المقصود في علم الصرف
لمؤلف مجهول (ينسب لأبي حنيفة)


[مقدمة]
الحمد الله الوهاب للمؤمنين سبيل الصواب، والصلاة والسلام على نبيه محمد الزاجر عن الإذناب، الحاث على طلب الثواب، وعلى آله وأصحابه خير الآل وخير الأصحاب. وبعد، فإن العربية وسيلة إلى العلوم الشرعية، وأحدُ أركانها التصريفُ؛ لأنه به يصير القليل من الأفعال كثيراً، والله الموفق والمرشدُ.

[الأفعال من حيث بناؤها]
الأفعال على ضرين: أصلي، وذو زيادةٍ، فالأصلي: ثلاثي ورباعي.

[الفعل الثلاثي المجرد]
فالثلاثي: ما كان ماضيه على ثلاثة أحرف، وهو ستة أبواب:
الأول: «فَعَلَ يَفْعُلُ» بفتح العين في الماضي وضمِّها في الغابر.
الثاني: «فَعَلَ يَفْعِلُ» بفتح العين في الماضي وكسرها في الغابر.
الثالث: «فَعَلَ يَفْعَلُ» بفتحها فيهما.
الرابع: «فَعِلَ يَفْعَلُ» بكسرها في الماضي وفتحها في الغابر.
الخامس: «فَعُلَ يَفْعُلُ» بضمها فيهما.
السادس: «فَعِلَ يَفْعِلُ» بكسرها في الماضي والغابر.

وما كان مختصاً بالباب الثالث لا يكون إلا عينه أو لامه حرف من حروف الحلق إلا أبى يأبى وهو شاذٌّ. وحروف الحلق ستة: «الحاء، والخاء، والعين، والغين، والهاء، والهمزة».

[الفعل الرباعي المجرد والملحق به]
والرباعي ما كان ماضيه على أربعة أحرف، وهو باب «فَعْلَلَ»، وهو باب واحد، وقد يكون ستة أبواب؛ يقال لها الملقح بالرباعي، وهو باب «فَوْعَلَ» نحو: ««حَوْقَلَ» و«فَعْوَلَ» نحو: ««جَهْوَرَ» و«فَيْعَلَ» نحو: ««بَيْطَرَ» و«فَعْيَلَ» نحو: ««عَثْيَرَ» و«فَعْلَى» نحو: ««سَلْقَى» و«فَعْلَلَ» نحو: ««جَلْبَبَ».
[الأفعال المزيدة فيها]
وأما المزيد فيه فنوعان؛ مزيد على الثلاثي، ومزيد على الرباعي.

[الثلاثي المزيد فيه]
فمزيد الثلاثي أربعة عشر باباً. وهي ثلاثة أنواع: رباعي، وخماسي، وسداسي.

[النوع الأول من مزيد الثلاثي: الرباعي]
فالرباعي على ثلاثة أبواب:
١. «أفْعَلَ»،
٢. و«فَعَّلَ» بتشديد العين،
٣. و«فَاعَلَ».

[النوع الثاني من مزيد الثلاثي: الخماسي]
والخماسي خمسة أبواب:
١. «اِنْفَعَلَ»،
٢. و«اِفْتَعَلَ»،
٣. و«اِفْعَلَّ» بتشديد اللام،
٤. و«تَفَعَّلَ» بتشديد العين،
٥. و«تَفَاعَلَ».

[النوع الثالث من مزيد الثلاثي: السداسي]
والسداسي ستة أبواب:
١. «اِسْتَفْعَلَ»،
٢. و«اِفْعَوْعَلَ»،
٣. و«اِفْعَوَّلَ» بتشديد الواو،
٤. و«اِفْعَلَلَّ»،
٥. و«اِفْعَنْلَى»،
٦. و«اِفْعَالَّ» بتشد اللام.

[الرباعي المزيد فيه]
ومزيد الرباعي ثلاثة أبواب:
١. «اِفْعَنْلَلَ»،
٢. و«اِفْعَلَلَّ» بتشديد اللام الأخيرة،
٣. و«تَفَعْلَلَ».

(فصل في الوجوه التى اشتدت الحاجة إلى إخراجها من المصدر)
وهي ستة: الماضي، والمضارع، والأمر، والنهي، واسم الفاعل، والمفعول.

[باب المصدر الميمي وغير الميمي، واسم الزمان والمكان]
فأما المصدر فلا يخلو من أن يكون ميمياً أو غير ميمي؛ فإن كان غير ميمي فهو سماعي ونعني بالسماعي أنه يحفظ كل مصدر على ما جاء من العرب ولا يقاس عليه؛ لأنه لا قياس لمصدر الثلاثي، ومصدر غير الثلاثي قياسي؛
فإن كان ميمياً فينظر في عين الفعل المضارع؛ فإن كان مفتوحاً أو مضموماً فالمصدر الميمي والزمان والمكان منه «مفعل» بفتح الميم والعين وسكون الفاء، إلا ما شذ نحو: ««المطلِع»، و«المغرِب»، و«المسجِد»، و«المنسِك»، و«المشرِق»، و«المجزِر»، و«المسكِن»، و«المنبِت»، و«المفرِق»، و«المحشِر»، و«المسقِط»، و«المجمِع» بكسر العين وإن كان القياسُ الفتحَ، وإن كان مكسوراً فالمصدر الميمى منه: «مَفعَل» بفتح الميم والعين وسكون الفاء إلا «المرجِع»، و«المصير» فإنهما مصدران وقد جاءا بكسر العين. والزمان والمكان منه بكسر العين هذا في «الصحيح»، و«الأجوف»، و«المضاعف»، و«المهموز».
وأما في «الناقص» فالمصدر والزمان والمكان منه: «مَفْعَلٌ» بفتح الميم والعين من جميع الأبواب، وفي المعتل الفاء «مَفْعِلٌ» بكسر العين من جميع الأبواب. و«اللفيف المقرون» كالناقص و«اللفيف المفروق» كالمعتل الفاء.

[المصدر الميمى والزمان والمكان والمفعول من الفعل الثلاثي المزيد]
وإن كان الفعل زائداً على الثلاثي فالمصدر الميمى والزمان والمكان والمفعول من كل باب يكون على وزن مضارع المجهول من ذلك الباب إلا أنك تبدل حرف المضارعة بالميم المضمومة، والفاعل منه بكسر العين.

[باب الفعل الماضي]
وأما الماضي فلا يخلو من أن يكون الفعل معروفاً أو مجهولاً؛ فإن كان معروفاً فالحرف الأخير من الماضي مبني على الفتح في الواحد والتثنية سواء كان مذكراً أو مؤنثاً، ومضموم في جمع المذكر الغائب، وساكن في البواقي من جميع الأبواب والحرف الأول منه مفتوح من جميع الأبواب إلا من أبواب الخامسي والسداسي التي في أولها همزة الوصل، وهمزة الوصل تثبت في الابتداء وتسقط في الدرج وهمزة الوصل: همزة «ابن»، و«ابنم»، و«ابنت»، و«امرء»، و«امرأة»، و«اثنين»، و«اثنتين»، و«اسم»، و«است»، و«ايمن». وهمزة الماضي والمصدر والأمر من الخماسي والسداسي وأمر الحاضر من الثلاثي، والهمزة المتصلة بلام التعريف، وهمزة الوصل محذوفة في الوصل ومكسورة في الابتداء إلا ما اتصلت بلام التعريف وهمزة «ايمن» فإنهما مفتوحتان في الابتداء. وما يكون في أول الأمر من «يفعُل» بضم العين فإنها مضمومة في الابتداء تبعاً للعين وكذلك مضموم في الماضي المجهول من الخماسي والسداسي، وإن كان الفعل مجهولاً فالحرف الأخير منه يكون مثل ما كان في المعروف فالحرف التي قبل الأخير مكسورة والساكن ساكن على حاله وما بقي مضموم.

[باب الفعل المضارع]
وأما المضارع فهو الذي يكون في أوله حرفٌ من حروف «أتين» بشرط أن يكون ذلك الحرف زائداً على الماضي وحروف المضارعة مفتوحة في المعروف من جميع الأبواب إلا من الرباعي أيَّ رباعيٍّ كان، فإنها مضمومة فيهن وما قبل لام فعل المضارع مكسورة في الرباعي والخماسي والسداسي إلا من «يتفعل»، و«يتفاعل»، و«يتفعلل»، فإنها مفتوحة فيهن، وفي المجهول حرف المضارعة مضموم والساكن ساكن على حاله، وما بقى مفتوح كله غيرَ لام الفعل فإنها مرفوعة في المعروف والمجهول ما لم يكن حرف ناصب ينصبها أو جازم يخزمها.

[باب الأمر والنهي]
وأما الأمر والنهي فإنهما يكونان على لفظ المضارع إلا أنهما مجزومان، وعلامة الجزم فيها سقوط نون التثنية وجمع المذكر واحدة المخاطبة وفي البواقي سكون لام الفعل الصحيحة وسقوط لام الفعل المعتلّ سوى نون جمع المؤنث فإن نونها ثابتة في الجزم وغيره وأمر الحاضر من المعروف تحذف منه حرف المضارع وتُدخل همزة الوصل إن كان ما بعد حرف المضارعة ساكناً وإن كان متحركاً فتُسكِن آخره وهو مبني على الوقف، والمبني على الوقف كالمجزوم في اللفظ.

[باب اسم الفاعل]
وأما الفاعل فينظر في عين الفعل الماضي فإن كاك مفتوحاً فوزنه «ناصر» وإن كان مضموماً فوزنه «عظيم»، و«ضخِم»، وإن كان مكسوراً فوزنه من المتعدي «عالم» ومن اللازم يأتي على أربعة أوزان: «مريض»، و«زمن» بفتح الزاء وكسر الميم و«أحمر» للمذكر، و«حمراء» للمؤنث بالمد وجمعهما «حمر» بضم الحاء وسكون الميم وتثنية «أحمر»: «أحمران»، وتثنية «حمراء»: «حمراوان»، و«عطشانُ» للمذكر وتثنية «عطشانَ»: «عطشانان» و«عطشى» بفتح العين وسكون الطاء وبالقصر للمؤنث وجمعهما: «عِطاش» بكسر العين، وتثنية «عطشى»: «عطشيان». واختصرتُ بذكر ما يمكن ضبطه من الفاعل وتركتُ ما عداه.

[باب اسم المفعول]
وأما المفعول من جميع الثلاثي فوزنه «مجبور»، و«كسير» وقد ذكرنا الفاعل والمفعول من الزائد على الثلاثي في المصدر الميمي وأوزان المبالغة «جهول»، و«صدّيق»، و«كذّاب»، و«غُفُل» بضم الغين والفاء، و«يَقُظ» بفتح الياء وضم القاف، و«مدرار»، و«مِكْثِير»، و«لُعَنَة» بضم اللام وفتح العين فإن اسكنتَ العين من الوزن الأخير يصير بمعنى المفعول.

(فصل في تصريف الأفعال الصحيحة)
يتصرف الماضي، والمستقبل، والأمر، والنهي من المعروف والمجهول على أربعة عشر وجهاً: ثلثة للغائب، وثلث للغائبة، وثلثة للمخاطب، وثلث للمخاطبة، ووجهان للمتكلم رجلاً كان أو امرأة غيرَ أنه لا يأتي الوجهان للمتكلم في المعروف من الأمر والنهي.
والفاعل يتصرف على عشرة أوجه، منها: جمع المذكر أربعة ألفاظ، وجمع المؤنث لفظان.
والمفعول يتصرف على سبعة أوجه، منها: جمع المذكر لفظان، وجمع المؤنث لفظ واحد، ونون التأكيد تدخل على جميع الأمر والنهي من المعروف والمجهول، والمخففة كذلك، غير أنها لا تدخل في التثنية وجمع المؤنث والمخففة ساكنة والمشددة مفتوحة إلا في التثنية وجمع المؤنث فإنها مكسورة فيهمل وما قبلهما مكسورة في الواحدة الحاضرة ومضموم في جمع المذكر ومفتوح في البواقي.
مثال الماضي: «نَصَرَ نَصَرَا نَصَرُوا» إلخ.. ومن المجهول: «نُصِرَ نُصِرَا نُصِرُوا» إلخ..
ومثال المستقبل: «يَنْصُرُ يَنْصُرَانِ يَنْصُرُونَ» إلخ.. ومن المجهول: «يُنْصَرُ يُنْصَرَانِ يُنْصَرُونَ» إلخ..
مثال أمر الغائب: «لينصر لينصرا لينصروا» إلخ..
مثال أمر الحاضر: «اُنْصُرْ اُنْصُرَا اُنْصُرُوا اُنْصُرِي اُنْصُرَا اُنْصُرْنَ»، ومن المجهول: «لِتُنْصَرْ لِتُنْصَرَا لِتُنْصَرُوا» إلخ.. وكذلك النهي من المعروف والمجهول إلا أنه زِيدَ في أوله «لا» وتقول في النون المشددة: «لِيَنْصُرَنَّ لِيَنْصُرَانِّ لِيَنْصُرُنَّ لِتَنْصُرَنَّ لِتَنْصُرَانِّ لِيَنْصُرْنَانِّ اُنْصُرَنَّ اُنْصُرَانِّ اُنْصُرُنَّ اُنْصُرِنَّ اُنْصُرَانِّ اُنْصُرْنَانِّ» وفي الخفيفة «لِيَنْصُرَنْ» بفتح الراء في الواحد المذكر «لِيَنْصُرُنْ» بضمها في جمع المذكر «لِتَنْصُرُنْ» بفتح الراء في الواحدة الغائبة وفي المخاطب «اُنْصُرَنْ اُنْصُرُنْ اُنْصُرِنْ» وكذلك النهي من المعروف والمجهول مثال الفاعل: «ناصرٌ ناصران ناصرون نُصَّارٌ ونُصَّرٌ بضم النون وفتح الصاد والتشديد فيهما ونَصَرَةٌ بفتح النون والصاد والراء مع التخفيف «ناصرة ناصرتان ناصرات ونواصر».
مثال المفعول «منصور منصوران منصورون ومناصر» بفتح الميم وكسر الصاد «منصورة منصورتان منصورات».
مثال الراباعي المجرد «دحرج يدحرج» بضم الياء وكسر الراء وسكون الحاء «دحرجة» بفتح الكل وسكون الحاء و«دحراجاً» بكسر الدال وسكون الحاء فهو «مدحرج» وذاك «مدحرج» والأمر «دحرج» بفتح الدال وكسر الراء، والنهي «لا تدحرج» بضم التاء وكسر الراء.
وكذلك تصريف الملحقات.
مثال الرباعي المزيد فيه «أخرج يخرج إخراجاً» فهو «مخرج» وذاك «مخرج» والأمر «أخرج» والنهي «لا تخرج» بضم التاء وكسر الراء فيهما وقد حذفت الهمزة من مستقبل هذا الباب لئلا يجتمع همزتان في نفس المتكلم.
وكذلك حذفت من الفاعل والمفعول وأمر الغائب والنهي اطراداً للباب، و«خرّج يخرّج تخريجاً وتخرجة» بكسر الراء وفتح التاء فيهما فهو «مخرج» وذاك «مخرج» والأمر «خرّج» والنهي «لا تخرج» بضم التاء وكسر الراء فيهما و«خاصم يخاصم» بكسر الصاد «مخاصمة» بفتح الصاد و«خصاماً» بكسر الخاء فهو «مخاصم» وذاك «مخاصم» والأمر «خاصم» والنهي «لا تخاصم» ومجهول الماضي «خوصم» إلى أخره، ومجهول المضارع يخاصم بفتح الصاد.
مثال الخماسي: «انكسر ينكسر» بكسر السين «انكساراً» فهو «منكسر» والأمر «انكسر» والنهي «لا تنكسر» بكسر السين في الثلاث، و«اكتسب يكتسب اكتساباً» فهو «مكتسب» وذاك «مكتسب» والأمر «اكتسب» والنهي «لا تكتسب» بكسر السين فيهما و«اصفر يصفر» بفتح الفاء فيهما «اصفراراً» فهو «مصفر» بفتح الفاء والأمر «اصفرّ» والنهي «لا تصفر» بفتح الفاء فيهما و«تكسّر يتكسّر» بفتح السين فيهما «تكسُّراً» بضم السين فهو «متكسر» بكسر السين والأمر «تكسّر» والنهي «لا تتكسر» بفتح السين فيهما، و«تصالح يتصالح» بفتح اللام فيهما «تصالحاً» بضم اللام فهو «متصالح» بكسر اللام وذاك «متصالح» بفتح اللام والأمر «تصالح» والنهي «لا تتصالح» بفتح اللام فيهما، وأما «ادّثّر» و«اثّاقل» فأصل الأول «تدثر» كـ«تكسر» وأصل الثانى «تثاقل» كـ«تصالح» فأدغمت التاء فيهما فيما بعدهما ثم أدخلت همزة الوصل ليمكن الابتداء بها لأن الساكن لا يبتدأ به، وتصريف «ادثر» بفتح الثاء فيهما «ادثُّراً» بضم الثاء فهو «مدثر» بكسر الثاء، والأمر «ادثر» والنهي «لاتدثر» بفتح الثاء فيهما وبفتح الدال والتشديد في الجميع، و«اثّاقل يثّاقل اثاقلا» بضم القاف فهو «مثّاقل» بكسر القاف وذاك «مثّاقل» بفتح القاف والأمر «اثاقل» والنهي «لا تثّاقل» بفتح القاف فيهما والثاء مشددة في الجميع، و«تدحرج يتدحرج» بفتح الراء فيهما «تدحرجاً» بضم الراء فهو «متدحرج» بكسر الراء والأمر «تدحرج» والنهي «لا تتدحرج» بفتح الراء فيهما.
مثال السداسي: «استغفر يستغفر» بكسر الفاء «استغفاراً» فهو «مستغفر» بكسر الفاء وذاك «مستغفر» بفتح الفاء والأمر «استغفر» والنهي «لا تستغفر» بكسر الفاء فيهما و«اشهابّ يشهابّ اشهيباباً» فهو «مشهابّ» والأمر «اشهابّ» والنهي «لا تشهاب» بتشديد الياء في الجميع إلا في المصدر و«اغدودن يغدودن» بكسر الدال الثانية و«اغديداناً» فهو «مغدودن» والأمر «اغدودن» والنهي «لا تغدودن» بكسر الدال الثانية في الثلث و«اجلوذ يجلوذ» بكسر الواو و«اجلواذاً» بكسر اللام فهو «مجلوذ» والأمر «اجلوّذ» والنهي «لا تجلوذ» بكسر الواو في الثلث والواو مشددة في الجميع و«اسحنكك يسحنكك» بكسر الكاف الأولى «اسحنكاكاً» فهو «مسحنكك» والأمر «اسحنكك» والنهي «لا تسحنكك» بكسر الكاف في الثلث و«اسلنقى يسلنقي اسلنقاء» فهو «مسلنق» والأمر «اسلنق» والنهي «لا تسلنق» بكسر القاف فيهما و«اقشعر يقشعر» بكسر العين «اقشعراراً» بسكون العين فهو «مقشعر» والأمر «اقشعرّ» والنهي «لا تقشعر» بكسر العين في الثلث والراء مشددة في الجميع إلا في المصدر، و«احرنجم يحرنجم» بكسر الجيم «احرنجاماً» فهو «محرنجم» والأمر «احرنجم» والنهي «لا تحرنجم» بكسر الجيم في الثلث.
(فصل في الفوائد)
اللازم يصير متعدياً بأحد ثلثة أسباب: بزيادة الهمزة في أوله وحرف الجر في آخره وتشديد عينه، نحو:«أخرجته، وخرّجته، وخرجت به من الدار»، وبحذف التاء من «تفعل، وتفعلل» مشددة العين ومكررة اللام.
والمتعدي يصير لازماً بحذف أسباب التعدية أو بنقله إلى باب «انكسر».
وباب «فعلل» يصير لازماً بزيادة التاء في أوله.
ولا يجيء المفعول به والمجهول من اللازم لأن اللازم من الأفعال هو ما لا يحتاج إلى المفعول به والمتعدي بخلافه.
وباب «فاعل» يكون للمشاركة بين الاثنين نحو: «ناضلته إلا قليلا»، نحو: «طارقت النعل»، و«عاقبت اللص».
وباب «تفاعل» أيضاً يكون بين الاثنين فصاعداً، نحو: «تدافعنا وتصالح القوم». وقد يكون لإظهار ما ليس في الباطن، نحو: «تمارضت» أي: «أظهرت المرض وليس لي مرض».
وإذا كان فاء الفعل من «افتعل» حرفاً من حروف الإطباق وهي: الصاد، والضاد، والطاء، والظاء يصير تاء «افتعل» طاء، نحو: «اصطبر، واضطرب، واطرد، واظهر».
وإذا كان فاء «افتعل» دالاً، وذالاً، أو زاء يصير تاء «افتعل» دالاً، نحو: «ادمع، واذكر» بإدغام الدال في الذال، و«ازدجر».
و إذا كان فاؤه واواً، أو ياء أو ثاء قلبت الواو، والياء، والثاء تاءً، ثم أدغمت في تاء «افتعل»، نحو: «اتقى، واتسر،واتغر» .
والحروف التي تزاد على الأسماء والأفعال عشرة مجموعها (اليوم تنساه)؛ فإذا كانت كملة وعددها زائد على ثلثة أحرف وفيها حرف واحد من هذه الحروف فاحكم بإنها زائدة إلا أن لا يكون لها معنى بدونها، نحو: «وسوس».
وأبواب الرباعي كلها متعد إلا «دربخ».
وأبواب الخماسي كلها لوازم إلا ثلثة أبواب: «افتعل، وتفعل، وتفاعل»، فإنها مشتركة بين اللازم والمتعدي.
وأبواب السداسي كلها لوازم إلا باب «استفعل» فإنه مشترك بين اللازم والمتعدي.
وكلمتان من باب «افتعل»، فإنهما متعديان وهما: «اسرنداه، واغرنداه» معناهما: «غلب عليه وقهره».
وهمزة «أفعل» يجيء لمعان:
للتعدية، نحو: «أكرمته»،
وللصيرورة، نحو: «أمشى الرجل» أي: «صار ذا ماشية»،
وللوجدان، نحو: «أبخلته»، أي: «وجدته بخيلا»،
وللحينونة، نحو: «أحصد الزرع»، أي: «حان وقت حصاده»،
وللإزالة، نحو: «أشكيته»، أي: «أزلت عنه الشكاية»،
وللدخول في الشيء، نحو: «أصبح الرجل» إذا دخل في الصباح،
وللكثرة، نحو: «ألبن الرجل» إذا كثر عنده اللبن.
وسين «استفعل» أيضاً يجيء لمعان:
للطلب، نحو: «أستغفر الله» أي: «أطلب المغفرة»،
وللسؤال، نحو: «استخبر» أي: «سأل الخبر»،
وللتحول، نحو: «استخل الخمر» أي: «انقلب الخمر خلاً»،
وللاعتقاد، نحو: «استكرمته» أي: «اعتقدت أنه كريم»،
وللوجدان، نحو: «استجدت شيئاً» أي: «وجدته جيداً»،
وللتسليم، نحو: قولهما: «استرجع القوم عند المصيبة» أي: «قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون».
وحروف المد واللين والزوائد والعلة واحدة وهي الواو، والياء، والألف.
وكل فعل ماض في أوله حرف من هذه الحروف يسمى «معتلاً، ومثالاً»؛ لمماثلة الصحيح في احتمال الحركات، نحو: «وعد، ويسر».
وإن كان في وسطه يسمى «أجوفاً»، نحو: «قال، وباع ».
وإن كان في آخره يسمى «ناقصاً» نحو: «غزا، ورمى».
وإن كان فيه حرفان من هذه الحروف فإن كانا عينه ولامه يسمى «لفيف المقرون» نحو: «روى، وشوى» وإن كانا فاءه ولامه يسمى «لفيف المفروق»، نحو: «وقى».
وكل فعل عينه ولامه حرفان من جنس واحد أدغم أولهما في الآخر، للثقل، يسمى «مضاعفاً» نحو: «مدّ».
وكل فعل فيه همزة فإن كانت في أوله يسمى «مهموز الفاء» نحو: «أخذ» وإن كانت في وسطه يسمى «مهموز العين» نحو: «سئل» وإن كانت في آخر يسمى مهموز اللام، نحو: «قرأ».
وكل فعل خال من هذه الأقسام الستة يسمى «صحيحاً» وقد مر بحثه في باب الصحيح وسنذكر بحث الاقسام الستة على سبيل الاختصار.
( باب المعتل والمضاعف والمهموز)
الواو والياء إذا تحركا وانفتح ما قبلهما قلبت ألفا نحو: «قال، وكال» مثالهما من الناقص «غزى ورمى» وتقول في تثنيتما «غزوا، ورميا» فلا تقلبان ألفاً، ولا تقلبان أيضاً في جمع المؤنث والمواجهة ونفس المتكلم؛ لأن الواو والساكنة والياء الساكنة لا تقلبان ألفاً إلا في موضع يكون سكونهما غير أصلي بأن تقلب حركتهما إلى ما قبلهما، نحو: «أقام، وأباع».
وتقول في الجمع «غزوا، ورموا» والأصل «غزووا، ورميوا» قلبتا ألفاً لتحركهما وانفتاح ما قبلهما فاجتمع ساكنان: أحدهما الألف المقلوبة والثاني واو الجمع فحذفت الألف المقلوبة فبقي «غزوا، ورموا».
وتقول في تثنية المؤنث «غزتا، ورمتا» والأصل «غزوتا، ورميتا» قلبتا ألفاً لتحركهما وانفتاح ما قبلهما وحذفت الألف لسكونها وسكون التاء لأن التاء كانت ساكنة في الأصل فحركت التاء لألف التثنية فحركتها عارضة والعارض كالمعدوم.
وتقول في جمع المؤنث من الأجوف «قلن، وكلن» والأصل «قولن، وكيلن» قلبتا ألفاً لتحركهما وانفتاح ما قبلهما ثم حذفت الألف لسكونها وسكون اللام فبقي «قلن، وكلن» بفتح القاف الكاف ثم نقلت فتحة القاف إلى الضمة والكاف إلى الكسرة لتدل الضمة على الواو المحذوفة والكسرة على الياء المحذوفة لأن المتولد من الضمة الواو، من الكسرة الياء، ومن الفتحة الألف.
والياء إذا انكسر ما قبلها تركت على حالها ساكنة أو متحركة إذا كانت المحركة فتحة نحو: «خشي وخشيت» والياء الساكنة إذا انضم ما قبلها قلبت واواً نحو: «يسر يوسر» أصله «يسير».
وتقول في مجهول الأجوف «قيل» والأصل «قول» فاستثقلت ضمة القاف قبل كسرة الواو فاسكنت القاف ونقلت كسرة الواو والهاء فصارت القاف مكسورة والواو ساكنة ثم قلبت الواو ياء لأن الواو الساكنة إذا انكسر ما قبلها قلبت ياء نحو: «غبي» والأصل «غبو» من الغباوة والغباوة عكس الإدراك وكذا «دعي» مجهول «دعا» والأصل «دعو».
وتقول في جمع المذكر من مجهول الناقص «غزوا» والأصل غيروا فاسكنت الزاء ثم نقلت ضمة الياء إلى الزاء وحذفت الياء لسكونها وسكون الواو فبقي «غزوا».
وكل واو وياء متحركتين يكون ما قبلهما حرفاً صحيحاً ساكناً نقلت حركتهما إلى الحرف الصحيح نحو: «يقول، ويكيل، ويخاف» والأصل «يقول، ويكيل، ويخوف» وإنما قلبت واو يخاف الفاً لكون سكونها غير أصلي وانفتاح ما قبلها وكل واو وياء إذا كانتا متحركتين ووقعتا في لام الفعل وما قبلهما حرف متحركة اسكنتا ما لم يكن منصوبا نحو: «يغزو ويرمي ويخشى» لاستثقال الضمة على الواو والياء والأصل «يغزو» و«لن يرمي ولن يخشى» لخفة الفتحة عليهما.
وتقول في التثنية «يغزوان ويرميان ويخشيان» وتقول في الجمع «يغزون ويرمون ويخشون» والأصل «يغزوون ويرميون ويخشيون» فأسكنت الواو والياء لوقوعهما في لام الفعل واستثقال الضمة عليهما فاجتمع ساكنان الواو والياء وبعدهما واو الجمع فحذفت ما كان قبل واو الجمع وقلبت ياء يخشيون ألفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها وضمت الميم في يرمون ليصبح واو الجمع.
وتقول في واحدة المخاطبة «تغرين» والأصل «تغزوين» فاسكنت الزاء لاستثقال الضمة قبل كسرة الواو ونقلت كسرة الواو إلى الزاء وحذفت الواو لسكونها وسكون الياء.
وتقول في اسم الفاعل من الجوف «قائل وكائل» وكان في الماضي قال وكال فزيدت الألف لاسم الفاعل فاجتمع ألفان أحدهما ألف اسم الفاعل والآخر الألف المقلوبة من عين الفعل فقلبت الألف المقلوبة من غير الفعل همزة وكذلك كائل.
واسم الفاعل من الناقص منصوب في حالة النصب نحو: «رأيت غازياً ورامياً» فلا يتغير صيغته. وتقول في الرفع والجر «هذا غاز ورام، ومررت بغاز ورام» والأصل «غازي، ورامي» فأسكنت الياء كما ذكرنا فاجتمع ساكنان الياء والتنوين فحذفت الياء وبقي التنوين فإن أدخلت الألف واللام سقط التنوين وتعود الياء ساكنة. فتقول «هذا الغازي والرامي ومررت بالغازي والرامي».
وتقول في مفعول الأجوف «مقول» أصله «مقوول» ففعل به كما ذكرنا.
وتقول في بناء اليائي «مكيل» والأصل «مكيول» فنقلت حركة الياء إلى الكاف فحذفت الياء لاجتماع الساكنين وكسرت الكاف لتدل على الياء المحذوفة فلما انكسرت الكاف صارت واو المفعول ياء وإذا اجتمعت الواوان الاولى ساكنة والثانية متحركة فأدغمت الأولى في الثانية نحو: «مغزو» والأصل «مغزوو» وإذا اجتمع الواو والياء الأولى لتفتح الياء وأدغمت الياء في الياء نحو: «مرمى ومخشي» والأصل «مرموى ومخوشى».
وتقول في أمر الغائب من الأجوف «ليقل» والأصل «ليقول» وفي المخاطب «قل» والأصل «اقول» فنقلت حركة الواو إلى القاف وحذفت الواو لسكونها وسكون اللام وحذفت الهمزة بحركة القاف.
وتقول في التثنية «قولا» فعاد الواو بحركة اللام.
وتقول في أمر الناقص «ليغز، ليرم» وفي أمر المخاطب «اغز، وارم» بحذف الواو والياء لأن جزم الناقص ووقفه سقوط لام فعله وفي الناقص الواو تقلب الواو ياءً وفي المستقبل والأمر والنهي المجهولات لأنهن فرع الماضي وفي الماضي المجهول يصير الواو ياء لتطرفها وانكسار ما قلبها نحو: «غزى» والأصل «غزو».
وأما المعتل المثال فتسقط فاء فعله في المستقبل والأمر والنهي المعروفات إذا كان فاؤه واواً من ثلاثة أبواب فعل يفعل بفتح العين في الماضي وكسرها في الغابر نحو: «وعد يعد»، وفعل يفعل بفتح العين في الماضي والغبر نحو: «وهب يهب»، وفعل يفعل بكسر العين في الماضي والغابر نحو: «ورث يرث».
وتقول في الأمر والنهي «عد، لا تعد، وهب، لا تهب، ورث، لا ترث».
وقد تسقط الواو من باب فعل يفعل بكسر العين في الماضي وفتحها في الغابر من لفظين نحو: «وطىء يطأ ووسع يسع».
وأما اللفيف المقرون فحكم عين فعله كحكم الصحيح لا يتغير نحو: «طوى» وحكم لام فعله كحكم لام فعل الناقص مثل «روى يروى».
وتقول في الأمر منه «ارو» بحذف لام الفعل.
وأما اللفيف المفروق فحكم فاء فعله كحكم فاء فعل المعتل وحذفت لام فعله في الجزم كالناقص فبقيت القاف مكسورة وزيدت الهاء عند الوقف في الواحد المذكر.
وتقول في التثنية «قيا» وفي الجمع «قوا» وفي الواحدة الحاضرة وفي الجمع المؤنث «قين».
وأما المضاعف إذا كان عين فعله ساكنة ولامه متحركة أو كلتاهما متحركتين فالإدغام فيه لازم نحو: «مد يمد» والأصل «مدد يمد» فنقلت حركة الدال الأولى إلى الميم فبقيت ساكنة فأدغمت الدال الأولى في الثانية فصار «يمد».
وإن كان عين فعله متحركة ولامه ساكنة فالإظهار لازم نحو: «مدن» وإن كانتا ساكنتين فحركت الثانية وأدغمت الأولى فيها نحو: «لم يمد» والأصل «لم يمدد» فنقلت حركة الدال الأولى إلى الميم فبقيت ساكنتين فحركت الثانية وأدغمت الأولى في الثانية ثم فتحت الدال الثانية لأن الفتحة أخف الحركات ويجوز تحريكها بالضم تبعاً للعين والكسر لأن الساكن إذا حرّك حرّك بالكسر كمايذكر في الأمر والنهي.
وتقول في الأمر من يفعل بضم العين «مد» بضم الدال و«مد» بفتحها و«مد» بكسرها والميم مضمومة في الثلاث، ويجوز «امدد» بالإظهار.
وتقول من يفعل بكسر العين «فر» بالكسر و«فر» بالفتح والفاء مكسورة فيهما، ويجوز «افرر» بالإظهار.
وتقول من يفعل بفتح العين غير بالفتح و«عض» بالكسر والعين مفتوحة فيها ويجوز «اعضض» بالإظهار.
وتقول من أفعل «أحب يحب» والأصل «أحبب يحبب» فنقلت حركة الباء إلى الحاء وأدغمت الباء في الباء.
وتقول في الأمر «أحب وأحبب» بالإدغام والإظهار.
وكلما أدغمت حرفاً في حرف أدخلت بدله تشديداً وأما المهموز فإن كانت الهمزة ساكنة يجوز تركها على حالها ويجوز قلبها فإن كان ما قبلها مفتوحاً قلبت ألفاً وإن كان مكسوراً قلبت ياء وإن كان مضموماً قلبت واواً نحو: «يأكل ويؤمن وايذن» من أذن وإن كانت الهمزة متحركة فإن كان ما قبلها حرفاً متحركاً لا تتغير الهمزة كالصحيح نحو: «قرأ» فإن كان ما قبلها حرفاً متحركاً لا تتغير الهمزة كالصحيح نحو: «قرأ» وإن كان ما قبلها حرفاً ساكناً يجوز تركها على حالها ويجوز نقل حركتها إلى ما قبلها مثاله قوله تعالى: ﴿وسل القرية﴾ والأصل و«اسئل القرية» فنقلت حركة الهمزة إلى السين فحذفت الهمزة لسكونها وسكون اللام بعدها وقد قرئ بإثبات الهمزة وتركها.
وتقول في الأمر من الأخذ والأكل والأمر «خذ وكل ومر» على غير القياس لأن الهمزة إذا كانت ساكنة وما قبلها مضموماً يجعل من جنس حركة ما قبلها لكن يخالف في هذه الأمثلة لكثرة الاستعمال في كلام العرب وباقي تصريف المهموز على قياس الصحيح وكلما وجدت فعلاً غير الصحيح فقسه على الصحيح في جميع الوجوه التي ذكرناها في باب الصحيح من التصريف فإن اقتضى القياس إلى إبدال حرف أو نقل أو إسكان فافعل وإلا صرف الفعل الغير الصحيح كالصحيح وقد يكون في بعض المواضع لا يتغير المعتلات فيه مع وجود المقتضى نحو: «عور واعتور واستوى» وغير ذلك فبعضها لا يتغير لصحة البناء وبعضها لعلة أخرى.