قَالَ الْفَقِيرُ الشَّرَفُ العَمْرِيطِي
✽ ذُو الْعَجْزِ وَ التَّقْصِيرِ وَ التَّفْرِيطِ
الْحَمْدُ للهِ الَّذِي قَدْ أَظْهَرَا
✽ عِلْمَ الْأُصُولِ لِلْوَرَى وَ أَشْهَرَا
عَلَى لِسَانِ الشَّافِعِي وَهَوَّنَا
✽ فَهُوَ الَّذِي لَهُ ابْتِدَاءً دَوَّنَا
وَتَابَعَتْهُ النَّاسُ حَتَّى صَارَا
✽ كُتْبًا صِغَارَ الْحَجْمِ أَوْ كِبَارَا
وَخَيْرُ كُتْبِهِ الصِّغَاِر مَا سُمِي
✽ بِالْوَرَقَاتِ لِلْإِمَامِ الْحَرَمِي
وَقَدْ سُئِلْتُ مُدَّةً فِي نَظْمِهِ
✽ مُسَهِّلاً لِحِفْظِهِ وَفَهْمِهِ
فَلمْ أَجِدْ مِمَّا سُئِلْتُ بُدَّا
✽ وَقَدْ شَرَعْتُ فِيهِ مُسْتَمِدَّا
مِنْ رَبِّنَا التَّوْفِيقَ لِلصَّوَابِ
✽ وَالنَّفْعَ فِي الدَّارَيْنِ بِالْكِتَابِ
بَابُ أُصُولِ الفِقْهِهَاكَ أُصُولَ الفِقْهِ لَفْظًا لَقَبَا
✽ لِلْفَنِّ مِنْ جُزْأَيْنِ قَدْ تَرَكَّبَا
الأَوَّلُ الأُصُولُ ثُمَّ الثَّانِي
✽ الفِقْهُ وَ الْجُزْءَانِ مُفْرَدَانِ
فَالْأََصْلُ مَا عَلَيْهِ غَيْرُهُ بُنِي
✽ وَالْفَرْعُ مَا عَلَى سِوَاهُ يَنْبَنِي
وَالفِقْهُ عِلْمُ كُلِّ حُكْمٍ شَرْعِي
✽ جَاءَ اجْتِهَادًا دُونَ حُكْمٍ قَطْعِي
وَالْحُكْمُ وَاجِبٌ وَ مَنْدُوبٌ وَ مَا
✽ أُبِيحَ وَالْمَكْرُوهُ مَعْ مَا حَرُمَا
مَعَ الصَّحِيحِ مُطْلَقًا وَالْفَاسِدِ
✽ مِنْ عَاقِدٍ هذَانِ أَوْ مِنْ عَابِدِ
فَالْوَاجِبُ الْمَحْكُومُ بِالثَّوَابِ
✽ فيِ فِعْلِهِ وَالتَّرْكِ بِالْعِقَابِ
وَالنَّدْبُ مَا فِي فِعْلِهِ الثَّوَابُ
✽ وَلَمْ يَكُنْ فِي تَرْكِهِ عِقَابُ
وَليْسَ فِي الْمُبَاحِ مِنْ ثَوَابِ
✽ فِعْلاً وَتَرْكًا بَلْ وَلَا عِقَابِ
وَضَابِطُ الْمَكْرُوهِ عَكْسُ مَا نُدِبْ
✽ كَذَلِكَ الْحَرَامُ عَكْسُ مَا يَجِبْ
وَضَابِطُ الصْحِيحِ مَا تَعَلَّقَا
✽ بِهِ نُفُوذٌ وَاعْتِدَادٌ مُطْلَقَا
وَالْفَاسِدُ الَّذِي بِهِ لَمْ تَعْتَددِ
✽ وَلَمْ يَكُنْ بِنَافِذٍ إذَا عُقِدْ
وَالعِلْمُ لَفْظٌ لِلْعُمُومِ لَمْ يَخُصْ
✽ لِلْفِقْهِ مَفْهُومًا بَلِ الفِقْهُ أَخَصْ
وَ عِلْمُنَا مَعْرِفَةُ الْمَعْلُومِ
✽ إِنْ طَابَقَتْ لِوَصْفِهِ الْمَحْتُومِ
وَالْجَهْلُ قُلْ تَصَوُّرُ الشَّيءِ عَلَى
✽ خِلَافِ وَ صْفِهِ الَّذِي بِهِ عَلَا
وَقِيلَ حَدُّ الْجَهْلِ فَقْدُ الْعِلْمِ
✽ بَسيِطًا اوْ مُرَكَّبًا قَدْ سُمِّي
بَسِيطُهُ فِي كُلِّ مَا تَحْتَ الثَّرَى
✽ تَرْكِيبُهُ فِي كُلِّ مَا تُصُوِّرَا
وَالْعِلْمُ إِمَّا بِاضْطِرَارٍ يَحْصُلُ
✽ أَوْ بِاكْتِسَابٍ حاصِلٌ فَالْأَوَّلُ
كاَلْمُسْتَفَادِ بِالْحَوَاسِ الْخَمْسِ
✽ بِالشَّمِّ أَوْ بِالذَّوْقِ أَوْ بِاللَّمْسِ
وَالسَّمْعِ والْإبْصَارِ ثُمَّ التَّالِي
✽ مَا كَانَ مَوْقُوفًا عَلَى اسْتِدْلَالِ
وَحَدُّ الاسْتِدْلَالِ قُلْ مَا يَجْتَلِبْ
✽ لَنَا دَلِيلًا مُرْشِدًا لِمَا طُلِبْ
وَالظَّنُّ تَجْوِيْزُ امْرِئٍ أَمْرَيْنِ
✽ مُرَجِّحًا لأَحَدِ الْأَمْرَيْنِ
فَالَّرَاجِحُ الْمَذْكُورُ ظَنًّا يُسْمَى
✽ وَالطَّرَفُ الْمَرْجُوحُ يُسْمَى وَهْمَا
وَالشَّكُّ تَجْوِيْزٌ بِلَا رُجْحَانِ
✽ لِوَاحِدٍ حَيْثُ اسْتَوَى الْأَمْرَانِ
أَمَّا أُصُولُ الْفِقْهِ مَعْنًى بِالنَّظَرْ
✽ لِلفَنِّ فِي تَعْرِيفِهِ فَالْمُعْتَبَرْ
فِي ذَاكَ طُرْقُ الفِقْهِ أَعْنِي الْمُجْمَلَهْ
✽ كَالْأَمْرِ أَوْ كَالنَّهْيِ لَا الْمُفَصَّلَهْ
وَكَيْفَ يُسْتَدَلُّ بِالْأُصُولِ
✽ وَالْعَالِمُ الَّذِي هُوَ الأُصُولِي
أَبوَابُ أُصُولِ الفِقْهِأَبْوَابُهَا عِشْرُونَ بَابًا تُسْرَدُ
✽ وَفِي الْكِتَابِ كُلُّهَا سَتُورَدُ
وَتِلْكَ أَقْسَامُ الْكَلَامِ ثُمَّا
✽ أَمْرٌ وَنَهْيٌ ثُمَّ لَفْظٌ عَمَّا
أَوْ خَصَّ أَوْ مُبَيَّنٌ أَوْ مُجْمَلُ
✽ أَوْ ظَاهِرٌ مَعْنَاهُ أَوْ مُؤَوَّلُ
وَمُطْلَقُ الأَفْعَالِ ثُمَّ مَا نَسَخْ
✽ حُكْمًا سِوَاهُ ثُمَّ مَا بِهِ انْتَسَخْ
كَذَلِكَ الِإجْمَاعُ وَالأَخْبَارُ مَعْ
✽ حَظْرٍ وَ مَعْ إِبَاحَةٍ كُلٌّ وَقَعْ
كَذَا الْقِيَاسُ مُطْلَقًا لِعِلَّهْ
✽ فِي الأَصْلِ وَالتَّرْتِيبُ لِلأَدِلَّهْ
وَالْوَصْفُ فِي مُفْتٍ وَمُسْتَفْتٍ عُهِدْ
✽ وَهَكَذَا أَحْكَامُ كُلِّ مُجْتَهِدْ
بَابُ أَقْسَامِ الكَلَامِأَقَلُّ مَا مِنْهُ الْكَلَامَ رَكَّبُوا
✽ اسْمَانِ أَوِ اسْمٌ وَ فِعْلٌ كَارْكَبُوا
كَذَاكَ مِنْ فِعْلٍ وَحَرْفٍ وُجِدَا
✽ وَجَاءَ مِنْ إِسْمٍ وَحَرْفٍ فِي النِّشدَا
وَ قُسِّمَ الْكَلَامُ للِأَخْبَارِ
✽ وَالأَمْرِ وَ النَّهْيِ وَ الاسْتِخْبَارِ
ثُمَّ الْكَلَامُ ثَانِيًا قَدِ انْقَسَمْ
✽ إلَى تَمَنٍّ وَ لِعَرْضٍ وقَسَمْ
وَ ثَالِثًا إِلَى مَجَازٍ وإلَى
✽ حَقِيقَةٍ وَحَدُّهَا مَا اسْتُعْمِلَا
مِنْ ذَاكَ فِي مَوْضُوعِهِ وَقِيلَ مَا
✽ يَجْرِي خِطَابًا فِي اصْطِلَاحٍ قَدُمَا
أَقْسَامُهَا ثَلاثَةٌ شَرْعِيُّ
✽ وَاللُّغَويُّ الْوَضْعِ وَ الْعُرْفيُّ
ثُمَّ الْمَجَازُ مَا بِهِ تُجُوِّزَا
✽ فِي اللَّفْظِ عَنْ مَوْضُوعِهِ تَجَوُّزَا
بِنَقْصٍ اوْ زِيَادَةٍ أَوْ نَقْلِ
✽ أَوِاسْتِعَارَةٍ كَنَقْص أَهْلِ
وَ هْوَ الْمُرَادُ فِي سُؤَالِ القَرْيَهْ
✽ كَمَا أَتَى فِي الذِّكْرِ دُونَ مِرْيَهْ
وَكَازْدِيَادِ الكَافِ فِي "كَمِثْلِِهِ"
✽ وَالغَائِطِ الْمَنْقُوْلِ عَنْ مَحَلِّهِ
رَابِعُهَا كَقَولِهِ تَعَالَى:
✽ "يُرِيدُ أَنْ يَنْْقَضَ" يَعْنِي مَالَا
بَابُ الأَمْرِوَحَدُّه استِدعَاء فِعْلٍ وَاجِبِ
✽ بِالقَولِ مِمَّنْ كَانَ دُونَ الطَّالِبِ
بِصِيغَةِ افْعَلْ فَالوُجُوبُ حُقِّقَا
✽ حَيثُ القَرِبنَةُ انتَفَتْ وَأُطْلِقَا
لَامَعْ دَلِيلٍ دَلَّنَا شَرْعًا عَلَى
✽ إِبَاحَةٍ فِي الفِعْلِ أَوْ نَدْبٍ فَلَا
بَلْ صَرْفُهُ عَنِ الوُجُوبِ حُتِمَا
✽ بِحَمْلِهِ عَلَى الْمُرَادِ مِنْهُمَا
وَلمَ ْ يُفِدْ فَورًا وَلَا تَكْرَارَا
✽ إِنْ لمَّ ْيَرِدْ مَا يَقْتَضِي التَّكْرَارَا
وَالأَمْرُ بِالفِعْلِ الْمُهِمِّ الْمُنْحَتِمْ
✽ أَمْرٌ بِهِ وَ بِالَّذِي بِهِ يَتِمْ
كَالأَمْرِ بِالصَّلَاةِ أَمْرٌ بِالوُضُو
✽ وَ كُلِّ شَيءٍ لِلصَّلَاةِ يُفْرَضُ
وَحَيثُمَا إِنْ جِيءَ بِالْمَطْلُوبِ
✽ يَخْرُجْ بِهِ عَنْ عُهْدَةِ الوُجُوبِ
بَابُ النَّهِيتَعْرِيفُهُ اسْتِدْعَاءُ تَرْكٍ قَدْ وَجَبْ
✽ بِالقَوْلِ مِمَّنْ كَانَ دُونَ مَنْ طَلَبْ
وَأَمْرُنِا بِالشَيءِ نَهْيٌ مَانِعُ
✽ مِنْ ضِدِّهِ وَالعَكْسُ أَيضًا وَاقِعُ
وَصِيغَةُ الأَمْرِ الَّتِي مَضَتْ تَرِدْ
✽ وَ القَصْدُ مِنْهَا أَنْ يُبَاحَ مَا وُجِدْ
كَمَا أَتَتْ وَالقَصْدُ مِنْهَا التَّسْوِيَهْ
✽ كَذَا لِتَهْدِيدٍ وَتَكْوِينٍ هِيَهْ
فَصْلٌوَالمؤْمِنُونَ فِي خِطَابِ اللهِ
✽ قَدْ دَخَلُوا إِلَّا الصَّبِي وَالسَّاهِي
وَذَا الْجُنُونِ كُلَّهُمْ لمَ ْيَدْخُلُوا
✽ وَالكَافِرُونَ فِي الخِطَابِ دَخَلُوا
فِي سَائِرِ الفُرُوْعِ لِلشَّرِيعَهْ
✽ وَفِي الَّذِي بِدُوْنِهِ مَمْنُوعَهْ
وَ ذَلِكَ الِإسْلَامُ فَالفُرُوْعُ
✽ تَصْحِيحُهَا بِدُوْنِهِ مَمْنُوْعُ
بَابُ العَامِّوَحَدُّهُ لَفْظٌ يَعُمُّ أَكْثَرَا
✽ مِنْ وَاحِدٍ مِنْ غَيْرِ مَا حَصْرٍ يُرَى
مِنْ قَولِهِمْ عَمَمْتُهُمْ بِمَا مَعِي
✽ وَلْتَنْحَصِرْ أَلفَاظُهُ فِي أَرْبَعِ
الجَمْعُ وَالفَرْدُ الْمُعَرَّفَانِ
✽ بِالَّلَامِ كَالكَافِرِ وَ الِإنْسَانِ
وَكُلُّ مُبْهَمٍ مِنَ الأَسْمَاءِ
✽ مِنْ ذَاكَ مَا لِلشَّرْطِ وَ الجَزَاءِ
وَلَفْظُ مَنْ فِي عَاقِلٍ وَلَفْظُ مَا
✽ فِي غَيْرِهِ وَلَفْظُ أَيٍّ فِيْهِمَا
وَ لَفْظُ أَيْنَ وَهْوَ لِلْمَكَانِ
✽ كَذَا مَتَى الْمَوضُوْعُ لِلزَّمَانِ
وَلَفْظُ لَا فِي النَّكِرَاتِ ثُمَّ مَا
✽ فِي لَفْظِ مَنْ أَتَى بِهَا مُسْتَفْهِمَا
ثُمَّ العُمُومُ أُبْطِلَتْ دَعْواهُ
✽ فِي الفِعْلِ بَلْ وَمَا جَرَى مَجْرَاهُ
بَابُ الخَاصِّوَالخَاصُ لَفْظٌ لَا يَعُمُّ أَكْثَرَا
✽ مِنْ وَاحِدٍ أَوْ عَمَّ مَعْ حَصْرٍ جَرَى
وَالقَصْدُ بِالتَّخْصِيْصِ حَيْثُمَا حَصَلْ
✽ تَمْيِيْزُ بَعْضِ جُمْلَةٍ فِيهَا دَخَلْ
وَ مَا بِهِ التَّخْصِيْصُ إِمَّا مُتَّصِلْ
✽ كَمَا سَيَأتِي آنِفًا أَوْ مُنْفَصِلْ
فَالشَّرْطُ وَالتَّقْيِيدُ بِالوَصْفِ اتَّصَلْ
✽ كَذَاكَ الِاسْتِثْنَا وَغَيرُهَا انْفَصَلْ
وَحَدُّ الِاسْتِثْنَاءِ مَا بِهِ خَرَجْ
✽ مِنَ الكَلَامِ بَعْضُ مَا فِيهِ انْدَرَجْ
وَ شَرْطُهُ أَنْ لَّا يُرَى مُنْفَصِلَا
✽ وَلمَ ْيَكُنْ مُسْتَغْرِقًا لِمَا خَلَا
وَالنُّطْقُ مَعْ إِسْمَاعِ مَنْ بِقُرْبِهِ
✽ وَقَصْدُهُ مِنْ قَبْلِ نُطْقِهِ بِهِ
وَالأَصْلُ فِيهِ أَنَّ مُسْتَثْنَاهُ
✽ مِنْ جِنْسِهِ وَ جَازَ مِنْ سِوَاهُ
وَجَازَ أَنْ يُقَدَّمَ الْمُسْتَثْنَى
✽ وَالشَّرْطُ أَيضًا لِظُهُورِ الْمَعْنَى
وَيُحْمَلُ الْمُطْلَقُ مَهْمَا وُجِدَا
✽ عَلَى الَّذِي بِالوَصْفِ مِنْهُ قُيِّدَا
فَمُطْلَقُ التَّحْرِيرِ فِي الأَيمَانِ
✽ مُقَيَّدٌ فِي القَتْلِ بِالِإيمَانِ
فَيُحْمَلُ الْمُطْلَقُ فِي التَّحْرِيرِ
✽ عَلَى الَّذِي قُيِّدَ فِي التَّكْفِيرِ
ثُمَّ الكِتَابَ بِالكِتَابِ خَصَّصُوا
✽ وَسُنَّةٌ بِسُنَّةٍ تُخَصَّصُ
وَخَصَّصُوا بِالسُنَّةِ الكِتَابَا
✽ وَعَكْسَهُ اسْتَعْمِلْ يَكُنْ صَوَابَا
وَالذِّكْرُ بِالِإجْمَاعِ مَخْصُوصٌ كَمَا
✽ قَدْ خُصَّ بِالقِيَاسِ كُلٌ مِنْهُمَا
بَابُ الْمُجْمَلِ وَالْمُبَيَّنِمَا كَانَ مُحْتَاجًا إِلَى بَيَانِ
✽ فَمُجْمَلٌ وَضَابِطُ البَيَانِ
إِخْرَاجُهُ مِنْ حَالَةِ الِإشْكَالِ
✽ إِلَى التَّجَلِّي وَاتِّضَاحِ الحَالِ
كَالقُرْءِ وَهْوَ وَاحِدُ الأَقْرَاءِ
✽ فِي الحَيْضِ وَالطُّهْرِ مِنَ النِّسَاءِ
وَالنَّصُ عُرْفًا كُلُ لَفْظٍ وَارِدِ
✽ لَمْ يَحْتَمِلْ إِلَّا لِمَعْنىً وَاحِدِ
كَقَدْ رَأَيْتُ جَعْفَرًا وَقِيلَ مَا
✽ تَأْوِيلُهُ تَنْزِيلُهُ فَلْيُعْلَمَا
وَالظَّاهِرُ الَّذِي يُفِيدُ مَنْ سَمِعْ
✽ مَعْنىً سِوَى الْمَعْنَى الَّذِي لَهُ وُضِعْ
كَالأَسَدِ اِسْمُ وَاحِدِ السِّبَاعِ
✽ وَقَدْ يُرَى لِلرَّجُلِ الشُّجَاعِ
وَالظَّاهِرُ الْمَذْكُورُ حَيْثُ أَشْكَلَا
✽ مَفْهُومُهُ فَبِالدَّلِيلِ أُوِّلَا
وَصَارَ بَعْدَ ذَلِكَ التَّأْوِيْلِ
✽ مُقَيَّدًا فِي الِاسْمِ بِالدَّلِيْلِ
بَابُ الأَفْعَالِأَفْعَالُ طَهَ صَاحِبِ الشَّرِيْعَهْ
✽ جَمِيْعُهَا مَرْضِيَّةٌ بَدِيْعَهْ
وَكُلُّهَا إِمَّا تُسَمَّى قُرْبَهْ
✽ وَطَاعَةً أَوْ لاَ فَفِعْلُ القُرْبَهْ
مِنَ الخُصُوصِيَّاتِ حَيْثُ قَامَا
✽ دَلِيْلُهَا كَوَصْلِهِ الصِّيَامَا
وَحَيْثُ لَمْ يَقُمْ دَلِيْلُهَا وَجَبْ
✽ وَقِيْلَ مَوْقُوفٌ وَقِيْلَ مُسْتَحَبْ
فِي حَقِّهِ وَحَقِّنَا وَأَمَّا
✽ مَا لَمْ يَكُنْ بِقُرْبَةٍ يُسَمَّى
فَإِنَّهُ فِي حَقِّهِ مُبَاحُ
✽ وَفِعْلُهُ أَيْضًا لَنَا يُبَاحُ
وَإِنْ أَقَرَّ قَوْلَ غَيْرِهِ جُعِلْ
✽ كَقَوْلِهِ كَذَاكَ فِعْلٌ قَدْ فُعِلْ
وَمَا جَرَى فِي عَصْرِهِ ثُمَّ اِطَّلَعْ
✽ عَلَيْهِ إِنْ أَقَرَّهُ فَلْيُتَّبَعْ
بَابُ النَّسْخِالنَّسْخُ نَقْلٌ أَوْ إِزَالَةٌ كَمَا
✽ حَكَوهُ عَنْ أَهْلِ اللِّسَانِ فِيهِمَا
وَحَدُّهُ رَفْعُ الخِطَابِ اللَّاحِقِ
✽ ثُبُوتَ حُكْمٍ بِالخِطَابِ السَّابِقِ
رَفْعًا عَلَى وَجْهٍ أَتَى لَولَاهُ
✽ لَكَانَ ذَاكَ ثَابِتًا كَمَا هُو
إِذَا تَرَاخَى عَنْهُ فِي الزَّمَانِ
✽ مَا بَعْدَهُ مِنَ الخِطَابِ الثَّانِي
وَجَازَ نَسْخُ الرَّسْمِ دُوْنَ الحُكْمِ
✽ كَذَاكَ نَسْخُ الحُكْمِ دُوْنَ الرَّسْمِ
وَنَسْخُ كُلٍّ مِْنهُمَا إِلَى بَدَلْ
✽ وَدُونَهُ وَذَاكَ تَخْفِيفٌ حَصَلْ
وَجَازَ أَيْضًا كَونُ ذَلِكَ البَدَلْ
✽ أَخَفَّ أَوْ أَشَدَّ مِمَّا قَدْ بَطَلْ
ثُمَّ الكِتَابُ بِالكِتَابِ يُنْسَخُ
✽ كَسُنَّةٍ بِسُنَّةٍ فَتُنْسَخُ
وَلَمْ يَجُزْ أَنْ يُنْسَخَ الكِتَابُ
✽ بِسُنَّةٍ بَلْ عَكْسُهُ صَوَابُ
وَذُوْ تَوَاتُرٍ بِمِثْلِهِ نُسِخْ
✽ وَغَيْرُهُ بِغَيْرِهِ فَلْيَنْتَسِخْ
وَاخْتَارَ قَوْمٌ نَسْخَ مَا تَوَاتَرَا
✽ بِغَيْرِهِ وَعَكْسُهُ حَتْمًا يُرَى
بَابٌ فِي التَّعَارُضِ بَيْنَ الأَدِلَّةِ وَالتَّرْجِيْحِتَعَارُضُ النُّطْقَيْنِ فِي الأَحْكَامِ
✽ يَأْتِي عَلَى أَرْبَعَةٍ أَقْسَامِ
إِمَّا عُمُومٌ أَوْ خُصُوصٌ فِيْهِمَا
✽ أَوْ كُلُّ نُطْقٍ فِيْهِ وَصْفٌ مِنْهُمَا
أَوْ فِيْهِ كُلٌّ مِنْهُمَا وَيُعْتَبَرْ
✽ كُلٌّ مِنَ الوَصْفَيْنِ مِنْ وَجْهٍ ظَهَرْ
فَالجَمْعُ بَيْنَ مَا تَعَارَضَا هُنَا
✽ فِي الأَوَّلَيْنِ وَاجِبٌ إِنْ أَمْكَنَا
وَحَيْثُ لَا إِمْكَانَ فَالتَّوَقُفُ
✽ مَالَمْ يَكُنْ تَارِيْخُ كُلٍّ يُعْرَفُ
فَإِنْ عَلِمْنَا وَقْتَ كُلٍّ مِنْهُمَا
✽ فَالثَّانِ نَاسِخٌ لِمَا تَقَدَّمَا
وَخَصَّصُوا فِي الثَّالِثِ الْمَعْلُومِ
✽ بِذِي الخُصُوصِ لَفْظَ ذِي العُمُومِ
وَفِي الأَخِيْرِ شَطْرُ كُلِّ نُطْقِ
✽ مِنْ كُلِّ شِقٍّ حُكْمُ ذَاكَ النُّطْقِ
فَاخْصُصْ عُمُومَ كُلِّ نُطْقٍ مِنْهُمَا
✽ بِالضِدِّ مِنْ قِسْمَيهِ وَاعْرِفَنْهُمَا
بَابُ الإِجْمَاعِهُوَ اتِّفَاقُ كُلِّ أَهْلِ الْعَصْرِ
✽ أَيْ عُلَمَاءِ الْفِقْهِ دُوْنَ نُكْرِ
عَلَى اعْتِبَارِ حُكْمِ أَمْرٍ قَدْ حَدَثْ
✽ شَرْعًا كَحُرْمَةِ الصَّلَاةِ بِالْحَدَثْ
وَاحْتُجَّ بِالِإجْمَاعِ مِنْ ذِي الأُمَّهْ
✽ لَاغَيْرِهَا إِذْ خُصِّصَتْ بِالْعِصْمَهْ
وكُلُّ إِجْمَاعٍ فَحُجَّةٌ عَلَى
✽ مَنْ بَعْدَهُ فِي كُلِّ عَصْرٍ أَقْبَلَا
ثُمَّ انْقِرَاضُ عَصْرِهِ لَمْ يُشْتَرَطْ
✽ أَيْ فِي انْعِقَادِهِ وقِيلَ مُشْتَرَطْ
وَلمَ ْيَجُزْ لِأَهْلِهِ أَنْ يَرْجِعُوا
✽ إِلَّا عَلَى الثَّانِي فَلَيْسَ يُمْنَعُ
وَلْيُعْتَبَرْ عَلَيْهِ قَوْلُ مَنْ وُلِدْ
✽ وَصَارَ مِثْلَهُمْ فَقِيهًا مُجْتَهِدْ
وَيَحْصُلُ الِإجْمَاعُ بِالأَقْوَالِ
✽ مِنْ كُلِّ أَهْلِهِ وَبِالأَفْعَالِ
وَقَوْلُ بَعْضٍ حَيْثُ بَاقِيهِمْ فَعَلْ
✽ وَبِانْتِشَارٍ مَعْ سُكُوتِهِمْ حَصَلْ
ثُمَّ الصَّحَابِي قَولُهُ عَنْ مَذْهَبِهْ
✽ عَلَى الْجَدِيدِ فَهْوَ لَايُحْتَجُّ بِهْ
وَفِي الْقَدِيمِ حُجَّةٌ لِمَا وَرَدْ
✽ فِي حَقِّهِمْ وَضَعَّفُوهُ فَلْيُرَدْ
بَابُ الأَخْبَارِوَالْخَبَرُ اللَّفْظُ الْمُفِيدُ الْمُحْتَمِلْ
✽ صِدْقًا وَكِذْبًا مِنْهُ نَوْعٌ قَدْ نُقِلْ
تَوَاتُرًا لِلْعِلْمِ قَدْ أَفَادَا
✽ وَمَا عَدَا هَذَا اعْتَبِرْ آحَادَا
فَأَوَّلُ النَّوْعَيْنِ مَا رَوَاهُ
✽ جَمْعٌ لَنَا لِمِثْلِهِ عَزَاهُ
وَهَكَذَا إِلَى الَّذِي عَنْهُ الْخَبَرْ
✽ لَا بِاجْتِهَادٍ بَلْ سَمَاعٍ أَوْ نَظَرْ
وَكُلُّ جَمْعٍ شَرْطُهُ أَنْ يَسْمَعُوا
✽ وَالْكِذْبُ مِنْهُمْ بِالتَّواطِي يُمْنَعُ
ثَانِيهِمَا الآحَادُ يُوجِبُ الْعَمَلْ
✽ لَا العِلْمَ لَكِنْ عِنْدَهُ الظَّنُّ حَصَلْ
لِمُرْسَلٍ وَمُسْنَدٍ قَدْ قُسِّمَا
✽ وَسَوْفَ يَأْتِي ذِكْرُ كُلٍّ مِنْهُمَا
فَحَيْثُمَا بَعْضُ الرُّوَاةِ يُفْقَدُ
✽ فَمُرْسَلٌ وَمَا عَدَاهُ مُسْنَدُ
لِلِاحْتِجَاجِ صَالِحٌ لَا الْمُرْسَلُ
✽ لَكِنْ مَرَاسِيلُ الصَّحَابِي تُقْبَلُ
كَذَا سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ اقْبَلَا
✽ فِي الاحْتِجَاجِ مَا رَوَاهُ مُرْسَلَا
وَأَلْحَقُوا بِالْمُسْنَدِ الْمُعَنْعَنَا
✽ فِي حُكْمِهِ الَّذِي لَهُ تَبَيَّنَا
وَقَاَل مَنْ عَلَيْهِ شَيْخُهُ قَرَا
✽ حَدَّثَنِي كَمَا يَقُولُ أَخْبَرَا
وَلَمْ يَقُلْ فِي عَكْسِهِ حَدَّثَنِي
✽ لَكِنْ يَقُولُ رَاويًا أَخْبَرَني
وَحَيْثُ لَمْ يَقْرَأْ وَقَدْ أَجَازَهْ
✽ يَقُولُ قَدْ أَخْبَرَنِي إِجَازَهْ
بَابُ القِيَاسِأَمَّا الْقِيَاسُ فَهْوَ رَدُّ الْفَرْعِ
✽ لِلأَصْلِ فِي حُكْمٍ صَحِيحٍ شَرْعِي
لِعِلَّةٍ جَامِعَةٍ فِي الْحُكْمِ
✽ وَلْيُعْتَبَرْ ثَلَاثَةً فِي الرَّسْمِ
لِعِلَّةٍ أَضِفْهُ أَوْ دَلَالَهْ
✽ أَوْ شَبَهٍ ثُمَّ اعْتَبِرْ أَحْوَالَهْ
أَوَّلُهَا مَا كَانَ فِيهِ الْعِلَّهْ
✽ مُوجِبَةً لِلْحُكْمِ مُسْتَقِلَّهْ
فَضَرْبُهُ لِلْوَالِدَيْنِ مُمْتَنِعْ
✽ كَقَوْلِ أُفٍّ وَهْوَ لِلِإيذَا مُنِعْ
وَالثَّانِ مَا لَمْ يُوجِبِ التَّعْلِيلُ
✽ حُكْمًا بِهِ لَكِنَّهُ دَلِيلُ
فَيُسْتَدَلُّ بِالنَّظِيرِ الْمُعْتَبَرْ
✽ شَرْعًا عَلَى نَظِيرِهِ فَيُعْتَبَرْ
كَقَوْلِنَا مَالُ الصَّبِيِّ تَلْزَمُ
✽ زَكَاتُهُ كَبَالِغٍ أَيْ لِلنُّمُو
والثَّالِثُ الْفَرْعُ الَّذِي تَرَدَّدَا
✽ مَا بَيْنَ أَصْلَيْنِ اعْتِبَارًا وُجِدَا
فَلْيَلَْتَحِقْ بِأَيِّ ذَيْنِ أَكْثَرَا
✽ مِنْ غَيْرِهِ فِي وَصْفِهِ الَّذِي يُرَى
فَيُلْحَقُ الرَّقِيقُ فِي الِإتْلَافِ
✽ بِالْمَالِ لَا بِالْحُرِّ فِي الأَوْصَافِ
فَصْلٌوَالشَّرْطُ فِي الْقِيَاسِ كَوْنُ الْفَرْعِ
✽ مُنَاسِبًا لأَصْلِهِ فِي الْجَمْعِ
بِأَنْ يَكُونَ جَامِعُ الأَمْرَيْنِ
✽ مُنَاسِبًا لِلْحُكْمِ دُونَ مَيْنِ
وَكَوْنُ ذَاكَ الأَصْلِ ثَابِتًا بِمَا
✽ يُوَافِقُ الْخَصْمَيْنِ فِي رَأَيَيْهِمَا
وَشَرْطُ كُلِّ عِلَّةٍ أَنْ تَطَّرِدْ
✽ فِي كُلِّ مَعْلُولَاتِهَا الَّّّتِي تَرِدْ
لَمْ تَنْتَقِضْ لَفْظًا وَلَا مَعْنًى فَلَا
✽ قِيَاسَ فِي ذَاتِ انْتِقَاضٍ مُسْجَلَا
وَالْحُكْمُ مِنْ شُرُوطِهِ أَنْ يَتْبَعَا
✽ عِلَّتَهُ نَفْيًا وَإِثْبَاتًا مَعَا
فَهْيَ الَّتِي لَهُ حَقِيقًا تَجْلِبُ
✽ وَهْوَ الَّذِي لَهَا كَذَاكَ يُجْلَبُ
فَصْلٌلَا حُكْمَ قَبْلَ بِعْثَةِ الرَّسُولِ
✽ بَلْ بَعْدَهَا بِمُقْتَضَى الدَّلِيلِ
وَالأَصْلُ فِي الأَشْيَاءِ قَبْلَ الشَّرْعِ
✽ تَحْرِيمُهَا لَا بَعْدَ حُكْمٍ شَرْعِي
بَلْ مَا أَحَلَّ الشَّرْعُ حَلَّلْنَاهُ
✽ وَمَا نَهَانَا عَنْهُ حَرَّمْنَاهُ
وَحَيْثُ لَمْ نَجِدْ دَلِيلَ حِلِّ
✽ شَرْعًا تَمَسَّكْنَا بِحُكْمِ الأَصْلِ
مُسْتَصْحِبِينَ الأَصْلَ لَا سِوَاهُ
✽ وَقَالَ قَوْمٌ ضِدَّ مَا قُلْنَاهُ
أَيْ أَصْلُهَا التَّحْلِيلُ إِلَّا إِنْ وَرَدْ
✽ تَحْرِيمُهَا فِي شَرْعِنَا فَلَا يُرَدْ
وَقِيلَ إِنَّ الأَصْلَ فِيمَا يَنْفَعُ
✽ جَوَازُهُ وَمَا يَضُرُّ يُمْنَعُ
وَحَدُّ الِاسْتِصْحَابِ أَخْذُ الْمُجْتَهِدْ
✽ بِالأَصْلِ عَنْ دَلِيلِ حُكْمٍ قَدْ فُقِدْ
بَابُ تَرْتِيبِ الأَدِلَّةِوَقَدَّمُوا مِنَ الأَدِلَّةِ الْجَلِي
✽ عَلَى الْخَفِيِّ بِاعْتِبَارِ الْعَمَلِ
وَقَدَّمُوا مِنْهَا مُفِيدَ العِلْمِ
✽ عَلَى مُفِيدِ الظَّنِّ أَيْ لِلْحُكْمِ
إِلَّا مَعَ الْخُصُوصِ وَالْعُمُومِ
✽ فَلْيُؤْتَ بِالتَّخْصِيصِ لَا التَّقْدِيمِ
وَالنُّطْقَ قَدِّمْ عَنْ قِياسِهِمْ تَفِ
✽ وَقَدَّمُوا جَلِيَّهُ عَلَى الْخَفي
وَإنْ يَكُنْ فِي النُّطْقِ مِنْ كِتَابِ
✽ أَوْ سُنَّةٍ تَغْيِيرُ الاسْتِصْحَابِ
فَالنُّطْقُ حُجَّةٌ إِذًا وَإِلَّا
✽ فَكُنْ بِالاسْتِصْحَابِ مُسْتَدِلَّا
بَابُ صِفَةِ ِالْمُفْتِي وَالْمُسْتَفْتِيوَالشَّرْطُ فِي الْمُفْتِي اجْتِهَادٌ وَهْوَ أَنْ
✽ يَعْرِفَ مِنْ آيِ الْكِتَابِ وَالسُّنَنْ
وَالفِقْهِ فِي فُرُوعِهِ الشَّوَارِدِ
✽ وَكُلِّ مَا لَهُ مِنَ الْقَوَاعِدِ
مَعْ مَا بِهِ مِنَ الْمَذَاهِبِ الَّتِي
✽ تَقَرَّرَتْ وَمِنْ خِلَافٍ مُثْبَتِ
وَالنَّحْوِ وَالأُصُولِ مَعْ عِلْمِ الأَدَبْ
✽ وَاللُّغَةِ الَّتِي أَتَتْ عَنِ الْعَرَبْ
قَدْراً بِهِ يَسْتَنْبِطُ الْمَسَائِلَا
✽ بِنَفْسِهِ لِمَنْ يَكُونُ سَائَلا
مَعْ عِلْمِهِ التَّفْسِيرَ فِي الآيَاتِ
✽ وَفِي الْحَدِيثِ حَالَةَ الرُّوَاةِ
وَمَوْضِعَ الِإجْمَاعِ وَالْخِلَافِ
✽ فَعِلْمُ هَذَا الْقَدْرِ فِيهِ كَافِ
وَمِنْ شُرُوطِ السَّائِلِ الْمُسْتَفْتِي
✽ أَنْ لَّا يَكُونَ عَالِمًا كَالْمُفْتِي
فَحَيْثُ كَاَنَ مِثْلَهُ مُجْتَهِدَا
✽ فَلَا يَجُوزُ كَوْنُهُ مُقَلِّدَا
فَرْعٌتَقْلِيدُنَا قَبُولُ قَوْلِ الْقَائِلِ
✽ مِنْ غَيْرِ ذِكْرِ حُجَّةٍ لِلسَّائِلِ
وَقِيلَ بَلْ قَبُولُنَا مَقَالَهْ
✽ مَعْ جَهْلِنَا مِنْ أَيْنَ ذَاكَ قَالَهْ
فَفِي قَبُولِ قَوْلِ طَهَ الْمُصْطَفَى
✽ بِالْحُكْمِ تَقْلِيدٌ لَهُ بِلَا خَفَا
وَقِيلَ لَا لِأَنَّ مَا قَدْ قَالَهُ
✽ جَمِيعُهُ بِالْوَحْيِ قَدْ أَتَى لَهُ
بَابُ الِاجْتِهَادِوَحَدُّهُ أَنَّ يَبْذُلَ الَّذِي اجْتَهَدْ
✽ مَجْهُودَهُ فِي نَيْلِ أَمْرٍ قَدْ قَصَدْ
وَلْيَنْقَسِمْ إِلَى صَوَابٍ وَخَطَأْ
✽ وَقِيلَ فِي الْفُرُوعِ يُمْنَعُ الْخَطَأْ
وَفِي أُصُولِ الدِّينِ ذَا الْوَجْهُ امْتَنَعْ
✽ إِذْ فِيهِ تَصْوِيبٌ لِأَرْبَابِ الْبِدَعْ
مِنَ النَّصَارَى حَيْثُ كُفْراً ثَلَّثُوا
✽ وَالزَّاعِمِينَ أَنَّهُمْ لَنْ يُبْعَثُوا
أَوْ لَا يَرَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْعَيْنِ
✽ كَذَا الْمَجُوسُ فِي ادِّعَا الأَصْلَيْنِ
وَمَنْ أَصَابَ فِي الْفُرُوعِ يُعْطَى
✽ أَجْرَيْنِ وَاجْعَلْ نِصْفَهُ مَنْ أَخْطَا
لِمَا رَوَوْا عَنِ النَّبِيِّ الْهَادِي
✽ في ذَاكَ منْ تَقْسِيمِ الاجْتِهَادِ
وَتَمَّ نَظْمُ هَذِهِ الْمُقَدِّمَهْ
✽ أَبْيَاتُهَا في الْعَدِّ دُرٌّ مُحْكَمَهْ
فِي عَامِ طَاءٍ ثُمَّ ظاءٍ ثُمَّ فَا
✽ ثَانِي رَبِيعِ شَهْرِ وَضْعِ الْمُصْطَفَى
فَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى إِتْمَامِهِ
✽ ثُمَّ صَلَاةُ اللهِ مَعْ سَلَامِهِ
عَلَى النَّبِي وَآلِهِ وَصَحْبِهِ
✽ وَحِزْبِهِ وَكُلِّ مُؤْمِنٍ بِهِ