بابُ صِفاتِ الرَّجُلِ المَحْمُودَةْ
الخِرْقُ للْكَرِيْمِ والسَّخيُّ
هو الجَوادُ وهْوَ أَرْيَحِيُّ
يَرْتَاحُ للعَطَاءِ والهَضُوْمُ
لِمُنْفِقِ الأَمْوَالِ واللَّهْمُوْمُ
للْوَاسِعِ الخُلْقِ وأَمَّا الخِضْرَمُ
فَكَالْخِضَمّ واللِّهَمِّ فاعْلَمُوْا
ثُمَّ الذَّكِيُّ القَلْبِ أَلْمَعِيُّ
ولَوْذَعِيُّ ثُمَّ أَطْمَعِيُّ
ثُمَّ السَّرِيُّ لِلْعَلِيِّ القَدْرِ
وجَمْعُهُ عَلَى سُرَاةٍ فَادْرِ
والمَاجِدُ الشَّرِيفُ والحَسِيبُ
ذُو كَرَمِ الآبَاءِ والأَرِيْبُ
يُفْهَمُ مِنهُ في اللِّسَانِ العَاقِلُ
ولِلْوَقُوْرِ يُطْلَقُ الحُلاحِلُ
والرَّجُلُ الصِّنْدِيدُ والهُمَامُ
مَعَ الرَّئِيسِ مَنْ لهُ الإِعْظامُ
والسَيِّدُ الجَحْجاحُ والسَّمَيْدَعُ
ثم البَليغُ في اللِّسانِ مِصْقَعُ
والمِدْرَهُ الزَّعيمُ في الأقْوامِ
وهو لِسانُ القومِ في الكَلامِ
مُنَجَّذ يُطلق للمُجَرَّبِ
والكَسْرُ فيهِ لغةٌ لمْ تَعْزُبِ
فصل في صفات البطولة
والبَطَلُ الشُّجاعُ مِثلُ الصِّمَّةْ
والذِّمْرُ والكَمِيُّ ثُمَّ البُهْمَةْ
غَشَمْشَمٌ مَنْ ليس بالمُرْتَدِّ
عَمَّا يُريدُ فافْهَمَنْ مَا أُبْدِي
والأَحْمَسُ الشَّدِيْدُ فِي القِتَالِ
والدِّيْنُ أيْضاً فاسْتَمِعْ مَقالِي
وقِيْلَ أيْضَاً للشُّجَاعِ أحْمَسُ
وبَاسِلٌ ثُمَّ نَهِيكٌ حِلْبِسُ
بابُ صفاتِ الرجلِ المَذْمُومَةْ
القُرْزُلُ اللَّئِيمُ منه يُفْهَمُ
والأزْعَكِيُّ مِثلُُه والبَرِمُ
وقُصْعُلٌ أيضا عليه يُطلَقُ
وشَرِسٌ مَنْ سَاءَ منه الخُلُقُ
واللَّحِزُ البَخِيلُ والنَّخِيْبُ
هو الجبانُ وكذا المَنْخُوبُ
كذلك الرِّعْدِيدُ والمَأفُونُ
مَنْ عَقلُهُ مُسْتَضْعَفاً يَكُونُ
وصاحِبُ الجُبْنِ الضَّعيفُ الزُّمَّلُ
كذلك الزُّمَّيْلُ فيما نَقلُوا
والغُمْرُ مَنْ ليس له تَجْريبُ
عندهُم والجُبَّأُ الهَيُوبُ
وصاحِبُ العَيِّ الثقيلُ فَدْمُ
وقيلَ مَنْ يَبْعُدُ منهُ الفَهْمُ
هِلْبَاجَةٌ ومائِقٌ كَمِجْعِ
وأنْوِكٍ وأحْمَقٍ في الوضْعِ
والفَدْمُ كالعَبَامِ في اللسانِ
والأحمقُ الثقيلُ كالهِدَانِ
لُغْمُوظَةٌ ولَغْمَظٌ لِلنَّهِمِ
والشَّرِهُ الحَريْصُ فاحفظْ واعلمِ
كلُّ خَبيثٍ فاجرٍ عِتْريفُ
والَخَبُّ والخِبُّ هو الموصُوفُ
بالخُبْثِ والخِداعِ ثم الجُرْبُزُ
بالجيم في أوله والقُرْبُزُ
والسيّءُ الرُّكوبِ كِفْلٌ أَمْيلُ
ومَنْ عَرا عن السلاحِ أعْزَلُ
بابُ صفاتِ المرأةِ المَحْمُودَةْ
الرُّؤدُ والغَادَةُ والأُمْلُودُ
ورأدةٌ وطَفْلَةٌ تُرِيدُ
بكلِّها النَّاعِمَةَ الحَسْناءَ
خُرْعُوبَةٌ أيضاً لها قد جاءَ
مَطوِيَّةُ الخَلْقِ هي المَمْكُورَةْ
والخَوْدُ بالحُسنِ غَدَتْ مَذْكُورَةْ
ثم التي قد تمَّ منها القَصَبُ
هي البَخَنْداة وقالَ العربُ
قامتْ تُريكَ خَشْيَةً أن تُصْرَما
سَاقاً بَخَنْدَاةً وكَعْباً أدْرَما
والمُمْتَلِي ذِراعُها والسَّاقُ
لَفْظُ خَدَلَّجٍ لهُ يُساقُ
مُؤَنَّثاً بالتاءِ والعُطْبُولُ
يَأتِي لذاتِ عُنْقٍ تَطولُ
وقد أتى بالتاءِ والهِرْكَوْلَةْ
عَظيمةُ الأَوْرَاكِ والطَّويْلَةْ
تُعْرَفُ بالعَيْطاءِ والرَّدَاحُ
ثَقيلةُ الأَوْراكِ والمِلاحُ
هنَّ الغَوانِي والتَّثَنِّي الغَيَدُ
ومنه غَيْداءُ وظبْيٌ أَغْيَدُ
مَمْسُودَةٌ مأْرُومَةٌ مَجْدُولةْ
معْصُوبةٌ جَميعُها مَقُولَةْ
لاِمْرَأةٍ مَمْشُوقَةِ القَوامِ
ويُطلقُ العَرُوبُ في الكَلامِ
على التي تَحَبَّبَتْ للْبَعْلِ
خَرِيْدَةٌ حَيِيَّةٌ بالنَّقْلِ
ومِثلُهُ خَفِرَةٌ والخَفَرُ
هو الحياءُ والنساء النُّفَّرُ
من رِيبةٍ يُقال هنَّ نُورٌ
جمع نَوَارٍ وهي النَّفُورُ
رُعْبُوبَةٌ ناعِمَةٌ بَيْضَاءُ
ضَامِرَةُ البَطْنِ هي الهَيْفَاءُ
وبَضَّةٌ مَنْ رَقَّ مِنها الجِلدُ
بَهْنانَةٌ طِيْبُ شَذاهَا يّبْدُو
ناعمةٌ بَرَهْرَهَةٌ بالتَّاءِ
فاحْفَظْ جَمِيعَ هَذِه الأشْياءِ
بابُ صفاتِ المرأةِ القَبيحَةْ
مُستَرخِيَ البَطْنِ السَّمِينَ الضَّخْما
مِن العُفَاضِجِ افْهَمَنَّ فَهْما
كذلك العِفْضَاجُ والكَرْواءُ
دقيقةُ السَّاقينِ والرَّسْحاءُ
مُرادِفُ الرَّصْعَاءِ والزَّلاءِ
تأنيثُ أرْسَحٍ بلا مِراء
والأرْسّحُ القَليلُ لَحْمِ العَجُزِ
والفَخِذَيْنِ فادرِ ِما لمْ يُرْمَزِ
بُحْتُرَةٌ قصيرةٌ والبُهْصُلَةْ
لمثلِ ذاكَ قدْ روتْهُ النَّقَلَةْ
مَنْ لا تَحِيضُ فهيَ الضَّهْياءُ
مُنْتِنَةُ الرِّيحِ هيَ اللَّخْناءُ
والدِّفْنِسُ الحَمْقاءُ والشَّرُوْمُ
يُطلقُ للمُفْضاة والشَّرِيمُ
شَهْرِبَةٌ لامرأةٍ ذاتِ كِبَرْ
مُومِسَةٌ بهِ يُرادُ مَنْ فَجَرْ
فصل في أسماء الزوج
حَلِيْلَةٌ ظَعِيْنَةٌ وبَيْتُ
وجَنَّةٌ رَادَفَ مَا تَلَوْتُ
قَعِيْدَةٌ ورَبَضٌ وطَلَّةْ
والعِرْسُ والزَّوْجَةُ فاحْفَظْ كُلَّهْ
بابُ صفاتٍ في الصِّبا والحُبِّ
زِيْرُ نِساءٍ رجلٌ زَوَّارُ
حَدِيثَهُنَّ دائِماً يَختارُ
وخِلْبُهُنَّ مَنْ لهُنَّ يُخْلَبُ
مِن الهَوى والعقلُ منهُ يَذْهَبُ
مُدَلَّهٌ وتُطلَقُ الصَّبابَةْ
لِرِقَّةِ الشَّوْقِ بِلا إرابَةْ
عَلاَقةٌ مَوضُوعَةٌ للحبِّ
إذا غَدا مُلازِماً للقلْبِ
إحراقُهُ مَع لذَّةٍ هو الشَّعَفْ
وشِدَّةُ الحُبِّ تُسمَّى بالكَلَفْ
ولَوْعَةٌ هَوى الَّذي بهِ الشَّغَفْ
كَذلِكَ اللاّعِجُ لكنِ الشَّغَفْ
أَنْ يَبْلُغَ الحُّبُ شِغافَ القلْبِ
ومَنْ غَدا مُسْتَعْبَداً للحُبِّ
فإنَّه مُتَيَّمٌ والتَّبْلُ
أنْ يُسقَمَ المَرْءَ الهَوى والنَّقْلُ
أنَّ الهَيومَ مَنْ هَواهُ يَغْلِبُ
حتى على الوَجْهِ تَراهُ يَذْهَبُ
كذلِكَ الهائِمُ لكنَّ الجَوَى
ما كانَ في باطنِ قلبِ مَنْ هَوى
بابٌ لِما يَجْرِي مِنَ الأسْماءِ
على حُلِيٍّ هي للنساءِ
لأُذْنِ قُرْطٌ رَعثَةٌ وشَنْفُ
والقُلْبُ والسِّوارُ ثمَّ الوَقْفُ
لِمِعْصَمٍ ودُمْلُجٌ للعَضُدِ
جَبِيْرَةٌ ويَارَقٌ للسَّاعِد
مَسَكَّةٌ كالوَقْفِ ثمَّ الحَلَقُ
على جَمِيعِها البُرُوْنُ يُطْلَقُ
خََدمَةٌ مع فَتَخٍ للرِّجل
كذاكَ خَلْخَالٌ ولفظُ الحِجْلِ
بابٌ بهِ يُعْرفُ خَلْقُ الناسِ
ما بينَ أقدامِهِمُ والرَّاسِ
الشَّخْصُ كالجُثَّةِ للإنسانِ
وجِسمُهُ يُسمّى بالجُثْمانِ
وجانِبا الرأسِ هما الفَوْدانِ
قِمَّتُهُ أعلاهُ في اللِّسانِ
وظاهِرُ الجِلْدِ يُسمّى بَشَرَةْ
أدَمَةٌ لضِدِّهِ مُبْتَكَرَةْ
وناشِزٌ مِنْ أرْؤُسٍ فوقَ القَفا
قَمَحْدُوَاتٌ فاعْرِفَنْ مُعَرَّفا
ثُم مَجارِي الدَّمْعِ للعيونِ
معروفةٌ في الرأس بالشُّؤونِ
وفروةٌ جِلْدَةُ رأسٍ أُمُّهُ
فَوقَ الِّدمَاغِ جِلْدَةٌ تَضُمُّهُ
غَدائِرٌ ذَوائِبٌ والفَرْعُ
لِشَعَرٍ وبالصِّماخِ السَّمْعُ
ثم الأسَارِيْرُ أو الغُضُونُ
تَكَسُّرٌ في جَبْهَةٍ يكونُ
ثم الحَجَاجُ وهو عظمٌ يَنْبُتُ
عليهِ شَعْرُ الحاجِبَينِ يَثْبُتُ
بالفَتْحِ والكَسْرِ وأَعْلَى الخَدِّ
سُمِّيَ وَجْنَةً بغيرِ رَدِّ
ثمَ سَوادُ العَيْنِ يُدْعَى الحَدَقَةْ
والنَّاظِرُ الإنسانُ فادْرِ التَّفْرِقَةْ
وهو سَوادٌ أصْغَرٌ في العينِ
والطَّرْفُ للعينِ بغيرِ مَيْنِ
ومُقلَةٌ شَحْمَةُ عَينٍ تَجْمَعُ
سَوادَها مَعَ البياضِ فاسْمَعوا
والماقَ فيها بِجِوارِ الأنْفِ
ثم اللِّحَاظُ ضِدَّهُ في الطَّرفِ
حِمْلاقُ جَفْنٍ باطنٌ والشَّفْرُ
حَرْفٌ لهُ يَبْدو عليهِ الشَّعْرُ
ثمَّ مُحيط العينِ وهو ما يُرى
من النِّقابِ قد يٌسِمّى مَحْجِرا
والأنفُ كالمَعْطِسِ والعِرْنِينُ
ومَارِنُ الأنْفِ الذي يَليْنُ
منهُ وسمَّوْا مُنتهاهُ أرْنَبَةْ
والخَطْمُ كالخُرطُومِ ذاتاً لا شَبَهْ
ثُمَّ الثَّنايا أربعٌ وأربعُ
رَباعِيَاتٌ بَعدَهُنَّ فاسْمَعوا
أربعةٌ مِن بعدِها أنيابُ
ضَواحِكٌ تَرْبِيْعُها صَوابُ
أَرْحِيَةٌ من بعدِها واثني عَشَرْ
نَواجِذٌ أربعةٌ وقُل ثُغِر
أي أسْقَطَ الأسنانَ لكن أثَّغرْ
يُطلق للإنبات مثله اتَّغَرْ
ألْسِنَةٌ جَمْعُ لِسانٍ ذُكِّرا
وأَلْسُنٌ مُؤنَّثٌ بِلا مِرا
والقُرَدَانِ فافْهَمَنْ عِرْقَانِ
كِلاهُما مُسْتَبْطِنُ اللِّسَانِ
فصل في ما جاء مثنى في مستعمل الكلام
والأَبْيَضَانِ الماءُ ثم اللَّبَنُ
والأصفرانِ ذَهَبٌ ورَادَنُ
والأحمرانِ اللَّحمُ والشَّرابُ
والأصْرمانِ الذِّيبُ والغُرابُ
والأسودانِ الماءُ ثم التَّمرُ
غارانِ فَرْجٌ ثم بطنٌ فادْرُوا
والأطيبانِ النومُ والإتْيانُ
والأصْغرانِ القلْبُ واللِّسانُ
قلْبٌ ذَكِيٌّ مَعَ رأيٍ حازمِ
يُسمَّيانِ الأصْمَعَينِ فاعْلَمِ
والخافِقانِ مّغْرِبٌ ومَشْرِقُ
والأيْهَمانِ السَّيلُ ثم الحَرَقُ
والطَّرفان النَّسَبَانِ فاعلمِ
وربَّما استُعمل في استٍ وفَمِ
والأزْهرانِ الشَّمسُ ثم القمرُ
وجاءَ عنْ بَعضِهم ما يُذْكَرُ
لَيْثٌ يَدقُّ الأَسَدَ الهامُوسا
والأقْهَبَيْنِ الفيلَ والجاموسا
والمَسْجِدانِ مَكَّةٌ ويَثْرِبُ
والحَجَرانِ فِضَّةٌ والذَّهَبُ
والأبْتَرانِ العبْدُ والحِمارُ
والمَلَوَان اللَّيْلُ والنَّهارُ
كَذا الجَدِيْدانِ أو العَصْرانِ
بَلْ لِلغَداةِ والعَشيِّ ذانِ
ومثلُه الصَّرعَانِ والبَرْدانِ
كذاكَ فَتَيَانِ وقَرَّتانِ
والأبْرَدَانِ ثُمَّ كَرَّتانِ
كذلك الرِّدْفانِ في اللِّسانِ
والرَّافدانِ دِجْلَةٌ فُراتُ
جَميعُ هذا نَقَلَ الأَثْباتُ
والناظِرانِ في مَجارِي الدَّمْعِ
عِرْقانِ في الأنْفِ بِغيرِ مَنْعِ
ومَوضِعا القَيْدِ من الوَظِيفِ
قَيْنَانِ فاسْمَعْ واتَّبِعْ تَعْريفِي
وناهِقٌ عَظمٌ لذاتِ الحافِرِ
يكونُ في مَجْرَى دُمُوعِ النَّاظِرِ
وَرَاهِشٌ وأخْدَعٌ وشَانُ
كلٌّ له بمثلهِ اقْتِرانُ
والنَّسْرُ والشِّعْرَى مَعَ السِّماكِ
كلٌّ يُثَنّى فاسْمُ ذا إدْراكِ
مَحَلَّةٌ والمِصْر أيضاً والحَرَمْ
ومَنحَرٌ حَاشِيَةٌ من النَّعَمْ
( تابع خَلْق الإنسان )
عَذَبَةٌ لِطَرَفِ اللِّسانِ
وسَيْرُ سَوْطٍ ومِنَ الأغْصانِ
وجاء أيضا للقذاة المُفْرَدَةْ
والأصل منه قد دَعَوْه عَكَدَةْ
جِيْدٌ وطُلْيَةٌ وهَادٍ عُنُقُ
جميعها على التَّلِيلِ يُطلَقُ
في مَوْضِعِ المَحْجَمَتَيْنِ فاسْمَعِ
عِرْقانِ كلٌّ سَمِّه بالأَخْدَعِ
ثمَّ الوَرِيدُ وهو في الأَعْناقِ
متَّصِلٌ بالقلْبِ باتِّفاقِ
ثم اللََّغادِيدُ لُحُومُ الحَلْقِ
تكونُ بينَ حَنَكٍ والعُنْقِ
مما يلي الأُذُنَينِ ثم القَصَرُ
أصولُ أعناقٍ على ما يُؤْثَرُ
والزِنْدُ فاعلمْ طَرَفُ الذِّراعِ
والعَضُدُ الضَّبْعُ بلا نِزاعِ
وباطِناً لِرُكْبَةٍ ومَرْفِقِ
افْهمْ مِنَ المَأْبِض مَهما يُطْلَقِ
وعِرْقُ باطِنِ الذِّراعِ ناشِرُ
وراهِشٌ أيضاً وقِيل الظَّاهِرُ
عُرُوقُهُ نَواشِرٌ والكُوْعُ
مما يلي الإِبْهامَ والكُرْسُوعُ
مما يلي الخِنْصَرَ كلٌّ يَبدو
رأساً لِما يَجرِي عليهِ الزَّنْدُ
ثم السُّلامَى عَظْمَةٌ في الإِصْبَعِ
وجَمعُها سُلامَيَاتٌ فاسْمَعِ
رَواجِبٌ بُطُونُها والأَظْهُرُ
ثُمَّ البَراجِمُ افْهَمَنْ إذْ تُذْكَرُ
مَنها ظُهُورَ مَفْصِلَ الأَصابِعِ
وبَعضُهُمْ خَصَّصَ وَضْعَ الواضِعِ
رَواجِبًا بِمَفْصِلِ الأَنامِلِ
وجَعَلَ البُرْجُمَةَ الَّتي تلِي
وما يلِي الكَفَّ لَدَيْهِ أَشْجَعُ
أَشاجِعٌ تقولُ حِينَ تَجْمَعُ
وكَاهِلٌ مِن حَارِكٍ أو ظَهْرِ
ما كانَ بينَ الكَتِفَيْنِ فادْرِ
ما بينَ كَاهِلٍ وظَهْرٍ كَتَدُ
وثَبَجٌ أيضاً لهُ قدْ يَرِدُ
والصُّلْبُ ما فيهِ فَقَارُ الظَّهْرِ
وصَلَبٌ قدْ جاءَ أيضاً فادْرِ
والظَّهْرُ فاعْلَمْ والمَطَا مع القَرَا
كلٌّ لمعنَى واحدٍ قَدْ ذُكِرا
والبَرْكُ والْكَلْكَلُ والحَيْزُومُ
الصَّدْرُ مِن جَميعِها مَعْلُومُ
والجَوْشُ والجُؤشُوشُ ثم الجَوْشَنُ
والزَّوْرُ أعلى الصَّدرِ منه يُزْكَنُ
تَرْقُوَتا الإنسانِ في الكَلامِ
عَظْمانِ مَخْصُوصانِ في العِظامِ
ما بينَ عاتِقٍ وبينَ الهَزْمَةْ
أيْ ثُغْرَةُ النَّحْرِ تكون العَظْمَةْ
ولَحْمَةٌ ما بينَ جَنْبٍ وكَتِفْ
فَرِيْصَةٌ والخَصْرُ كَشْحٌ فاعْتَرِفْ
مُوَافِقاً شَاكِلَة وخَاصِرَةْ
طَفْطَفةٌ ليستْ لهُ مُغايِرَةْ
والقَلْبُ والفؤادُ للْجِنانِ
تَرادَفَ الجَمِيعُ في اللَسانِ
شَغَافُهُ و خِلْبُهُ الحِجَابُ
أَسْوَدُهُ داخِلُهُ يُصَابُ
هو السُوَيْداءُ أو السَّوادُ
وقولُهُم سَوداؤُهُ سَدادُ
والسُّرَّةُ المَقْطُوعُ منها سِرَرُ
وثُنَّةٌ أَوْسَطُها مُكَرَّرُ
ما بينَ سُرَّةٍ وبينَ العانَةْ
مُؤَخَّرُ الإِنسانِ والإنْسانَةْ
بُوْصٌ ورِدْفٌ إلْيَةٌ والكَفَلُ
عَجِيزَةٌ أيضاً لهُ تُسْتَعْمَلُ
باطِنُ أصْلِ الفَخِذَين رُفْغُ
ومُستَدَقُ الحافِرَيْنِ رَسْغُ
بابٌ لِما يُقال للإنسانِ
مُخْتلِفاً بِحَسَبِ الأَسْنانِ
ألْيَتْنُ مَولُودٌ بَدَتْ رِجْلاهُ
قبلَ يَدَيْهِ فافْهَمَنْ مَعْناهُ
وضِدُّهُ الوَجِيهُ في السَّماعِ
وهو رَضِيعُ مُدَّةَ الرَّضاعِ
والطِّفلُ كالرَّضيعِ ثم الجَفْرُ
هو الذي اشْتَدَّ رَضِيعًا فادْرُوا
وصَالِحٌ لخِدْمَةٍ حَزَوَّرُ
ويافِعٌ مَنْ هو مِنهُ أكْبَرُ
مُراهِقٌ مُقارِبُ احْتِلامِ
وجَحْوَشٌ يُطلَقُ في الكَلامِ
على الذي يَشْتَدُّ بعد الفَطْمِ
والنُّفَسَاءُ طِفلُها قد سُمِّي
بلَفْظَةِ المَنْفُوسِ والصَّدِيْغُ
لنحوِ سَبْعٍ ما له بلوغ ُ
وقُلْ لِمَنْ لِنْحْوِ عَشْرٍ جَمَعَا
نَاشٍ وإنْ شِئْتَ فَقُلْ تَرَعْرَعَا
وطَارِرٌ مَنْ وَجْهُهُ قد بَقَلا
وطَرَّ منه شارِبٌ واكْتِمَلا
زَبْدٌ إذا ما حادَ أرْبَعينا
والشيخُ مَنْ قد جاوَزَ الخَمْسِينا
وأشْيَبٌ وأشْمَطٌ مَنْ قد بدا
في شَعْرِهِ المَشِيبُ نِلْتَ الرَّشَدَا
مَنْ جاوزَ المُسِنَّ فهو قَحْمُ
وهَرِمٌ أيضاً وقَحِلٌ هِمُّ
وقُلْ إذا قارَبَ خَطْواً قد دَلَفْ
وقُلْ إذا ما اخْتَلَّ عَقْلاً قد خَرِفْ
عَنَطْنَطٌ وجُرْجُلٌ وصَقْعَبُ
هو الطويل وهو أيضًا شَرْعَبُ
وافهم من القُمُدِّ والضِّبَطْرِ
ذا شِدَّةٍ كذا الصُّمُلُّ فادْرِ
وقِيلَ بلْ أعطِ الجَنينَ المُنْفَصِلْ
لفظَ صَبيٍّ مُرْضَعاً فإن فُصِلْ
فقُلْ إلى سبعٍ هو الغُلامُ
ثم إلى عَشْرٍ لها تَمامُ
يُعْرَفُ باليافِعِ والحَزَوَّرُ
خمساً له من بعدِ ذاكَ تُذْكَرُ
وبَعدُ بالقُمُدِّ تجري الألْسِنَةْ
لهُ إلى خَمْسٍ وعِشْرينَ سَنةْ
وبَعْدَهُ عَنَطْنَطَاً يُسمَّى
إلى ثلاثينَ فإنْ أتَمَّا
فهو صُمُلُّ فإذا ما اسْتَكْمَلا
لأرْبعينَ قِيلَ فيهِ اكْتملا
حتى إذا ما اسْتكملَ الخَمْسينا
صارَ بِشَيْخُوخَتِهِ قَمِيْنا
إلى ثَمانينَ فإنْ أتَمَّا
فَسَمِّهِ مِنْ بَعدِ ذاكَ هِمَّا
فصل في أطوار عمر المرأة
مَنْ اسْتَدارَ الثَّدْيُ مِنها كاعِبُ
وناهِدٌ لكاعِبٍ مُقارِبُ
مَنْ لم تَزَوَّجْ عانِسٌ وعاتِقُ
ومُعْصِرٌ نَظِيرُهُ المُراهِقُ
وشَهْلَةٌ ثم عَوَانٌ ونَصَفْ
مَعنى الجَميعِ واحِدٌ لا يَختَلِفْ
والحَيْزَبُونَ للْعَجُوزِ إنْ بَقِي
فِيها بَقايا مِنْ شَبابٍ أطْلِقِ
بابُ حُلا الرِّجالِ والنساءِ
وَوَصْفُ ما فيهمْ مِنَ الأعْضاءِ
أَجْبَهُ رَبُّ جَبْهَةٍ لها عِظَمْ
سَيْبَلُ شَعْرٍ فوق جَبْهاتٍ غَمَمْ
وجانِبا الجَبْهَةِ كلُّ نَزَعَةْ
مُقَدَّمُ الرأْسِ يُسمَّى الصَّلَعَةْ
ثم انْحِسارُ الشَّعْرِ عنها الصَّلّعُ
وعَنْ مَكانِ النَّزَعاتِ النَّزَعُ
فإنْ يَزِدْ ذلكَ فهو الجَلَحُ
وأبْلَجٌ مَوضُوعُهُ مُتَّضِحُ
وصاحِبُ الشَّعْرِ الكثيرِ أفْرَعُ
وللدَّقِيقِ الحاجِبَينِ يُوضَعُ
لَفْظُ أزَجٍّ إنْ هُما طالا مَعا
ثم الَّذي العَينانِ مِنهُ اتَّسَعا
وحَسُنا أنجَلُ والجَاحِظُ مَنْ
قد نّتَتْ العَيْنانِ مِنه فافْهَمَنْ
ومَيْلُ عَينٍ نَحْوَ أنْفٍ قَبَلُ
وخِفَّةُ السَّوادِ فيها شَهَلُ
وشِدَّةُ السَّوادِ فيها الدَّعّجُ
مَع سَعَةِ المُقْلَةِ أمَّا البَرَجُ
فَشِدَّةُ البياضِ والسَّوادِ
فاحفظْ ولا تَحِدْ عَن الرَّشادِ
ومِن عُيُوبِ العيْنِ فادْرِ الكَمَشُ
وخَزَرٌ وغَطَشٌ والدَّوَشُ
وحَوَصٌ وشَتَرٌ والخَوَصُ
وشَوَسٌ وبَخَقٌ والبَخَصُ
ثم القَنا احْدِيدابُ أنْفٍ والشَّمَمْ
هو ارتِفاعٌ فيه قُلْ مِنهُ أشَمْ
والمَيلُ في أرْنَبَةِ الأنفِ الخَنَسْ
وعَرْضُ أنفٍ مع تطامُنٍ فَطَسْ
صَغيرةُ الأنفِ هي الذَّلفاءُ
إنْ كان في الأَرْنَبَةِ اسْتِواءُ
والأَجْدَعُ المقطُوعُ أنْفاً فاعْلَموا
وشَقُّ عُليا الشَفَتَيْنِ العَلَمُ
والضِّدُّ منهُ فَلَحٌ واللَّعَسُ
لونُ سَوادٍ في الشِفاهِ يُؤنَسُ
وقد أتَى مُرادِفاً لهُ اللَّمَى
وأفْوَهُ مَنْ كانَ واسِعاً فَمَا
تَقَدُّمُ السُّفْلَى الثَّنايا فَقَمُ
وأفْلَجٌ مَوضُوعُهُ مُنْفَهِمُ
ثم الشَّغَا تَفاضُلُ الأسْنانِ
وعُدَّ مِنْ مَعايِبِ اللِّسانِ
فَأفَأةً ورَتَّةً وتَمْتَمَةْ
ولَثْغَةً ولَفَفَاً وغَمْغَمَةْ
وطول شَعْرِ لِحْيَةٍ هو اللَّحَى
وخُضْرَةُ الأسْنانِ تُسمَّى قَلَحا
ثم أثطُّ كَوسَج سِناطُ
كلٌّ بمعنى واحدٍ يُناطُ
فصل لما جاء من المنسوب
إلى الأناسي من العيوب
ذو قَعَسٍ بالضِّدِّ منهُ الأحْدَبُ
وأجْنأٌ مِنْ أحْدَبٍ مُقْتَرِبُ
وفَحَجٌ تباعُدُ الأعْقابِ
مِنْ أرْجُلٍ تُوضَع باقْتِرابِ
والوَكَعُ افهمْ مِنهُ مهما استُعْمِلا
رُكُوبُ إبْهامٍ مِن الرِّجْلِ عَلى
سَبَّابَةٍ مِنها وأمَّا الفَدَعُ
فهو اعْوِجَاجُ الرُّسْغِ ثم الكَوَعُ
هو اعْوِجاجُ الكُوعِ ثم الحَنَفُ
هو انْقِلابُ القَدَمَيْنِ فاعْرِفُوا
والصَّكَكُ المَفْهُومُ عندَ العَرَبِ
منهُ اصْطِكاكٌ كائِنٌ في الرُّكَبِ
بابُ مَسِيْرِ الإبْلِ والأصْنافِ
مِنها وما لَها مِن الأوْصَافِ
في أوَّلِ الرَّبِيعِ يُنْتَجُ الرُّبَعْ
مِن ناقَةٍ ومنتهاه للْهُبَع
ورُبُعٌ جَماعةٌ رِباعُ
لِرَجَزٍ ليسَ لهُ دِفاعُ
وعُلْبَةٍ نازَعْتُها رِباعِي
وعُلْبَةٍ عندَ مَقِيْلِ الرَّاعِي
خِلفَةٌ لحامِلٍ قد ذُكِرا
وحامِلٌ عَشْرَ شُهُورٍ عُشَرَا
والسَّقْبُ مِن أولادِها هو الذَّكَرْ
والحَائِلُ الأُنْثى على ما قد ذُكِرْ
وولَدُ النَّاقَةِ عندَ الوَضْعِ
لهُ السَّلِيْلُ مُطلَقٌ في الوَضْعِ
وسمِّهِ الحُوارَ ما لم يُفْطَمِ
ثم الفَصِيلُ بعدَ ذاكَ فافْهمِ
وابنُ مَخاضٍ بعد حَوْلٍ قد دُعِي
وابن لَبُونٍ بعدَ حَوْلَيْنِ فَعِي
وسَمِّهِ بعدَ ثَلاثٍ حِقَّا
والحِقَّةُ الأُنْثَى تُسمَّى حَقَّا
وسمِّها بعدَ تَمامِ أربَعةْ
إلى تمامِ خَمْسَةٍ بالجَدَعَةْ
وسَمِّه مِن بعدِ سِتٍّ بالثَّنِيْ
وبعدَ سَبعٍ بِرَبَاعٍ فافْطَنِ
وهو سَديسُ ثامنِ الأحْوالِ
وبازِلٌ بعدُ بِلا إشْكالِ
ومُخْلِفٌ في عاشِرِ الأعْوامِ
تَرْتِيبُهُ هذا على التَّمامِ
جَحْمَرِشٌ والنابُ ثم العَوْزَمُ
وشارِفٌ و لِطْلِطٌ ودِلْقِمُ
لِناقَةٍ مُسِنَّةٍ أسْماءُ
وربَّما قِيلَ لها الجَعْماءُ
ولا يُقالُ أجْعَمٌ والقَحْرُ
هو المُسِنُّ في الذُّكُورِ فادْروا
والعَوْدُ للإناث والذُكرانِ
والتاءُ تأتِي فيه للبَيانِ
وأنْشدُوا في العَوْدِ عن بعضِهمِ
بيتاً ومِن تَصْحِيفِهِ لمْ يَسْلَمِ
يَتْبَعْنَ عَوْداً يَشْتَكِي الأَظلاَّ
إذا تَضَايَفْنَ عليهِ انْسَلاَّ
فصل في أسماء الذكور من الإبل
وجاءَ في ذا البابِ لفظُ الجَمَلِ
مُشابِهاً للفظِهمْ بالرَّجُلِ
ويُطلَقُ البَعيْرُ كالإنْسانِ
وامرأةٌ وناقَةٌ سِيَّانِ
ثم القَعُودُ للفَتِيِّ الجَاريةْ
على نَظِيرها القَلُوصُ جارِيَةْ
وقِيلَ للفَتِىِّ أيضًا بَكْرُ
والبَكْرَةُ الأُنْثَى بِحَقٍّ فادْروا
فصل في أسماء الإناث من الإبل
والعَنْتَرِيْسُ والصَّلَخْداةُ معا
وعَيْهَلٌ وَجْنَاءُ كلٌّ وُضِعا
لناقةٍ شديدةٍ والذِّعْلِبَةْ
أيضاً وأمَّا النَّاقةُ المُصَلَّبَةْ
فَعِرْمِسٌ عَيْرَانَةٌ عُذَافِرةْ
والعَنْسُ تَعْنِي المَعْنَيَيْنِ الضَّامِرةْ
حَرْفٌ وحُرْجوْجٌ مع العَوْجاءِ
كذلك الرَّهْبُ بِلا مِراءِ
كذلك النِّضْوَةُ والمُقْوَرَّةْ
لربَّةِ الضُّمُورِ مُسْتَقَرَّةْ
ثم الجُماليَّةُ للمُذكَّرَةْ
وسمِّ كلَّ ضَخْمَةٍ بدَوْسَرَة
ومَيْلَعٌ شِمِلَّةٌ شِمْلالُ
على الخَفيفِ كلُّها يُقالُ
ثم الغليظ مُطْلقاً عَلَنْدَى
تقولُ منه ذا البعيرُ اعْلَنْدَى
ثم عِظام الإبلِ الجَرْجُورُ
وربَّما قِيلَ لها الصُّرْصُورُ
غَلِيظٌ الدِّرَفْس والعَبَنَّى
والجامِعَ الطُّولَ مَعاً والحُسْنا
من إبِلٍ أو بَشَرٍ شُعْمُومُ
ثم العظيماتُ السَّنامِ كُوْمُ
وأُجُدٌّ لناقَةٍ مُوَثَّقَةْ
خَلْقاً وليستِ للذُكورِ مُطْلَقَةْ
ثم سِبَطْرٌ جَمَلٌ يَطُولُ
مِن فَوْقِ وَجْهِ الأرضِ والمَنقُولُ
فيهِ سِبَطْراتٌ كما يُقالُ
إذْ يُجْمَعُ الحَمَّامُ والرِّجالُ
ونَاقةٌ جَلْسٌ وَثيقُ الخَلْقِ
ثم السِّنادُ مثلُهُ في الحَقِّ
والناقةُ الطَّويلةُ الشَّمَردَلَةْ
وجاءَ للسَّريعَةِ الهَمَرْجَلَةْ
أمَّا التي كانَ فيها هَوَجَا
وقد نفى النشاطُ عنها الخَمَجَا
فإنها الهَوجَلُ الهَوجاءُ
وربَّما قيلَ لها الخَرْقاءُ
والشَّجْرُ في الناقةِ أنْ تَمُدَّا
حَنينَها المَسمُوعَ منها مَدَّا
والإبِلُ الكريمَةُ الهِجانُ
سَيَّانَ فيها الجَمْعُ والوِحْدانُ
والشَّوْلُ ما قد خَفَّ مِنها اللَّبَنُ
ونَاعِجاتُ الإبلِ بِيْضٌ فافطنوا
وتُنسبُ الإبلُ إلى الجَدِيلِ
وداعِرٍ وشَدْقَمٍ فُحُولِ
ثم بني مَهْرَةَ من قُضاعَةْ
فافْهَمْهُ عنِّي فَهمَ ذي البراعَةْ
ثم بني عِيْدٍ وهم مِن مَهْرَة
فافْهم مقالِي فهمَ صافي الفِكْرَةْ
ثم بَني أرحَبَ من هَمْدانِ
ثم غُرَيْرٍ فاتَّبِعْ بَيانِي
فصل في جماعات الإبل
والذَّودُ ما فوقَ ثلاثٍ مِن إبِلْ
وهو إلى ما فوق عَشْرٍ لا يَصلْ
مُجاوِزُ الذَّوْدِ يُسمَّى صِرْمَةْ
ما لمْ يُجاوِزْ أربَعينَ الهَجْمَةْ
ما جاوَزَ الصِّرْمَةَ ثمَّ العَكَرَةْ
فيهِ أقاوِيلٌ لهُمْ مُشْتَهِرَةْ
فقِيلَ ما زادَ على خَمْسِينا
ولمْ يَزِدْ عَدَّاً على سَبعِينا
وقيلَ لا بأسَ بأنْ يَزِيْدا
ما لمْ يُوافِ مِائةً تَعْدِيدا
وقيلَ بلْ هو القَطِيعُ الضَّخْمُ
والعَرْجُ للتِّسعينَ منها إسْمُ
وللثمانينِ ومَا دانَاهُ
والأصْمَعَيُّ قالَ بلْ مَعناهُ
خَمْسُ مِئِيْنَ ثمَّ قالَ مَعْمَرُ
بمِائةٍ ونِصْفُها يُعْتَبَرُ
فصل في ألوان الإبل
والأُدْمُ بِيْضٌ خُلَّصٌ والأَعْيَسُ
بَياضُهُ فيهِ احْمِرارٌ يُؤْنَسُ
والصُّهْبُ ما تَغلِبُ فيهِ الشُّقْرَةْ
والحُمْرُ ما تَخْلَصُ مِنها الحُمْرَة
والحُمْرَ إنْ خالَطَها السَّوادُ
فهي بلفْظِ الرُّمْكِ قد تُرادُ
ثمَّ الذي بياضُهُ يَميلُ
إلى السَّوادِ أوْرَقٌ مَقُوْلُ
عليهِ والخُوْرُ ذواتُ الغُبْرَةْ
مُختلِطًا غُبْرَتُها بالحُمْرَةْ
ثم لُحومُ الوُرْقِ منها أطْيبُ
والأُدْمُ والصُّهبُ جَميعًا أنْجَبُ
ولبنُ الخُوْرِ يكونُ أغْزَرا
وجَلَدُ الحُمْرِ يكونُ أظْهَرا
وقُلْ لِرَمْكاءِ النِّياقِ بُهْيا
وقِيلَ للحمراءِ منها صُبْرَى
وقيل للصهباءِ منها سُرْعَى
وخُصَّ خَوَّارَتُها بالغُزْرَى
قولُ بني عَبْسٍ هنا مُعتَبَرُ
في أنَّ حَمْراءَ النِّياقِ أصْبَرُ
فصل في سير الإبل
سُرْعَةُ سَيْرٍ للبَعيرِ العَنَقُ
لأنَّهُ يَهْتَزُّ منهُ العُنُقُ
وافْهمْ مِن الرَّتْكِ لدى السَّماعِ
تقارُبُ الخَطوِ مَعَ الإسْراعِ
والرَّتَكانُ مثلُهُ والحَفْدُ
والحَفَدَانُ ثم سَيْر بَعْدُ
فيهِ البَعِيرُ خَبَبٌ والرَّبَعَةْ
أشدُّ عدوِ اليَعْملاتِ المُسْرِعَةْ
ومثلُهُ أو دُونَهُ الدِّئْداءُ
والوَضْعُ والرَّسيمُ والنَّجَاءُ
والنَّصُّ والإِرْقَالُ والتَّبْغِيْلُ
والمَلْعُ والرَّسِيلُ والذَّمِيلُ
سيْرٌ سَريعٌ وكَذا التَّخْوِيْدُ
والوَخْدُ والوَجِيفُ والوَخِيدُ
والخَدْيُ والسَّبْتُ مَعَ العَسيجِ
والنَّصْبُ والرَّفْعُ مَعَ الوَسِيْجِ
والنَّصْبُ بينَ العَدوِ والمَشْي معا
مِن الجَميعِ الرَّفعُ أضْحى أسْرَعَا
بابٌ لِما جاءَ مِن الأوصافِ
للخيلِ في المَسِيرِ والأصْنافِ
الحِجْرُ للإنَاثِ والحِصانُ
يأتِيكَ مَخْصُوصاً بهِ الذُّكْرانُ
سمِّ الكريمَ المُسْرِعَ الجَوادا
والطِّرْفَ أيضا وافهمِ الجِيادا
مِن العَناجِيجِ وذو الإسْراعِ
يُعْرَفُ بالطِّمِرِّ في السَّماعِ
كذلك المُسِحُّ والمِرْخاءُ
ومثلُهُ السَّابِحُ والعَدَّاءُ
يوصفُ بالمِحْضيْرِ والإحْضَارُ
بدا لي عَدْوٌ لهُ يُشارُ
ثم الكثيرُ الجَرْي سمِّ بَحْرَا
وإنْ تَشَا أطلِقْ عليهِ الغَمْرَا
ويُطلَقُ اليَعْبُوبُ للجواد
والصَّافِناتُ في الكتابِ الهادِي
ثم المُعَدَّاتُ لِحَرْبٍ مُقْرَبَةْ
عِجْلِزَةٌ شَدِيْدَةٌ والسَّلْهَبَةْ
طويلةٌ ثم الكثيرُ العَرَقِ
يُعْرَفُ بالهِضَبِّ فافهمْ تَرتَقِ
وناقَة ذاتُ سِنافٍ مُسْنَفَة
وإنْ تَقَدَّم فَرَسٌ فَمُسْنِفَةْ
فصل في عَدْوِ الخيل
هَمْلَجَةُ الخُيولِ فوق العَنَقِ
والضَّبْرُ كالوثْبِ لدى المُحَقِّقِ
والرَّدَيانُ رَجْمُها بالحَافرِ
للأرْضِ كالتَّقْرِيبِ عندَ الماهِرِ
ثمَّ اضْطِرامُ جَرْيِها الإلْهابُ
فاحْفظْ مقالاً كلُّهُ صَوابُ
ثمَّ الخِنافُ كونها بالحَافِرِ
تَهوِي إلى الوحْشِيِّ منهُ فاخْبُرِ
وَحْشِيُّهُ ما عَن يَديهِ يُدْبِرُ
إنْسِيُّهُ بِضِدِّهِ يُفَسَّرُ
والجانبُ الوحْشِيُّ منها الأيْسَرُ
وبعضُهُمْ بأيْمَنٍ يُفَسِّرُ
وهو يَكُونُ في الوَرَى وفِي الإبِلْ
فقل خَنُوفٌ ذا الفتى وذا الجَمَلْ
والضَّبْعُ إنْ تَهوِي بهِ إلى العَضُدْ
وقِيلَ معناهُ لِضَبْعَيهِ يَمُدّ
وجاءَ بالحاءَ ومنه الآية
جميعُ هذا ضُمِّنَ الكِفاية
فصل في الخيل المشهورة
وأعوجٌ فَحْلُ بَنِي هِلالِ
مِن نَسْلِهِ الحَرُوْنُ في المَقالِ
قَيْدٌ وحَلاّبٌ معا لتغلبِ
ولِغَنِيٍّ لاحقٌ مع مُذْهِبِ
كذاكَ مَكْتُوْمٌ مَع الغُرابِ
مَع الوَجِيْهِ فاتَّبِعْ صَوابي
وداحِسٌ قد كانَ والغبراءُ
لِعَبسَ والخطَّارُ والحنْفاءُ
هما لبدرٍ وهو من فَزارة
نَعامةٌ لحارث مُختارة
وانسبْ إلى مَيَّاسٍ المنسوبِ
إلى بَني أعيا بلا تثريب
فصل في ألوان الخيل
والأسودُ العُرْفِ معاً والذَّنَبِ
الأحْمَرُ السَّائِرِ عندَ العَرَبِ
يُوصَف بالكُمَيْتِ ثُمَّ الأشْقَرُ
هو الذي الجَميعُ منه أحْمَرُ
دونَ الكُمَيْتِ حُمْرةً والوَرْدُ
بينَهُما وذو سوادٍ يَبْدو
أدهمُ والأحْوى الذي يَميلُ
إلى السَّوادِ خُضرَةً تَقُولُ
في الجمعِ حُوٌّ والبَهيمُ المُصْمَتُ
لَونٌ لهُ فليسَ فيه شِيَةُ
وإنْ يكُنْ في وجْهِهِ كالدِّرْهَمِ
مِن البَياضِ أو أقلَّ فافْهَمِ
فسمِّهِ الأقْرَحَ والأغَرُّ
ما زادَ في وجهٍ له ذا القَدْرُ
وإنْ عَرا البياضُ عُليا الجَحْفَلَة
فأرْثمٌ وإنْ علا المُسْتَفِلَة
فألمَظٌ وإنْ يَكُنْ بالظَّهْرِ
فإنهُ الأرْحَلُ فافْهمْ وادْرِ
وإن يَكُنْ بالبَطْنِ فَهوَ أنْبَطُ
كذلِكَ الجميعُ عنهُم يُضْبَطُ
وإنْ عَلا أَرْبَعَهُ لا يَصِلُ
لِرُكْبتيهِ فهو المُحَجَّلُ
وإنْ يكُنْ يَخْتَصُّ باليدَينِ
فأعْصْمٌ ذاكَ بغيرِ مَيْنِ
وإنْ يكنْ يَخْتَصُّ رِجلاً يُذْمَمِ
ما لمْ يَضِحْ منهُ سِواها فاعْلمِ
تقولُ منهُ ذا الجوادُ أرجَلُ
فاحفظْ مقالاً واضحاً يا رَجُلُ
فصل في جماعات الخيل وأسمائها في السباق وغيره
وقِطْعةُ الخَيلِ تُسمَّى رَعْلَةْ
وسُرْبَةٌ تأتيك أيضا مثلَهْ
جَماعةُ الخيلِ تُسمَّى مِقْنبا
إنْ جُمِعَتْ لغارةٍ تَطَلُّبا
كذلك المَنْسِرُ ثم الفيْلَقُ
على الكتائِبِ العِظامِ يُطْلَقُ
والجيشُ كالخَميسِ ثمَّ الجَحْفَلُ
من لفظهِ الجيشُ العظيمُ يُعْقَلُ
والخيلُ في السباقِ عُدَّتْ عَشَرةْ
أسْماؤها مَعْرُوفةٌ مُشْتَهِرَة
فالأولُ السابقُ والمُجَلِّيْ
اسمٌ لهُ وبعده المُصَلِّيْ
ثم المُسَلي ثالِثٌ والتَّاليْ
رابِعُها مِن غيرِ ما إشْكالِ
وبعدَهُ المُرْتاحُ يأتي خامِسا
والعاطِفُ الذي يجيء سادِسا
ثم الحَظِيِّ السابِعُ المُؤَمِّلُ
ثامِنُها ثم اللَّطِيمُ يَدخُلُ
فيها ولكنْ تاسعا والعاشرُ
هو السُّكَيْتُ وهو فيها الآخَرُ
والفِسْكِلُ الواصلُ في الأخِيرِ
فافْهَمهُ فَهْمَ الفَطِنِ الخَبيرِ
بابُ ما يختَصُّ بالهيجاءِ
وشرحُ ما فيها مِن الإعياءِ
وضَجَّةُ الحَربِ الوَغَى والمُعْظَمُ
منها الرَّحَى معارِكٌ بَينهُمُ
منها مواضِعُ القتالِ المأْزِقُ
ومأقِطٌ أيضاً لذاكَ يُطلَقُ
كذاكَ أيضاً حَوْمَةُ القِتالِ
والغارةُ الشَّعواءُ في المَقالِ
هي التي مِن سائِرِ الجِهاتِ
يا أيُّها السائِلُ عنها تاتِ
ووقعةٌ عظيمةٌ مُنْفَهِمَة
بينَ الأعارِيْبِ بلفظِ المَلْحَمَةْ
وتَقْصُرُ الهيجا وإنْ شِئْتَ امْدُدِ
والهَرْجُ مِثلُ الاخْتِلاطِ فاهْتَدِ
كذلِكَ الفِتْنَةُ والقَتْلُ معاً
والرَّهَجُ الغُبارُ فيما وُضِعا
كذلكَ القَسْطَلُ ثم العِثْيَرُ
والنَّقعُ والعَجَاجُ فيما يُؤْثَرُ
والمِصْعُ ضَربُ السَّيفِ والمِصاعُ
يقضي به لذلكَ السَّماعُ
والدَّعْسُ طَعنُ الرُّمحِ والمُداعَسَةْ
تُشْتَقُ منهُ عندَ ذي المُقايَسَةْ
والوَخْضُ طعْنٌ لا يَجيْفُ فاعلمِ
ونافذُ الطعنِ الغَمُوسُ فافهمِ
فصل لما يختص بالحامي
وما أتى له من الأسامي
السَّيفُ مِنهُ المَهْوُ والقَضِيْبُ
وذو الصَّقالِ نَعْتُهُ الخَشِيْبُ
والقاطُع الجُرَازُ ثم المِقْصَلُ
والعَضْبُ والحُسامُ ثم المِخْصَلُ
وقاضِبٌ ومِخُذَمٌ هُذامُ
وما به تنقطعُ العِظامُ
مُصَمَّمٌ والمَاضِ في الضَّرِيْبَةْ
هو الرَّسوْبُ فاعْتَمِدْ تَقْرِيْبَهْ
ثم الذي لا يَنْثنِي الصَّمْصَامُ
ثم الدَّدانُ بَعْدُ والكَهامُ
ما ليسَ بالماضِي وذو الآثارِ
يُدْعْى بِمأْثُورٍ وذو الفَقَارِ
في مَتْنِهِ الحُزُوزُ والمُفَقَّرُ
أيضاً لذا المَعنى بِحقٍّ يُذكَرُ
والمِقْضَمُ المُكَسَّرُ الحدودِ
وما غدا من ذَكَرِ الحَديدِ
شَفْرَتُهُ لامَتْنُهُ مُذَكَّر
مِنْ عَمَلِ الجِنِّ على ما يُذْكَرُ
وقل هو الإصْليتُ والأَبْريْقُ
وهو الذي لِمَتْنِهِ بَريِقُ
وسَمِّ ما كانَ قَصِيراً مِشْمَلا
وما غدا في جَوْفِ سَوْطٍ مِغْوَلا
والهُنْدُوانِيُّ معاً والمَشْرَفيْ
كِلاهُما قَد نَسَبُوهُ فاعْرِفِ
كذلكَ الهِنْدِيُّ والمُهَنَّدُ
وقاطِعُ الأشجارِ منها مِعْضَدُ
وقاطِعُ العَظْمِ هو المِعْضادُ
بمدَّةٍ فيهِ هُنا تُزَادُ
فصل في أجزاء السيف
وغَرْبُ سَيْفٍ وغِرارٌ حَدُّ
وظُبَةٌ كذاكَ والفِرِنْدُ
جوهرُهُ وأثْرُهُ والطَّرَفُ
إنْ أُطلِقَ الذُّبابُ مِنهُ يُعْرَفُ
وكَفِرِنْدِ الصارمِ السَّفاسِقُ
مُعَرَّبٌ ومثلُهُ الطَّرائِقُ
رِئاسُهُ قائِمُهُ والمَقْبِضُ
كلٌّ لِمعنَى واحدٍ يَعْتَرِضُ
سِيلانُهُ ما في الرِّئاسِ يدْخُلُ
كلباهُ مسماراهُ فيما نقلوا
والعَيْرُ للنَّاشِزِ منهُ في الوَسَطْ
فاحفظْ مَقالاً عارِياً عَن الغَلَطْ
فصلٌ لِما يَخْتَصُّ بالرِّماحِ
مِن كَلِمٍ جاءَتْ عَن الفِصاحِ
رُدَيْنَةٌ وسَمْهَرٌ وقَعْضَبُ
ويَزَنٌ والخَطُّ ثم زاعِبُ
إلى جميعِها الرِّمَاحُ تُنْسبُ
والرُّمْحُ فيما اسْتَعْمَلَتْهُ العَرَبُ
مُثَقَّفٌ وأسْمَرٌ وعاسِلُ
ومِدْعَسٌ ومارِنٌ وذابِلُ
والصَّعْدَةُ القَنَاةُ والمِزْراقُ
رُمْحٌ خَفِيْفٌ فَادْرِ والدَّقَّاقُ
مِن كُلِّ مَصْنُوعِ الحَديدِ الأسَلُ
سِيَّان فيهِ مِدْعَسٌ ومُنْصُلُ
لكنَّه أكثرُ في المُرَّانِ
وقَدْ أتَى أَسَلَةُ اللِّسانِ
وحَرْبَةٌ وأَلَّةٌ ونَيْزَكُ
مُتَّحِدٌ مفهومُها إذْ يُدْركُ
ثم الوشيجُ شجرُ المُرَّانِ
والخُرْصُ مجموعاً على خِرصانِ
كالرُّمْحِ في المعنى هما سِيَّانِ
والثَّعْلَبُ الدَّاخلُ في السِّنانِ
قَدْرُ ذِراعَيْنِ مِن الرُّمحِ إلى
ثَعْلَبِهِ العامِلُ فيما نُقِلا
ثمَّ إلى النِّصْفِ يُسمَّى العَالي
مُؤنَّثًا وأسْفَلُ العَسَّالِ
زُجٌّ وبَاقيه يُسمَّى السَّافِلَةْ
فاحْفَظْ مقالِي وافْهَمَنَّ حاصِلَهْ
والنَّصْلُ في السِّكِّينِ والسَّهْم معا
والسيفِ للحَديدِ فيما وُضِعا
والقِدْحُ عُودُ السَّهمِ دُونَ النَّصْلِ
والرِّيْشِ والأَرعَاظِ عِندَ الكُلِّ
مَدَاخِلُ النُّصُولِ في السِّهامِ
واحِدُها رُعْظٌ بلا إبْهامِ
والقُذَذُ الرِّيْشُ وقُلْ رِصَافُ
لِما علا الرُّعْظُ لهُ التِفافُ
والسِّروَةُ المِرْمَاةُ وهو ما صَغُرْ
مِن السِّهامِ ثم مَدْخَلُ الوَتَر
مِن السِّهامِ فُوْقُها والمِعْبلَةْ
نَصْلٌ عَرِيضٌ قَد رَواهُ النَّقَلَة
والنَّصْلُ رَبُّ الطُّولِ والعَرْضِ معا
سَمَّاهُ بالمِشْقَصِ مَنْ قد وَضَعا
وافْهَمْ مِن الكُثَّابِ حِينَ يُذْكَرُ
سَهْماً صَغِيراً رأسُهُ مُدَوَّرُ
تُعَلَّمُ الرَّمْيُ بهِ الصَبِيَّا
بالتاءِ أيضاً قَد أتَى مَرْويَّا
ومِثلُهُ الجُمَّاحَ والطَّوِيلا
افْهْمْ من المِرِّيخِ مَهما قِيلا
كِنانَةٌ ووَفْضَةٌ جَفِيْرُ
وجَعْبَةٌ وقَرَنٌ تُشيْرُ
بكلِّ لفْظٍ نحوَ معنَى الآخَرِ
فافْهَمْهُ فَهْمَ ذي الذَّكَاءِ واخْبُرِ
فصلٌ لِما يَخْتَصُّ بالأبْدانِ
من كِلمٍ مشروحةِ المعاني
النَّثْرَةُ الدِّرْعُ كذاكَ البَدَنُ
ولأمَةٌ أيضاً لها يُسْتَحْسَنُ
صِفاتُها الدِّلاصُ والمَسْرُوْدةْ
والزَّغْفُ مِن صِفاتِها المَعْدودَةْ
مَاذِيَّةٌ فَضْفاضَةٌ مَجْدُولَةْ
سَابِغَةٌ مَوْضُونَةٌ مَقُولَةْ
جَميعُها في صِفَةِ الأَبْدانِ
مُخْتَلِفاتِ اللَّفْظِ والمَعانِي
جَماعَةٌ مِن الدُّرُوعِ المُحْكَمَةْ
إلى سَلوقَ نَسَبُوا وحُطْمَةْ
وانْسِبْ إلى حُطْمَةَ أوْ سَلُوقِ
نَوْعَ الدُّرُوعِ واتَّبِعْ تَحْقِيقِي
واليَلَبُ الدُّرُوعُ مِن جُلُودِ
يَمَانِيَاتٍ ليسَ مِن حَديْدِ
ومِنهُ قِيلَ يَلَبٌ للدَّرَقِ
وأصْلُه الجِلْدُ لَدَى المُحَقِّقِ
وافْهَمْ مَسامِيرَ الدُّرُوعِ مَهما
سَمِعْتَ لَفْظَةَ القَتِيْرِ أمَّا
قَولُهُمُ الحِرباءُ والحَرَابي
فإنها القَتِيْرُ في الصَّوابِ
وبَيْضَةُ الحَدِيدِ والنَّعَامِ
تَرِيْكَةٌ في جيّد الكلام
وقَوْنَسُ البَيْضَةِ أعْلاهَا إذا
كانتْ مِن الحَدِيدِ وُقِّيْتَ الأذَى
والزَّرَدُ المَنْسُوجُ قَدْرَ الرأسِ
يُعْرَفُ بالمِغْفَرِ عِندَ النَّاسِ
بابٌ لِما يَخْتَصُّ بالسِّباعِ
كالأُسْدِ والذِّئابِ والضِّباعِ
وعَنْبَسٌ قَسْوَرَةٌ هِزَبْرُ
جَميعُها لِلأُسْدِ جاءَتْ فادْرُوا
أُسامَةٌ سَاعِدَةٌ فَرافِصَةْ
جاءتْ جَميعَا للأُسُودِ القانِصَةْ
كذلِكَ الضِّرغامُ ثم الضَّيغَمُ
وأيضاً الرِّئْبالُ ثم العَيْصَمُ
كذلك الهِرماسُ أمَّا الشِّبْلُ
والشَّيْعُ والحَفْصُ فهذا الكُلُّ
قدْ جاءَ مَوضُوعاً لأبْناءِ الأسَدْ
[وَ] لَبْوَةٌ في الوَضْعِ للأُنْثَى وَرَدْ
والغِيْلُ والغَرِيْفُ والعَرينُ
مَواضِعُ الأُسْدِ بِها تَكُونُ
وبِيْشةٌ وحَلْيَةٌ والخِيْسُ
خفيفةٌ وغابَةٌ عِرِّيْسُ
كذا عِفِرِّيْنُ وتَرْجٌ والشَّرَى
كذلك الخَفَّانُ أيضاً ذُكِرا
ثم السَّبَنْتَى والسَّبَنْتَاةُ النَّمِرْ
وما بجُرأةٍ وإقدامٍ شُهِرْ
والذِّئْبُ مِنْ أسْمائِهِ العَمَلَّسُ
ونَهْشَلٌ والسِّيْدُ ثم الأطْلَسُ
ذُؤَالَةٌ والسِّلْقُ والسِّرحَانُ
والطِّمْلُ والطِّمْلالُ شِيْذَمانُ
والإِلْقُ والقِلَّوْبُ والقِلِّيْبُ
جميعُها يُفْهَمُ مِنهُ الذِّيْبُ
وأوْسُ والوُلاَّسُ والأزَلُّ
وأرْسَحٌ للذِّئْبِ يأتِي الكُلُّ
ولَغْوَسٌ للذِئْبِ أيْضاً ووَرَدْ
السِّمْعُ والذِّيْخُ جَميعاً للوَلَدْ
إذا أتى مِن ضَبُعٍ وذيْبِ
والضَّبْعُ ادعُها بِلا تَثْريْبِ
بِقُثَمٍ إن شئت أو بِجَيْألِ
وأمِّ خَنَّوْرٍ وأمِّ عِثْيَلِ
وأمِّ عَمْروٍ وبأمِّ عامِرِ
كذلِكَ العَيْلامُ مَع حَضَاجِرِ
ومِثلُهُ عَرْفاءَ أو جَعارِ
وغارُها يُعْرَفُ بالوَجار
والثُّعْلُبانُ ذَكَرُ الثعالبِ
عِكْرِمَةٌ أُنْثى مِن الأرانِبِ
ثَعْلَبَةٌ مَفْهُومَةٌ من ثُرْمُلَة
بِضَمَّةِ الثَّاءِ رَوَتْهُ النَّقَلَة
وخُزُزٌ مُوَحَّدُ الخِزَّانِ
لواحِد الأرانِبِ الذُّكْرانِ
والزِّنَّةُ القِرْدَةُ والقِرْدُ بها
يُكْنَى وقَشَّةٌ أتتْ أيضاً لها
وولدُ الثَّعلَبِ يُسْمَى تُتْفُلا
وهِجْرِساً أيضاً علَى ما نُقِلا
وولد الضَّبْعِ يُسَمَّى فُرْعُلا
وولدُ القِرْدِ يُسمّى هَوْذَلا
وولدُ الأرنَبِ يُسْمَى خِرْنَقا
ودَغْفَلٌ على ابنِ فيلٍ أُطلِقَا
وولد الدُّبِّ يُسَمَّى كَيْسَما
حُنَصْنِصٌ لولدِ الوَبْرِ سُما
والدِّرْصُ والخِنَّوْصُ في التَّعْبيرِ
لولدِ الفارَةِ والخِنْزِيْرِ
بابُ ما يَخْتَصُّ بالظِّباءِ
أنواعِها والوَصْفِ والأسْماءِ
وللظِبَاءِ عندَهم أقْسامُ
العُفْرُ ثم الأدْمُ والآرامُ
فالأعْفَرُ الأهْنَعُ ثُمّ الآدَمُ
ما طالَ مِنْهُ العُنقُ والقَوائِمُ
خَصَّ البياضُ بَطنَهُ لا ظَهْرَهُ
إذ ظَهْرُهُ خُصَّ بِلَوْنِ السُّمْرَةْ
وقِصَرُ العُنْقِ مَع التَّطامُنِ
هو الذي بهَنْعِ الظَّبْيِ عُنِي
والضدُّ منهُ تَلَعٌ والعُفْرَةْ
أنْ يعْلُوَ البياضَ بعضُ الحُمْرَةْ
والرِّيمُ ظَبْيٌ ذو بَياضٍ خَلَصا
والرَّمْلُ مأواهُ به تَخَصَّصا
يُقال فيها إنها ضأنُ الظِّبا
إذ كان لحمُها كثيراً طيِّبا
وجَعَلوا إبْلَ الظِّباءِ الأُدْما
لِغِلْظٍ يَخُصُّ منها اللَّحْما
وعَدْوُها أسْرَعُ والجِبَالُ
مَسْكَنُها والشِّعْبُ والرِّمالُ
وجَمْعُها يأتِي على أُدْمَانِ
كأبْكَمٍ والبُكْمِ والبُكْمانِ
والسِّرْبُ للقَطِيعِ من ظِباء
ومِن قَطا والوَحْشِ والنِّساءِ
والإجْلُ سِربٌ للظِبا والبَقَرِ
ثم الغَزالُ في الظِّبا ذو الصِّغَرِ
والخِشْفُ والشَادِنُ واليَعْفُورُ
مع الطَّلا جَمْعُ الظِّباء فُوْرُ
فَصْلٌ لِما يَخْتَصُ بِوَحْشِيِّ البَقَرْ
مِن الأسامِي كالغَضِيضِ والشَّصَر
الإجْلُ والرَّبْرَبُ كالصُّوَارِ
تُسْمَى بها جَماعَةُ الأبْقَارِ
ثم اللأَى للثَّوْرِ واللآةُ
تَخْتَصُ بالإنَاثِ والرُّواةُ
بَعضُهمْ يَخُصُّ بالأُنثى اللأى
وليْسَ بالمُبْعِدِ فيما قد رَأى
غَيْطَلَةٌ هِيَ اللَّبُونُ في البَقَرْ
والشَّبَبُ المُسِنُّ فيما قد ذُكِرْ
كذا الشَّبُوبُ والمُشِبُّ واللَّهَقْ
يُطْلَقُ للأَبْيَضِ إطْلاقَ اليَقَقْ
ثمَ الأَراخُ للفَتيَّاتِ وَرَد
واحِدُها أَرْخٌ وقد سُمِّيْ الوَلَدْ
بالفَزِّ والبَحْزَجِ ثم الفَرْقَدِ
وبُرْغُزٌ مَعَ الغَضِيضِ فاهْتَدِ
كذاكَ غِفْرٌ وحَسِيْلٌ شَصَرُ
ثم فَرِيْرٌ ذَرَعٌ وجُؤْذُرُ
إِرْوِيَّةٌ أُنثى مِن الأوْعالِ
وهي تُيُوسُ شُمَّخِ الجِبالِ
وجَمعُها أرْوَى بِلا قِياسِ
ثمَ أراوِيٌّ بِلا الْتِباسِ
وواحِدُ الأَوْعالِ يُسْمَى بالوَعِلْ
والغُفْرُ للأرْوِيَّةِ افْهَمْ ما نُقِل
بابُ حَمِيرِ الوَحْشِ وهيَ العانَةْ
والجَمْعُ عُوْنٌ فافْهَمِ الإبانَةْ
وفحلُها المِسْحَلُ لكنْ أخْدَرُ
يَخُصُّ فَحلاً عندَهُم لا يُنْكَرُ
قدْ كَرُمَتْ أولادُهُ فالعَرَبُ
إليهِ صِنفاً من حميرٍ تَنْسُبُ
كلُّ حِمارٍ خَفَّ يُدعَى القِلْوَا
وَوَلَدُ الحِمارِ يُسمَّى العِفْوَا
والأقْمَرُ الأبيضُ فيما وُضِعا
والأحقبُ المُبْيَضُّ حَقْواهُ مَعا
وافهمْ من الجأبِ غليظَ الحُمْرِ
وسَمْحَجٌ خَصَّ الطَّوِيلَ الظَّهْرِ
مِن الإنَاثِ والتي لمْ تَحْمِل
هي النَّحُوْصُ جَمعُهُ فيهِ قُلِ
نَحائِصٌ والتَّوْلَبُ الجَحْشُ وفي
جَمْعٍ لَهُ جَحْشَانُ جاء فاعْرِفِ
بابٌ لأَصْنافِ النَّعامِ يُعْقَدُ
وذِكْرُ أشياءَ بها يَنْفَرِدُ
جماعةُ النَّعامِ في اللِّسانِ
قد سُمِّيَتْ بالخِيْطِ والخِيطانِ
والذَّكَرُ الظَّلِيمُ ثمَ الهِقْلُ
والهَيْقُ والهَيْقَمُ ثم الصَّعْلُ
كذلِكَ النِّقْنِقُ والهِجَفُّ
وصُنْتُعٌ خَفَيْدَدٌ هِزَفُّ
وخَاضِبٌ من الرَّبِيعِ احْمَرَّا
ظُنْبُوبُهُ ورِيْشُهُ وعَرَّا
يَعِرُّ أيْ صاحَ وقالوا عَارَّا
أفْصَحُ بالتَّشْدِيدِ مِثْلُ احْمَارَّا
وذاكَ في ذُكُورِها عِرَارُ
وفي الإناثِ وَحْدَها زِمَارُ
وموْضِعٌ لِبَيْضِها أُدْحِيُّ
لأنَّهُ بِرِجْلِها مَدْحِيُّ
بابٌ لِما يَخْتَصُّ بالطيورِ
مِن الفَصِيحِ الجَيِّدِ المَأثُورِ
المَضْرَحِيُّ النَّسْرُ فيه عِظَمُ
وهو من القَشْعَمِ أيضاً يُفْهَمُ
واحِدُ أفْراخِ الحَمامِ جَوْزَلُ
والشَّوْذَنِيْقُ الصَّقْرُ وهو الأَجْدَلُ
كذا القُطاميُّ ولِلْعُقابِ
تُسْتَعْمَلُ اللِّقْوَةُ في الصَّوابِ
وهيَ الخُدَارِيَّةُ والفَتْخاءُ
كِلاهُما في وصْفِها سَواءُ
وربَّما قالُوا لها شَغْواء
وجاءَ في أسمائِها الشَّقْذَاءُ
فَرْخُ العُقابِ ضَرِمٌ والهَيْثَمُ
فَرْخٌ لِنِسْرٍ أو عُقَابٍ فافْهَمُوا
ثم افْهَم القَطا من الغَطاطِ
كأوَّلِ الصُّبْحِ مِن الغُطاطِ
غَطاطَةٌ مُفْرَدَةُ الغَطاطِ
ويُطْلَقُ الخُطَّافُ لِلْوَطْواطِ
والهَوْذَةُ القطاةُ ثُمَّ الصُّلْصُلَة
فاخِتَةٌ فيما رواه النَّقلة
عِكْرَمَةٌ واحِدَةُ الحَمامِ
والحاتِمُ الغُرابُ في الكَلامِ
حُرُّ على فَرخِ الحَمامِ جَارِي
وسَاقُ حُرٍّ ذَكَرُ القُمَارِي
ثم ذواتُ الطوقِ كالفَوَاخِتِ
والوَرَشَان والقَطا إنْ كانتِ
دواجِناً أو مِن ذواتِ البَرِّ
فلَفْظَةُ الحَمَامِ فيها تَجْرِي
والأَصْمَعِيُّ عنْدَهُ الحَمَامُ
دواجِنٌ وغَيْرُها اليَمَامُ
وعَكْسُ هذا قَدْ رأى الكِسائِي
ما في الكِتابِ غيرُ هذا الرَّائِي
والعَيْنُ مِنْ قدْ نَعَقَ الغُرابُ
مُهْملَةُ هَذا هو الصَّوابُ
وإنْ تَشَأْ قُلْ شَحَجَ الغُرابُ
كذلك النَّعِيْبُ والتَّنْعَابُ
والعُتْرُفانُ الدِّيْكُ والعُتْرُوفُ
هو الخبيثُ مثلُهُ العِتْرِيفُ
والصُّرَدُ المشؤُومُ بالوَاقِ دُعي
وأخْيَلٌ مِن الشِّقِرَّاقِ وُعي
وقَد أَتى أيضاً عليهِ الأخْطَبُ
تَراهُ مَشْؤُوماً لَدَيْها العَرَبُ
والنُّغَرُ العُصْفُورُ ثم البُلبُلُ
هو الكُعَيْتُ فاعْلَمَنَّ والحَجَلُ
ذُكُوْرُها واحِدُها يَعْقُوبُ
وطائِرٌ ذُو صِغَرٍ يَعْسوْبُ
أطْوَلُ مِن جَرادَةٍ في القَدْرِ
تُشَبَّهُ الخيلُ به الضُّمْرِ
والسُّلَكُ اليعقوبُ ثم السُّلَكَةْ
مِن الإِنَاثِ لامُها مُحَرَّكةْ
ثُم ذُكُورُ البُومَةِ الفَيَّادُ
والهَامُ والصَّدَى لَها اتِّحادُ
وَذَكَرُ الحُبَارَيَاتِ الخَرَبُ
والجَمْعُ خِرْبَانٌ حَكاهُ العَرَبُ
والفَرْخُ مِنْها بالنَّهارِ قدْ دُعِي
واللَّيْلُ فَرْخُ الكَرَوَانِ فاسْمَعِ
ثم الغَرَانِيْقُ طُيُورُ المَاءِ
جِمَاعُ غَرْنِيْقٍ بِلا امْتِراءِ
وجَاء غُرْنُوقٌ وغِرْنَوْقٌ مَعا
غُرَانِقٌ في جَمْعِهِ قَد سُمِعا
وطائِرٌ يُعْرَفُ بالمُكَّاءِ
يُكْثِرُ فِي الرَّوْضِ مِن المُكَاءِ
وذَكَرُ الدُّرَّاجِ حَيْقُطانُ
وسُبَدٌ جِماعُهُ سِبْدانُ
لطائِرٍ عَن رِيْشِهِ يَزِلُّ
لِلِيْنِهِ القَطْرُ فَلا يَبْتَلُّ
وطائِرٌ دُونَ العَصَافِير الوَصَعْ
وفِي طُيُورِ اللَّيْلِ كالهامِ الضُّوَع
وبِرْقَشٌ بالْكَسْرِ للشَّرْشُوْرِ
وَهو صَغِيرٌ مُشْبِهُ العُصْفُورِ
والطائِرُ الَّذِي اسْمُهُ تَنَوُّطُ
وجَاءَ أيضاً فِي اسْمِهِ تُنَوِّطُ
يُفْرِخُ في خُيُوطَةٍ دَلاَّها
كَذَاكَ مِنْ شَجَرَةٍ عَلاهَا
ثمَ خِسَاسُ الطَّيْرِ بالبُغَاثِ
سُمِّيَ في لُغاتهِ الثَّلاثِ
ثم جَناحَا طائِرٍ سِقْطاهُ
ثمَ الجَنَاحُ أَرْبَعٌ أعْلاهُ
قَوادِمٌ وأرْبَعٌ مَناكِبُ
وأربَعُ كُلَىً لها صَواحِبُ
ثمَ الخَوافِي بَعدَها الأباهِرُ
فعِدَّةُ الكُلِّ لِمَنْ يَعْتَبِرُ
عِشْرونَ ثمَ صاحِبُ الصِّحاحِ
يَرَى الكُلَى في آخِرِ الجَناحِ
عِفْرِيَةٌ شَعْرُ القَفا مِن الأسَدْ
والدِّيكِ وهو العُرْفُ فيما قد وَرَدْ
وافْهَمْ من القَيْضِ قُشُورُ البَيْضِ
والغِرْقِئُ القِشْرَةُ تحتَ القَيْضِ
وقَولُهُمْ قدْ أَصْفَتِ الحَمامَةْ
وأصْفَتِ السَّماءُ والغَمامَةْ
أيْ بَيضُها ومَاؤها قَد انْقَطَعْ
ومثلُهُ الشَّاعِرُ أصْفَى فاسْتَمِعْ
بابُ أسْماءِ النَّحْلِ والجَرادِ
وَحَشَراتِ الأرضِ كالقُرَادِ
الثَّولُ والدَّبْرُ معاً والخَشْرَمُ
جماعةُ النَّحْلِ بِها تَنْفَهِمُ
ومَلِكُ النَّحْلِ هو اليَعْسُوبُ
والأوْبُ للنحلِ أتَى والنُّوْبُ
وسَمِّ بالسِّرْوِ جَراداً إذْ صَغُرْ
ثم دَباً يَصِيْرُ فِيما قد ذُكِرْ
ثمّ إذا مَاجَ هو الغَوْغَاءُ
هذا وأخْلاطُ الوَرَى سَواءُ
فيهِ ويُسْمَى بَعْدَ ذا كُتْفانا
ثم إذا تَخَطَّطَ الخَيْفَانا
واحِدُها خَيفَانَةٌ والطِّرْفُ
في الشِّعْرِ قَد جَاء لهُ ذا الوَصْفُ
وأمُّ عَوْفٍ كُنْيَةُ الجَرادَةْ
وقِطْعَةُ الجَرادِ مُسْتَفادَةْ
مِن لَفْظةِ الرِّجْلِ ومِنه يَقْرُبُ
مُصَوِّتٌ في الحَرِّ وهو الجُنْدُبُ
ثم الصَّدَى شَبيهُهُ والجُدْجُدُ
له مع الصَرَّارِ كُلٌّ يُورَدُ
وذَكَرُ الجَرادِ يُسْمَى عُنْظُبا
كَذَكَرِ الخُنْفُسِ يُسْمَى حُنْظُبا
والأُفْعُوانُ ذَكَرُ الأفاعِي
والحَيَّةُ افْهَمْها مِن الشُّجاعِ
والأيْمُ والنَّضْنَاضُ والشَيْطانُ
والصِّلُّ والأرقَمُ والثُّعْبانُ
والحِضْبُ والحُفَّاثُ والحُبَابُ
الكُلُّ في المَعنَى له اقْتِرابُ
كذلك ابنُ قِتْرَةٍ والأَصَلَة
فاحْفَظْ أَسَامِيها لها مُحَصِّلَة
والعُقْرُبانُ ذَكَرُ الْعَقْارِبِ
والشِّبْدِعُ العَقْربُ عندَ العَرَبِ
واللَّسْبُ والوَكْعُ معاً والأَبْرُ
كاللَّدْغِ للعَقْرَبِ يأْتِي فَادْروا
والنَّكْزُ ثم النَّهْشُ للحيَّاتِ
والنَّشْطُ كالعَضِّ لها قدْ ياتِي
والحُمَةُ السُّمُّ مِن العَقارِبِ
خَذَرْنَقٌ لِذَكَرِ العَنَاكِبِ
والهَمَجُ البَعُوضُ أمَّا القَمَعُ
فهو ذُبَابٌ أزْرَقٌ والخَوْتَعُ
يُقالُ للصَّغيرِ فِي الذُّبابِ
والخَازِبَازُ لازِمُ الأعْشَابِ
والذَّرُّ يأتِي لِصِغارِ النَّمْلِ
وبَيْضُهُ المَازِنُ فاحْفَظْ نَقْلِي
والعَلَسُ القُرَادُ والبُرَامُ
ثم صِغارُهُ هي القَمْقامُ
قَمْقامَةٌ واحِدُها الصَّغِيرُ
حَمْنانَةً مِن بَعدِهِ يَصِيرُ
وبعدَهُ القُرادُ ثم الحَلَمَةْ
ثمَ يَصِيرُ بعدَ ذا مُتَّسِمَة
بالعَلِّ والطِّلْحِ وأمَّا القُمَّلُ
فلِلشَبِيهِ بالقُرَادِ يُنْقَلُ
واللَّيْثُ صَيَّادُ الذُّبابِ فاعْقِلِ
مِن العَناكِبِ القِصارِ الأرْجُلِ
كالوَزَغِ العَظاءُ لا بلْ أكْبَرُ
حِرْبَاءَةٌ أمُّ حُبَيْن الذَّكرُ
بِغَيرِ تاءٍ جَمعُهُ حَرابِي
والحَارِشُ الصَّائدُ للضِّبابِ
والظَّرَبانُ واحِدُ الظِّرابِ
وواحِدُ الظِّرْبَى بِلا ارْتِيابِ
دُوَيْبةٌ قد ضَرَبُوا بِها المَثَلْ
فِي الفَسْوِ للنَّتْنِ الَّذي بِها حَصَلْ
والشِّقْذُ فاعْلَمْ ولَدُ الحِرْباءِ
والعَضْرَفُوطُ ذَكَرُ العَظَاءِ
وشَحْمَةُ الأرْضِ هِيَ الأُسْرُوعُ
بِنْتُ النَّقا أيضاً لها مَوْضُوعُ
قَد شَبَّهُوهَا بِأَصَابِع النِّسا
طُوْلاً ولَوْنَاً يَقَقاً ومُلْسَا
والسُّرْفَةُ الوَارِدُ فِيها المَثَلُ
دُوَيْبَةٌ يَحْسُنُ مِنها العَمَلُ
تَبْنِي لها بَيْتاً بِناءً حَسَنا
كَهَيْئَةِ النَّاوُوْسِ صُنْعاً مُتْقَنا
ثم القَرَنْبَى قَد أتَى بالقَصْرِ
لِدَابَّةٍ كالخُنْفُسَاءِ فَادْرِ
والخَيْطَلُ الهِرُّ ولَفْظُ الجُخْدَبِ
فِي الوَزْنِ والمَعْنَى كَلَفْظِ الجُنْدَبِ
والحَشَراتُ بَعْضُها اليَرْبُوعُ
والضَّبُ والفأرَةُ ذا الجَمِيعُ
واحِدُهَا حَشْرَةٌ والشَّيْهَمُ
لِذَكَرِ القُنْفُذِ أمَّا الغَيْلَمُ
فإنَّهُ لِذَكَرِ السَّلاحِفِ
والرَّقُّ للعَظِيمِ منها فاعْرِفِ
والْوَبْرُ كالسِّنَّوْرِ ثُمَّ الصَّنُّ
بَوْلٌ لهُ وبَيْضُ الضَّبِّ مَكْنُ
فِراخُهُ الحُسُولُ والشُّحُومُ
مِنه الكُشَى والضِّفْدَعُ العُلْجُومُ
وذَكَرُ الضَّبِّ هو الحِرْذَوْنُ
وقِيلَ شَيْئانِ يَقِلُّ البَوْنُ
بَينَهُما والفَأْرَةُ الصَّمَاءُ
زَبَّابَةٌ والفَأْرةُ العَمْيَاءُ
خُلْدٌ وخِلْدٌ ذا وذا والدُّلْدُلُ
للقُنْفُذِ العَظيمِ مِنها يُنْقَلُ
والضَّيْوَنُ الهِرَّةُ وابْنُ عِرْسِ
مُرَادِفُ السُّرْعُوْبِ ثم النِّمْسِ
بابُ نُعُوتِ الأرضِ والقِفارِ
وكلِّ ما عُدَّ مِن الصَّحارِي
وكُلُّ أرْضٍ ليسَ فِيها ماءُ
مَفَازَةٌ جَاءَتْ لَها أسْمَاءُ
التِّيْهُ والمَهْمَهُ والتِّيْهاءُ
والدَّوُّ والدَّوِيُّ واليَهْمَاءُ
والسَّهْبُ والفَلاةُ ثم السَّبْسَبُ
كَذاكَ سُبْرُوتٌ حَكاهُ العَرَبُ
ثمَ مَلاً ومَيْلَعٌ صَرْماءُ
كَذلكَ الدَّيْمُومُ والصَّحْراءُ
بَرِّيَّةٌ والقِيُّ والقَوَاءُ
والقَفْرُ ثُم المَرْتُ والخَلاءُ
جَميعُها الخَالِي عَن النَّباتِ
ذو المَاءِ فِي رِوايةِ الثِّقاتِ
كَذلِكَ المَوْمَاةُ والمَوامِي
والهَوْجَلُ الخَالِي عَن الأَعْلامِ
كَذلِكَ اليَهْمَاءُ ثُم البَسْبَسُ
فيما خَلا عَن كُلِّ شَيءٍ يُونَسُ
كالْقَفْرِ فاعْلَمْ وكَذاكَ البَلْقَعُ
وقِيل للأرْضِ الَّتِي تَتَّسِعُ
والسَّهْبُ والفَدْفَدُ والرَّهاْءُ
والخَرْقُ والسَّرْبَخُ والخَوْْقاءُ
والسِّيُّ والفَضَاءُ والعَراءُ
ومُهْوَأَنٌّ وكَذا سَهْواءُ
والبَيْنُ والمِيْلُ لِمَدِّ البَصَرِ
مِن كلِّ أرْضٍ فاخْبُرَنْ وخَبِّرِ
والمُسْتَوِي السَّمْلَقُ ثم الصَّفْصَفُ
والفَيْفُ والصَّحْصاحُ أيْضاً فاعْرَفُواِ
والقَاعُ والصَّحْصَحُ والفَيْفاءُ
والصَّحْصَحَانُ مِثْلُهُ سَوَاءُ
والخَبْتُ والغَائِطُ ثم الغامِضُ
كُلٌّ بِمَعْنَى المُطْمَئِنُّ نَاهِضُ
وأبْطَحُ الوَادِي مَع البَطْحَاءِ
بَطْنٌ لهُ وهوَ مَسِيلُ الماءِ
والجِزْعُ لِلْوادِي هو المُنْعَطِفُ
والأرْضُ بَيْنَ الجَبَلَيْنِ نَفْنَفُ
وجَلْهَتَا الوادِي هُما حَرْفاهُ
سِرَّتُهُ أفْضَلُ ما حَواهُ
كَذلِكَ البُعثُوطُ والسِّرَارَةْ
وبُعْثُطٌ فِي اللُّغَةِ المُخْتارَةْ
أمَّا غَلِيظُ الأرضِ فالحَزِيْزُ
أحِزَّةٌ في جَمعهِ يَجُوزُ
كذلك الحِزَّانُ والزَّيْزاءُ
والحَزْنُ في أسْمائِها سَواءُ
وجاءَ مِن أسمائِها الحَوْمَانَةْ
فاحْفَظْ مَقالاً واضِحَ الإبانَةْ
وقِيلَ في صُلْبِ المَكانِ فَدْفَدُ
كذلكَ المَعْزاءُ ثم القَرْدَدُ
وحَرَّةٌ تُجْمَعُ بالحِرارِ
أرضٌ غَدَتْ مُسْوَدَّةَ الأحْجارِ
ولابَةٌ ولُوْبَةٌ ونُوْبَة
تأْتِيكَ في أسمائِها مَحْسوبَةْ
طِيْنٌ وأحْجَارٌ بِها الرِّمالُ
مُخْتَلِطاتٌ أرضُها يُقالُ
فيها هيَ الأَبْرَقُ والبَرْقاءُ
ثُم الأيَادِيْمُ به يُجَاءُ
للأرَضِيْنَ صُلْبَةً والمُفْرَدُ
في أحَدِ القَولَينِ ليسَ يُوجَدُ
والأرْضُ كالجَبُوبِ والجَدالةْ
ووَجْهُهَا الأدِيْمُ لا محالَةْ
بابُ الذي جاءَ عَن الأعْرابِ
مُخَصَّصاً بالرَّمْلِ والتُّرابِ
معنى الصَّعِيْدِ والبَرَا التُّرابُ
كَذلِكَ الدَّقْعَاءُ والتَّوْرابُ
وجاءَ تَيْرابٌ وتُرْبٌ تُوْرَبُ
وتَرْباءُ تِرْيَبٌ وتَيْرَبُ
والتُّرْبَةُ الرِّخْوَةُ والبَوْغاء
بالمَدِّ في المَعنَى هُما سَواءُ
أمَّا الغُبارُ فهو العُثانُ
وقِيلَ بل مَوضُوعُهُ الدُّخانُ
والتلُّ مِن رَمْلٍ هو الكَثِيْبُ
وكُلُّ مَجْمُوعٍ هو المَكْتُوبُ
ورملةٌ لا تُنبِتُ الجَرْعاءُ
إذا غَدَتْ وهيَ لها اسْتِواءُ
وعُقْدَةُ الرَّمْلِ هيَ المَيْلاءُ
إنْ ضَخُمَتْ وَرمْلَةٌ وَعْساءُ
لَيِّنَةٌ والحَبْلُ ما اسْتَطالا
مِن الرِّمالِ فافْهمْ المَقالا
والرَّمْلُ ذو اللِّيْنِ هوَ الرَّغامُ
ولِلتُرابِ قَالَهُ أقْوَامُ
ثمَّ الهَيَامُ ما يَسِيلُ لِيْنا
ورِقَّةً من رَمْلةٍ يَقِينا
والوَعْثُ ما تَغِيبُ فيهَ الأرْجُلُ
سُهُولَةً ووَعَساً والعَوْكَلُ
لِرَمْلَةٍ عَظيمَةٍ والتاءُ
بِها لتأنِيْثٍ لهُ يُجاءُ
مُنْقَطِعُ الرَّمْلِ اللِّوَى ثُمَّ اللَّبَبْ
ما رَقَّ مِنهُ ولَهُ أُوْلَى الرُّتَبْ
فإنْ يَزِدْ سُمِّيَ بالعَدَابِ
وبَعْدَهُ السِّقْطُ لَدَى الأعْرابِ
فإنْ يَزِدْ شيئاً فذاكَ العَوْكَلُ
ثمَ الكَثِيْبُ ثمَ قُلْ عَقَنْقَلُ
فإنهُ لِمُعظمِ الرِّمالِ
فاجْعَلْهُ في آخِرِ ذي الأحْوالِ
والدِّعُصُ مِنهُ قِطْعَةٌ تُدارُ
والحِقْفُ لِلرَّمْلِ الَّذي يُشارُ
إليهِ بالتَّعْويْجِ ثُمَّ العَقِدُ
وعَانِكٌ رمْلٌ لهُ تَعَقُّدُ
ورَمْلَةٌ كَثِيرةُ الأشْجارِ
هِدَمْلَةٌ وهوَ بِلا إنكارِ
خَمِيلَةٌ والعاقِرُ العَظِيمُ
مِن كُلِّ رَمْلٍ نَبْتُهُ معدومُ
ومُعْظَمُ الرَّمْلِ الذي يَنْقَطِعُ
عنهُ يُسَمَّى بالصَّرِيمِ فاسْمَعُوا
وعَثْعَثٌ ظَهْرُ الكَثِيبِ السَّهْلِ
فهذِهِ طُرّاً أسَامِي الرَّمْلِ
بابٌ لِما جاءَ مِن المَقالِ
يَخْتَصُّ بالأحْجارِ والجِبالِ
الطَّوْدُ والطُّوْرُ معاً للجَبَلِ
والباذِخُ السَّامِي الطَّويلُ المُعْتَلِي
وقَد يُسَمَّى شامِخًا وشاهِقا
والنِّيْقُ للأعْلَى أتَى مُطابِقا
والشِّعْبُ بالكَسْرِ طرِيقٌ في الجَبلْ
فَرْدُ شِعابٍ قد أتَى فيها المَثَل
ثم رُؤوسُ الجَبَلِ الشِّعَافُ
والواحِدُ الشَّنْعُوفُ والشِّنْعافُ
شَعَفَةٌ أيضاً ولَفْظُ الأخْشَبِ
لِلخَشِنِ العظيمِ عِندَ العَربِ
وجاء كالشِّنعافِ فيما وُضِعا
لَفْظَةُ شِمْراخٍ وشِنْخابٍ معا
والرَّعْنُ أنفُ الجبلِ المُقَدَّمُ
فَرْدُ رُعُوْنٍ ورِعانٍ فافْهَمُوا
والرِّيْدُ ثم الحَيْدُ حَرْفُ الجبلِ
وحَيْدَةٌ عُقْدَةُ قَرْنِ الوَعِلِ
وكُلُّ أصْلٍ للجِبال جَرُّ
وسَفْحُهُ الأسْفَلُ منهُ فادْرُوا
عُرْعُرَةٌ مَفْهُومُهُ أعلَى الجَبلْ
ولكِن الحَضِيْضُ منهُ ما اسْتَفلْ
والسَّنَدُ المَفْهُومُ منهُ ما عَلا
مِن جبلٍ عَن سَفْحِهِ مُسْتَقْبلا
والسَّنَدُ البارِزُ مِن أصْلِ الجَبلْ
مُرْتَفِعاً عَن سَفْحِهِ الذي اسْتَفَلْ
وأَطْلِقْ الهِضَابَ مِن غَيرِ غَلَطْ
علَى جِبالٍ فوقَ أرضٍ تَنْبَسِطْ
والأَكَمُ الواحِدُ منها أَكَمَةْ
وهَضْبَةٌ من لفظِها مُنفهمة
والأَكَمُ الجَمعُ لهُ إكامُ
ثُمَّتَ أُكْمٌ ثُمَّتَ الآكام
والظَّربُ المجموعُ بالظِّرَابِ
موضُوعُهُ صَغِيرَةُ الرَّوابِي
ونَجْوَةٌ جِماعُها نِجاءُ
لمُعتَلِي الأرضِ بها يُجاءُ
والقُفُّ مَجْمُوعاً على قِفافِ
مُرْتَفِعُ الأرضِ بِلا خِلافِ
ثم الثَنَايَا طَرَفُ العِقابِ
ورَبْوَةٌ لواحِدِ الرَّوابِي
والقَارُ والقَارَةُ ثم القُوْرُ
رابِيَةٌ أو جَبلٌ صَغيرُ
والنَّشزَ اذكُرْ للمكانِ المُرتَفِعْ
كذلكَ اليَفَاعُ فيما قد وُضِعْ
وذِرْوَةٌ وقِمَّةٌ وقُنَّةْ
وقُلَّةٌ وُحِّدَ مَعْناهُنَّهْ
مُرْتَفِعُ الأرضِ الغَلِيظِ بالصَّمْدِ
يُنْعَتُ والزُّبَى مَحافِرُ الأُسْدِ
مُرْتَفِعَاتٌ عَن سُيُولِ السُّيَّلِ
فافْهَمْ بِهذا السِّر معنَى المَثَلِ
وفي المَفازاتِ الصُّوَى أعْلامُ
من حَجَرٍ كذلِكَ الآرَامُ
وإرَمٌ واحِدهَا واليَرْمَعُ
حِجَارَةٌ بِيْضٌ رِقَاقٌ تَلْمَعُ
حِجارةُ النَّارِ هيَ الصَّوَّانُ
ومَا لها حَدٌّ هيَ الظِّرانُ
والصُّلَّبُ المِسَنُّ والأتَانُ
ضَخْمٌ من الأحْجارِ والكَدَّانُ
ما ليسَ بالصُّلبِ ومِن سِلامِ
تُفْهَمُ أحْجَارٌ بلا إبهامِ
والمَرْوُ بَرَّاقٌ مِن الأحْجارِ
بِيْضٌ لها صَلاحُ قِدْحِ النارِ
ورِخْوَةٌ ذاتُ بَيَاضٍ بَصْرَةْ
وقد أتى الجُلْمُودُ مِثْلَ الصَّخْرَةْ
كذلكَ الصَّفْوانُ والصَّفْواءُ
مَعَ الصَّفاةِ كُلُّها سَواءُ
ثم اللِّخافُ وهي جَمْعُ لَخْفَةْ
عَريضَةً رقِيقَةً و النِّشْفَةْ
ساكِنَةُ العَينِ كَمِثْلِ النَّشَفَةْ
لِحَجَرِ الأقْدَامِ مُسْوَدَّ الصِّفَة
مُفَتَّتُ الأحْجَارِ والتُّرابِ
بِكِثْكِثٍ يُسْمَى لَدَى الأعْرابِ
بابٌ لأسْماءِ صُنوفِ الأبْنِيَةْ
وكُلُّ ما أشْبَهَها كالأخْبِيَةْ
المَنْزِلُ الرّبْعُ لهُ قد وضَعُوا
ومَنْزِلُ القَوْمِ رَبِيعاً مَرْبَعُ
ومَوضِعٌ أهلُوهُ فيهِ كانوا
مَغْنىً ومَهمَا أُطْلِقَ المَعَانُ
فافْهم مَحَلَّ القَومِ والحِواءُ
جَماعةُ البُيُوتِ والخِباءُ
بيتٌ مِن الصُّوفِ أو الأوْبَارِ
والخَيْمَةُ البَيتُ مِن الأشْجارِ
وسَمِّ بيتَ الشَّعْر بالمِظَلَّةْ
ومَوضِعاً كَصُفَّةٍ بِظُلَّة
وسَمِّ بالطِّرافِ بَيتَ الأَدَمِ
وإنْ تُسَمِّ قُبَّةً لم تُلَمِ
والطَّلَلُ الشَّاخِصُ بالدِّيارِ
والرَّسْمُ مَا كَانَ مِن الآثارِ
في الأرضِ مِثلُ البَعْرِ والرَّمادِ
والدِّمَنُ الآثارُ كالسَّوادِ
والأَسُّ ما يبْقَى مِن الرَّمادِ
بينَ الأَثافِي فاتَّبِع إرْشَادِي
والنُّؤيُ ما أحاطَ بالخِباءِ
ونَحْوهِ لِمَنْعِ سَيْلِ الماءِ
والمَوضِع الخَالِي عَن البِناءِ
بينَ البُيُوتِ الواسِعِ الفَضاءِ
بِعَرْصَةٍ يُسْمَى وعُقْرُ الدَّارِ
كأصْلِها مِن غيرِ ما إنكَارِ
والأرضُ والضِّياعُ والدِّيارُ
وكُلُّ ما أشْبَهَها عَقَارُ
وقاعَةٌ وإنْ تشأ فَقَاحَةْ
لِساحَةِ الدَّارِ كَذاكَ البَاحَةْ
ووَسَطُ الدَّارِ هوَ البُحْبُوحَةْ
وصَرْحَةٌ فِي عَرْصَةٍ صَرِيْحَةْ
والصَّرحُ جاءَ للبِناءِ المُرْتَفِعْ
والبَهْوُ يأتِي للفَضاءِ المُتَّسِعْ
أمام بيتٍ والوصيدُ البابُ
ويُفْهَمُ الفِناءُ والجَنابُ
مِن لَفْظةِ الوَصِيدِ والمَعنى اتَّحَدْ
وقُلْ لقدْ أوْصَدتُ بابِي فانْوَصَدْ
والفَدَنُ القَصْرُ كذاكَ المَجْدَلُ
والغُرْفَةُ المِحرابُ فيما يُنْقَلُ
وجاءَ للغُرْفَةِ أيضاً مَشْرُبَة
بالضمِّ والفَتْحِ كَلفظِ المَتْرَبة
ثمَ المُشَيَّدُ البِناءُ العَالِي
ثمَ المَشِيْدُ ما طلاهُ الطَّالِي
بالشِّيْدِ أيْ بالجِصِّ وهو النُورَةْ
وجاءَ مِن أسمائِهِ المَذْكُورَةْ
الكِلْسُ والصَّارُوجُ والجَيَّارُ
وقَرْمَدٌ جاءَتْ بهِ الأشْعارُ
فصل في الأبنية المجتمعة
وقَرْيَةٌ أبْنِيَةٌ مُتَّصِلَةْ
فيها القَرَارُ والقُرَى مُسْتَعْمَلَةْ
في جَمعِها مِن غيرِ ما قِياسِ
وتَدْخُلُ المُدْنُ بِلا إلباسِ
فيها وأمَّا لَفظةُ الأمْصارِ
فَقَدْ أَتَتْ لِلمُدُنِ الكِبارِ
مَدِيْنَةٌ وقَرْيَةٌ بِالمَدَرَةْ
قد سُمِّيا وبَحْرَةٌ مُعْتَبَرَةْ
لِبَلْدَةٍ وجَمعُها بِحارُ
ثم قُرى تَنْفَرِدُ الأمْصارُ
عنها هيُ الكُفُورُ أمَّا الكَفْرُ
فإنَّهُ الواحِدُ منها فادْرُوا
بابٌ لِما خُصَّتْ بهِ الرِّياحُ
مِن كَلِمٍ أطلَقَها الفِصاحُ
ولِلرِياحِ أُمَّهاتٌ أرْبَعُ
وهيَ الصَّبا لها القَبُوْلَ وَضْعُوا
مَهَبُّها مَطْلَعُ أوَّلِ الحَمَلْ
أيْ مَشْرقُ الشَّمْسِ إذا الوقْتُ اعْتَدَلْ
ثمَ التي تُقابِلُ القَبُولا
هي الدَّبُورُ هَكذا قَد قِيْلا
ثمَ الَّتي الشَأمُ لَها هُو المَهَبّْ
بِلَفْظِةِ الشِّمالِ سَمَّاها العَربْ
مَهَبُّها قُطْبُ الشِّمالِ البادِي
ما حَوْلَهُ مِن أكْثَرِ البِلادِ
وجاء فيها شَمَلٌ وشأْمَلُ
ثم شَمَاءَلٌ وأيضا شَمْأَلُ
ثم الجَنُوبُ وهيَ مِن نَحْوِ اليَمَنْ
وقَد تُسَمَّى بالنُّعَامَى فافْهَمَنْ
ومَحْوَةُ اسْمٌ للشَّمالِ عَلَمُ
وقيلَ للدَّبُورِ جاءَتْ فافْهَموا
والأيْرُ والهَيْرُ معاً والنِّسْعُ
ريح الشِّمال وهيَ أيضاً مِسْعُ
وسَمِّ بالنَّكْباءِ ما يَهُبُّ
ما بينَ رِيْحَينِ الجَمِيعُ نُكْبُ
وإنْ تكُنْ بينَ الجَنُوبِ والصَّبا
فهي من النُّكْبِ تُسمَّى أَزْيَبا
وإنْ تكُنْ بينَ الدَّبُورِ والشَمَلْ
فالجِرْبِياءَ سَمِّها نِلْتَ الأمَلْ
والهَيْفُ رِيْحٌ هيَ ذاتُ حَرِّ
والحَرْجَفُ الصَّرْصَرُ ذاتُ الصَرِّ
عَرِيَّةٌ أيضاً لِرِيحٍ بَرَدَا
ثمَ البَلِيْلُ ذاتُ بَرْدٍ ونَدَى
ودَائِمٌ هُبُوبُها حُرْجُوجُ
وما لها صَوْتٌ هيَ الهَدُوْجُ
ومِثْلُهُ النَّائِحةُ النَّؤوجُ
وأيضاً المِهْدَاجُ والخَجُوجُ
مَعَ الخَجُوجاةِ لِرِيحٍ تَلْتَوِي
عندَ الهُبُوبِ هَكذا عَنهمْ رُوِي
سَوافِنٌ لِمُطْلَقِ الرِّياحِ
أمَّا سوافِي ففي الاصْطِلاح
مُثِيْرَةُ التُّرابِ والحَواصِبُ
رَامِيَةُ الحَصْباءِ ثم الحاصِبُ
واحِدُها وجاءَتْ الإعْصارُ
لِما بِها يَرتَفِعُ الغُبارُ
إلى السَّماءِ مُشْبِهاً لِلْعُمْدِ
وقِيلَ مَا يُثِيرُ سُحْبَ الرَّعْدِ
وهيَ التي قدْ سُمِّيَتْ بالزَّوْبَعَةْ
وقُلْ أعاصِيرُ لها مُجْتَمِعَةْ
ثم الرَّوامِسُ التي تَمْحُو الأَثَرْ
ورَمْسُ شَئٍ دَفْنُهُ فيما اشْتَهَرْ
وذاتُ شِدَّةٍ وحَرٍّ بَوْرَحُ
وجمعُها بَوارِحٌ والبُرَّحُ
بالضمِّ فيها لُغَةٌ والعاصِفُ
شَدِيْدَةُ الهُبُوبِ وهيَ القاصِفُ
كَذالكَ السَّيْهُوكُ والسَّيْهُوجُ
ومِثْلُهُ السَّيْهَكُ والدَّرُوجُ
سَرِيْعَةُ المَرِّ كَذا السَّفْواءُ
ثمَ التي تُقْتَلَعُ الأشْياءُ
بِعَصْفِها قدْ سُمِّيَتْ هَوْجاءَ
وأَنْشَدُوا عليهِ بيتاً جاءَ
جَرَتْ عليهِ كُلُّ رِيحٍ رَيْدَةِ
هَوْجَاءُ سَفْواءُ نَؤُوجُ الغَدْوَةِ
زَعازِعٌ والزَّعْزَعانُ الزَّعْزَعُ
لِذاتِ شِدَّةٍ بها تَزَعْزُعُ
ورَيْدَةٌ ورادَةٌ رُخَاءُ
رَيْدانَةٌ بِكلِّها يُجاءُ
لذاتِ ليْنٍ ثُمَّ جَمْعُ المُعْصِرَةْ
المُعْصِراتُ للرِّياحِ المُمْطِرَةْ
وقِيلَ بلْ لِلسُّحُبِ المَطِيرَةْ
وقُلْ لِريْحٍ قَدْ غَدَتْ مُثِيرةْ
للسُّحْبِ من دُونِ الحَيا العَقِيمُ
والنَّفْحُ ذو الضَّعْفِ هو النَّسِيمُ
ويُطْلَقُ السَّهامُ والسَّمُومُ
لكُلِّ رِيْحٍ حَرُّها عَظِيمُ
والمُوْرُ للتُّرابِ إذْ تُثِيرُهْ
رِيْحٌ وأمَّا كُلُّ ما تُطِيْرُهْ
منهُ على الثِّيابِ والوُجُوهِ
فاسْتَعْمِلَنْ لَفْظَ الهَباءِ فيهِ
والرِّيحُ في قَولِكَ يَومٌ رَيِحُ
وَصْفٌ لهُ معناهُ فيهِ رِيْحُ
والرَّاحُ مثلُهُ يُقال الغَبَرَةْ
جاءَتْ عليْها هَبْوَةٌ مُقْتَصَرَةْ
بابٌ لِما جاءَ عَن الأعْرابِ
مِن كَلِمٍ تَخْتَصُّ بالسَّحابِ
الغيمُ والمُزْنُ مع العَنانِ
يُفْهِمُكَ السَّحَابَ في اللِّسانِ
كذلِكَ الغَمَامُ والرَّبَابُ
غَيْمٌ عَلا مِن فَوْقِهِ السَّحابُ
والغَيْمُ ذو الرِّقَّةِ بالطَّهاءِ
يُسْمَى وبالطّخَاءِ والعَمَاءِ
ثم الحَبِيُّ للسَّحابِ المُشْرِفِ
والأبْيَضُ الصَّبِيْرَ يُدْعَى فاعْرِفِ
ثم النَّشاصُ للسَّحابِ المُرْتَفِعْ
بَعْضٌ لهُ مِن فوقِ بَعْضٍ فاسْتَمِعْ
ومِثلُهُ الكِرْفِئُ والكَنَهْوَرُ
هو العظيمُ من سَحابٍ يَظهَرُ
والمُكْفَهِرُّ للغَلِيظِ الأسْودِ
يَرْكَبُ بَعْضٌ منهُ بَعضاً فاهْتدِ
والقَلَعُ الواحِدُ منه قَلَعَةْ
لِقِطْعَةٍ عَظِيمةٍ والقَزَعَة
لِقِطْعَةٍ رقيقةٍ والهَيْدَبُ
أطرافُ سُحْبٍ بالتَّدَلِّي تَعْرُبُ
والهِفُّ غَيْمٌ ليسَ فيهِ ماءُ
وزِبْرِجٌ كَمِثْلِهِ سَواءُ
وما أَراقَ ماءَهُ جَهَامُ
والدَّجْنُ أنْ يُغَشِّيَ الغَمامُ
سماءَهُ والجُلَّبُ المُعْتَقَدُ
بأنَّ فيهِ مطراً فيُفْقَدُ
والغَيْمُ لا ماءَ لهُ إذا سَرَدْ
رَطْباً هو الصُّرَّادُ فيما قد وَرَدْ
والقاصِفُ الَّشدِيدُ صَوتُ الرَّعْدِ
والبارِقُ الغَيْمُ لِبَرْقٍ يُبْدي
مُرْتَجِسٌ مُجَلْجِلٌ ومُرْزِمُ
ثم الهَزيمُ والأجَشُّ يُفْهَمُ
مُصَوِّتاً بالرَّعْدِ والعَقِيقَةْ
لِمُسْتَطِيلِ البَرْقِ بالحَقِيْقَةْ
وأوْمَضَ البرقُ إذا ما لَمَعا
لَمْعاً خَفياً وكَذا انْكلَّ مَعا
والخَفْيُ والخَفْوُ التِماعٌ ضَعُفا
تقولُ فيه قد خَفِي وقد خَفا
تَبَوَّجَ البَرْقُ إذا مَا انْشَقّا
وإنْ أردتَ قلتَ فيهِ انْعَقّا
والبَرقُ إنْ أوْهَمَ غَيثًا فَكَذَبْ
فَسَمِّهِ بخُلَّبٍ ومَا اضْطَرَبْ
بِشِدَّةِ مِن البُرُوقِ يُسْمَى
لديْهِم العَرَّاصَ فافْهَمْ فَهْما
وشَيْمُ بَرقٍ أو سَحابٍ نَظَرُوا
إليهِ كي يُدْرَى أفيهِ مَطرُ
ثم مَخارِجُ الحَيا مِن السُّحُبْ
هُنَّ العَزالِي وهيَ أفْواهُ القِرَبْ
بابٌ لأسماءِ صُنُوفِ المَطرِ
وذِكْرُ أوْصَافٍ لهُ قدْ تَعْتَرِي
والوَدْقُ مِن أسمائِهِ والسَّبَلُ
والغَيثُ والصَّيِّبُ ثمَ الأوَّلُ
مِن غَيْثِ إقْبالِ الشِّتاءِ وَسْمِي
وإنما خُصَّ بِهذا الاسمِ
لوسْمِهِ الأَرْضَ بنبتٍ والوَلِي
للمَطرِ الثاني الَّذِي له يَلِي
والصَّيْفُ غَيْثُ الصَّيفِ والحَمِيمُ
لِمَطرٍ فِي القَيْظِ والمُقيمُ
عِدَّةُ أيَّامٍ فَما إنْ يُقْلَعُ
عَيْناً لهُ على اشْتِراكٍ وَضَعُوا
وباكِرُ الأمْطارِ عَهْدٌ وَذَكَرْ
قَومٌ بأنَّ العَهْدَ يأتِي للمَطَرْ
مِن بعدِ غَيثٍ جَمْعُهُ عِهادُ
مَعَ العُهُودِ ذا وذا سَدادُ
والطَّلُ والرَّذاذُ والبَغْشُ مَعا
للمَطرِ الضَّعِيفِ كُلُّ وُضِعا
كذلِكَ الرِّهْمَةُ ثُم الرِّكُّ
وذِهْبَةٌ أيضاً فَلا تَشُكُّوا
وهذهِ الثَّلاثُ قدْ يُقالُ
فِي جَمعِها جَميعِها فِعالُ
ودِيْمَةٌ مَجمُوعَةٌ بالدِّيَمِ
لِذِي دَوامٍ وسُكُونٍ فاعْلَمِ
ولَيِّنُ الغَيْثِ الصَّغيرِ القَطْرِ
هُو المُسمَّى بالهَمِيمِ فادْرِ
وافْهَمْ من البُوقَةِ والشُّؤبُوبِ
دُفْعَةَ غَيْثٍ وافِرِ السُّكُوبِ
والغَبْيَةُ المَطْرَةُ فوقَ البَغْشَةْ
والبَغْشةُ المَطْرَةُ فَوقَ الطََّشَّةْ
والغَبَيَاتُ الجَمْعُ والغِباءُ
والوابِلُ الغيثُ يَسيلُ الماءُ
لِشِدَّةٍ منهُ وأقْوى المَطَرِ
ذلكَ والجَوْدُ الغَزِيرُ فاخْبُرِ
ثم الجَدَا الغيثُ الذِي قدْ عَمَّا
ومَطْرَةٌ شَدِيدةٌ تُسمَّى
ساحِيةً لِسَحْوِ وجهِ الأرضِ
والسَّحْو بالقَشْرِ عليه مَقْضِي
وتُوصَفُ السَّماءُ بالتَّهْطالِ
والغَيثُ والغَيمُ بِلا إشْكالِ
تقولُ منهُ هَطَلَتْ وتَهْطِلُ
أيْ أمْطَرَتْ ومنهُ غيثٌ هَيْطَلُ
ويقْرُبُ التَّهتَانُ والتَّهنَالُ
منهُ كِلاهما والاسْتِهْلالُ
مَعْناهُ تصويتٌ لوقْعِ القَطْرِ
تقولُ في الفعلِ استَهَلَّ فادْرِ
ومنه قولَكَ اسْتَهَلَّ الطِفلُ
أي صاحَ مَوْلُوداً وقُلْ يُهِلُّ
كَيَسْتَهِلُّ والحَيَا إنْ دامَا
فضع على دوامه الإثْجامَا
ومثلُه الإِلْظاظُ والإِرْبابُ
كذلكَ الإغْضَانُ والإِلْبابُ
ومثله الإِدْجَانُ والإنْجامُ
إنْ يُقْلِعَ الغيثُ أو الغَمَامُ
ومِثلُهُ الإِفْصَامُ والإِنْجَاءُ
أيضاً لِذا المَعْنى بهِ يُجَاءُ
والهَضْبَةُ المَطْرَةُ والجَمْعُ الهَضَبْ
تَقُولُ منهُ للسَّحابِ قدْ هَضَبْ
ابٌ لِما جاءَ مِن المَقُولِ
على مَجارِي الماءِ والسُّيُولِ
للسَّيْلِ ذِي الشدَّةِ قُلْ جُحافُ
ومِثلُهُ الجِوَرُّ والجُرَافُ
ثم القُعَافُ كُلُّ سَيْلٍ كَثُرا
أمَّا الأَتِيُّ فهوسَيلٌ قدْ جَرَى
إليكَ حيثُ لمْ يُصِبْكَ المَطَرُ
لأَجْلِ ذاكَ لِلغَريبِ يُذْكَرُ
ودَفْعَةُ السَّيلِ مَعًا والعِظَمُ
مِن طُحْمَةٍ كِلاهُما يَنْفَهِمُ
ثم عُبابُ السيل والبحر معا
لما علا من مائه وارتفعا
والمَوْجٌ آذِيٌّ وأَمَّا الجَمْعُ
فهو وآذِيٌّ كذاكَ الوَضْعُ
ثم مَجارِي الماءِ بالنَّواصِفِ
يُنْعَتُ والرِّجْلُ كذاكَ فاعْرِفِ
ومَدْفَعُ الماءِ مِن الحَزْنِ إلى
سُهُولَةٍ شَرْجٌ علَى ما نُقِلا
وجَمْعُهُ الشِّرَاجُ والقَرِيُّ
واحِدُ قُريَانٍ بهِ حَرِيُّ
مجرىً لماءِ الرَّوْضِ والتِّلاعُ
مَسائِلٌ مَدْفَعُها اليَفَاعُ
والتَلْعَةُ العظِيمةُ المِيثَاءُ
صَغِيْرُها الشَّعبَةُ والنِّهاءُ
جَمْعٌ لِنِهْيٍ وهو الغَدِيرُ
والطَّبْعُ نَهْرٌ عندَهُمْ صَغِيرُ
وقِطْعةً تَبقَى إذا السَّيلُ ذَهَبْ
منهُ هيَ الغَدِيرُ فِي وَضْعِ العَربْ
والسَّاعِدُ المَجْرَى لماءٍ يَجْرِي
مَصَبُّهُ فِي النَّهْرِ أو في البَحرِ
وجمعه سواعدٌ والرَّجْعُ
كالنهي والرجْعانُ فيه الجمعُ
والغُدُرُ الإِضَاءُ أيضاً والأُضَى
والفَتْحُ فِي مَمْدُودِهِ لا يُرْتَضَى
والثَّغَبُ المجموعُ بالثُّغْبانِ
مَسِيلُ ماءِ الوادِ فِي اللِّسانِ
وقالَ فِي الكتابِ ما يَسْتَنْقِعُ
مِن المياهِ فِي الجِبالِ فاسْمَعُوا
ثم القِلاتُ النَقَراتُ في الجَبَلْ
يَسْتَنْقِعُ الماءُ بِها كَذا نُقِلْ
واحِدُهُ القَلْتُ كَذا الوَقَائِعُ
مَعَ الرِّداهِ كُلُّها مَنَاقِعُ
والحِسْيُ ما يَحصُلُ فيهِ الماءُ
مِن الرِّمالِ جَمْعُهُ أحْساءُ
والحِسْيُ كَرٌّ واحِدُ الكَرارِ
والجَعْفَرُ الواحِدُ مِن أَنْهارِ
والثَّمَدُ المَجْمُوعُ بالثِّمادِ
ماءٌ قليلٌ عَادِمُ المَوادِ
وثَمِلٌ ووشَلٌ والضَّحْلُ
وسَمِلٌ ونُطْفَةٌ والضَّهْلُ
كذلكَ الضَّحْضَاحُ والثَّمِيلَةْ
تُفْهِمُ أمْواهاً بِها قَلِيلةْ
والماءُ يَجْرِي فوقَ وجهِ الأرْضِ
بالغَيْلِ والسَّيْحِ عليهِ تَقْضِي
والنَجْلُ ما يَظْهَرُ مِنْها رَشَحا
والنَّزُّ أيضاً وأَجَازُوا الفَتَحا
والبحرُ للماءِ الكثيرِ المُتَّسِعْ
عَذْباً ومِلْحاً وكَذا المَعنَى وُضِعْ
للبحرِ ذِي الشُّهْرَةِ لَفْظُ البَحْرِ
لأنَّه ماءٌ كَثيرٌ فَادْرِ
والبحرُ قدْ جاءتْ لهُ أسْماءُ
خُضَارَةٌ واليَمُّ والدَّأْماءُ
والمُهْرُقانُ البحرُ منهُ يُفْهمُ
واللُّجَّةُ القامُوسُ وهي المُعْظَمُ
ثم أَعالِي مَوجِهِ الغَوارِبُ
وعِبْرُهُ ساحِلُهُ والجانِبُ
والجُدُّ والشَّطُ معاً والسِّيْفُ
وجُدَّةٌ وضَفَّةٌ وضِيْفُ
وعَيْقَةٌ وشاطئ للبحرِ
يَتَّحِدُ المفهومُ مِنها فادْرِ
بابٌ لِما جاءَ عن الأَثْباتِ
من كَلِمٍ تَخْتَصُ بالنباتِ
ما كانَ مِن نبتٍ علَى سَاقٍ شَجَرْ
والنَّجمُ ما ليسَ لهُ ساقٌ ظَهَر
والكَلأُ الرِعْيُ بِمَعْنَى العُشْبِ
ثمَّ الخَلا مَعناهُ مَعْنَى الرُّطْبِ
ثمَ الحَشِيْشُ يَابِسٌ مِن الكَلا
ورَطبُهُ بالرُّطْب يُدْعَى والخَلا
والخُلَّةُ الحُلْوُ مِن النَّباتِ
والحَمْضُ للمَالِحِ مِنهُ يَاتِي
والمُرُّ مِثْلُ الرِّمْثِ والطَّرفاءِ
والأَبُّ للمَرْعَى بِلا مِراءِ
ويُطْلَقُ الآسُّ علَى الرَّيْحانِ
وياسمِيْنُ البَرِّ بالظِّيَّانِ
سُمِّيَ والبَرِيُّ فِي الرُمّانِ
والمَظُّ فِي المَعْنَى هُما سِيانِ
وافْهَمْ إذا مَا قِيلَ أيْهَقانُ
جِرْجِيْرَ ماءٍ ثمَ أُقْحُوَانُ
بابُونَجٌ وافْهَمْهُ من أقَاحِ
أيضاً وقُلْ فِي جَمْعِهِ أقاحِي
ثم الثُّمامُ والجَلِيل يُعْرَفُ
مَعناهُما معاً بنبتٍ يَضْعُفُ
يَحْشُو بهِ الناسُ خُصَاصَ الدَّارِ
تَرَى دَفَافِيْه بِلا إنْكارِ
وجَزَرُ البَرِّ هو الحِنْزابُ
واتَّحَدَ الفَيْجَنُ والسَّذَابُ
وطَيِّبُ الرِّيْحِ مِن النَّباتِ
أذْكُرُ مِن أنْواعِهِ مَا يَاتِي
الرَّنْدُ والقَيْصُومُ والعَرَارُ
وأيضاً الجَثْجَاثُ ثمَّ الغَارُ
وأيضاً الحَنْوَةُ والحَوْذانُ
ومنهُ أيضاً العَبَيْثُرَانُ
والشَّقِرُ الواردُ في اللِّسانِ
مفْهُومُهُ شَقائِقُ النُّعْمَانِ
واحِدُهُ شَقِرَةٌ والفِصْفِصَة
بالقَضْبِ أي بَرطْبَةٍ مُخَصَّصةْ
والحَفَأُ افْهَمْ منهُ أصل البَرْدِي
مُرادِفُ الكَوْلانِ أمَّا البُردِي
فَضَرْبُ تَمْرٍ جَيِّدٍ والفَرْقُ
بالضَّمِّ والفّتْحَةِ يُستَحَقُّ
والتُّوتُ للفِرْصادِ والخِلافُ
مُخَفَّفُ اللاَّمِ هُو الصَّفْصافُ
والضَّالُ سِدْرٌ نابِتٌ فِي البَرِّ
وقِيلَ للنَّهْرِيّ منهُ عُبْرِي
وَرِجُلَةٌ للبَقْلَةِ الحَمْقَاءِ
كَفَرفَخٍ بالخاءِ دونَ الحَاءِ
وعِنَبُ الثَّعْلَبِ مَفهُومُ الفَنَا
والقَضْبُ للرَّطْبَةِ فافْهَمْ مُتقَنا
دَمُ الأَخَيْنِ أيْدَعٌ وعِنْدَمْ
والحُرْضُ للأُشْنانِ ثُمَّ العِظْلِمُ
لوَسْمَةٍ والحَنْدَقَوْقُ الذُّرَقُ
من الغَضا افْهمْ شَجَراً إذْ يُطلَقُ
ثم قَصائِمُ الغَضَا المَنابِتُ
ومَا به أُصُولُهُ ثَوابِتُ
وعِضَّةٌ واحدةُ العِضَاهِ
كَشِفَةٍ واحِدةُ الشِّفَاهِ
لِما لهُ شَوكٌ مِن الأشْجارِ
عظيمُها والعِضُّ للصِّغَارِ
فخالِصُ العِضاهِ مِثلُ السَّلَمِ
والغَرْفِ واليَنْبُوْتِ أيضاً فاعْلَمِ
ومنهُ أيضاً سَمُرٌ وضَالُ
والطَّلْحُ والقَتَادُ والسَّيَالُ
وعَوْسَجٌ وغَرَبٌ كَنَهْبُلُ
جَمِيعُ هذا فِي العِضاهِ يَدْخُلُ
وما عَدا الخالِصِ منهُ النَّشَمُ
والنَّبْعُ والشِّريانُ ثم العُجْرُمُ
والشَّبُهانُ منه والسَّراءُ
وعُرْفُطٌ تَسْكُنُ منه الراءُ
وثمرُ العِضاهِ معنى البَرَمِ
أطيَبُها ريحاً ثِمارُ السَّلَمِ
وثمَرُ الطّلْحِ يُسمَّى عُلَّفا
وشَبَّهُوْهُ البَاقِلاءَ فَاعْرِفا
ومِن صُنُوفِ الشَّجَرِ الأَلاَء
مُرٌّ مَذَاقَاً ولهُ رُوَاءُ
والأَثْلُ والطَّرْفَاءُ والعَرادُ
والسَّرْحُ والأَرْطَى فَبَعْضٌ زادُوا
هَمْزَتَهُ فالْوَزْنُ فيهِ أَفْعَلُ
وقِيلَ فَعْلَى ذا وذا مُحْتَمَلُ
ثم البَشَامُ شَجَرٌ يُسْتَاكُ
بِفَرْعِهِ كذلكَ الأَرَاكُ
والمَرْدُ إسمُ الغَضِّ مما يُثْمِرُ
ثم الكَبَاثُ للنَّضِيجِ يُذْكَرُ
وسَمِّهِ البَرِيْرَ ما لمْ يُونِعِ
والمَيْسُ أشجارُ الرِّحالِ فاسْمَعِ
وشَجَرُ القِسِيِّ مِنها التَّنْضُبُ
كتَتْفُلٍ وساسمٍ وتأْلَبُ
والنَّبْعُ والشوْحَطُ ثم النَّشَمُ
والشَّرْيُ والشِّرْيَانُ ثم العُجْرُمُ
والمَرْخُ إسمُ أكْثَرِ الأشْجارِ
ناراً كَذاكَ شَجَرُ العَفَارِ
والسِّنْفُ والإعْليطُ للوِعاءِ
لِثَمَرِ المَرْخِ بِلا مِراءِ
والدَّوْحُ مَعنَاهُ عَظيمُ الشَّجَرِ
مِن سائِر الأجْناسِ طُرَّاً فاخْبُرِ
وكالبَشَامِ والأرَاكِ الإسْحِلُ
والخَزَمُ الَّذي الحِبالُ تُفْتَلُ
من قِشْرِهِ أي اللِّحَّاءُ والهَدَبْ
للوَرَقِ المَفتُولِ فِي وَضْعِ العَرَبْ
كالسَّرْوِ والأرطَى مَعَ الطَّرْفاءِ
والأثْلِ فافْهَمْ فَهْمَ ذي ذَكاءِ
ومثلُهُ الهُدَّابُ ثُم العَبَلُ
والخُوْطُ للقَضِيبِ فيما نَقَلُوا
وجَمْعُهُ يأتِي علًى خِيْطانِ
وفَنَنٌ لِواحِدِ الأغْصانِ
والآءُ والتَّنُّومُ مِن بعضِ الشَّجَرْ
وقيلَ إنّ الآءَ للسَّرحِ ثَمَرْ
وثَمَرُ التَّنُّومِ مُسْوَدُّ الصِّفَةْ
شُبِّهَتِ الشَّمْسُ بهِ مُنْكَسِفَةْ
فِي خَبَرٍ عَن النَّبِيِّ المُصْطَفَى
صَلَّى عليهِ ربُّنا وشَرَّفا
والدَّومُ للْمُقْلِ ولفْظُ الخَشْلِ
وخَشَلٍ لِيابِسٍ مِن مُقْلِ
ولسويقِ المُقْلِ قُلْ حَتِيُّ
وفي النبات ما اسمُهُ نَصِيُّ
ما دامَ رَطْباً فإذا ما ضَخُمَا
وجَفَّ فالحَلِيُّ إذْ ذاكَ السُّمَا
فإنْ تراهُ ابْيَضَّ فالطَّريْفَةْ
أطْلِقْ لَهُ فَهي بهِ مَعْروفَةْ
وفي النبات حِمْحِمٌ وعِشْرِقُ
وعَرْفَجٌ ويَنَمٌ وبَرْوَقُ
ثم الحَمَاطُ يَابِسُ الأفَانِي
وبَقْلُةٌ مَفْهُومُ صِلِّيانِ
وشِبْهُ شَيْبٍ سَمِّهِ ثَغاما
وسُمِّيَ الخِيْرِيُّ بالخُزَامَى
وافْهَمْ مِن البُهْمَى شَبِيْهَ السُّنْبُلِ
مِن النَّباتِ وافْهَمَنْ من قَرْمَلِ
نَوعاً بهِ ضَعْفٌ مِن الأشْجَارِ
ومَثَلُ الذِلَّةِ فيهِ جارِي
وبارِضٌ أولُ نَبْتِ البُهْمَى
والشَّوْكُ مِنهُ بالسَّفا يُسَمَّى
والعِرْبُ بالكَسْرِ مَع الصَّفارِ
ليابِسِ البُهْمَى بِلا انْكِسَارِ
ويابِسُ البُهْمَى الصَّفَارُ والعِربْ
وجاءَ للأشجارِ عنْ بعضِ العَرَبْ
وأفْضَلُ المَرعَى هُو السَّعْدانُ
وحَسَكٌ لِشَوْكِهِ بَنَانُ
والحَاذُ والسُّلَّجُ والشُّكَاعَى
والكُبُّ أيْضاً وكَذا الحُلاوَى
مَا ليْسَ بالعِضِّ ولا العِضَاهِ
مِن شَجَرِ الشَّوكِ بِلا اشْتِباهِ
والهَرْمُ والرُّغْلُ مَعَ القُلاَّمِ
والرِّمْثُ والنَّجِيْلُ فِي الكَلامِ
كُلٌّ مَن الحَمْضِ بِلا خِلافِ
ومِنهُ مَا سُمِّيَ بالخِذْرافِ
ثم النَّبَاتُ المُرُّ مِنه الصَّبِرُ
وهو شَبِيهُ سَوْسَنٍ يُعْتَصَرُ
فماؤهُ في الحَالِ يُدعى مَقِرَا
ثمَّ إذا جَنَّ يُسَمَّى صَبِرَا
وتِفْلُهُ لِخُضَضٍ يُسَمَّى
والصَّابُ فِي المُرِّ يُعَدُّ قِسْما
وشَجَرُ الدِّفْلَى معاً والسَّلَعُ
كِلاهُما مُرٌّ مَذَاقاً فاسْمَعُوا
لِشَجَرٍ مُرٍّ يُقالُ عَلْقَمُ
ولِجَمِيعِ المُرِّ أيضًا فاعْلَمُوا
والحَدَجُ الحَنْظَلُ إذْ يَشْتَدُّ
فإنْ يَصِرْ فيهِ خُطُوطٌ تبدُو
فإنَّهُ الخِطْبانُ والصَّرَاءُ
مَا اصْفَرَّ مِن ذلكَ والجَرَاءُ
صَغَائِرُ الحَنْظَلِ والقِثَّاءِ
والشَرْيُ للحَنْظَلِ في الأسْمَاءِ
والشَرْيُ حبُّهُ هوَ الهَبِيْدُ
والصِّلُّ والصِّفْصَلُ واليَعْضِيْدُ
أنواعُ نَبتٍ وكِمَامُ الزَّهْرِ
هيَ البراعِيمُ بغيرِ نُكْرِ
وورَقٌ يخرجُ بعدَ الوَرَقِ
بخِلْفَةٍ يُسْمَى لَدَى المُحقق
والرَّبْلُ نَوعُ شَجَرٍ يَنْفَطِرُ
في آخرِ الصَّيْفِ أوَانَ يُدْبِرُ
بِوَرَقٍ أخْضَرَ مِن غيرِ مَطَرْ
والنَّشْرُ مِنْهُ يَلْحقُ الإبْلُ الضَّرَرْ
وهو ليابِسِ الكَلا المُخْضَرِّ
في آخرِ الصَّيفِ لأجْلِ القَطْرِ
ويَعْتَرِي الإبْلَ بِرَعْي النَّشْرِ
موتٌ يُسَمَّى بالسِّهامِ فادْرِ
والجَزْءُ أنْ تَجْزَأ بالرَّطْبِ الإبْلْ
عَن شُرْبِها والإسْمُ بالضَّمِّ جُعِلْ
وقَد يُسمَّى الرَّطْبُ جَزْأً والبَقَرْ
جَازِئَةً والبَقْلُ ألوَى والشَّجَرْ
أي قَد ذَوى وهوَ بِمَعْنَى ذَبَلا
وقَد ذَأى بالهَمْزِ أيضاً نُقِلا
وصَوَّحَ النَّبْتُ إذا تَشَقَّقَا
يَبَساً وقد جاءَ الهَشِيمُ مُطلَقا
على الحُطَامِ وهو ما تَحَطَّما
من شَجَرٍ وكُلُّ شيءٍ قَدُما
من الحُطَامِ فاسمُهُ الدَّرِيْنُ
ثمَ العُرَى لِشَجَرٍ تَكُونُ
أوراقُهُ في الصَّيْفِ والشِّتاءِ
باقيةً دائِمَةَ البَقَاءِ
واعْنِ بأحْرَارِ البُقُولِ ما أُكِلْ
منها بِغيرِ الطَّبْخِ فاحْفظْ ما نُقِلْ
والحَبْلَةُ الكَرْمَةُ وهيَ الحَبَلَةْ
أيضاً فتأتِي عَينُها مُثَقَّلَةْ
والجَفْنُ أصلُها أو القُضْبانُ
منها ومعنَى الخُلَّرِ الجُلْبانُ
والزَّرَجُونُ الكَرْمُ أمَّا الفِرْسِكُ
فَضَربُ خَوْخٍ منهُ وضعاً يُدْرَكُ
شَيءٌ شَبِيْهُ التِّينِ يُسْمَى بالبَلَسْ
وبُلْسُنٌ شَيءٌ شَبِيهٌ بالعَدَسْ
وتِقْدَةٌ تُكْسَرُ مِنها التَّاءُ
كَزَبْرَةٌ ويُطلَقُ الأفْحَاءُ
مُرادِفاً أَبْزارَ قِدْرٍ والفَحا
مُفْرَدُهُ فافْهَمْهُ نقْلاً وَضَحَا
بابُ ما يَخْتَصُّ بالنَّخِيلِ
صِغارُهَا افْهَمْها مِن الفَسِيلِ
الصَّوْرُ والحَائِشُ والأشَاءُ
جَمَاعَةُ النَّخْلِ بِها يُشاءُ
ثُم صَغِيرَةُ النَّخْيلِ سَمِّها
أوَانَ ما تَفْصِلُها عَن أُمِّها
جَثِيْثَةً ودِيَّةً بَتِيْلَةْ
ثُمَّ إذا ما انْتَشَرَتْ فَسِيلَة
ثُمَّ أشاءَةً وبَعْدُ جَعْلَةْ
ثم مُلِيْماً فافْهَمَنْ ذا كُلَّه
ثُمَ التي تَنالُ أعْلاها اليَدُ
تُدْعَى طَرِيْقاً ثمَ بَعدُ يُوْرَدُ
جَبَّارَةٌ نَعْتَاً لهَا إنْ لمْ تُنَلْ
باليَدِ ثمَ إنْ تَزِدْ طُولاً فَقُلْ
عَيْدَانَةٌ وبعدَ ذاك رَقْلَةْ
ثمَ سَحُوْقٌ بعدَهُ والنَّخْلَة
قد سُمِّيَتْ عَذْقاً وعِذْقُ التَّمْرِ
عُنْقُوْدُهُ وَعَيْنُهُ ذو كَسْرِ
والقِنْوُ والقَنَا معاً كالعِذْقِ
وهو كِباسَةٌ بغيرِ فَرْقِ
وعُودُهُ الإِهَانُ والعُرْجُونُ
ثمَ الشَّمارِيخُ لِما يَكُونُ
مِن الكِباسَاتِ عليهِ البُسْرُ
ثمَ العَثَاكِيلُ كَمِثْلٍ فَادْرِ
واحِدُهُ الشِمْراخُ والعِثكَالُ
وأيضاً الشَّمْرُوخُ فيهِ قالُوا
ثمَ العَسِيْبُ والجَريدُ السَّعَفُ
وأصْلُهُ الكِرْنافُ يُدْعَى فاعْرِفُوا
والكَرَبُ افْهمْ منهُ أصْلَ السَّعَفِ
مُشَبَّهاً في شكلِهِ بالكَتِفِ
والجَذَبُ الجُمَّارُ وهو الكَثَرُ
لِشَحْمِ نَخْلٍ كُلُّ هذا يُذْكَرُ
وسَمِّ بالعَفَارِ والعِفارِ
تَلقِيحَكَ النَّخْلَ وبالإِبَارِ
وقطعُكَ السَّقيَ بِقَدْرِ شهر
أو نحوه بعد الإبارِ يجري
عليهِ لفْظَتا العَفَار والعَفَرْ
مَع لفظةِ التَّعْفِيرِ فاحْفَظْ ما ذُكِرْ
فصلٌ لِما جاءَ مِن المَقُولِ
مُخَصَّصًا لِثمرِ النَّخيلِ
أوَّلُ حَمْلِ النَّخْلِ طَلْعٌ حَقُّ
والضَّحْكُ والإغْرِيضُ إذ يَنْشَقُّ
ثمَ الوَلِيعُ وسُمَا الوِعَاءِ
جُفٌّ وكَافُورٌ بِلا مِراءِ
والطَّلْعُ إذْ يَنْعَقِدُ السَّيَابُ
وبَلَحٌ والإسمُ إذ يُصابُ
أخْضَرَ مُشْتَدَّاً هو الجَدالُ
والبُسْرُ من بعدُ له يُقالٌ
وهو إذا مَا احْمَرَّ زَهْوٌ فإذا
ما رُؤي الإرْطَابُ فيهِ أخذا
فإنهُ مُوَكَّتٌ والعَرَبُ
تقولُ في البُسْرِ هو المُذَنَّبُ
إذا بَدا الإرطَابُ من أذْنابِهِ
ومِثلُهُ التَّذْنُوْبُ إذ يُعنَى بهِ
وقِيلَ مَا إرْطابُهُ تَماهَى
كُلٌّ بهِ جَمَاعةٌ قد فَاهَا
وهو إذا ما لانَ للإِرْطابِ
ثَعْدٌ بِلا شكٍّ ولا ارْتِيابِ
وسَمِّهِ مُجَزَّعاً إذا غَدا
ونِصْفُهُ الإرطابُ فيهِ وُجِدا
وإنْ يَعُمَّ الثُلُثَينِ كانا
مُحَلْقِناً بالقَافِ أو حُلْقانَا
ثمَ الذِي قدْ عَمَّهُ الإِرطابُ
مُنْسَبِتٌ والمَعْوُ ما يُصابُ
من النخيلِ مُرْطباً جَمِيعا
فَكُنْ لِما أقولُهُ سَمِيعا
ثم جِدادُ النَّخلِ والصِّرامُ
قطْعٌ له مثْلُهُما الجِرامُ
والخَرْفُ أن تَجنِي ثِمَارَ النَّخْلِ
كذلك الإِخْرافُ فاحْفَظْ نَقلِي
ومنهُ ما سُمِّيَ بالخَرِيفِ
مِن الفُصولِ فاتَّبِعْ تَعْريْفِي
ومِسْطحُ التَّمْرِ سُماهُ المِرْبَدُ
وهو الجَريْنُ عندَ قومٍ أنْجَدُوا
ثم الجِرانُ الجَمْعُ للجَريْنِ
والجُرْنُ بالتَّحْريكِ والتَّسْكِينِ
بابٌ لِما يَخْتَصُّ بالطَّعامِ
مِن الصِّفاتِ أوْ مِن الأسَامِي
كُلُّ طَعامٍ لِدُعَاءِ جَمْعِ
مأدُبَةً سَمَّاهُ أهْلُ الوَضْعِ
وسَمِّهِ ولِيْمَةً في العُرْسِ
وفِي المَوَالِيدِ بلفظِ الخُرْسِ
وسَمِّه نَقِيْعَةً لِلقَادِمِ
وضِيْمَةً سُمِّيَ في المَآتِمِ
وسَمِّهِ وَكِيْرَةً لِمَنْ بَنَى
بِزَوْجَةٍ وهو لِمَنْ قدْ خُتِنا
يُعْرَفُ بالإعْذارِ والمَضِيرَةْ
مِن ماضِرٍ تُصنَعُ والخَزِيْرَةْ
مِن قِطَعِ اللَّحْمِ الصِّغارِ يُطْرحُ
في مائِها الدَّقِيقُ ثم يُصْلَحُ
وافهمْ مِن اللّفيِتَةِ العَصِيدَةْ
ورِخْوَةُ العَصائِدِ اللَّهِيْدَةْ
وافهمْ مِن الحَسُوِّ والحَسَاءِ
مُغْلَى دَقِيْقٍ في كثيرِ مَاءِ
وفوقَها في الغِلَظِ السَّخينِةْ
يَصْنَعُها المُعِيلُ كَي تُعينَهْ
في عَجَفِ الحَالِ وبُؤسِ الدَّهْرِ
ومَسِّ قَحْطٍ وغَلاءِ سِعْرِ
وفوقَهَا في الغِلَظِ النَّفيتَة
وفَوقَها في الغِلَظِ اللَّفيتَة
ويُشبهُ النفيتةَ الحَرِيقَةْ
وافهمْ إذا ما أُطلِقَ الفَرِيقَةْ
مُتَّخِذاً من حُلْبةٍ وتَمْرِ
للنُّفَسَاءِ وخَلِيْطُ الْبُسْرِ
بالتَّمْرِ مَطْبُوْخاً هو الرَّبِيْكَةْ
وقيلَ بلْ أخْلاطُهُ المَلْبُوكَة
السَّمْنُ والتَّمْرُ مَعًا والأَقِطُ
وقيلَ بلْ تَمْرٌ بِسَمْنٍ يُخْلَطُ
والحَيْسُ يَبْدو حَدُّهُ لِمَنْ طَلَبْ
مِن رَجَزٍ قدْ قالَهُ بعضُ العَرَبْ
التمر والسَّمْنُ معاً ثُمَّ الأَقِطْ
الحَيْسُ إلاّ أنَّهُ لمْ يَخْتَلِطْ
أَصِيَّةٌ تأتِي لِمَطْعُومٍ صُنِعْ
بالتَّمْرِ شِبْهاً للحَساءِ فاستَمِعْ
وجَعلُوا رَغِيْدَةً مَنُوطَا
بلبنٍ فيهِ الدَّقِيقُ سِيطَا
ثُمَّ السِّرِطْرَاطُ لفالوْذٍ وُضِع
كذلكَ اللمْصُ لفالُوذٍ سُمِعْ
واللَّحْمُ مَشوِيَّاً هو الفَئِيدُ
ومِن صَفِيفٍ يُفْهَمُ القَدِيدُ
وقيلَ لحمٌ صُفَّ فوقَ الجَمْرِ
لِيَنْشَوِي واسْتَشْهَدُوا بالشِّعْرِ
ثمَ الَّذي يُشْوَى علَى الرِّضافِ
مِن لَفْظِةِ الحَنِيذِ غَيرُ خَافِ
ولفظةُ النَّهِيِّ لِلْنَيْءِ تَجِي
وَالأبْيَضُ اللَّحمُ الَّذي لمْ يُنْضَجِ
وخَنَزَ اللَّحمُ وقْد تَخَنََّزا
أيْ صارَ مُنتِناً وفيهِ جُوِّزا
أخَمَّ ثمَ خَمَّ ثمَ صَلاَّ
وإنْ أردْتَ قلتَ قدْ أصَلاَّ
وقِطَعُ اللَّحمِ تُسَمَّى وَذَرَا
ودَسَمُ الشيءِ يُسمَّى وَضَرَا
وقِطْعَةُ اللَّحمِ تُسمَّى وَذْرَةْ
وبَضْعَةٌ أيضًا وأيضًا فََدْرَةْ
وحُزَّةٌ وفَلْذَةٌ وَوَذْمَةْ
لِقِطْعَةٍ طَوِيلَةٍ مِن لَحْمَةْ
وخَصَّتِ الأفْلاذُ قِطْعاتِ الكَبِدْ
مِن البَعِيرِ وهوَ قَولٌ قدْ وَرَدْ
والوَدَكَ افْهَمْهُ مِن الإِهَالَةْ
وافهمْ من السَّدِيفِ فِي المَقَالَةْ
شَحْمَ السَّنامِ بلْ هوَ السَّنامُ
ثمَ القَفَارُ الخُبْزُ لا إدَامُ
فصل في الأكل
واللّمْجُ والعَذْفُ مَعَاً والأَزْمُ
يأتِي بِمعنَى الأكْلِ أمَّا القَضْمُ
فإنَّه بِطَرَفِ الأسْنانِ
والخَضْمُ بالجمِيعِ في اللِّسان
ووجْبَةٌ مَرَّةُ أكلٍ لم تَرِدْ
في اليومِ واللَّيلةِ لكنْ تَتَّحِدْ
وسُلْفَةٌ ولُهْنَةٌ تُستَعْمَلُ
لِما بِه لجائِعٍ تَعَلُّلُ
مِن الطَّعامِ قبلَ تَجْهِيزِ الغَدَا
والكِيَصُ أكلُ آكِلٍ مُنْفَرِدَا
تقولُ قد كاصَ الطَّعامَ مَعْبَدُ
والكَيْصُ أيضاً للذي يَنْفَرِدُ
والفَيِّهُ المَرْءُ الكَثِيرُ الأكْلِ
ثم القَتِيْنُ ضِدُّهُ في الفِعْلِ
ثم الَّذي مِن شأنهِ التَّشَمُّمُ
لِلطُعْمِ مِن حِرْصٍ عليهِ أرشَمُ
وَوارِشٌ مَنْ يَدْخُلُ الأقْوامَا
مِن غيرِ دَعْوٍ يَبتَغِي الطَّعامَا
وهو الطُفَيْليُّ وأمَّا الواغِلُ
فهو لشُربٍ دونَ إذنٍ داخِلُ
وتابِعُ الضَّيْفِ بِلا اسْتِدعاءِ
بِضَيْفَنٍ يختصُّ في الأسْماءِ
وقُلْ دعا إلى الطَّعامِ الجَفَلَى
أيْ عَمَّ في دعْوَتِه والأَجْفَلَى
كالجَفَلَى أيضاً وأمَّا النَقَرَى
فأنْ تَخُصَّ بالدُعاءِ مَنْ تَرَى
تَقُولُ مِنهُ انْتَقَرَ انْتِقارا
أيْ خَصَّ بالدَّعْوِ الَّذينَ اخْتارا
بابُ الشَّرابِ الماءِ ثم اللَّبنِ
والأَرْي والخَمْرِ جميعاً فافْطُنِ
افْهَمْ مِن الماءِ الفُراتِ العَذْبَا
والعَذْبُ كُلُّ مَا يَطِيبُ شُرْبا
كذلكَ النُّقَاخُ والزُّلالُ
وسَلسَلٌ سُلاسِلٌ سَلْسَالُ
سَهْلُ الدُّخُولِ رِقَّةً وطِيبا
في الحَلْقِ فافْهَمْهُ وكُنْ مُصِيبا
والشَّبِمُ البَارِدُ والنَّمِيرُ
مَا كانَ في الجِسْمِ لهُ مَسِيرُ
والماءُ بينَ المِلْحِ والمُسْتَعْذَبِ
هو النَّمِيرُ في اصطِلاحِ العَربِ
ثم الشَّرُوبُ دُونَه ُ وإنَّما
يَشْرَبُهُ المضْطَرُّ في وقتِ الظَّما
ثم الزُّعاقُ المِلْحُ والأُجَاجُ
كذلِكَ القُعَاعُ ثم المَاجُ
ولا يُقالُ مالِحٌ بلْ مِلحُ
وجاءَ فِيما عنْهُمُ يَصِحُّ
بِصْرِيَّةٌ تزوَّجَتْ بِصْريَّا
يُطْعِمُها المالِحَ والطَّرِيَّا
والغَيْمُ واللَّوْحُ مع الأُوَامِ
جميعُها لِعَطَشٍ أسامِي
كذلكَ الغُلَّةُ والغَلِيلُ
ثمَ الهُيَامُ والصَّدَى تَقُولُ
صَدْيَانُ هذا أو صَدٍ أو صَادِ
وعُدَّ منها لفظةَ الجُوَادِ
والشُرْبُ دونَ الرَّيِّ يُدعَى نَضَحا
مُعْجَمَةَ الضَّادِ ويُدعَى نَشَحا
وافهمْ مِن النُّقُوعِ والنَّقْعِ معَا
رِيَّاً تقولُ الماءُ غَيْنِى نَقَعا
والعَطَشُ الباقِي مَعَ الشُّرْبِ بَغَرْ
ومثلُهُ في الإبْلِ والشاءِ النَّجَرْ
ونُغْبَةٌ مَجْمُوعَةٌ على نُغَبْ
جُرْعَةُ ماءٍ هِيَ في وَضْعِ العَرَبْ
فصلٌ في اللَّبَنْ
اللَّبَنُ الرِّسْلُ بِحُكْمِ الوَضْعِ
والغُبْرُ باقِي لَبَنٍ في ضَرْعِ
وجَمْعُهُ الأغْبَارُ والسَّيْءُ اللَّبنْ
يَنْزِلُ قبلَ الحَلْبِ بَدْءاً فافْهَمَنْ
والضَّبُّ حَلْبٌ بِجَمِيعِ الكَفِّ
وقدْ أتَى مُرادِفَاً للضَّفِّ
والفَطْرُ حَلبُ الضِّرْعِ بالإِبْهامِ
وأُخْتِها مِن غيرِ ما إبْهَامِ
وقالَ في الأصْلِ مُرادُ الواضِعِ
بالفَطْرِ حَلبُ الضَّرْعِ بالأصابِعِ
واللَّبَنُ الَّذِي بِهِ يَنْصَرِفُ
سُخْناً عَن الضَّرْعِ الصَّرِيْفُ فاعْرِفُوا
وبعدَ ذلكَ اسْمُهُ الصَّرِيْحُ
إنْ سَكَنَتْ رُغْوَتُهُ الصَّرِيْح
فإنْ تَزُلْ عنهُ حَلاوةُ الحَلبْ
وطعمُهُ الأصْليُّ لمْ يَكُنْ ذَهَبْ
فهو المُسَمّى في اللِّسان سَامِطا
والحَائِلُ الرِّيحْ يُسمَّى خامِطا
والقارِصُ الحاذِي اللِّسانَ الخَاثِرُ
هو المُسمّى رائِباً والحازِرُ
ما اشتدَّ حَمْضاً ثم ما تلَبَّدَتْ
أبْعاضُهُ إدْلٌ وما تكبَّدَتْ
أبعاضُهُ فهو المُسمَّى عُلَبِطْ
ومِثلُهُ هُدَبِدٌ والعُجَلِطْ
والخاثِرُ الضَّرِيبُ ثمَ الصَّرِبُ
والصَّرْبُ لِلْمُشْتَدِّ حَمْضاً يُنْسَبُ
وافهمْ مِنَ الرَّثِيْئةِ الحَلِيْبا
لِلشُّرْبِ فوقَ حامِضٍ مَصُوبا
وإنْ أردْتَ سَمِّهِ المُرِضَّا
بالتاءِ وافْهمْ إنْ سَمِعْتَ المَحْضَا
ما لم يُشَبْ بالماءِ والمَذِيقُ
والمَذْقُ بالضِّدِّ لهُ حَقِيقُ
واللَّبنُ المَصْبُوبُ فوقَ المَرَقِ
هو العَكِيْسُ عندَهمْ فَحَقِّقِ
ثمَ النَّخِيْسَةُ علَى مَا نُقِلا
للَّبَنِ الضَّانِيِّ مَصبُوباً علَى
رِسْلٍ مِن المَاعِزِ والهَجِيرُ
لِجَيِّدِ الألْبَانِ والوَغِيْرُ
لِلَبَنٍ مُسَخَّنٍ عندَهُمُ
والسَّمْهَجُ الحُلْوُ المَذاقِ الدَّسِمُ
ثمَ الكَثِيرُ ماؤهُ السَّمَارُ
والضَّيْحُ والضَّيَاحُ والخَضَارُ
والمَهْوُ والسَّجَاجُ والمَسْجورُ
والنَّسْءُ فِي أسْمائِهِ مَذْكُورُ
ورِقَّةُ السَّجَاجِ لا مَحَالةْ
فوقَ الضَّيَاحِ الرُّغْوَةُ الثَّمَالَةْ
ثمَّ الجُبَابُ شِبْهُ زُبْدٍ يَجْتَمِع
مِن لَبنِ الإبلِ فَقَطْ لِذا وُضِعْ
وما لألبَانِ النِّيَاقِ زُبْدٌ
لكنَّهُ شيءٌ كَزُبْدٍ يَبْدو
ومَا عَلاَ كَجِلْدَةٍ على اللَّبنْ
يُسْمَى دُوَايَةً لديهِمْ فافْهَمَنْ
تقولُ إنْ أكَلْتَهُ ادَّوَيْتُ
فاحْفَظْهُ منظوماً بهِ اعْتَنَيْتُ
فصلٌ في العَسَل
العَسَلُ الأَرْيُ وقالَ العَربُ
في الأبْيَضِ الماذِيُّ ثم الضَّرَبُ
وعَسَلُ التَّمْرِ بِدبْسٍ يُقْصَدُ
وقدْ دَعَاهُ الصَّقْرَ قَوْمٌ أنْجَدُوا
والشَّوْرُ معناهُ اجْتِناءُ العَسَلِ
تقولُ منهُ شُرْتُ هذا الأرْيَ لِي
وجائِزٌ أشَرْتُهُ واشْتَرْتُهُ
تُرِيْدُ مِن أجْباحِهِ أخَذْتُهُ
وتُطْلَقُ الأجْبَاحُ للْخَلايَا
فافهمْ بَلَغْتَ أرْفَعَ المَزايَا
فصلٌ في أسماءِ الخمرِ ونعوتِها
والخَمْرُ مِن أسْمَائِهِ المُدَامُ
لِكَونِها فِي الدَّنِّ تُسْتَدامُ
وقَهْوَةٌ لِكَوْنِها قَدْ تُقْهِي
فَسُمِّيَتْ بِذا لِهذا الوَجْهِ
وهي لكونِ رَبِّها سَرَاحُ
إلى النَّدَى قِيلَ عليْها الرَّاحُ
وافْهمْ مِن السُّلافِ مهما ذُكِرا
سائِلَهُ مِن غيرِ أنْ يُعْتَصَرا
وقدْ أتَى مؤَنَّثا بالتَّاءِ
وإنَّما تُنْعَتُ بالصَّهْباءِ
لِلَونِها الأصْهَبِ والشَّمُولُ
خَمْرٌ لِطِيْبِ رِيْحِها شُمُولُ
ثمَ الَّتي شَارِبُها يَتَّصِفُ
بِرَعْدَةٍ قيلَ عليْها القَرْقَفُ
ثمَّ التي تُعاقِرُ العُقُولاَ
أو دَنَّهَا لها العُقَارُ قِيْلا
وأوَّلُ المُعْتَصَرِ الخُرْطُومُ
أمَّا السُّخامِيَّةُ فالمَفْهُومُ
من لَفْظِها السَّهْلةُ فيها اللِّيْنُ
والزَّرَجُونُ أصلُهُ الزَّرَكونُ
أي الشَّبِيْهُ لونُها بالذَّهَبِ
فَعُدَّهُ مِن جُمْلَةِ المُعَرَّبِ
والسَّهْلَةُ افْهَمْها مِن الرَّحِيقِ
والسَّهلَةُ الدُّخُولِ في الحُلُوقِ
السَّلْسَبِيلُ السَّلسَلُ السَّلْسَالُ
كُلٌّ لِمَعنَى واحدٍ يُقَالُ
والخَنْدَريسُ تُفهِمُ العَتِيْقةْ
ووُضِعَ الإسْفِنْطُ للرَّقِيقَةْ
ثم المَقَدِّيَّةُ خَمْرٌ من عَسلْ
يُفضي بِمَنْ يَشْرَبُهُ إلى الثَّملْ
واضْمُمْ إلى أسمائِها في العَدَدِ
مُنْتَسِباً لِعانَةٍ وصَرْخَدِ
والصَّرِيفَيْنِ وفي الأسْماءِ
للخَمرِ مَاذِيٌّ مَزِيدُ التاءِ
ثم الكُمَيْتُ لونُها يُحَدُّ
بِحُمْرَةٍ لها سَوادٌ يَبدُو
وربما قيلَ لها الكلْفاءُ
إذْ كَلَفٌ وكُمْتَةٌ سَواءُ
والعاتِقُ القَديمةُ المُعَتَّقَة
ثمَ التي قدْ مُزِجَتْ مُصَفَّقَة
وهيَ تُسمَّى أيضاً المُعَرَّقةْ
وإنْ تَشَأ فَقُلْ عليْها مُعْرَقَةْ
وإنْ تشأ قُلْتَ لها المُشَعْشَعَةْ
والمِزْرُ والبِتْعُ معاً ثم الجِعَةْ
أنْبِذَةٌ مَخْصُوصَةٌ فالبُسْرُ
نَبِيذُهُ المَقُولُ فيه المِزْرُ
والجِعَةُ النَّبِيذُ للشَّعِيرِ
والبِتْعُ خَمْرُ العَسَلِ المَشُوْرِ
والذُّرَةُ النَّبيذُ فيها السُّكُرْكَةْ
وهو شرابُ الحَبَشِ المُحْلوْلِكة
وحامِضُ الخَمْرِ هوَ المُصْطارُ
ثمَّ الَّتي أثَّرَ فيهَا النارُ
فَغَلُظَتْ واشْتَدَّتِ الطِّلاءُ
وضَرْبُ مَشْرُوبٍ هو المُزَّاءُ
وعينُهُ مُحَرَّكٌ وإنَّما
تَحَقَّقَ الإشْكَالُ لمَّأ أُدْغِمَا
وافهمْ إذا أنْتَ سَمِعْتَ السَّكَرا
كُلَّ شَرابٍ شأنُهُ أنْ يُسْكِرا
والقُمَّحَانُ ما عَلاَ مِن الزَّبَدْ
مِن فَوقِ خَمْرٍ ولِوَرْسٍ قدْ وَرَدْ
ثمَّ الطَّرَائِقُ الَّتي تكونُ فِي
خَمْرٍ مِن المَزْجِ الحَبابُ فاعْرِفِ
ثم السِّباءُ لاشْتِرَاءِ الخَمْرِ
تَقُولُ منهُ قدْ سَبَأتَ فادْرِ
بابٌ لِما يَخْتَصُّ بالأوَانِي
للشُّرْبِ أو للأكْلِ والجِفانِ
وأعْظَمُ الأقْداحِ يُسمَّى تِبْنا
يَرْوِي لِعِشْرِينَ وسَمِّ صَحْنا
مُقارِبَاً لهُ ويَروِي الأرْبَعَةْ
عُسٌّ أو الثَّلاثَةَ المُجْتَمِعَةْ
والقَعْبُ يَروِي واحِداً والقَدَحُ
ما كانَ لاثْنَيْنِ جميعاً يَصْلُحُ
والرَّفْدُ لِلعَظِيمِ أمَّا الغُمَرُ
فإنَّهُ مِن الجَمِيعِ أصْغَرُ
وكُلُّ ما الشَّرابُ فيهِ يُجْعَلُ
فَلَفْظُ ناجُوْدٍ لهُ يُسْتَعْمَلُ
والحَنْتَمُ الجِرارُ فيْها خُضْرَة
مَصْنُوعَةٌ أوْعِيَةٌ للْخَمْرَةْ
وسَمِّ ما تشْبَعُ منهُ العَشَرَة
بِقِصْعَةٍ فهيَ بهِ مُشْتَهِرَةْ
والمُشْبِعُ الخَمْسَةَ أوْ نحوَهُمُ
بِصَحْفَةٍ يُعْرَفُ مَا بينهُمُ
ومُشْبِعٌ للرَجُليْنِ المِئكَلَةْ
فيهِ وفي ما نحوَه مُستَعْمَلةْ
وأعظَمُ الكُلِّ هوَ الجِفانُ
واتَّحَدَ الفاثُورُ والخِوانُ
وشجرُ الجِفانِ يُسْمَى الشِّيزَى
فاحْفَظْ تَكُنْ ذا رِفْعَةٍ عَزِيْزا
بابٌ لأصْنافِ ثِيابِ النَّاسِ
وغيرِها مِن جُمْلةِ اللِّباسِ
مُخَطَّطُ البُرْدِ هو المُسَهَّمُ
والسِّبُّ من ثَوبٍ رَقِيقٍ يُفْهَمُ
والسَّحْلُ ثَوْبُ القُطْنِ والمُفَوَّفُ
لِكُلِّ ثَوْبٍ بالنُّقُوشِ يُوصَفُ
وقِيلَ للثَّوْبِ الرَّقِيقِ شِفُّ
لأنَّهُ مِن رِقَةٍ يَشِفُّ
والسَّابِريُّ الشِفُّ والحَصِيْفُ
مِن الثِّيابِ السَّاتِرُ الكثيفُ
وأتْحَمٌ لِبَلْدَةٍ مِن اليَمَنْ
والبُرْدُ مَنْسُوْبٌ إليْها فافْهَمَنْ
والمُجْسَدُ الأحْمَرُ والمُمَصَّرُ
ما هو ذو صَبْغٍ خَفِيْفٍ أصْفَرُ
وشُقَّةُ الحَرِيْرِ تُدْعَى سَرَقَةْ
واسْمُ صَغِيرةِ الوِسَادِ النُّمْرُقَةْ
والمُفْدَمُ المُشبَعُ صِبْغًَا والرَّدَنْ
الخَزُّ والقَزُّ الدِّمَقْسُ فافْهَمَنْ
والبِرْسُ والعُطْبُ معاً والكُرسُفُ
للقُطْنِ والمِطْرَفُ ثم المَطْرَفُ
رِداءُ خَزٍّ مُعْلَمٌ مُرَبَّعُ
ومِن ثِيَابِ الابتذالِ المِيْدَعُ
وجَمْعُهُ مَوَادِعٌ والمِعْوَزُ
كذاكَ والجمعُ له مَعاوِزُ
والعَقْلُ والعَقْمَةُ ثم العَقْمُ
ضُرُوبُ وشيٍ وكذاكَ الرَّقْمُ
والسِّيرَاءُ مثلُُه والحِبَرُ
أيضاً لمَوْشيِّ الثياب يُذكَرُ
والعَصْبُ ضَربٌ من ثِيابِ اليَمَنِ
مُخَطَّطٌ بِحُمْرَةٍ فاسْتَبِنِ
ورَيْطَةٌ مُلاَءَةٌ والمِشْوَذُ
عِمَامَةٌ تَقُولُ قدْ تَشَوَّذُوا
والحُلَّةُ الثَّوبُ مَع الرِّدَاءِ
ثَوبَانِ أدْنَاها بِلا مِراءِ
ثمَّ سَدُوْسٌ هو طَيْلَسَانُ
كذاكَ ساجٌ جَمْعُهُ سِيجَانُ
وخَيْعَلٌ يُطْلَقُ فِي اللِّسانِ
علَى قَمِيصٍ ما لهُ كُمَّانِ
كذلكَ القَرْقَلُ والإتْبُ لِما
الكُمُّ والجَيْبُ لهُ قدْ عُدِما
وقُلْ على الفَرْوِ القَصِيرِ الحَنْبَلاَ
فإنَّهُ جاءَ لهُ مُسْتَعْمَلا
ثُمَّ الكِسَاءُ إنْ يَكُنْ مُرَبَّعا
لِعَلَمَيْنِ والسَّوادِ جَمَعا
فإنَّهُ خَمِيْصَةٌ والبُرجُدُ
هو الَّذي فيهِ الخُطُوطُ تُوجَدُ
ثمَّ البَجَادُ مِثلُهُ فيمَا اشْتَهرْ
والبَتُّ مِن صُوفٍ غَليظٍ أوْ وَبَر
ثمَّ القِرَامُ السِّتْرُ والقَطِيْفَةْ
بقَرْطَفٍ عندَهُمْ مَعْرُوْفَةْ
والعَبْقَرِيُّ البُسْطُ والزَّرَابِيْ
ويُطلَقُ القَشِيْبُ للثِّيابِ
جَدِيدَةً وللجَديْدِ مُطْلَقا
وافهمْ مِن الحَشِيفِ ثَوباً خَلِقا
ومِثْلُهُ الدَّرِيْسُ والمُرَعْبَلُ
والسَّحْقُ والطِّمْرُ وجَرْدٌ سَمَلُ
والهِدْمُ والهِدْمِلُ أيضاً فافْهَمِ
وسَمِّ مَا رُقِّع بالمُرَدَّمِ
ومِضْرَجٌ كمِعْوَزٍ ومِيْدَعِ
في الوَزْنِ والمَعْنَى جميعاً فاسْمَعِ
وقُلْ لَقَدْ أَنْهَجَ أو إمَّحَّا
أو مَحَّ ذا الثَّوبُ فَكُلٌّ صَحَّا
ومثلُهُ قدْ خَلِقَ الأثْوابُ
وأخْلَقَتْ كِلاهُمَا صَوابُ
ومِثْلُهُ قَوْلُكَ قَدْ تَسَلْسَلا
وإنْ أردْتَ قُلْتَ فيهِ أَسْمَلا
ثمَّ السَّراوِيْلُ لهُ سَاقَانِ
وحُجْزَةٌ لِوَسَطِ الإنْسَانِ
فإنْ يَكُنْ ذا حُجْزَةٍ بغيرِ سَاقْ
فَنُقْبَةً يُدعى لَدَيْهِمْ والنِّطاقْ
ثّوْبٌ يُشَدُّ وَسْطُهُ ويُرْسَلُ
الطَّرَفُ الأعْلى معاً والأسْفَلُ
قدْ عَدِمَ الحُجْزَةَ والسَّاقَ مَعا
والمِئْزَرُ الإزَار ُ فِيما وُضِعا
والدِّرْعُ ثَوْبُ امْرَأةٍ كَبِيرُ
ومِجْوَلٌ دِرْعٌ لَها صَغِيرُ
مَقْنَعَةٌ وبُخْنُقٌ ومِعْجَرُ
جَمِيعُها مَع النَّصِيفِ خُمُرُ
والبُرْقُعُ الوَصْواصُ إنْ يَقْتَرِبِ
مِنْ عَيْنَيِ المَرْأةِ عندَ العَربِ
ونَازِلٌ عَن ذاكَ نَحْوَ المَحْجِرِ
هو المُسمَّى بالنِّقَابِ فاخْبُرِ
ونَازِلٌ عنهُ إلى الأنفِ لِفَامُ
ونَازِلٌ إلى فَمٍ عنهُ لِثَامُ
ثمَّ التَّلَفُّعُ اشْتِمالُ الرَّجُلِ
بِثَوْبِهِ وهو اللِّفَاعُ فانْقُلِ
والاضْطِباعُ عندهم أن تُفْرِدا
أيسرَ كَتِفَيْكَ بِأطْرَافِ الِرِّدا
واشْتَمَلَ الصَّمَّاءَ أي تَجَلَّلا
تَجَلُّلاً عَن رَفْعِ أطْرافٍ خَلا
والسَّدلُ أنْ لا تَجْمَعَ الأطْرافا
تحتَ يَدَيْكَ فاحْذَرِ الخِلافا
ولِبْنَةُ القَمِيْصِ والبَنِيْقَةْ
ما ضَمَّتِ الأزْرارَ في الحَقِيقةْ
وذُلْذُلُ القَمِيصِ والذَّلاذِلُ
جَمْعٌ هو الأسْفَلُ والأسافِلُ
وسُمِّيَتْ في لُغَةِ العُربَانِ
أسَافِلُ الأكْمَامِ بالأرْدَانِ
وطُرَّةُ الثَّوْبِ بِلا أهْدابِ
كُفَّتُهُ فِي لُغَةِ الأعْرابِ
ومِثلُهُ حَاشِيَةٌ وصَنِفَةْ
كِلاهُما معناهُ مَعْنى الكُفَّةْ
ثمَّ قِبالُ النَّعْلِ سَيْرٌ يَجْرِي
ما بينَ سَبَّابٍ وَوُسْطَى فادْرِ
والجَارِ ِبَيْن تِلكَ والإبْهامِ
عندَهُمْ يُعْرَفُ بالزِّمَامِ
والشِّسْعُ سَيْرٌ هو في النِّعالِ
يُشَدُّ عندَ اللُّبْسِ بالقِبَالِ
وعُقْدَةُ الشِّسْعِ التي الأرْضَ تَلِي
سَعْدانَةٌ فاحْفَظْ مقالِي وأنْقُلِ
والنَّعْلُ أَسْمَاطٌ إذا لمْ تُخْصَفِ
وخَلَقُ النِّعَال نِقْلٌ فاعْرِفِ
والسِّبْتُ والسِّبْتِيُّ في النِّعالِ
نَعْلٌ من الشَّعْرِ نَقيٌّ خَالِي
من سَبَتَ الرَّأسَ بِمَعْنَى حَلَقا
وقدْ يَجِيءُ السَّبْتُ أيضاً مُطْلَقا
لِكُلِّ ما يُدْبَغُ من جِلدِ البَقَرْ
بقَرَظٍ فافهمْ مُصِيباً فِي النَّظَرْ
بابُ صِفاتِ الطِّيْبِ والصِّوارِ
مَع الأنَابِ المِسْكِ والصِّيارِ
وقِيلَ بلْ إنَّ الصِّوارَ وُضِعا
لِكُلِّ مَا كانَ لِمِسْكٍ مِن وِعا
ثمَّ العَبِيرُ اسْمٌ لِطِيبٍ جُمِعا
بالزَّعْفَرانِ أوْ لهُ قدْ وُضِعا
ومِن أسَامِي الزَّعْفَرانِ الجَادِي
والحُصُّ مَضْمُوماً إلى الجِسَادِ
كذلِكَ الرَّادِنُ والمَلابُ
والرَّيْهُقانُ كُلُّهَا صَوابُ
والوَرْسُ لا يُجْهَلُ واليَرَنَّا
بِالهَمْزِ والقَصْرِ بِمعْنَى الحِنَّا
كذلِكَ العُلاَّمُ للحِنَّاءِ
جاءَ مَعَ الرَّقُونِ في الأسْماءِ
ومِثلُهُ الصَّبِيبُ والرِّقَانُ
كٌلٌّ بهِ الحِنَّاء يُستَبانُ
والعُوْدُ مِن صِفاتِهِ القَمَارِي
بِالفَتْحِ مَنْسُوبٌ إلى قَمارِي
جَزِيرةٍ في الهِنْدِ والأَلَوَّةْ
يَجِيءُ فِي أسْمائِها مَتْلُوَّةْ
والقُطْرُ والأَنْجُوجُ والألَنْجَجُ
ثم اليَلَنْجُوجُ كَذا اليَلنْجَجُ
ثمَّ الأَلَنْجوْجُ ولفْظُ الأَرِجِ
لوَهْجِ رِيحِ المِسْكِ والطِّيْبِ يَجِي
والنَّشْرُ والعَرْفُ معاً والعَبَقُ
لِذلِكَ المَعنَى الجَمِيعُ يُطلَقُ
وفَوْغَةُ الطِّيبِ وفَغْمٌ وُضِعا
لِقُوَّةِ الرِّيحِ مِن الطِّيبِ معَا
تَقُولُ أضْحَى ذا الفَتى مَفْغُوما
أيْ سَدَّ منهُ الأَرَجُ الخَيْشُومَا
وحِدَّةُ الرِّيحِ تُسمَّى ذَفْرَا
ومنهُ قدْ شَمَمْتُ مِسكاً أَذْفَرَا
وهيَ تَعُمُّ الطِّيبَ والنَتْنَ معَا
والدَّفْرُ للنَّتْنِ فَقَطْ قدْ وَضِعَا
ومنهُ قَوْلُ النَّاسِ أمُّ دَفْرِ
لِكُنْيَةِ الدُّنْيَا بغيرِ نُكْرِ
والبَنَّةُ الرَّائِحَةُ القَوِيَّةْ
كَرِيْهَةً تَكُونُ أوْ مَرْضِيَّةْ
بابٌ لِما يُطْلَقُ لِلآلاَتِ
وشِبْهِها مِن كلماتٍ تاتِي
إنَّ المُحِلاَّتِ الرَّحَى والقِدْرَةْ
والفأسُ والدَّلْوُ معاً والشَّفْرَةْ
وقِرْبَةٌ قَدَّاحَةٌ فَمَنْ يَنَلْ
ذِي الأدَوَاتِ حيثُما شَاءَ ارْتَحَلْ
والفأسُ ذاتُ العِظَمِ الكِرْزِيْنُ
لِقَطْعِ أشْجَارٍ بهِ يَكُونُ
والفأسُ ذاتُ الطَّرَفَيْنِ الحَدَأَةْ
والطائِرُ المَعْرُوفُ يُدْعَى حِدَأةْ
وافْتَحْ مُرِيدَ الفأسِ حرفَ الحاءِ
والجَمْعُ فيهَما بِحَذْفِ التَّاءِ
هِرَاوَةُ الفُؤوسِ بالفِعَال
تُعْرَفُ والصَّاقُورُ في المَقَالِ
فَأسٌ عَظِيمَةٌ لِقَطْعِ الجَنْدَلِ
وإنْ تَشَأ سَمَّيتَها بالمِعْوَلِ
وافهمْ مِن الفِطِّيْسِ حينَ يُذْكرُ
مِطْرَقَةً عَظِيْمَةً والبَيْزَرُ
مِدَقَّةُ القَصَّارِ وهي المِيْجَنَةْ
مَواجِنٌ في جمعِها مُسْتَحْسَنَةْ
والزُّبْرَةُ السِّنْدَانُ والعَلاةُ
مِثلُهما فيما رَوى الأثْبَاتُ
وجَبْأَةٌ خَشَبَةُ الحَذَّاءِ
كذاكَ قُرْزُوْمٌ بِلا مِراءِ
وللزُّقَاقِ عندَهُمْ أسْمَاءُ
فَقِرْبَةُ الماءِ هيَ السِّقَاءُ
والنِّحْيُ والحَمِيْتُ للسَّمْنِ معَا
وعُكَّةٌ مَع المَسَابِ وُضِعا
أيضًا لهُ والنِّحْيُ فيْها الأعْظَمُ
وعُكَّةٌ دونَ الجَمِيع ِ فاعلَمُوا
ثُمَّ الحَمِيْتُ دونَهُ المَسَابُ
ثمَّ زِقَاقُ اللَّبَنِ الوِطابُ
والذَّارِعُ الزُّكْرَةُ زِقُّ الخَمْرِ
هُما مَقُولانِ عليهِ فادْرِ
وشَكْوَةٌ على شَكاً مَجْمُوعَةْ
لقِرْبَةٍ مِن سَخْلَةٍ مَصْنُوعَةْ
والغَرْبُ والذَّنُوبُ ثم السَّجْلُ
يُطْلَقُ للدَّلْوِ العَظِيمِ الكُلُّ
وقيلَ إنَّ السَّجلَ للمَلآنِ
كَذا الذَّنُوبُ فاتَّبِعْ بَيانِي
والسَّلْمُ معناهُ على مَا نُقِلا
ذو عُرْوَةٍ واحِدَةٍ مِن الدِّلاَ
عُرْقُوَتَا الدَّلْوِ إذا ما أُطْلِقا
خَشْبَتانِ مِنهُما تُتَعَلَّقَا
شِبْهَ صَلِيْبٍ والَّذِي بينَهُما
مِن مَوْضِعِ الصَبِّ لهُ الفَرْغُ سُمَا
والوَذَمُ المُفهِمُ بالإطْلاقِ
سُيُورَ شَدِّ الَّدلْوِ بالعَراقِي
إنْ تَكُنْ الآذانُ منهُ تَدْخُلُ
أمَّا الَّذي مِن تَحتِهِ يَتَّصِلُ
فإنَّهُ العِناجُ ثمَّ الكَرَبُ
شَدُّكَ حَبْلاً بالعَراقِي يَنشَبُ
ثمَّ يُثَنَّى بَعدُ أوْ يُثَلَّثُ
بِذا أجِبْ مَنْ جاءَ عنهُ يَبْحَثُ
والدَّرَكُ المَوْصُولُ بالرَّشَاءِ
لِصَوْنِهِ عَنْ عَفَنٍ بالمَاءِ
وجَمْعُهُ أعْنِي الرَّشَاءَ أرْشِيَةْ
كَما تَقُولُ في البِنَاءِ أبْنِيَةْ
والحَبْلُ يُسْمَى بالمِقاطِ والشَّطَنْ
والجَمْعُ أشْطَانٌ ومُقْطٌ فافْهَمَنْ
والحَبْلُ مِن لِيفٍ يُسمَّى بالمَسَدْ
والمُحْكَمُ الفَتْلِ المُغارُ قدْ وَرَدْ
فيهِ مَعَ المُحْصَدِ والمُمَرِّ
مُحَمْلَجٌ أيضاً عليهِ يَجْرِي
ثمَّ القُوَى طَاقاتُ حَبْلٍ وكَذا
آسانُهُ فاعْرِفْهُ وُقِّيْتَ الأذَى
والمِطْمَرُ الإمَامُ للبَنَّاءِ
خَيْطٌ بهِ تَسْوِيَةُ البِنَاءِ
ثم البَرِيمُ الخَيْطُ ذو اللَّوْنَيْنِ
تَشُدُّهُ المَرْأةُ فِي الكَشحَيْنِ
والكَرُّ حَبْلٌ لِصُعُودِ النَّخْلِ
ورُمَّةٌ لِقِطْعَةٍ مِن حَبْلِ
ثمَّ عَظِيْمُ البَكَرِ المَحَالَةْ
بِفَتْحَةِ المِيمِ بِلا مَحَالَةْ
ويَسْتَقِي الإبْلُ بِها والمِحْوَرُ
اسْمٌ لِما يَدُورُ فيهِ البَكَرُ
والقَعْوُ والخُطَّافُ مَجْرَى البَكَرِ
ذا خَشَبٌ وذا حَدِيْدٌ فاخْبُرِ
والقَعْوُ مَا يَثْبُتُ فيهِ المِحْوَرُ
وبينَ شَقَّيْهِ يَدُورُ البَكَرُ
مِن خَشَبٍ فإنْ يَكُنْ حَدِيدا
فذاكَ بِالخُطَّافِ قدْ أُرِيْدا
والنِّيْرُ والمِضْمَدُ كالفَدَانِ
خَشَبَةٌ يَحْمِلُها ثَوْرانِ
للحَرْثِ في عُنْقَيهِما والمِنْصَحَة
والمِخْيَطُ الإبْرَةُ ثم المِقْدَحَة
مِغْرَفَةٌ بمِذْنَبٍ حَريَّةْ
واتَّحدَ المِرآةُ والمَاوِيَّة
وقيل للغِرارةِ الجُوَالِقْ
بالضَّمِّ والجَمْعُ هو الجَوَالِقْ
وهيَ الوَلِيحُ وكَذا الولائحُ
واحِدها ولِيْحَةٌ والنَّاصِحُ
مَفْهُوْمُهُ الخَيَّاطُ والنِّصاحُ
الخَيْطُ والنِّبْراسُ والمِصْباحُ
مُتَّحِدانِ والزَّبيْلُ العَرَقُ
فإن يَكُنْ مِن أَدَمٍ فَيُطْلَقُ
عليهِ مِشآةٌ وجاءَ الجَمْع فِي
أُرْجُوْزَةٍ صِحَّتُها لا تَخْتَفِي
لَولا الإلَهُ مَا سَكَنَّا خَضَّمَا
ولا ظَلِلْنا بالمشائِي قُيَّمَا
والكُرْزُ للجُوَالِقِ الصَّغِيرِ
ثمَّ الوَآيَا واسِعُ القُدُوْرِ
ثمَّ وِعَاءُ القِدْرِ ما قَدْ يُجْعَلُ
مِن تحتِها وِقايَةً إذْ تُنْزلُ
جِئاوَةٌ وواحِدُ الوَآيَا
وَئِيَّةٌ كواحِدِ الخَطَايَا
والسَّلْفُ للجِرابِ والسُّلُوفُ
جَمْعٌ لهُ قِياسُهُ مَعْرُوفُ
والجِلْدُ مِن تحتِ الرِّحَى ثِفالُها
وخِرْقَةُ القِدْرِ التي إنزالُها
بها هيَ الجِعَالُ والإرُوْنُ
مع الإِراتِ حُفَرٌ تكُونُ
بِها وَقُودُ النَّارِ والفَرْدُ الإِرَةْ
والبُرْمَةُ الأَعْشَارُ لِلمُكَسَّرَةْ
وسَمِّ بالمِحراثِ والمِحْضَاءِ
مِحْرَاكَ نِيْرانٍ بِلا مِراءِ
ومِثلُهَا المِسْعَرُ والتَّنُورُ
لهُ الوَطِيْسُ عندَهُمْ مَذْكُورُ
وافهَمْ مِن الذَّبالَةِ الفَتِيْلَةْ
وجمعُها الذُّبَالُ والشَّعِيْلَةْ
كَمِثْلِهِ وجَمعُها شَعَائِلُ
لأنَّ جَمَعَ بابِهَا فَعائِلُ