الأربعون النووية
الحديث الأول
عَنْ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ أَبِي حَفْصٍ عُمَرَ بْنِ الخَطّابِ (رضي الله عنه) قالَ: سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «إنَّما الأَعْمالُ بِالنِّيّاتِ، وَإِنَّما لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى، فَمَنْ كانَتْ هِجْرَتُهُ إلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَمَنْ كانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيا يُصِيبُها أَوْ امْرَأَةٍ يَنْكِحُها فَهِجْرَتُهُ إلَى ما هاجَرَ إلَيْهِ».
رَواهُ إِماما المُحَدِّثِينَ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ إِسْماعِيل بن إِبْراهِيم بن المُغِيرَة بن بَرْدِزبَه البُخارِيُّ الجُعْفِيُّ، وَأَبُو الحُسَيْنِ مُسْلِمٌ بنُ الحَجّاج بن مُسْلِم القُشَيْرِيُّ النَّيْسابُورِيُّرَضِيَ اللهُ عَنْهُما فِي «صَحِيحَيْهِما» اللذِينِ هُما أَصَحُّ الكُتُبِ المُصَنَّفَةِ.
الحديث الثاني
عَنْ عُمَرَ (رضي الله عنه) أَيْضًا قالَ: «بَيْنَما نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ ذاتَ يَوْمٍ، إذْ طَلَعَ عَلَيْنا رَجُلٌ شَدِيدُ بَياضِ الثِّيابِ، شَدِيدُ سَوادِ الشَّعْرِ، لا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ، وَلا يَعْرِفُهُ مِنّا أَحَدٌ. حَتَّى جَلَسَ إلَى النَّبِيِّ ﷺ. فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إلَى رُكْبَتَيْهِ، وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخْذَيْهِ، وَقالَ: يا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنْ الإِسْلامِ. فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ الإِسْلامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لا إلَهَ إلّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَتُقِيمَ الصَّلاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكاةَ، وَتَصُومَ رَمَضانَ، وَتَحُجَّ البَيْتَ إنْ اسْتَطَعْت إلَيْهِ سَبِيلًا. قالَ: صَدَقْت. فَعَجِبْنا لَهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ! قالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ الإِيمانِ. قالَ: أَنْ تُؤْمِنَ بِاَللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ والْيَوْمِ الآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ. قالَ: صَدَقْت. قالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ الإِحْسانِ. قالَ: أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّك تَراهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَراهُ فَإِنَّهُ يَراك. قالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ السّاعَةِ. قالَ: ما المَسْئُولُ عَنْها بِأَعْلَمَ مِنْ السّائِلِ. قالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَماراتِها؟ قالَ: أَنْ تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّتَها، وَأَنْ تَرَى الحُفاةَ العُراةَ العالَةَ رِعاءَ الشّاءِ يَتَطاوَلُونَ فِي البُنْيانِ. ثُمَّ انْطَلَقَ، فَلَبِثْنا مَلِيًّا، ثُمَّ قالَ: يا عُمَرُ أَتَدْرِي مَنْ السّائِلُ؟. قَلَتْ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قالَ: فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ». رَواهُ مُسْلِمٌ.
الحديث الثالث
عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الخَطّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قالَ: سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهادَةِ أَنْ لا إلَهَ إلّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقامِ الصَّلاةِ، وَإِيتاءِ الزَّكاةِ، وَحَجِّ البَيْتِ، وَصَوْمِ رَمَضانَ».
رَواهُ البُخارِيُّ، وَمُسْلِمٌ.
الحديث الرابع
عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ (رضي الله عنه) قالَ: حَدَّثَنا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ -وَهُوَ الصّادِقُ المَصْدُوقُ-: «إنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا نُطْفَةً، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يُرْسَلُ إلَيْهِ المَلَكُ فَيَنْفُخُ فِيهِ الرُّوحَ، وَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِماتٍ: بِكَتْبِ رِزْقِهِ، وَأَجَلِهِ، وَعَمَلِهِ، وَشَقِيٍّ أَمْ سَعِيدٍ؛ فَواَللَّهِ الَّذِي لا إلَهَ غَيْرُهُ إنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ حَتَّى ما يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَها إلّا ذِراعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الكِتابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النّارِ فَيَدْخُلُها. وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النّارِ حَتَّى ما يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَها إلّا ذِراعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الكِتابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ فَيَدْخُلُها».
رَواهُ البُخارِيُّ، وَمُسْلِمٌ.
الحديث الخامس
عَنْ أُمِّ المُؤْمِنِينَ أُمِّ عَبْدِ اللَّهِ عائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها، قالَتْ: قالَ: رَسُولُ اللَّهِ ﷺ «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنا هَذا ما لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ». رَواهُ البُخارِيُّ، وَمُسْلِمٌ.
وَفِي رِوايَةٍ لِمُسْلِمٍ:«مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنا فَهُوَ رَدٌّ».
الحديث السادس
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ النُّعْمانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما، قالَ: سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «إنَّ الحَلالَ بَيِّنٌ، وَإِنَّ الحَرامَ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُما أُمُورٌ مُشْتَبِهاتٌ لا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنْ النّاسِ، فَمَنْ اتَّقَى الشُّبُهاتِ فَقْد اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهاتِ وَقَعَ فِي الحَرامِ، كالرّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ، أَلا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، أَلّا وَإِنَّ حِمَى اللَّهِ مَحارِمُهُ، أَلّا وَإِنَّ فِي الجَسَدِ مُضْغَةً إذا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وَإذا فَسَدَتْ فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، أَلا وَهِيَ القَلْبُ».
رَواهُ البُخارِيُّ، وَمُسْلِمٌ.
الحديث السابع
عَنْ أَبِي رُقَيَّةَ تَمِيمِ بْنِ أَوْسٍ الدّارِيِّ (رضي الله عنه) أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قالَ: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ. قُلْنا: لِمَنْ؟ قالَ لِلَّهِ، وَلِكِتابِهِ، وَلِرَسُولِهِ، وَلِأَئِمَّةِ المُسْلِمِينَ وَعامَّتِهِمْ».
رَواهُ مُسْلِمٌ.
الحديث الثامن
عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: «أُمِرْت أَنْ أُقاتِلَ النّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لا إلَهَ إلّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ؛ فَإِذا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِماءَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ إلّا بِحَقِّ الإِسْلامِ، وَحِسابُهُمْ عَلَى اللَّهِ تَعالَى».
رَواهُ البُخارِيُّ، وَمُسْلِمٌ.
الحديث التاسع «ما نهيتكم عنه فاجتنبوه»
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ صَخْرٍ (رضي الله عنه) قالَ: سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «ما نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ فاجْتَنِبُوهُ، وَما أَمَرْتُكُمْ بِهِ فَأْتُوا مِنْهُ ما اسْتَطَعْتُمْ، فَإِنَّما أَهْلَكَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَثْرَةُ مَسائِلِهِمْ واخْتِلافُهُمْ عَلَى أَنْبِيائِهِمْ».
رَواهُ البُخارِيُّ، وَمُسْلِمٌ.
الحديث العاشر
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (رضي الله عنه) قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ «إنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إلّا طَيِّبًا، وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ المُؤْمِنِينَ بِما أَمَرَ بِهِ المُرْسَلِينَ فَقالَ تَعالَى:»يا أَيُّها الرُّسُلُ كُلُوا مِنْ الطَّيِّباتِ واعْمَلُوا صالِحًا«، وَقالَ تَعالَى:»يا أَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ«ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إلَى السَّماءِ: يا رَبِّ! يا رَبِّ! وَمَطْعَمُهُ حَرامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرامٌ، وَغُذِّيَ بِالْحَرامِ، فَأَنَّى يُسْتَجابُ لَهُ؟».
رَواهُ مُسْلِمٌ.
الحديث الحادي عشر
عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالِبٍ سِبْطِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وَرَيْحانَتِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما، قالَ: حَفِظْت مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ «دَعْ ما يُرِيبُك إلَى ما لا يُرِيبُك».
رَواهُ التِّرْمِذِيُّ، والنَّسائِيّ، وَقالَ التِّرْمِذِيُّ: حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
الحديث الثاني عشر
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (رضي الله عنه) قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ «مِنْ حُسْنِ إسْلامِ المَرْءِ تَرْكُهُ ما لا يَعْنِيهِ».
حَدِيثٌ حَسَنٌ، رَواهُ التِّرْمِذِيُّ، ابن ماجه.
الحديث الثالث عشر
عَنْ أَبِي حَمْزَةَ أَنَسِ بْنِ مالِكٍ (رضي الله عنه) خادِمِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ عَنْ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: «لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ ما يُحِبُّ لِنَفْسِهِ».
رَواهُ البُخارِيُّ، وَمُسْلِمٌ.
الحديث الرابع عشر
عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ (رضي الله عنه) قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ «لا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ [يشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله] إلّا بِإِحْدَى ثَلاثٍ: الثَّيِّبُ الزّانِي، والنَّفْسُ بِالنَّفْسِ، والتّارِكُ لِدِينِهِ المُفارِقُ لِلْجَماعَةِ».
رَواهُ البُخارِيُّ، وَمُسْلِمٌ.
الحديث الخامس عشر
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (رضي الله عنه) أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: «مَنْ كانَ يُؤْمِنُ بِاَللَّهِ والْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ، وَمَنْ كانَ يُؤْمِنُ بِاَللَّهِ والْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جارَهُ، وَمَنْ كانَ يُؤْمِنُ بِاَللَّهِ والْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ».
رَواهُ البُخارِيُّ، وَمُسْلِمٌ.
الحديث السادس عشر
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (رضي الله عنه) أَنْ رَجُلًا قالَ لِلنَّبِيِّ ﷺ أَوْصِنِي. قالَ: لا تَغْضَبْ، فَرَدَّدَ مِرارًا، قالَ: لا تَغْضَبْ".
رَواهُ البُخارِيُّ.
الحديث السابع عشر
عَنْ أَبِي يَعْلَى شَدّادِ بْنِ أَوْسٍ (رضي الله عنه) عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قالَ: «إنَّ اللَّهَ كَتَبَ الإِحْسانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، فَإِذا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا القِتْلَةَ، وَإِذا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذِّبْحَةَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، وَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ».
رَواهُ مُسْلِمٌ.
الحديث الثامن عشر
عَنْ أَبِي ذَرٍّ جُنْدَبِ بْنِ جُنادَةَ، وَأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُعاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قالَ: «اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُما كُنْت، وَأَتْبِعْ السَّيِّئَةَ الحَسَنَةَ تَمْحُها، وَخالِقْ النّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ».
رَواهُ التِّرْمِذِيُّ وَقالَ: حَدِيثٌ حَسَنٌ، وَفِي بَعْضِ النُّسَخِ: حَسَنٌ صَحِيحٌ.
الحديث التاسع عشر
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قالَ: «كُنْت خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ يَوْمًا، فَقالَ: يا غُلامِ! إنِّي أُعَلِّمُك كَلِماتٍ: احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْك، احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجاهَك، إذا سَأَلْت فاسْأَلْ اللَّهَ، وَإِذا اسْتَعَنْت فاسْتَعِنْ بِاَللَّهِ، واعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوك بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوك إلّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَك، وَإِنْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوك بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوك إلّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْك؛ رُفِعَتْ الأَقْلامُ، وَجَفَّتْ الصُّحُفُ». رَواهُ التِّرْمِذِيُّ وَقالَ: حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
وَفِي رِوايَةِ غَيْرِ التِّرْمِذِيِّ: «احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ أمامك، تَعَرَّفْ إلَى اللَّهِ فِي الرَّخاءِ يَعْرِفُك فِي الشِّدَّةِ، واعْلَمْ أَنَّ ما أَخْطَأَك لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَك، وَما أَصابَك لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَك، واعْلَمْ أَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنْ الفَرَجَ مَعَ الكَرْبِ، وَأَنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْرًا».
الحديث العشرون
عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ عُقْبَةَ بْنِ عَمْرٍو الأَنْصارِيِّ البَدْرِيِّ (رضي الله عنه) قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ «إنَّ مِمّا أَدْرَكَ النّاسُ مِنْ كَلامِ النُّبُوَّةِ الأُولَى: إذا لَمْ تَسْتَحِ فاصْنَعْ ما شِئْت».
رَواهُ البُخارِيُّ.
الحديث الحادي والعشرون
عَنْ أَبِي عَمْرٍو وَقِيلَ: أَبِي عَمْرَةَ سُفْيانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ (رضي الله عنه) قالَ: «قُلْت: يا رَسُولَ اللَّهِ! قُلْ لِي فِي الإِسْلامِ قَوْلًا لا أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدًا غَيْرَك؛ قالَ: قُلْ: آمَنْت بِاَللَّهِ ثُمَّ اسْتَقِمْ».
رَواهُ مُسْلِمٌ.
الحديث الثاني والعشرون
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما: «أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَقالَ: أَرَأَيْت إذا صَلَّيْت المَكْتُوباتِ، وَصُمْت رَمَضانَ، وَأَحْلَلْت الحَلالَ، وَحَرَّمْت الحَرامَ، وَلَمْ أَزِدْ عَلَى ذَلِكَ شَيْئًا؛ أَأَدْخُلُ الجَنَّةَ؟ قالَ: نَعَمْ».
رَواهُ مُسْلِمٌ.
الحديث الثالث والعشرون
عَنْ أَبِي مالِكٍ الحارِثِ بْنِ عاصِمٍ الأَشْعَرِيِّ (رضي الله عنه) قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ «الطَّهُورُ شَطْرُ الإِيمانِ، والْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ المِيزانَ، وَسُبْحانَ اللَّهِ والْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَآنِ -أَوْ: تَمْلَأُ- ما بَيْنَ السَّماءِ والْأَرْضِ، والصَّلاةُ نُورٌ، والصَّدَقَةُ بُرْهانٌ، والصَّبْرُ ضِياءٌ، والْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَك أَوْ عَلَيْك، كُلُّ النّاسِ يَغْدُو، فَبائِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُها أَوْ مُوبِقُها».
رَواهُ مُسْلِمٌ.
الحديث الرابع والعشرون
عَنْ أَبِي ذَرٍّ الغِفارِيِّ (رضي الله عنه) عَنْ النَّبِيِّ ﷺ فِيما يَرْوِيهِ عَنْ رَبِّهِ تَبارَكَ وَتَعالَى، أَنَّهُ قالَ: «يا عِبادِي: إنِّي حَرَّمْت الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي، وَجَعَلْته بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا؛ فَلا تَظالَمُوا. يا عِبادِي! كُلُّكُمْ ضالٌّ إلّا مَنْ هَدَيْته، فاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ. يا عِبادِي! كُلُّكُمْ جائِعٌ إلّا مَنْ أَطْعَمْته، فاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ. يا عِبادِي! كُلُّكُمْ عارٍ إلّا مَنْ كَسَوْته، فاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ. يا عِبادِي! إنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ والنَّهارِ، وَأَنا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا؛ فاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ. يا عِبادِي! إنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضُرِّي فَتَضُرُّونِي، وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي فَتَنْفَعُونِي. يا عِبادِي! لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ واحِدٍ مِنْكُمْ، ما زادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا. يا عِبادِي! لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ واحِدٍ مِنْكُمْ، ما نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا. يا عِبادِي! لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قامُوا فِي صَعِيدٍ واحِدٍ، فَسَأَلُونِي، فَأَعْطَيْت كُلَّ واحِدٍ مَسْأَلَته، ما نَقَصَ ذَلِكَ مِمّا عِنْدِي إلّا كَما يَنْقُصُ المِخْيَطُ إذا أُدْخِلَ البَحْرَ. يا عِبادِي! إنَّما هِيَ أَعْمالُكُمْ أُحْصِيها لَكُمْ، ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إيّاها؛ فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدْ اللَّهَ، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلا يَلُومَن إلّا نَفْسَهُ».
رَواهُ مُسْلِمٌ.
الحديث الخامس والعشرون
عَنْ أَبِي ذَرٍّ (رضي الله عنه) أَيْضًا، «أَنَّ ناسًا مِنْ أَصْحابِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قالُوا لِلنَّبِيِّ ﷺ يا رَسُولَ اللَّهِ ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالْأُجُورِ؛ يُصَلُّونَ كَما نُصَلِّي، وَيَصُومُونَ كَما نَصُومُ، وَيَتَصَدَّقُونَ بِفُضُولِ أَمْوالِهِمْ. قالَ: أَوَلَيْسَ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ ما تَصَّدَّقُونَ؟ إنَّ بِكُلِّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةً، وَكُلِّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةً، وَأَمْرٌ بِمَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنْ مُنْكَرٍ صَدَقَةٌ، وَفِي بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ. قالُوا: يا رَسُولَ اللَّهِ أَيَأْتِي أَحَدُنا شَهْوَتَهُ وَيَكُونُ لَهُ فِيها أَجْرٌ؟ قالَ: أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَها فِي حَرامٍ أَكانَ عَلَيْهِ وِزْرٌ؟ فَكَذَلِكَ إذا وَضَعَها فِي الحَلالِ، كانَ لَهُ أَجْرٌ».
رَواهُ مُسْلِمٌ.
الحديث السادس والعشرون
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (رضي الله عنه) قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ «كُلُّ سُلامَى مِنْ النّاسِ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ، كُلَّ يَوْمٍ تَطْلُعُ فِيهِ الشَّمْسُ تَعْدِلُ بَيْنَ اثْنَيْنِ صَدَقَةٌ، وَتُعِينُ الرَّجُلَ فِي دابَّتِهِ فَتَحْمِلُهُ عَلَيْها أَوْ تَرْفَعُ لَهُ عَلَيْها مَتاعَهُ صَدَقَةٌ، والْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ، وَبِكُلِّ خُطْوَةٍ تَمْشِيها إلَى الصَّلاةِ صَدَقَةٌ، وَتُمِيطُ الأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ».
رَواهُ البُخارِيُّ، وَمُسْلِمٌ.
الحديث السابع والعشرون
عَنْ النَّوّاسِ بْنِ سَمْعانَ (رضي الله عنه) عَنْ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: «الْبِرُّ حُسْنُ الخُلُقِ، والْإِثْمُ ما حاكَ فِي صَدْرِك، وَكَرِهْت أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النّاسُ» رَواهُ مُسْلِمٌ. وَعَنْ وابِصَةَ بْنِ مَعْبَدٍ (رضي الله عنه) قالَ: أَتَيْت رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فَقالَ: «جِئْتَ تَسْأَلُ عَنْ البِرِّ؟ قُلْت: نَعَمْ. فقالَ: استفت قلبك، البِرُّ ما اطْمَأَنَّتْ إلَيْهِ النَّفْسُ، واطْمَأَنَّ إلَيْهِ القَلْبُ، والْإِثْمُ ما حاكَ فِي النَّفْسِ وَتَرَدَّدَ فِي الصَّدْرِ، وَإِنْ أَفْتاك النّاسُ وَأَفْتَوْك».
حَدِيثٌ حَسَنٌ، رَوَيْناهُ في مُسْنَدَي الإِمامَيْنِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، والدّارِمِيّ بِإِسْنادٍ حَسَنٍ.
الحديث الثامن والعشرون
عَنْ أَبِي نَجِيحٍ العِرْباضِ بْنِ سارِيَةَ (رضي الله عنه) قالَ: «وَعَظَنا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مَوْعِظَةً وَجِلَتْ مِنْها القُلُوبُ، وَذَرَفَتْ مِنْها العُيُونُ، فَقُلْنا: يا رَسُولَ اللَّهِ! كَأَنَّها مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَأَوْصِنا، قالَ: أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ، والسَّمْعِ والطّاعَةِ وَإِنْ تَأَمَّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلافًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الخُلَفاءِ الرّاشِدِينَ المَهْدِيينَ، عَضُّوا عَلَيْها بِالنَّواجِذِ، وَإِيّاكُمْ وَمُحْدَثاتِ الأُمُورِ؛ فَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ».
رَواهُ أَبُو داوُدَ، واَلتِّرْمِذِيُّوَقالَ: حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
الحديث التاسع والعشرون
عَنْ مُعاذِ بْنِ جَبَلٍ (رضي الله عنه) قالَ: قُلْت يا رَسُولَ اللَّهِ! أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الجَنَّةَ وَيُباعِدْنِي مِنْ النّارِ، قالَ: «لَقَدْ سَأَلْت عَنْ عَظِيمٍ، وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ: تَعْبُدُ اللَّهَ لا تُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكاةَ، وَتَصُومُ رَمَضانَ، وَتَحُجُّ البَيْتَ، ثُمَّ قالَ: «أَلا أَدُلُّك عَلَى أَبْوابِ الخَيْرِ؟ الصَّوْمُ جُنَّةٌ، والصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الخَطِيئَةَ كَما يُطْفِئُ الماءُ النّارَ، وَصَلاةُ الرَّجُلِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ»، ثُمَّ تَلا ﴿تَتَجافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ المَضاجِعِ﴾ حَتَّى بَلَغَ ﴿يَعْمَلُونَ﴾، ثُمَّ قالَ: أَلا أُخْبِرُك بِرَأْسِ الأَمْرِ وَعَمُودِهِ وَذُرْوَةِ سَنامِهِ؟ قُلْت: بَلَى يا رَسُولَ اللَّهِ. قالَ: رَأْسُ الأَمْرِ الإِسْلامُ، وَعَمُودُهُ الصَّلاةُ، وَذُرْوَةُ سَنامِهِ الجِهادُ، ثُمَّ قالَ: أَلا أُخْبِرُك بِمَلاكِ ذَلِكَ كُلِّهِ؟ فقُلْت: بَلَى يا رَسُولَ اللَّهِ! فَأَخَذَ بِلِسانِهِ وَقالَ: كُفَّ عَلَيْك هَذا. قُلْت: يا نَبِيَّ اللَّهِ وَإِنّا لَمُؤاخَذُونَ بِما نَتَكَلَّمُ بِهِ؟ فَقالَ: ثَكِلَتْك أُمُّك وَهَلْ يَكُبُّ النّاسَ عَلَى وُجُوهِهِمْ -أَوْ قالَ عَلَى مَناخِرِهِمْ- إلّا حَصائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ؟!».
رَواهُ التِّرْمِذِيُّ وَقالَ: حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
الحديث الثلاثون
عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الخُشَنِيِّ جُرْثُومِ بن ناشِبٍ (رضي الله عنه) عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قال: «إنَّ اللَّهَ تَعالَى فَرَضَ فَرائِضَ فَلا تُضَيِّعُوها، وَحَدَّ حُدُودًا فَلا تَعْتَدُوها، وَحَرَّمَ أَشْياءَ فَلا تَنْتَهِكُوها، وَسَكَتَ عَنْ أَشْياءَ رَحْمَةً لَكُمْ غَيْرَ نِسْيانٍ فَلا تَبْحَثُوا عَنْها».
حَدِيثٌ حَسَنٌ، رَواهُ الدّارَقُطْنِيّ في سننه، وَغَيْرُهُ.
الحديث الحادي والثلاثون
عَنْ أَبِي العَبّاسِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السّاعِدِيّ (رضي الله عنه) قالَ: جاءَ رَجُلٌ إلَى النَّبِيِّ ﷺ فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ! دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ إذا عَمِلْتُهُ أَحَبَّنِي اللَّهُ وَأَحَبَّنِي النّاسُ؛ فَقالَ: «ازْهَدْ فِي الدُّنْيا يُحِبُّك اللَّهُ، وازْهَدْ فِيما عِنْدَ النّاسِ يُحِبُّك النّاسُ».
حديث حسن، رَواهُ ابْنُ ماجَهْ، وَغَيْرُهُ بِأَسانِيدَ حَسَنَةٍ.
الحديث الثاني والثلاثون
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ سَعْدِ بْنِ مالِكِ بْنِ سِنانٍ الخُدْرِيّ (رضي الله عنه) أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: «لا ضَرَرَ وَلا ضِرارَ».
حَدِيثٌ حَسَنٌ، رَواهُ ابْنُ ماجَهْ، والدّارَقُطْنِيّ، وَغَيْرُهُما مُسْنَدًا. وَرَواهُ مالِكٌ فِي «الْمُوَطَّإِ» عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ النَّبِيِّ ﷺ مُرْسَلًا، فَأَسْقَطَ أَبا سَعِيدٍ، وَلَهُ طُرُقٌ يُقَوِّي بَعْضُها بَعْضًا.
الحديث الثالث والثلاثون
عَنْ ابْنِ عَبّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: «لَوْ يُعْطَى النّاسُ بِدَعْواهُمْ لادَّعَى رِجالٌ أَمْوالَ قَوْمٍ وَدِماءَهُمْ، لَكِنَّ البَيِّنَةَ عَلَى المُدَّعِي، والْيَمِينَ عَلَى مَنْ أَنْكَرَ».
حَدِيثٌ حَسَنٌ، رَواهُ البَيْهَقِيّ في السنن، وَغَيْرُهُ هَكَذا، وَبَعْضُهُ فِي «الصَّحِيحَيْنِ».
الحديث الرابع والثلاثون
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيّ (رضي الله عنه) قالَ سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمانِ».
رَواهُ مُسْلِمٌ.
الحديث الخامس والثلاثون
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (رضي الله عنه) قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ «لا تَحاسَدُوا، وَلا تَناجَشُوا، وَلا تَباغَضُوا، وَلا تَدابَرُوا، وَلا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ، وَكُونُوا عِبادَ اللَّهِ إخْوانًا، المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمِ، لا يَظْلِمُهُ، وَلا يَخْذُلُهُ، وَلا يَكْذِبُهُ، وَلا يَحْقِرُهُ، التَّقْوَى هاهُنا، وَيُشِيرُ إلَى صَدْرِهِ ثَلاثَ مَرّاتٍ، بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنْ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخاهُ المُسْلِمَ، كُلُّ المُسْلِمِ عَلَى المُسْلِمِ حَرامٌ: دَمُهُ وَمالُهُ وَعِرْضُهُ».
رَواهُ مُسْلِمٌ.
الحديث السادس والثلاثون
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (رضي الله عنه) عَنْ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: «مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ القِيامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيا والْآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِما سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيا والْآخِرَةِ، واَللَّهُ فِي عَوْنِ العَبْدِ ما كانَ العَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ، وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ بِهِ طَرِيقًا إلَى الجَنَّةِ، وَما اجْتَمَعَ قَوْمٌ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتابَ اللَّهِ، وَيَتَدارَسُونَهُ فِيما بَيْنَهُمْ؛ إلّا نَزَلَتْ عَلَيْهِمْ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ، وَذَكَرَهُمْ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ، وَمَنْ أَبَطْأَ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ».
رَواهُ مُسْلِمٌبهذا اللفظ.
الحديث السابع والثلاثون
عَنْ ابْنِ عَبّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فِيما يَرْوِيهِ عَنْ رَبِّهِ تَبارَكَ وَتَعالَى، قالَ: «إنَّ اللَّهَ كَتَبَ الحَسَناتِ والسَّيِّئاتِ، ثُمَّ بَيَّنَ ذَلِكَ، فَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْها كَتَبَها اللَّهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كامِلَةً، وَإِنْ هَمَّ بِها فَعَمِلَها كَتَبَها اللَّهُ عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَناتٍ إلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ إلَى أَضْعافٍ كَثِيرَةٍ، وَإِنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْها كَتَبَها اللَّهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كامِلَةً، وَإِنْ هَمَّ بِها فَعَمِلَها كَتَبَها اللَّهُ سَيِّئَةً واحِدَةً».
رَواهُ البُخارِيُّ، وَمُسْلِمٌ، في «صحيحيهما» بهذه الحروف.
الحديث الثامن والثلاثون
عَنْ أَبِي هُرَيْرَة (رضي الله عنه) قالَ: قالَ رَسُول اللَّهِ ﷺ إنَّ اللَّهَ تَعالَى قالَ: «مَنْ عادَى لِي وَلِيًّا فَقْد آذَنْتهُ بِالْحَرْبِ، وَما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إلَيَّ مِمّا افْتَرَضْتُهُ عَلَيْهِ، وَلا يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بِالنَّوافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذا أَحْبَبْتُهُ كُنْت سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِها، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِها، وَلَئِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنْ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ».
رَواهُ البُخارِيُّ.
الحديث التاسع والثلاثون
عَنْ ابْنِ عَبّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: «إنَّ اللَّهَ تَجاوَزَ لِي عَنْ أُمَّتِي الخَطَأَ والنِّسْيانَ وَما اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ».
حَدِيثٌ حَسَنٌ، رَواهُ ابْنُ ماجَهْ، والْبَيْهَقِيّ
الحديث الأربعون
عَنْ ابْن عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِمَنْكِبِي، وَقالَ: «كُنْ فِي الدُّنْيا كَأَنَّك غَرِيبٌ أَوْ عابِرُ سَبِيلٍ». وَكانَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما يَقُولُ: إذا أَمْسَيْتَ فَلا تَنْتَظِرْ الصَّباحَ، وَإِذا أَصْبَحْتَ فَلا تَنْتَظِرْ المَساءَ، وَخُذْ مِنْ صِحَّتِك لِمَرَضِك، وَمِنْ حَياتِك لِمَوْتِك.
رَواهُ البُخارِيُّ.
الحديث الحادي والأربعون
عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ العاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما، قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ «لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ هَواهُ تَبَعًا لِما جِئْتُ بِهِ».
حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ، رَوَيْناهُ فِي كِتابِ «الْحُجَّةِ» بِإِسْنادٍ صَحِيحٍ.
الحديث الثاني والأربعون
عَنْ أَنَسِ بْنِ مالِكٍ (رضي الله عنه) قالَ: سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: قالَ اللَّهُ تَعالَى: «يا ابْنَ آدَمَ! إِنَّكَ ما دَعَوْتنِي وَرَجَوْتنِي غَفَرْتُ لَك عَلَى ما كانَ مِنْك وَلا أُبالِي، يا ابْنَ آدَمَ! لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُك عَنانَ السَّماءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتنِي غَفَرْتُ لَك، يا ابْنَ آدَمَ! إنَّك لَوْ أتَيْتنِي بِقُرابِ الأَرْضِ خَطايا ثُمَّ لَقِيتنِي لا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لَأَتَيْتُك بِقُرابِها مَغْفِرَةً».
رَواهُ التِّرْمِذِيُّ، وَقالَ: حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
الحديث الثالث والأربعون
عَنْ ابْنِ عَبّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما، قالَ: قالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ قالَ: «أَلْحِقُوا الفَرائِضَ بِأَهْلِها، فَما أَبْقَتَ الفَرائِضُ فَلِأَوْلَى رَجُلٍ ذَكَرٍ».
رواه البخاري، ومسلم.
الحديث الرابع والأربعون
عَنْ عائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُا عَنْ النَّبِيِّ ﷺ قالَ: «الرَّضاعَةُ تُحَرِّمُ ما تُحَرِّمُ الوِلادَةُ».
رواه البخاري، ومسلم.
الحديث الخامس والأربعون
عَنْ جابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ عامَ الفَتْحِ وَهُوَ بِمَكَّةَ يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ حَرَّمَ بَيْعَ الخَمْرِ والْمَيْتَةِ والْخِنْزِيرِ والْأَصْنامِ، فَقِيلَ: يا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ شُحُومَ المَيْتَةِ فَإِنَّها يُطْلَى بِها السُّفُنُ، وَيُدْهَنُ بِها الجُلُودُ، وَيَسْتَصْبِحُ بِها النّاسُ؟ فَقالَ: لا، هُوَ حَرامٌ، ثُمَّ قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عِنْدَ ذَلِكَ: قاتَلَ اللَّهُ اليَهُودَ، إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَيْهِم الشُحُومَ، فَأَجْمَلُوهُ، ثُمَّ باعُوهُ، فَأَكَلُوا ثَمَنَهُ».
رواه البخاري، ومسلم.
الحديث السادس والأربعون
عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ (رضي الله عنه) أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ بَعَثَهُ إِلَى اليَمَنِ، فَسَأَلَهُ عَنْ أَشْرِبَةٍ تُصْنَعُ بِها، فَقالَ: وَما هِيَ؟ قالَ: البِتْعُ والْمِزْرُ، فَقِيلَ لِأَبِي بُرْدَةَ: ما البِتْعُ؟ قالَ: نَبِيذُ العَسَلِ، والْمِزْرُ نَبِيذُ الشَّعِيرِ، فَقالَ: «كُلُّ مُسْكِرٍ حَرام».
رواه البخاري.
الحديث السابع والأربعون
عَنْ المِقْدامِ بْنِ مَعْدِيَكْرِبَ قالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «ما مَلَأَ آدَمِيٌّ وِعاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ، بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ أُكُلاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ، فَإِنْ كانَ لا مَحالَةَ، فَثُلُثٌ لِطَعامِهِ، وَثُلُثٌ لِشَرابِهِ، وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ».
رَواهُ أَحْمَدُ، والتِّرْمِذِيُّ، وابْنُ ماجَهْ، وَقالَ التِّرْمِذِيُّ: حَدِيثٌ حَسَنٌ.
الحديث الثامن والأربعون
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قالَ: «أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كانَ مُنافِقًا، وَإِنْ كانَتْ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ فِيهِ كانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْ النِّفاقِ حَتَّى يَدَعَها: مَنْ إِذا حَدَّثَ كَذَبَ، وإِذا وَعَدَ أَخْلَفَ، وإذا خاصَمَ فَجَرَ، وَإِذا عاهَدَ غَدَرَ».
رواه البخاري، ومسلم.
الحديث التاسع والأربعون
عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطّابِ (رضي الله عنه) عن النبي ﷺ قالَ: «لَوْ أَنَّكُمْْ تَوَكَّلُونَ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَما يَرْزَقُ الطَّيْرَ تَغْدُو خِماصًا وَتَرُوحُ بِطانًا».
رَواهُ أَحْمَدُ، والتِّرْمِذِيُّ، والنَّسائِيُّ فِي «الْكُبْرَى» كَما فِي "التُّحْفَة:، وابْنُ ماجَهْ، وَصَحَّحَهُ ابْنُ حِبّانَ، والْحاكِمُ، وَقالَ التِّرْمِذِيُّ: حَسَنٌ صَحِيحٌ.
الحديث الخمسون
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ قالَ: «أَتَى النَّبِيَّ ﷺ رجلٌ فَقالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ شَرائِعَ الإِسْلامِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيْنا، فَبابٌ نَتَمَسَّكُ بِهِ جامِعٌ؟ قالَ: لا يَزالُ لِسانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ».
رواه أحمد.