[علم الحديث من النقاية]
علمُ الحديث: علمٌ بقوانينٍ يُعرف بها أحوالُ السند والمتن.
الخبر إنْ تعددت طرقُه بلا حصرٍ: متواترٌ، وغيره: آحاد، فإن كان بأكثر من اثنين فمشهور، أوبهما فعزيز، أوبواحد فغريب.
وهو مقبول وغيره، فالأوّل: إن نقله عدلٌ تامُّ الضبطِ متّصلُ السندِ غيرُ معلّلٍ ولا شاذٍّ: صحيح، ويتفاوت، فإن خفّ الضبط فحسن.
وزيادة راويها مقبولة، فإن خُولف فشاذ، وإن سلم من المعارض فمحكم، وإلا - وأمكن الجمع - فمختلف الحديث، وإلا - وعُرف الآخر - فناسخ ومنسوخ، ثم يُرجّح أو يوقف.
والفرد - إن وافقه غيره - فهو: المتابع، أو متنٌ يُشبهه فالشاهد، وتتبع الطرق له إعتبارٌ.
والمردود:
إما لسقط: فإن كان من أوّل السند فمعلق، أو بعد التابعي فمرسل، أو بعد غيره بفوق واحد ولاءً فمعضل، وإلا منقطع، فإن خفي فمدلس.
وإما لطعن: فإن كان لكذب فموضوع، أو تُهمة: متروك، أو فُحْش غلط أو غفلة أو فِسق فمنكر، أو وهْم فمعلّل، أو مخالفة بتغيير السند فمُدرج، أو بدَمْجِ موقوفٍ بمرفوع فمدرج المتن، أو بتقديم وتأخير فمقلوب، أو بإبدال ولا مرجح فمُضْطرِب، أو بتغيير نقط فمُصحَّف، أو شكلٍ فمحرّف.
ولا يجوز - إلا لعالم - إبدالُ اللفظ بمرادف له أو نقصه، فإن خَفي المعنى احتِيج إلى الغريب والمشكل، أو بجهالة بذكر نعته الخفي، أو ندرة روايته أو إيهام اسمه، فإن سُمّي الراوي وانفرد عنه واحد فمجهول العين، أو أكثر ولم يُوثّق فالحال، أو لبدعة فإن لم يكفر قبل ما لم يكن داعية، أو لم يرو موافقةً، أو لسوء حفظ. فإن طرأ فمختلط.
والإسناد إن انتهى إليه ﷺ فمرفوع مسند. أو إلى صحابي - وهو من اجتمع به ﷺ مؤمنًا - فموقوف، أو إلى تابعي فمقطوع.
فإن قلّ عدده فعالٍ، فإن وصل إلى شيخٍ مصنِّف لا من طريقه فموافقه، أو شيخ شيخه فصاعدًا فبدل. فإن ساوى أحد المصنفين فمساواة. أو تلميذه فمصافحة، ويقابله النزول. أو روى عن قرينه فأقران، أو كل عن الآخر فمُدَبّج، أو عمّن دونه فأكابر عن أصاغر، ومنه آباءٌ عن أبناء، إن تقدم موت أحد قرينين فسابق ولاحِق، أوِ اتّفقوا على شيء فمسلسل، أوِ اسمًا فمُتّفِق ومفْتَرِق، أو خطًّا فمؤتلف ومختلف، أو الآباء خطًّا مع الأسماء أو عكسه فمتشابه.
وصيغ الأداء: «سمعت» و«حدثني» للإملاء، فـ«أخبرني»، و«قرأتُ» للقارئ فالجمع، و«قرئ وأنا أسمع» للسامع، فـ«أنبأ» و«شافه» و«كتب» و«عن» للإجازة والمكاتبة، وأرفعها المقارِنة للمناولة، وشرطت لها وللوِجادة والوصية والإعلام.
ومن الأنواع: طبقات الرواة وبُلدانهم، وأحوالهم تعديلًا وجرحًا ومرتبها، والأسماء والكنى بأنواعها، والألقاب والأنساب، والمنسوب لغير أبيه، ومن وافق اسمه أباه وجَدّه أو شيخه، والموالي والإخوة، وأدب الشيخ والطالب، وسِنّ التَّحَمُّل والأداء، وكتابة الحديث وسَماعه، وتصنيفه وأسبابه، ومرجعها النقل.