ: الْأَصَحُّ الْأَوَّلُ الْوَصْفُ بِنَصْ
✽ يُفْهِمُ وَصْفًا لِلَّذِي الْأَوَّلَ خَصْ
وَمِنْهُ تِوْجِيهٌ بِأَنْ يُوَافِيْ
✽ مُحْتَمِلاً وَجْهَيْنِ بِاخْتِلاَفِ
كَقَوْلِ مَنْ قَالَ لِأَعْوَرَ: "أَلاَ
✽ يَا لَيْتَ عَيْنَيْهِ سَوَاءٌ جُعِلاَ"
قُلْتُ: الصَّفِيُّ فَسَّرَ التَّوْجِيهَ أَنْ
✽ يَأْتِيْ بِأَلْفَاظٍ شَهِيرَةٍ بِفَنْ
يُورِدُهَا لِغَيْرِ مَا لَهُ اشْتَهَرْ
✽ كَالرَّفْعِ وَالنَّصْبِ وَكَالْجَزْمِ وَجَرْ
نَحْوُ "ارْتِفَاعٌ فِي مَحَلِّهِ"، "وَجَبْ
✽ مِنْ أَمْرِهِ جَزْمٌ" ، وَ"لِلْحُكْمِ انْتَصَبْ"
وَجَعَلَ السَّابِقَ مِنْ تَفْسِيرِهِ
✽ تَفْسِيرَ الِابْهَامِ كَذَا لِغَيْرِهِ
وَقَالَ:نَحْوُ ذَلِكَ الْمُوَارَبَةْ
✽ لَكِنَّهُ يَأْتِي لِمَنْ قَدْ عَاتَبهْ
بِمَخْلَصٍ وَلاَ يَجِي فِي الاِبْتِدَا
✽ بِهِ كَذَاكَ غَيْرُهُ قَدْ أَوْرَدَا
كَقَوْلِهِ: "قَدْ ضَاعَ شِعْرِيْ"،لَمَّا
✽ أُوخِذَ "بَلْ: (قَدْ ضَاءَ) صُغْتُ النَّظْمَا"
وَالْهَزْلُ ذُو الْجِدِّ فَقُلْ لِمَنْ أَتَى
✽ مُبَاحِثًا:"كَيْفَ تَهَجَّى (بَا) وَ(تَا)؟"
قُلْتُ: وَمِنْهُ يَقْرُبُ التَّهَكُّمُ
✽ وَالْهَجْوُ فِي مَعْرِضِ مَدْحٍ نَظَمُوا
وَإِنْ خَلاَ الْهَجْوُ عَنِ الْفَحَاشَةِ
✽ وَنَحْوِهَا فَسَمِّ بِالنَّزَاهَةِ
تَجَاهُلُ الْعَارِفِ: سَوْقُ مَا عُلِمْ
✽ مَسَاقَ غَيْرِهِ لِنُكْتَةٍ تَتِمْ
مِثْلِ الْمُبَالَغَةِ فِي الْمَدْحِ الْبَهِيْ
✽ وَالذَّمِّ وَالتَّوْبِيخِ وَالتَّدَلُّهِ
كَ"مَعْشَرَ الظِّبَاءِ يَا حُورَ النَّظَرْ
✽ أَمِنْكُمُو سُعَادُ أَمْ مِنَ الْبَشَرْ"
اَلْقَوْلُ بِالْمُوجَبِ أَنْ يَأْتِيْ إِلَى
✽ وَصْفٍ بِقَوْلِ غَيْرِهِ أُطْلِقْ عَلَى
شَيْءٍ لَهُ أُثْبِتَ حُكْمٌ يُثْبِتُ
✽ هَذَا لِغَيْرِهِ وَلَكِنْ يَسْكُتُ
عَنْ نَفْيِهِ عَنْهُ أَوِ الثُّبُوتِ لَهْ
✽ وَمِنْهُ لَفْظٌ فِي كَلاَمٍ حَمَلَهْ
عَلَى خِلاَفِ قَصْدِهِ مِمَّا احْتَمَلْ
✽ بِذِكْرِ ذِي تَعَلُّقٍ لَهُ حَصَلْ
كَقَوْلِهِ: "سَلَوْتَ يَا هَذَا عَنِي"
✽ فَقُلْ لَهُ: "عَنْ صُحْبَتِيْ وَوَطَنِيْ"
قُلْتُ:وَمِنْهُ يَقْرُبُ التَّسْلِيمُ أَنْ
✽ يُسَلِّمَ الْفَرْضَ الْمُحَالَ ثُمَّ عَنْ
لاَزِمِهِ يَصُدُّ إِذْ قَدْ وُجِدَا
✽ مَا مَنَعَ اتِّبَاعَهُ وَيُورِدَا
وَإِنْ عَلَى الْمُمْكِنِ مَعْ مَا نَاقَضَهْ
✽ مُرِيدَهُ عَلَّقَ فَالْمُنَاقَضَةْ
كَذَاكَ الاِسْتِدْرَاكُ وَالْإِسْتِثْنَا
✽ حَيْثُ أَفَادَا بَهْجَةً وَحُسْنَا
اَلاِطِّرَادُ ذِكْرُكَ اسْمَ مَنْ عَلاَ
✽ وَأَبِهِ وَجَدِّهِ عَلَى الْوِلاَ
بِلاَ تَكَلُّفٍ عَلَى وَجْهٍ جَلِيْ
✽ مِثْلُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيْ
قُلْتُ: وَمِنْهُ الاِحْتِبَاكُ يُخْتَصَرْ
✽ مِنْ شِقَّيِ الْجُمْلَةِ ضِدُّ مَا ذُكِرْ
وَهْوَ لَطِيفٌ رَاقَ لِلْمُقْتَبِسِ
✽ بَيَّنَهُ ابْنُ يُوسُفَ الْأَنْدَلُسِيْ
وَالطَّرْدُ وَالْعَكْسُ قَرِيبٌ مِنْهُ
✽ حَرَّرَهُ الطِّيبِيُّ فَابْحَثْ عَنْهُ
يُقَرِّرُ الْأَوَّلُ بِالْمَنْطُوقِ ذَا
✽ مَفْهُومَ تَالِيهِ وَبِالْعَكْسِ خُذَا
وَمِنْهُ نَفْيُ الشَّيْءِ بِالْإِيجَابِ
✽ نَفْيُ الثُّبُوتِ بِانْتِفَا الْأَسْبَابِ
وَإِنْ أَتَى فِي الْبَيْتِ وَعْظٌ لاَمِعُ
✽ أَوْ حِكْمَةٌ فَهْوَ الْكَلاَمُ الْجَامِعُ
حِكَايَةُ التَّحَاوُرِ الْمُرَاجَعَةْ
✽ تَرْتِيبُهُ أَوْصَافَهُ الْمُتَابَعَةْ
ثُمَّ التَّرَقِّي وَهْوَ ذِكْرُ الْمَعْنَى
✽ فَفَوْقَهُ ثُمَّ التَّدَلِّي يُعْنَى
وَمِنْهُ الاِسْتِطْرَادُ أَنْ يَنْتَقِلاَ
✽ مِنْ غَرَضٍ لِآخَرٍ قَدْ شَاكَلاَ
وَالاِفْتِنَانُ الْجَمْعُ لِلْفَنَّيْنِ
✽ كَالْمَدْحِ وَالْهَجْوِ وَنَحْوِ ذَيْنِ
وَالاِشْتِقَاقُ أَخْذُ مَعْنًى مِنْ عَلَمْ
✽ فَإِنْ يُطَابِقْ فَبِالاِتِّفَاقِ سَمْ
وَمِنْهُ الاِلْغَازُ وَنَوْعُ الْقَسَمِ
✽ وَالاِكْتِفَاءُ حَذْفُ بَعْضِ الْكَلِمِ
وَخَيْرُهُ عِنْدِيَ مَا فِيهِ وَفَتْ
✽ تَوْرِيَةٌ عَنِ اكْتِفَاءٍ صَرَفَتْ
وَجَمْعُهُ مُؤْتَلِفًا وَمُخْتَلِفْ
✽ وَالاِتِّسَاعُ شَامِلٌ لِمَا عُرِفْ
وَإِنْ يِكُنْ فِي اللَّفْظِ لَبْسٌ فَيَفِي
✽ تَفْسِيرُهُ فَذَاكَ تَفْسِيرُ الْخَفِيْ
وَإِنْ يُزِلْ لَبْسًا عَنِ الإِبْهَامِ
✽ فَذَاكَ إِيضَاحٌ بِلاَ إِبْهَامِ
وَإِنْ أَتَى مُشْتَرَكٌ يُبَادِرُ
✽ غَيْرُ الْمُرَادِ فَاشْتِرَاكٌ صَادِرُ
حُسْنَ الْبَيَانِ زَادَ فِي الْمِصْبَاحِ
✽ وَرَدَّهُ الْجَلاَلُ فِي الْإِيضَاحِ
وَقَدْ وَجَدْتُ مَقْصِدًا بَدِيعَا
✽ سَمَّيْتُهُ التَّأْسِيسَ وَالتَّفْرِيعَا
قَاعِدَةٌ كُلِّيَّةٌ يُمْهِدُهَا
✽ يَبْنِي عَلَيْهَا شُعْبَةً يَقْصِدُهَا
مِثَالُهُ: لكلِّ دِينٍ خُلُقُ
✽ وَخُلْقُ ذَا الدِّينِ الْحَيَاءُ الْمُونِقُ
وَالنَّفْيُ لِلْمَوْضُوعِ قَصْدًا صَنَعَهْ
✽ مثِاَلُهُ: لَيْسَ الشَّدِيدُ الصُّرَعَةْ
وَإِنْ أَتَى بِجُمَلٍ لِلْمَقْصِدِ
✽ تَوَصُّلاً لِحُكْمِ مَا بِهِ ابْتُدِيْ
وَصَحَّ حَذْفُ الْوَسَطِ الْمَوْصُولِ
✽ فَذَلِكَ التَّمْهِيدُ لِلدَّلِيلِ
وَمِنْهُ تَصْحِيفٌ بِأَنْ يُعْتَمَدَا
✽ بِهِ وَبِالتَّصْحِيفِ أَمْرٌ قُصِدَا
الْقِسْمُ الثَّانِي: اللَّفْظِيُّمِنْهُ الْجِنَاسُ بَيْنَ لَفْظَيْنِ بِأَنْ
✽ تَشَابَهَا فَإِنْ يَكُ الْوِفَاقُ عَنْ
فِي عَدَدِ الْحُرُوفِ وَالْأَنْوَاعِ ثُمْ
✽ تَرْتِيبِهَا وَهَيْئَةٍ فَالتَّامَ سَمْ
فَإِنْ يَكُنْ نَوْعًا فَذَا مُمَاثِلْ
✽ أَوْ لاَ فَمُسْتَوْفًى كَ"قَابِلْ قَابِلْ"
فَإِنْ يَكُنْ مُرَكَّبًا إِحْدَاهُمَا
✽ جِنَاسُ تَرْكِيبٍ وَإِنْ تَسَاهَمَا
خَطًّا فَذُو تَشَابُهٍ وَإِلاَّ
✽ فَذَاكَ مَفْرُوقٌ وَإِنْ تَجَلَّى
مِنْ كِلْمَةٍ وَجُزْئِهَا فَالْمَرْفُو
✽ أَوْ رُكِّبَا مُلَفَّقٌ وَالْخُلْفُ
فِي النَّقْطِ إِذْ يُوجَدُ فَالْمُصَحَّفُ
✽ أَوْ حَرَكَاتٍ فَهُوَ الْمُحَرَّفُ
أَوْ عَدَدٍ فَنَاقِصٌ بِحَرْفِ
✽ فِي أَوَّلٍ أَوْ وَسَطٍ أَوْ طَرْفِ
مُطَرَّفٌ مُكْتَنَفٌ مَرْدُوفُ
✽ مُذَيَّلٌ إِنْ زِيدَتِ الْحُرُوفُ
أَوْ نَوْعِ حَرْفٍ لَمْ يَكُنْ بِأَكْثَرِ
✽ مِنْ وَاحِدٍ فِي أَوَّلٍ أََوْ آخِرِ
أَوْ وَسَطٍ ثُمَّ إِذَا تَقَارَبَا
✽ مُضَارِعٌ وَلاَحِقٌ إِنْ جَانَبَا
قُلْتُ: فَإِنْ تَنَاسَبَا فِي اللَّفْظِ
✽ كَالضَّادِ وَالظَّاءِ فَذَاكَ اللَّفْظِيْ
وَإِنْ يُخَالِفْ فِي تَرَتُّبٍ دُعِيْ
✽ بِالْقَلْبِ فِي الْكُلِّ وَفِي الْبَعْضِ رُعِيْ
فَإِنْ يَقَعْ فِي أَوَّلِ الْبَيْتِ وَفِي
✽ آخِرِهِ فَهْوَ مُجَنَّحٌ قُفِيْ
وَفَوْقَ حَرْفٍ أَوَّلاً مُتَوَّجُ
✽ وَإِنْ تَوَالَيَا فَذَا مُزْدَوِجُ
وَإِنْ يَكُنْ تَجَاذَبَ الطَّّرْفَانِ
✽ مُشَوَّشٌ قَدْ زَادَ فِي التِّبْيَانِ
وَبِالْجِنَاسِ أَلْحَقُوا شَيْئَيْنِ
✽ إِحْدَاهُمَا تَشَابُهُ اللَّفْظَيْنِ
قُلْتُ: وَذَا تَجَانُسُ الْإِطْلاَقِ
✽ وَالآخَرُ الْجَمْعُ فِي الاِشْتِقَاقِ
قُلْتُ: الْجِنَاسُ الْمَعْنَوِيْ أَنْ تُضْمِرَا
✽ رُكْنَيْهِ وَالْمُرَادِفَيْنِ تَذْكُرَا
وَذِكْرُهُ لِوَاحِدٍ وَمَا رَدِفْ
✽ أَوْ مَا يَدُلُّ بِإِشَارَةٍ عُرِفْ
ثُمَّ تَوَسُّطُ الْجِنَاسِ قُرِّرَا
✽ وَشَرْطُ حُسْنٍ فِيهِ أَنْ لاَ يَكْثُرَا
فَإِنْ يَصِرْ تَوْرِيَةً وَانْحَصَرَا
✽ فِي وَاحِدٍ فَقَدْ عَلاَ وَافْتَخَرَا
وَمِنْهُ رَدُّ عَجُزٍ لِصَدْرِ
✽ أَنْ تَقَعَ اللَّفْظَةُ صَدْرَ النَّثْرِ
وَشِبْهُهَا فِي خَتْمِهِ وَالشِّعْرِ
✽ فِي آخِرٍ وَشِبْهُهَا فِي الصَّدْرِ
لِذَلِكَ الْمِصْرَاعِ أَوْ صَدْرِ اللَّذَا
✽ قَبْلُ كَذَا فِي حَشْوِهِ أَوْ خَتْمِ ذَا
قُلْتُ: فَإِنْ قَافِيَةٌ تُعَادُ فِي
✽ أَوَّلِ ثَانٍ فَهُوَ تَسْبِيغٌ وَفِيْ
وَمِنْهُ تَطْرِيزٌ وَذَا أَنْ تَذْكُرَا
✽ عِدَّةَ أَسْمَاءٍ وَبَعْدُ تُخْبِرَا
بِصِفَةٍ كَرَّرْتَهَا وَمِنْهُ
✽ تَعْدِيدُكَ الْأَوْصَافَ فَرْدًا عَنْهُ
تَنْسِيقُهُمْ تَلَتْ صِفَاتُ الْعَظَمَةْ
✽ تَلاَحَمَتْ مُسْتَحْسَنًا مُلْتَئِمَةْ
وَإِنْ يَجِئْ لَفْظٌ فَصِيحٌ وَارِدُ
✽ مَا غَيْرُهُ يَسُدُّ فَالْفَرَائِدُ
وَإِنْ يَجِئْ وَغَيرُهُ سَدَّ وَلَهْ
✽ تَخَصُّصٌ تَنْكِيتُهُمْ فَاسْتَعْمِلَهْ
اَلسَّجْعُ أَنْ تَوَاطَأَ الْفَوَاصِلُ
✽ فِي خَتْمِهَا بِوَاحِدٍ، وَالْفَاضِلُ
مَا اسْتَوَتِ الْقَرِينَتَانِ ثُمَّ أَنْ
✽ يَطُولَ ثَانٍ ثُمَّ ثَالِثٌ وَمَنْ
طَوَّلَ الاُولَى زَائِدًا لَمْ يَحْسُنِ
✽ وَكُلَّ الاَعْجَازِ ابْنِهَا وَسَكِّنِ
وَفِي الْقُرَانِ قُلْ فَوَاصِلُ وَلاَ
✽ يُقَالُ أَسْجَاعٌ فَعَنْهَا قَدْ عَلاَ
قُلْتُ: وَخَيْرُ السَّجْعِ مَا قَلَّ إِلَى
✽ عَشَرَةٍ وَضَعْفُهَا مَا طُوِّلاَ
ثُمَّ اللَّتَانِ وَزْنُهَا ذُو خُلْفِ
✽ مُطَرَّفٌ وَإِنْ وِفَاقًا تُلْفِي
وَلَيْسَ مَا فِي أَوَّلٍ مُقَابِلاَ
✽ وَزْنًا وَلاَ تَقْفِيَةً لِمَا تَلاَ
فَالْمُتَوَازِي ضِدُّهُ مُرَصَّعُ
✽ أَوْ خُصَّ بِالْعَجْزَيْنِ فَالْمُصَرَّعُ
وَإِنْ تَكُنْ قَدْ سَاوَتِ الْمُقَارَنَةْ
✽ فِي الْوَزْنِ لاَ تَقْفِيَةٍ مُوَازَنَةْ
فَإِنْ تَكُنْ أَفْرَادُهَا مُقَابِلَةْ
✽ لِلتَّالِ فِي أَوْزَانِهَا مُمَاثِلَةْ
وَقِيلَ: لاَ يَخْتَصُّ بِالتَّنْثِيرِ
✽ وَمِنْهُ مَا يَدْعُونَ بِالتَّشْطِيرِ
فِي كُلِّ شَطْرٍ سَجْعَتَانِ اتَّفَقَا
✽ وَخَالَفَ الآخِرُ مَا قَدْ سَبَقَا
وَسَمِّ بِالتَّسْمِيطِ إِنْ تَوَالَتِ
✽ ثَلاَثَةٌ وَبِالْوِفَاقِ وَافَتِ
وَإِنْ يُسَجِّعْ كُلَّهُ وَجَزَّأَهْ
✽ مُخَالِفًا جُزْءًا بِجُزْءٍ تَجْزِئَةْ
وَالاِنْسِجَامُ مَا عَلاَ تَسَهُّلاَ
✽ عُذُوبَةً وَمِنْ عَقَادَةٍ خَلاَ
وَغَالِبًا فِي النَّثْرِ إِذْ مَا انْسَجَمَا
✽ مِنْ غَيْرِ قَصْدٍ قَدْ يُرَى مُنْتَظِمَا
وَمِنْهُ قَلْبٌ عَكْسُهُ إِذَا سَلَكْ
✽ كَطَرْدِهِ كَمِثْلِ "كُلٌّ فِي فَلَكْ"
وَالْحَرْفُ مِنْ قَبْلِ الرَّوِيْ مُلْتَزَمُ
✽ فَسَمِّهِ لُزُومَ مَا لاَ يَلْزَمُ
كَقَوْلِهِ : "تَقْهَرْ" و"تَنْهَرْ" "صَدْرَكَا"
✽ "وِزْرَكَ" "ظَهْرَكَ" وَبَعْدُ "ذِكْرَكَا"
قُلْتُ: فَإِنْ كَانَ الْتِزَامٌ فِي الرَّوِيْ
✽ أَوْ كَلِمَاتٍ فَهْوَ تَضْيِيقٌ قَوِيْ
وَمِنْهُ تَشْرِيعٌ بِأَنْ يُبْنَى عَلَى
✽ قَافِيَتَيْنِ الْبَيْتُ كُلٌّ قَدْ حَلاَ
وَهْوَ الَّذِي أَبْدَعَهُ الْحَرِيرِيْ
✽ وَوَسْمُهُ التَّوْأَمُ ذُو تَحْرِيرِ
قُلْتُ: الرَّوِيُّ إِذْ لِأَشْيَا يَصْلَحُ
✽ فَذَلِكَ التَّخْيِيرُ خُذْ مَا يَرْجَحُ
وَإِنْ تَجِئْ قَافِيَةٌ مَحَلَّهَا
✽ فَذَلِكَ التَّمْكِينُ مَهِّدْ قَبْلَهَا
وَمِنْهُ أَنْ تَأْتَلِفَ الْمَعَانِي
✽ صَحِيحَةً مُوَافِقَ الْأَوْزَانِ
أَوْ وَافَقَ الْأَلْفَاظُ وَالْأَوْزَانُ
✽ وَضِدُّهُ الطَّاعَةُ وَالْعِصْيَانُ
وَالْوَصْلُ وَالْقَطْعُ وَنَقْطُ الْأَحْرُفِ
✽ وَتَرْكُهُ حَذْفٌ وَبِالْخُلْفِ يَفِي
وَاللَّفْظُ إِذْ يَقْرَؤُهُ الْأَلْثَغُ لاَ
✽ يُعَابُ قَدْ سَمَّيْتُهُ الْمُنْتَخَلاَ
وَأَصْلُ حُسْنِ مَا مَضَى أَنْ يَتْبَعَا
✽ اَللَّفْظُ مَعْنًى دُونَ عَكْسٍ وَقَعَا
خَاتِمَةٌ فِي السَّرِقَاتِ الشِّعْرِيَّةِ وَمَا يَتَّصِلُ بِهَاإِنْ قَائِلاَنِ اتَّفَقَا فِي الْغَرَضِ
✽ عَلَى الْعُمُومِ فَكِلاَهُمَا ارْتُضِيْ
كَالْوَصْفِ بِالسَّخَاءِ وَالشَّجَاعَةِ
✽ وَلاَ يُعَدُّ سِرْقَةً لِلْعَادَةِ
أَوْ فِي الدَّلاَلَةِ عَلَيْهِ كَاْلَمَجَازْ
✽ وَهَيْئَةٍ تَخُصُّ مَنْ لِلْوَصْفِ حَازْ
كَوَصْفِهِ الْجَوَادَ بِالتَّهَلُّلِ
✽ لِطَالِبٍ وَالْقَبْضِ لِلْمُبَخَّلِ
فَإِنْ يَكُنْ مُقَرَّرًا كَالْبَطَلِ
✽ بِأَسَدٍ فَحُكْمُهُ كَالْأَوَّلِ
أَوْ لاَ فَفِيهِ السَّبْقُ كَالزِّيَادَةِ
✽ قَدْ يُدَّعَى فَمِنْهُ ذُو غَرَابَةِ
فِي أَصْلِهِ وَمِنْهُ ذَو ابْتِذَالِ
✽ أَغْرَبَهُ الْحُسْنُ فِي الاِسْتِعْمَالِ
فَسَمِّ بِالْإِبْدَاعِ مَا قَدِ اخْتُرِعْ
✽ مِنَ الْمَعَانِي لَيْسَ قَبْلَهُ صُنِعْ
أَوْ سَمِّهِ سَلاَمَةَ اخْتِرَاعِ
✽ وَذَلِكَ الشَّامِلُ لِلْأَنْوَاعِ
وَسَمِّ ذَا الشُّهْرَةِ مَعْ إِغْرَابِ
✽ بِالطُّرْفَةِ النَّوَادِرِ الْإِغْرَابِ
وَالْأَخْذُ وَالسِّرْقَةُ ظَاهِرٌ وَلاَ
✽ فَالظَّاهِرُ الْأَخْذُ لِمَعْنًى كَمَلاَ
مَعْ لَفْظِهِ أَوْ بَعْضِهِ أَوْ دُونَهُ
✽ فَذَاكَ مَحْضُ سِرْقَةٍ يَدْعُونَهُ
بِالاِنْتِحَالِ النَّسْخِ لَيْسَ يُقْبَلُ
✽ كَذَا إِذَا بِرِدْفِهِ قَدْ يُبْدَلُ
وَأَخْذُ بَعْضِ اللَّفْظِ بِالتَّغْيِيرِ سَمْ
✽ إِغَارَةً وَالْمَسْخَ ثُمَّ ذَا قِسَمْ
فَإِنْ يَكُنْ أَبْلَغَ لاِخْتِصَاصِهِ
✽ بِنُكْتَةٍ فَامْدَحْهُ فِي اقْتِصَاصِهِ
أَوْ دُونَهُ ذُمَّ وَإِنْ تَسَاوَيَا
✽ أَبْعَدُ مِنْ ذَمٍّ وَفَضِّلْ بَادِيَا
أَوْ أَخَذَ الْمَعْنَى فَقَطْ فَإِلْمَامْ
✽ وَالسَّلْخُ وَهْوَ ذُو الثَّلاَثِ الْأَقْسَامْ
وَغَيْرُ ذِي الظُّهُورِ كَالتَّشَابُهِ
✽ فِي الْمَعْنَيَيْنِ حِينَ قَدْ أَتَى بِهِ
أَوْ لِمَحَلٍّ آخَرٍ قَدْ نَقَلاَ
✽ أَوْ لِنَقِيضٍ أَوْ يَكُونُ أَشْمَلاَ
أَوْ أَخَذَ الْبَعْضَ وَزَادَ حُسْنَا
✽ وَكُلُّ ذَا يُقْبَلُ حَيْثُ عَنَّا
بَلْ رُبَّمَا أَحْسَنَ فِي التَّصَرُّفِ
✽ فَصَارَ كَالْمُبْدِعِ لاَ كَالْمُقْتَفِي
وَكُلَّمَا كَانَ أَشَدَّ فِي الْخَفَا
✽ فَهْوَ إِلَى الْقَبُولِ أَقْرَبُ اقْتِفَا
هَذَا إِذَا يُعْلَمُ أَنَّ الثَّانِيْ
✽ قَدِ اقْتَفَى الْأَوَّلَ فِي الْمَعَانِي
إِذْ جَازَ أَنْ يَكُونَ مِنْ تَوَارُدِ
✽ اَلْخَاطِرَيْنِ لاَ بِقَصْدٍ وَارِدِ
وَعِنْدَ فَقْدِ الْعِلْمِ قُلْ: "قَالَ كَذَا
✽ وَغَيْرُهُ سَبَقَهُ"، أَوْ نَحْوَ ذَا
فَصْلٌ فِيمَا يَتَّصِلُ باِلسَّرِقَاتِمِنْ ذَاكَ الاِقْتِبَاسُ أَنْ يُضَمِّنَا
✽ مِنَ الْقُرَانِ وَالْحَدِيثِ مَا عَنَى
عَلَى طَرِيقٍ لَيْسَ مِنْهُ مِثْلُ مَا
✽ قَالَ الْحَرِيرِيُّ: (وَلَمَّا دَهَمَا
قُلْنَا جَمِيعًا شَاهَتِ الْوُجُوهُ
✽ وَقَبُحَ اللُّكْعُ وَمَنْ يَرْجُوهُ)
فَمِنْهُ مَا لَمْ يُنْقَلِ الْمُقْتَبَسُ
✽ عَنْ أَصْلِهِ وَمِنْهُ مَا قَدْ يُعْكَسُ
وَرُبَّمَا غُيِّرَ لِلْوَزْنِ فَلاَ
✽ يَضُرُّهُ كَقَوْلِ بَعْضِ مَنْ خَلاَ:
"قَدْ كَانَ مَا قَدْ خِفْتُ أَنْ يَكُونَا
✽ إِنَّا إِلَى الْإِلَهِ رَاجِعُونَا"
قُلْتُ: وَأَمَّا حُكْمُهُ فِي الشَّرْعِ
✽ فَمَالِكٌ مُشَدِّدٌ فِي الْمَنْعِ
وَلَيْسَ فِيهِ عِنْدَنَا صَرَاحَةْ
✽ لَكِنَّ يَحْيَى النَّوَوِيْ أَبَاحَهْ
فِي النَّثْرِ وَعْظًا دُونَ نَظْمٍ مُطْلَقَا
✽ وَالشَّرَفُ الْمُقْرِئُ فِيهِ حَقَّقَا
جَوَازَهُ فِي الزُّهْدِ وَالْوَعْظِ وَفِي
✽ مَدْحِ النَّبِيْ وَلَوْ بِنَظْمٍ فَاقْتُفِيْ
وَتَاجُنَا السُّبْكِيْ جَوَازَهُ نَصَرْ
✽ إِذِ التَّمِيمِيُّ الْجَلِيلُ قَدْ شَعَرْ
وَقَدْ رَأَيْتُ الرَّافِعِيَّ اسْتَعْمَلَهْ
✽ وَغَيْرَهُ مِنْ صُلَحَاءَ كَمَلَةْ
وَمِنْهُ تَضْمِينٌ بِأَنْ يُضَمِّنَا
✽ مِنْ شِعْرِ غَيْرِهِ وَأَنْ يُبَيِّنَا
ذَلِكَ إِنْ لَمْ يَشْتَهِرْ عِنْدَ أُولِي
✽ بَلاَغَةٍ وَالْحُسْنُ فِيهِ أَنْ يَلِيْ
لِنُكْتَةٍ لَيْسَتْ هُنَاكَ ثُمَّ لاَ
✽ يَضُرُّ تَغْيِيٌر فَبَيْتٌ كَمَلاَ
سَمْ بِاسْتِعَانَةٍ وَلِلْمِصْرَاعِ
✽ فَدُونَهُ بِالرَّفْوِ وَالْإِيدَاعِ
قُلْتَ: فَإِنْ مِنْ نَظْمِهِ قَدْ جَعَلَهْ
✽ فَذَاكَ تَفْصِيلٌ بِصَادٍ مُهْمَلَةْ
وَمِنْهُ عَقْدٌ نَظْمُ نَثْرٍ لاَ عَلَى
✽ طَرِيقِ الاِقْتِبَاسِ مِمَّا قَدْ خَلاَ
وَضِدُّهُ الْحَلُّ وَتَمْلِيحٌ بِأَنْ
✽ لِقِصَّةٍ يُشِيرُ أَوْ شِعْرٍ يَعِنْ
قُلْتُ: كَذَا قَدَّمَ مِيمًا وَانْتُقِدْ
✽ وَشِبْهُهُ الْعُنْوَانُ فَافْهَمْ مَا قُصِدْ
فَصْلٌوَيَنْبَغِي التَّأْنِيقُ فِي ابْتِدَاءِ
✽ وَفِي تَخَلُّصٍ وَفِي انْتِهَاءِ
بِأَعْذَبِ اللَّفْظِ وَحُسْنِ النَّظْمِ
✽ وَصِحَّةِ الْمَعْنَى وَطِبْقِ الْفَهْمِ
فَلْيَجْتَنِبْ فِي الْمَدْحِ مَا يُطَّيَّرُ
✽ بِهِ وَمَا مِنْهُ الْمَقَامُ يَنْفِرُ
وَخَيْرُهُ مُنَاسِبٌ لِلْحَالِ
✽ وَسَمِّهِ بَرَاعَةَ اسْتِهْلاَلِ
وَاعْنَ بِتَشْبِيبٍ يَجِيءُ فِي الْكَلاَمْ
✽ قَبْلَ الشُّرُوعِ مَا يُمَهِّدُ الْمَرَامْ
وَرَاعِ فِي تَخَلُّصٍ لِلْمَقْصِدِ
✽ مُلاَئِمًا لِمَا بِهِ قَدِ ابْتُدِيْ
وَرُبَّمَا إِلَى سِوَاهُ يُنْتَقَلْ
✽ كَمَا رَأَى الْمُخَضْرَمُونَ وَالْأُوَلْ
وَالْحُسْنُ فَصْلُهُ بِ"أَمَّا بَعْدُ" أَوْ
✽ "هَذَا" كَمَا فِي ذِكْرِ صَادٍ قَدْ تَلَوْا
وَزَادَ فِي التِّبْيَانِ حُسْنَ الْمَطْلَبِ
✽ بَعْدَ وَسِيلَةٍ أَتَى بِالطَّلَبِ
وَإِنْ يَجِئْ فِي الاِنْتِهَاءِ مُوذِنُ
✽ بِخَتْمِهِ فَهْوَ الْبَلِيغُ الْأَحْسَنُ
وَسُوَرُ الْقُرْآنِ فِي ابْتِدَائِهَا
✽ وَفِي خُلُوصِهَا وَفِي انْتِهَائِهَا
وَارِدَةٌ أَبْلَغَ وَجْهٍ وَأَجَلْ
✽ وَكَيْفَ لاَ وَهْوَ كَلاَمُ اللهِ جَلْ
وَمَنْ لَهَا أَمْعَنَ فِي التَّأَمُّلِ
✽ بَانَ لَهُ كُلُّ خَفِيٍّ وَجَلِيْ
وَتَمَّ ذَا النَّظْمُ بِتَيْسِيرِ الْأَحَدْ
✽ سَلْخَ جُمَادَى الثَّانِ فِي يَوْمِ الْأَحَدْ
مِنْ عَامِ ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ الَّتِي
✽ بَعْدَ ثَمَانِمِائَةٍ لِلْهِجْرَةِ
فِي أَلْفِ بَيْتٍ كَالنُّجُومِ تُزْهِرُ
✽ وَكَالرِّيَاضِ فَاحَ مِنْهَا الزَّهَرُ
أُرْجُوزَةٌ فَرِيدَةٌ فِي أَهْلِهَا
✽ إِذْ لَمْ يَكُنْ فِي فَنِّهَا كَمِثْلِهَا
بِكْرٌ مَنِيعٌ سِتْرُهَا لِمَنْ دَنَا
✽ وَمَنْ أَتَاهَا خَاضِعًا نَالَ الْمُنَى
زَفَفْتُهَا لِمَنْ نُهَاهُ رَاجِحُ
✽ وَمَهْرُهَا مِنْهُ الدُّعَاءُ الصَّالِحُ
عَلِّيْ إِذَا صِرْتُ قَرِينَ الرَّمْسِ
✽ تَنْفَعُنِي دَعْوَتُهُ فِي بُؤْسِيْ
وَأَحْمَدُ اللهَ عَلَى الْإِتْمَامِ
✽ حَمْدًا يَفُوقُ الْبَدْرَ فِي التَّمَامِ
مُصَلِّيًا عَلَى نَبِيٍّ قَدْ عَلَتْ
✽ أَوْصَافُهُ بَيْنَ الْوَرَى وَكَمَلَتْ