نظم نخبة الفكر
للشيخ محمد بن الدناه الأجودي الشنقيطي
بسمِ الإلهِ أبتدي والحمدُ لهْ
ثُمَّ صلاتُهُ على مَن أرسلهْ
وبعدُ ذا نظمٌ لنُخبَةِ الفِكَرْ
مِنِ اصطلاحِ العلماءِ في الأثرْ
الاَخبارُ مِن حيثُ الوُرُودِ فاحْصُرٍِ
بواحِدٍ واثْنيْنِ أوْ بأكْثَرٍِ
أو لاَ فتُدعَى متواتِرًا يُفيدِْ
عِلمًا يقينيًّا ضَروريًّا أَكيدِْ
والأَولُ الغريبُ والغرابَةُ
تُدعى بفرْدٍ مُطلقٍ إذْ تثبُتُ
في أصْلِ ذا السندِ إلا تُنسَبُ
وإن بالاعتبارِ مِثْلًا تَطْلُبُ
مُتابِعٌ والشاهدُ المتْنُ فَقَدْ
والثّان بالعزيزِ يُدْعى فاستفِدْ
والثالثُ المشْهوُرُ وَهْوَ المُستفيضْ
وهذه الآحادُ بالظَّنِّ تَفِيضْ
إن قُِبلتْ وبالقرائِنِ تُفيدْ
لنظريِّ العلمِ في القولِ السديدْ
صحيحُها إن تمَّ ضبطٌ واتصلْ
سنَدُ عدلٍ لمْ يَشِذَّ أو يُعلْ
أعلاه للشيخينِ فالبُخارِيْ ثُمْ
لمسلِمٍ فشرطُ ذينِ اِن يَقُمْ
إن لم يَتِمَّ ضَبْطُهُ فالحسنُ
بطُرُقٍ صُحِّحَ فيه الوَهنُِ
والحسنُ الصحيحُ للتردُّدِ
مِن ناقِلٍ أو باعتبارِ السندِ
إن لم ينافِ زَيْدُ راوِ ذينِ صَحْ
وشذَّ إن خالفَ محفوظًا رجحْ
أمّا إذا الضعيفُ خالفَ الصَّحيحِْ
فراجحٌ معروفُ مُنكرٌ جَريحْ
والمُحْكَمُ الصحيحُ إنْ سَلِمَ مِنْ
مُعارضٍ إلا فمُختلفٌ اِنْ
أمكنكَ الجمعُ فنسخٌ إنْ عُلِمْ
الاخيرُ فالتَّرجيحُ فالوقْفُ لَزِمْ
والردُّ بالسقطِ أو الطعنِ فالاُلْ
من مبدإِ السندِ مطلقًا حصلْ
أو منتهى السندِ بعْدَ التابعيْ
أو غيرِ هذيْنِ فالاولُ دُعيْ
مُعلقٌ والثانِ مرسلٌ وتالْ
إن كان لاثنيْنِ فأعلىَ بالتَّوالْ
فهوّ معضَلٌ وإلا منقطعْ
لواضِحٍ ولخفيٍّ قد قُطعْ
فأولٌ بعدمِ اللقيا استبانْ
فاحتيجَ للتأريخِ ثم للبيانْ
والثان تدليسٌ لسمعٍ احتملْ
كعنْ والارسالُ الخفيْ فيه دَخَلْ
والطعنُ بالكذبِ ثمَّ التُّهْمَةِ
به وفحشُ غَلَطٍ أو غفْلةِ
أو فسقٍ او وهْمٍ وبالخلاف ثُمْ
جهالةٍ أو بدْعةٍ حِفْظٍ سَقُمْ
فالأولُ الموضوعُ والثاني تُرِكْ
والمنكرُ الثلاثُ مِن بعدُ سَلَكْ
والوهمُ إن بان بجمعِ الطُّرقِ
وبالقرائنِ المعلَّلَ انطِقِ
ثُم الخلافُ إن بتغيير السياقْ
كان فمُدرجٌ لإسنادٍ يساقْ
أو دمجِ موقوفٍ بمرفوعٍ فسَمْ
بمُدرجٍ للمتْنِ أو قُدِّمَ ثَمْ
أو أُخِّرَ المقلوبُ أو زِيدَ بضَمْ
راوٍ مزيدُ سندٍ وُصِلَ ثَمْ
أو كان بالإبدالِ فالمضطربُ
إن عسُرَ الترجيحُ وَهْوَ يُطْلبُ
للامتحانِ أو بتغييرِ النُّقَطْ
مصحَّفٌ محَرَّفُ الشّكْلِ فقطْ
تعمُّدُ التغييرِ بالمُرادفِ
والنقْصِ في المتْنِ حرامٌ فقفِ
إن لم يكنْ من عالمٍ بما يُحيلْ
معنى الكلامِ مِن دقيقٍ وجليلْ
واحتيجَ في خفاءِ معنىً حاصِلِ
شرْحُ الغريبِ وبيانُ المُشكلِِِ
ثُم الجهالةُ لِأَجْلِ أن أُشيرْ
بغيْرِ ما اشتُهِرَ من نعتٍ كثيرْ
لراوٍ او قلَّ الذي عنْهُ روى
أو لمْ يُسَمَّ لاختصارٍ وحوى
موضِّحٌ وِحدانُها والمبْهماتْ
ما جَمَعَ الحفّاظُ مِن مبيِّناتْ
لو أُبْهمَ المبهَمُ بالتعْديلِ لمْ
يُقبلْ على الأصحِّ ثُمَّ إنْ يُسَمْ
وعنْه فردٌ قد روَى مجهولُ عَيْنِْ
إن لم يُوثَّقْ وروى مِن مُفْرَدَيْنْ
عنه فصاعدا فمجهولٌ بحالْ
وسمه المستورَ في عرفِ الرجالْ
بَدّعْ بكفرٍ وبفسقٍ قدْ حصلْ
ويَقبل الجمهورُ فاسقًا نَقَلْ
لم يدعُ للبدعةِ لا غيرُ وإنْ
يروِ الذي تقوى به الردُّ قَمِنْ
ثُمّتَ سوءُ الحفظِ إن لازم كانْ
شذوذا او طرأَ الاختلاطُ بانْ
وهُوّ إن توبعَ بالمعتَبرِ
حَسُن بالمجموعِ مِن ذا الخبرِ
إن ينتهِ التقريرُ والفعلُ الكلِمْ
تقريرًا او حُكمًا إلى النبيْ وُسمْ
مرفوعًا او إلى الصحابيْ الوقفُ لوْ
تخلل الصحبةَ ردةٌ حكواْ
أو ينتهي للتابعيْ ومَن نَزلْ
مقطوعٌ المأثورُ في ذيْنِ نُقِلْ
متصِلٌ إلى النبي ِّ اتصلا
بصيغة السماعِ من كل الملاَ
ومسندٌ مرفوعُ صحبٍ بسندْ
ظاهره الوصلُ فإن قلَّ العددْ
إلى النبيّ أو إمامٍ مُعتَبرْ
فهو العلوُّ مطلقًا إلا انحصرْ
بنسبةٍ وضِدِّها مِن النُّزولُْ
حصلَ والنسبيُّ أربعا يطولْ
إن يروِ عنْ شيخِ المصنفِ الثّقهْ
مَعَ علوِّ السندِ الموافقهْ
عبرَ طريقِ غيرِهِ أما البدلْ
إن ذاكَ عن شيخٍ لشيخهِ حصلْ
ثم المساواةُ إن استوى العددْ
بينكما وبين َأفضَلِ مَعَدْ
وإن يكنْ بواحِدٍ منك أقلْ
فهْي المصافحةُ إن عنها تُسلْ
إنْ تشتركْ معْ مَن رويتَ عنه في
سنٍّ وفي اللقيِّ الاقرانَ صِفِ
وإن يكنْ عن قِرْنِهِ كلٌّ روى
فهو المدبَّجُ الذي الفضلَ حوى
وإن روى عن أنزلَ الأكابِرُ
عن الأصاغرِ وعكْسٌ يَكثرُ
إن يتفاوتْ موتُ راويَيْن عنْ
شيخٍ فذا السابقُ واللاحق عنْ
جزْمًا يُرَد واحتمالًا قُبِلا
محدّثٌ نَسِيَ أن قد حملا
إن يروِ عن متَّفِقَيْ سُمًا ولمْ
يُعرفْ بواحدٍ فمُهملٌ ألمْ
إن حصلَ اتفاق رُوّاةٍ بحالْ
أو صِيَغٍ فهْو المسلسلُ الزُّلالْ
وَهْيَ سمعتُ مثلُها حدثني
ثم قرأتُ مثلُها أخبرني
ثمَّ عليه قد قُرِي بحضرةِ
وبعدَها أنبأني وبعْدَ تيِ
ناولنيِ وبعدها شافهنيِ
ثمَّ الكتابةُ وختمُها عَنِ
فالأُلُّ والثاني لمنْ سَمِع مِنْ
لفظِ الشيوخِ وحدَه وإن يَكُنْ
جمعَ فالغيرُ مُشاركٌ والاُلْ
أصرح ُأرفع ُفي الاملا إن حصلْ
وثالثٌ ورابعٌ لمَن قَرا
بِنَفْسِهِ جمعًاكخامسٍ يُرَى
أنبأ كالإخبارِ لكنْ عُرْفُ مَنْ
تأخروا: فللإجازةِ كعَنْ
ولتحْملنْ عنعنةَ المُعاصِرِ
على السماعِ إن لقاؤه دُري
إن لم يُدلسْ، أرفعُ الإجازةِ
ناولتُه والاِذنُ شرطُ الصحةِ
وأطلقوُا شافهَ إن لفظًا أجازْ
كاتبَ إن كتبَ بالشيءِ المُجازْ
واشترطوا الإذنَ في الاِعلامِ وفي
وِجادةٍ وصيةِ المؤلِّفِ
إلا فلا تُقبلُ كالعُمومِ والْ
معدومِ والمجهولِ إن لها يَنَلْ
إن تتفِقْ رُواةٌ اسمًا وأبا
واختلفتْ أشخاصُهمْ ذاك انسُبا
متفقًا مفترقًا وإنْ وقعْ
تخالفٌ للنطقِ لا الخطِ رَجعْ
بينَ أبٍ مع ابْنٍ او عَكْسٌ حَصَلْ
فمتشابهٌ وبالنسبةِ حَلْ
مركَّبُ الوِفاقِ الاشْتباهِ إنْ
يُستثْن كالحرفِ وبالتأخيرِ عنْ
لأسوإِ التجريحِ أفعلُ جُعِلْ
كأكذبِ الناسِ فوضّاعٍ نَذِلْ
أسهلُه بسيِّءِ الحفظِ ولِينْ
فيهِ مَقالٌ،أرفعُ التعديلِ بِيْنْ
بأوثقِ الناسِ كوصفٍ أُكِّدا
بصفةٍ أو صفتينِِ إن بدا
أدناهما أشعرَ بالقربِ مِنِ
أسهلِ تجريحٍ كشيخٍ إن عُنيْ
مِن عارفٍ أسبابَها فلتَقْبَلِ
تزكيةً على الصحيحِ المعتَلِ
قدِّم على التعديلِ جرحًا اتضحْ
من عارفٍ إلا فمهملٌ جُرِحْ
واعرفْ موالِدَ وفاةً وبلدْ
وطبقاتٍ وصفاتٍ تُعتمدْ
واسمَ المُكنَّى كنيةَ المُسْمَى ومَنْ
فيه الكُنى قدْ كثُرتْ ولو بظنْ
أو وافقت إسمًا لزوجٍ او أبِ
أو عكسَ ذا ومَن إلى غيرِ الأبِ
يُنسبُ أو لأُمهِ أو مَن بَعُدْ
ومَن بالاتفاقِ معْ شيخٍ سَعِدْ
أو شيخِ شيخِهِ فصاعدا ومَنْ
كجَدِّه وأَبِهِ أيضا يَعِنْ
معرفةُ الموالي الاعلى الأسفلِ
بالرقِّ والحِلْفِ به إن تُفْتَلِ
آدابُ شيخٍ طالبٍ والرحلةُ
في طلب الحديث والكتابةُ
له وعرضٌ وسماعٌ وأدا
بعد التحملِ لما قد وَجدا
على المسانيدِ والابوابِ العِلَلْ
الاطرافِ أو أسبابِه صَنِّفْ تُجَلْ
والحمد للهِ الَّذي انتخبَ خيرْ
عبادِهِ نذيرَ كونٍ وبشيرْ
صلّى وسلَّمَ عليهِ وعلى
صِحابهِ وآلِهِ ومَن تلاَ