نظم نخبة الفكر للشمني

الحَمدُ لله العليمِ القادرِ
مُرسِلِ سيدِ الأنام الحاشِرِ
يُبشِّرُ المطيعَ بالثوابِ
ويُنذِر العاصيَ بالعقابِ
صلَّى وسلَّمَ عليه اللهُ
ما نطَقتْ بذكرِه الأفواهُ
وبعدُ فاعلم أنَّ نخبةَ الفِكَرْ
أجلُّ ما صُنِّفَ في علم الأثَرْ
قد جَمَعت أنواعَ هذا العلمِ
وقَرَّبت قَصِيَّهُ للفهمِ
فالله يَجزي مَن لها قد صَنَّفا
أعظمَ ما جزى به مُصنِّفا
فاخترتُ نظمَ دُرِّها المنثورِ
في سِلكِ هذا الرَّجَزِ المشطورِ
فقلتُ عائذًا بذي الجلالِ
مِن خطأٍ في الفعل والمقالِ
الخَبَرُ الذي يكونُ يُنمَى
مِن طُرُقٍ وقد أفاد العِلْما
ذاك الذي بالمتواتِرِ عُرِفْ
وشَرطُه عند أولي العلم أُلِفْ
أن يبلُغَ الجمعُ الذي قد نَقَلَهْ
حَدًّا يُحيلُ العُرفُ أن يفتعِلَه
وأن يُرَى مُستنِدًا في النقلِ
للحِسِّ لا إلى الدليلِ العقلي
فإن يكن ثَمَّ طِباقٌ يُشترط
فيها استواءُ الطرَفينِ والوسطْ
والعلمُ حاصلٌ به ضرورةْ
وما له مِن عِدَّة محصورةْ
وما يكونُ قد رواه شَخصُ
فهْو الذي باسمِ الغريبِ خَصُّوا
ثم الغرابةُ إذا تكونُ
في أصلِ إسنادٍ لنا تَبِينُ
فهْو بفَردٍ مُطلَقٍ قد شُهِرَا
وإن تكُن في غيرِ أصله تُرَى
فهْو المقولُ فيه فردٌ نِسْبِي
نحوُ تفرَّد بهذا الشعبي
وما يكونُ قد رواه اثنانِ
فهْو العزيز عند أهلِ الشانِ
وما له مِن الرواة أكثرُ
مِن راويين فهُو المشتَهِرُ
وما عدا الأولَ في الإيرادِ
فإنه مِن خبَرِ الآحادِ
وهْو يُفيد الظنَّ عند الجِلَّةِ
وقد يُفيدُ العلمَ معْ قَرينةِ
وهْو إلى المردود والمقبولِ
منقسمٌ عند أولي المنقولِ
ويُعرَفُ المقبولُ مِن سواهُ
بالبحث عن حالِ الذي رَواهُ
فخبرُ الآحادِ حيثُ كانا
الوَصلُ في إسناده استبانا
بنَقْلِ عدلٍ ضابطٍ قد كَمَلا
ولم يكن عندهمُ مُعلَّلا
ولا يُرَى الشذوذُ مِن صِفاتِه
فهْو الصحيحُ عندهم لذاتِه
وهُو ذو تفاوُتٍ في الصحةِ
بقَدرِ ما يَناله مِن قوةِ
لذاك ما روى البخاريْ قُدِّما
ثم الذي له القُشَيريْ قد نَمَى
ثُمَّت ما كان على شَرطِهما
ثم على شرط البخاريْ عُلِما
ثم على شرط القُشيريْ مُسلِمِ
ثم على شرط فتًى غيرِهمِ
وجاء حُسنُه على مراتِبِ
بكلها يُحتَجُّ في المطالِبِ
وما يكون قد أتى مِن طُرُقِ
فإنه إلى الصحيحِ يَرتقي
وإن تَجِد قولا لهم يَلوحُ:
(هذا حديثٌ حسنٌ صحيحُ)
فإن يكن فردًا فللتردُّدِ
في ذلك الناقل ذي التفردِ
وإن يكن ليس بفرد ثُقِفا
فباعتبار سندين وُصِفا
ويُقبَلُ المزيدُ مِمَّن يُوثَقُ
إن لم يُنافِ ما رواه الأوثَقُ
وإن يكن خالفَ عدلٌ مَن هُو
بالحفظِ والإتقان أولى مِنهُ
فما رَوَى الأولَى هُو المحفوظُ
والغيرُ شاذٌ عندهم ملفوظُ
وإن يخالفِ الضعيفُ الأَرجَحَا
فسَمِّ بالمعروف ما قد رَجَحا
وذلك المرجوحُ فهْو المُنكَرُ
وليس يُحتَجُّ بما يُستنكَرُ
وإن وَجَدت راويًا في الكُتْبِ
مُوافقًا للفرد أعني النسبي
فهْو الذي يُعرَفُ بالمتابعةْ
وهْي لتقويةِ ذاك نافعةْ
وإن تَجِدْ متنًا بمعناه وَرَدْ
فسمِّه الشاهدَ إذ له عَضَدْ
والاِعتبارُ سَبْرُ طُرْقِ الخَبَرِ
لتابعٍ أو شاهدٍ مُعتبَرِ
ثُمَّتَ ما يُقبَلُ حيثُ يَسْلَمُ
مِن المعارِضِ فذاك المُحْكَمُ
فإن يكُن عارَضه مُماثِلُهْ
والجمعُ ممكنٌ لِمَن يُحاوِلُهْ
فسَمِّه مُختلِفَ الأخبارِ
وإن تعذَّرَ على الأحبارِ
الجَمْعُ لكن عُلِمَ التاريخُ
فالمتقدِّمُ هُو المنسوخُ
ومِلْ إلى الترجيح إن يكن جُهِلْ
وعند فقد الكل للوقفِ انتَقِلْ
ثُمَّتَ ما رُدَّ مِن الآحادِ
إما لسَقْطٍ أو لطَعْنٍ بادي
فالسقطُ في إسنادِ متنٍ إن يَقِفْ
مِن أولٍ فبالمُعلَّقِ عُرِفْ
وإن بإثرِ تابِعٍ تَراهُ
والمتنُ ما يَرفَعه سِواهُ
فذلك الذي يُسمَّى مُرسَلا
وإن تَجِدْه بين طرفيه انجَلَى
بواحدٍ فسَمِّه مُنقطعا
أو كان باثنين ففوقُ وَقَعا
معَ التوالي فادعُه بالمُعضَلِ
ثم السقوطُ منه ما قد يَنجلي
يُدرِكُه مُريدُ الاطلاعِ
بعدَمِ اللقاء والسماعِ
مِن أجل ذا احتِيجَ إلى التاريخِ
فمنه تبدو صِفةُ الشيوخِ
وقد يكون خافيا فلا يقِفْ
عليه إلا مَن بحفظ مُتصفْ
فما به يكونُ ذاك جاءا
بصيغةٍ تَحتملُ اللقاءا
مِن ذي لُقِيٍّ فاز بالمأمولِ
فهْو المدلسُ مِن المنقولِ
وما به الخفاءُ أيضا حَصَلا
بما يكون لِلِّقا مُحتمِلا
فمَن يكون لِمُعاصِرٍ نَمَى
وما له به لقاءٌ عُلِما
فالمُرسلُ الذي خَفِيْ إرسالُه
وما اختفى عن حافظٍ مِثالُه
والطعنُ إن يكُنْ لكِذْبِ الآثِرِ
وظهَرَتْ قرينةٌ للناظِرِ
تُشْعِرُ أنَّ ما رُوِيْ مصنوعُ
فذلك المَرْويْ هو الموضوعُ
وإن يكن لكونه مُتهما
فسَمِّ بالمتروكِ ما له انتمى
وإن يكن حُصولُه لكثرةِ
غلَطٍ او لفِسقٍ او لغَفْلةِ
فذلك المُنكرُ عند طائفةْ
وقد يكونُ الطعنُ للمخالفةْ
أو سوءِ حفظه أو الجهالةِ
بحالةٍ أو وَهْمٍ او لبدعةِ
أما المخالفةُ إن كانت تُرَى
لكونِ راوٍ للسياقِ غَيَّرا
فسَمِّه بِمُدرَجِ الإسنادِ
أو لازديادٍ حَلَّ في إسنادِ
فذلك المَزِيدُ في المُتصِلِ
مِنَ الأسانيدِ لدى المُحَصِّلِ
أو خَلْطِ مرفوعٍ بمتنٍ قد وُقِفْ
فهْو الذي بمُدرجِ المتنِ عُرِفْ
أو كونِه أُخِّرَ أو قد قُدِّما
فذلك المقلوبُ عندَ العُلَما
وإن تكن لكونِ راوٍ بُدِّلا
بغيره ولا مُرَجِّحَ انجلى
فهْو الذي بالاضطرابِ وُسِما
يُفْعَل لامتحانِ حِفظِ مَن نَمَى
وإن بتغييرِ الحروفِ قد بَدَتْ
ومنه صورةُ السياقِ قد خَلَتْ
فإن يكن بالنَقطِ فالمُصحَّفُ
وإن يكن بالشكلِ فالمُحرَّفُ
ولا تُجِزْ تغييرَ متنٍ وَرَدا
بنقصٍ او مُرادِفٍ تَعَمُّدا
إلا لِمَنْ يكونُ ذا عِرفانِ
بما به إحالةُ المَعاني
وإن تُرِدْ معنَى الحديثِ يَنجلي
فافهَمْ غريبَه ومعنَى المُشْكِل
ثُمت سوءُ الحفظِ إن يكن طَرَا
فذو اختلاطٍ مَن له قد اعتَرَى
وإن يكن لديه لازما غدا
فذلك الشاذُ على رأيٍ بَدا
وإن تَجِد مُعتبَرا قد تابَعا
شَخصًا غدا التدليسُ منه وَقَعا
أو مَن يكونُ حفظُه قد سَاءا
أوِ الذي الإرسالُ منه جاءا
أو مَن يكونُ حالُه قد جُهِلا
فاحكُم بِحُسنِ ما له قد نَقَلا
ثم الجهالةُ تكونُ إِمَّا
مِن كونِه صارَ كثيرَ الأسْما
فربما سُمِّيْ بغير ما اشتهَرْ
لغرضٍ وذاك تدليسٌ ظَهَرْ
أو كونِه قد قَلَّ ما له نَقَلْ
فقَلَّ مَن يكونُ عنه قد حَمَلْ
أو كونِه ما سُمِّيَ اختصارَا
فمِن قَبِيلِ المُبْهَمات صارا
وليس مَن أُبْهِمَ بالمقبولِ
ولو أتى بصيغةِ التعديلِ
ومَن يُسَمَّ مِنهمُ وما يُرَى
عنه خلافُ واحدٍ قد أُثِرا
فذاك بالمَجْهولِ عَينًا وُسِما
وإن يكن فوقَ امرئٍ عنه نَمَى
ولم يكن توثيقُه قد عُرِفا
فذاك بالمجهولِ حالا وُصِفا
والوَهْمُ إن لاح بِجَمْعِ الطُرْقِ
وبالقرائنِ لأهلِ الحِذْقِ
فما بدا به مِنَ المنقول
هُو الذي يعرف بالمعلولِ
وكُل مَن يَكفُرُ بابتداعِ
رُدَّ حديثُه بلا نِزاعِ
أو لا ولكن فِسقُه به حَصَلْ
وما دعا الناسَ لِما له انتحَلْ
فليس مِن حديثه يُرَدُّ
إلا الذي لرأيه يَشُدُّ
وما مِن القولِ عن النبيْ نُقِلْ
والفِعلِ والتقريرِ للذي فُعِلْ
بالسندِ الموصولِ في الروايةْ
إلى النبيْ تصريحًا او كنايةْ
فذاك بالمرفوعِ عندهم سُمِي
فإن يكن عن صاحبٍ ذاك نُمي
وهْو الذي في حالةِ الإسلامِ
قد لَقِيَ المبعوثَ للأنامِ
ومات مسلمًا ولو منه وقَعْ
خلالَ ذلك ارتدادٌ وارتفَعْ
فذلك الموسومُ بالموقوفِ
وإن نُمِي عن تابعٍ معروفِ
وهْو المُلاقي مُسلمًا ذا صحبةِ
ومات مسلما ولو عَن رِدَّةِ
فذلك المقطوعُ عند النَّقَلةْ
كم فيه مِن فائدة مُحَصَّلةْ
وما عدا المرفوعَ مِمَّا أُثِرا
فذلك الذي يُسَمَّى الأَثَرا
وسَمِّ مُسندًا مِن المنقولِ
مرفوعَ صاحب إلى الرسولِ
بسندٍ متصلٍ في الظاهرِ
وما انقطاعُه الخَفِيْ بضائرِ
والسندُ الذي يَقِلُّ عَدَدُ
رجالِه مِن غيرِ نقصٍ يُوجَدُ
فإن يكن إلى النبي يَرتَقِي
فهْو المُسمَّى بالعُلُوِّ المُطْلَقِ
أو لإمام عمدةٍ كالشَّعْبي
فسَمِّ هذا بالعلو النسبي
وذا الموافقةُ فيه لائحةْ
وهكذا البدلُ والمصافحةْ
كذا المساواةُ لشخصٍ يُعرَفُ
فمَن رَوى ما قد َروى مُصنِّفُ
لا مِن طريقه ولكن وافَقَهْ
في شيخه فهذه الموافَقَةْ
فإن يكن في شيخ شيخه حَصَلْ
له التوافقُ فذلك البدلْ
وإن يكُنْ إسناده مَعْ سندِ
ذاك المصنِّفِ استوى في العَدَدِ
فبالمساواةِ لديهم عُرِفا
فإن يُساوِ شيخُك المُصنِّفا
فهْوَ الذي يُعرف بالمصافَحَةْ
إذ أنت كالذي به قد صافحه
والسندُ النازل ما قد كَثُرَت
فيه الوسائطُ التي قد نُقِلَتْ
وذاك للعالي مُقابِلا يُرَى
فإن يكُ الراوي ومَن قد أَثَرَا
عنه تشارَكا معًا في السِّنِّ
وفي مُلاقاةِ شيوخِ الفَنِّ
فذاك بالأقرانِ منهم وُسِما
وإن وَجَدْتَ كل شخصٍ منهما
رَوَى عَنِ الآخَرِ فالمدبَّجُ
وبابُ أمثالٍ له لا يُرْتَجُ
وإن تَجِدْ مِنَ الرواة رَجُلا
عَمَّن يكون دونه قد نَقَلا
فذاك مِنْ رواية الأكابرِ
عن بعضِ أشياخٍ لهم أصاغِرِ
ومنه الاَباءُ عنِ الأبناءِ
وعكسُه وهْو كثيرٌ جائي
ومنه ما يكونُ عنْ أبيه
عن جده جاء بما يرويه
وإن تَجِدْ تباعُدًا قد وَقَعا
بين وَفاتَيْ رجلين سُمِعا
مِن واحدٍ يكون غيرَ مُبهَمِ
فذا بسابِقٍ ولاحِقٍ سُمِي
وإن تجد بعضَ الرواة يَنمِي
عن رجلين اتفقا في الاِسمِ
ولم يكن جاء بشيء يَفصِلُ
فباختصاصه يَبِينُ المُهمَلُ
والشيخُ إن أنكرَ ما قد أثَرَهْ
جَزْمًا فلا يُقبلُ ما قد أنكَرهْ
وإن يكن بصيغةٍ تَحتَمِلُ
فإنه على الأصحِّ يُقبَلُ
وأيُّ إسنادٍ تَرَى رِجالَهْ
تتابعوا في صيغةٍ أو حالَةْ
فهْو المسلسلُ مِنَ الحديثِ
وصِيَغُ الأداءِ والتحديثِ
إذا أردتَ نقلَ ما سَمِعتَه
منفردًا في لفظِ مَن لقيتَه
فقُل سَمِعتُ أو فقُل حدثني
لكنْ سمعتُ يا أخا التيقُّنِ
أَصْرَحُ عند بعضهم وأَولَى
فيما له سَمَّعَ حالَ الإملا
وإن يكن شخصٌ قرا عليه
وأنت مُصْغٍ يا فتى إليه
فقل قُرِيْ على فلانٍ وأنا
مُستمِعٌ إليه أو أخبرنا
وإن تكن عليه قد قَرَأتا
مُنفرِدا فقل إذا رَوَيْتا
قرأتُ أو يا صاحِ قل أخبرني
وفي الإجازة فقل أنبأني
ولفظُ أَنبأَ كلفظ أَخبرَا
عند سِوى مَن عصرُه تأخَّرا
أجازني فلانُ او شافهني
والمتأخِّرون جاءوا بـ(عنِ)
واحْمِل على السماع ما قد عَنعَنا
مَنْ لم يكن مُدلِّسا وأَمكَنا
لقاؤه وقيل بل يُشترَطُ
ثُبوتُه واختاره مَن يَضبِطُ
وأطلقوا فيما يكونُ كاتَبَه
شيخٌ به أخبرنا مُكاتَبَةْ
وفي الذي يكونُ شيخٌ شافَهَهْ
لفظًا بها أخبرنا مشافَهَةْ
وفي الكتاب قل إلَيَّ قد كَتَبْ
والقيدُ في أخبرنا به وَجَبْ
وفي المناوَلة قل ناوَلَني
وائتِ بقيدٍ إن تقل أخبَرَني
وصُحِّحتْ إن قُرِنَتْ بالإذنِ
نحوُ أجزتُك وحَدِّثْ عني
وقدرُها عالٍ على الإجازةِ
والإذنُ يُشترَطُ في الوِجادةِ
وفي الوصيةِ وفي الإعلامِ
وفي الكتابِ لذوي الأحلامِ
ولا اعتبارَ بالجميعِ إن وَضَحْ
خُلوُّها من إذنه على الأصحْ
ولا تُجِزْ إجازةَ العُمومِ
أو رجلٍ مجهولٍ او معدومِ
وإن يكن بين الرواة وَقَعا
توافُقٌ في الاِسم والأبِ معا
لكنَّ أشخاصَهمُ تفتَرِقُ
فذلك المتفِقُ المفتَرِقُ
وإن تكن أسماؤهم تأتَلِفُ
خطًّا وفي اللفظ بها تختَلِفُ
فذلك المؤتلِفُ المختلِفُ
وإن يكونوا في الأسامي ائتلفوا
لكنَّ في أسماءِ الاَبا اختلفوا
أو كان فيهم عكسُ هذا يُعرَفُ
أو كان في النسبةِ الاشتباهُ
والاسمُ والأبُ معًا تراهُ
فذلك الذي غدا يُسمَّى
بالمتشابِهِ أَجِدْه فَهْما
وقد أتى منه ومِمَّا قد خَلا
عدةُ أنواعٍ لِمَنْ تأمَّلا
ووَجِّهِ العَزمَ إلى دِرايَةِْ
طباقِ أهلِ العلمِ والروايةِْ
معَ تواريخِ مواليدِهِمُ
ووفَيَاتِهمْ وبلدانِهِمُ
ثُمَّتَ أحوالِهمُ القائمةِ
مِن ضعفٍ او جهالةٍ أو ثقةِ
ورُتَبِ التعديلِ والتجريحِ
فإنها مِن آلة التصحيحِ
فأسوأُ التجريحِ أن يُعبَّرا
بأفعَلِ التفضيلِ فيمن أَثَرا
وبعدَه كذابٌ او دَجَّالُ
وأسهلُ الجَرْحِ إذا يُقالُ
سيءُ حفظٍ لينٌ أو فيه
أدنى مقالٍ لاح خُذ تنبيهي
وأرفعُ الرُّتَبِ في التعديلِ
ما قيل فيه أفعَلُ التفضيلِ
كأوثقِ الناسِ أو الأنامِ
وبعده تكريرُ لفظٍ سامي
كثقةٍ ثقةٍ او ثبتٍ ثقةْ
وأخفَضُ المراتب الموثقةْ
ما كان مُشعِرًا بأن قد قَرُبا
مِن أسهلِ التجريح عند النُّجَبا
ويُقبلُ الواحدُ في التزكيةِ
إن كان ذا معرفةٍ وخبرةِ
وقَدِّمِ الجرحَ على التوثيقِ
إذا أتى مُبَيَّنَ الطريقِ
مِن عارف فإن يكن ما عُدِّلا
فإنه يُقبَلُ منه مُجمَلا
واعنَ بكنيةِ الذي قد سُمِّيا
وباسم مَن مِن الرواة كُنِيا
ومن سُمِيْ بكنيةٍ ومَن غَدَتْ
له نعوتٌ أو كُنًى تَعدَّدت
ومَن غدا اسمُ أبِهِ مُوافِقا
كنيتَه أو كان فيها وافَقا
كنيةَ زوجِه ومَن قد نُسِبا
إبنًا إلى مَن لم يكن له أبا
ومَن غدت كنيتُه فيها خَفا
إن لم يُرِدْ بذكرها ما عُرِفا
ومَن يكون الاتفاقُ وَقَعا
في الاِسمِ واسم الجد والأبِ معا
أو في اسْمِه وفي اسمِ شيخِه ظَهَرْ
وشيخِ شيخه الذي عنه أَثَرْ
ومَن غدا اسمُ شيخِه مُساوِيا
لاسمِ الذي يكون عنه راويا
وما من الأسما غدا مُجرَّدا
وما الذي يكونُ منها مُفرَدا
وما مِن الكُنَاءِ والألقابِ
يكونُ مُفردًا أو الأنسابِ
وهذه تكونُ للمَنازلِ
مثلَ انتسابهم إلى القبائلِ
ومنهم مَنِ انتسابُه يفي
إلى صنائعٍ لهم أو حِرَفِ
والاشتباهُ والوفاقُ جائي
فيها كما يجيءُ في الأسماءِ
وربما تأتي لقوم لَقَبا
واعنَ بما كان لذاك سببا
وبالذي يكونُ منهم مَولَى
بالعتقِ مِن أسفلَ أو مِن أعلى
أو حِلِفٍ ومَن يكونُ منهُمُ
ذا إخوةٍ أو أخواتٍ يُعلَمُ
واعنَ بما يليقُ بالطلابِ
وبالمشايخِ مِنَ الآدابِ
ووقتِ سِنِّ الحملِ والتحديثِ
وصفةِ التحصيلِ للحديثِ
وصفةِ الضبطِ لنفسِ اللفظِ
وذاك بالكتابِ أو بالحفظِ
والعرضِ والسماعِ والإسماعِ
والارتحالِ فيه للبقاعِ
وصفةِ التصنيفِ للذي حَمَلْ
إما على الأبوابِ أو على العِلَلْ
أو الشيوخِ أو على المساندِ
واعنَ بأسبابِ الحديثِ الواردِ
قد انتهى النظمُ لتلك النخبةِْ
فالحمدُ لله وَلِيِّ النعمةِْ
وأفضلُ الصلاةِ والتحيةِ
على محمد نبي الرحمةِ
وآلِه وصحبه الأبرارِ
مِنَ المهاجرين والأنصارِ