من تأليف ابن كثير (توفي ٧٧٤ هـ).
قال المؤلف: «فإن علم الحديث النبوي - على قائله أفضل الصلاة والسلام - قد اعتنى بالكلام فيه جماعة من الحفاظ قديماً وحديثاً، كالحاكم والخطيب، ومن قبلهما من الأئمة، ومن بعدهما من حفاظ الأمة.
ولما كان علم الحديث من أهم العلوم وأنفعها أحببت أن أعلق فيه مختصراً نافعاً جامعاً لمقاصد الفوائد، ومانعاً من مشكلات المسائل الفرائد.
وكان الكتاب الذي اعتنى بتهذيبه الشيخ أبو عمر بن الصلاح من مشاهير المصنفات في ذلك بين الطلبة لهذا الشأن، وربما عُني بحفظه بعض المهرة من الشبان: سلكت وراءه، واحتذيت حذاءه، واختصرت ما بسطه، ونظمت ما فرطه.
وقد ذكر من أنواع الحديث خمسة وستين، وتبع في ذلك النيسابوري. وأنا - بعون الله - أذكر جميع ذلك، مع ما أضيف إليه من الفوائد الملتقطة من كتاب الحافظ الكبير أبي بكر البيهقي، المسمى بـ«المدخل إلى كتاب السنن». وقد اختصرته أيضاً بنحو من هذا النمط، من غير وكس ولا شطط، والله المستعان، وعليه الاتّكال.»
اسم المتن:
قال الشيخ عبد الكريم الخضير: هذا الكتاب اختصره ابن كثير من كتاب «علوم الحديث» لابن الصّلاح وسماه «اختصار علوم الحديث» أو «الباعث الحثيث إلى اختصار علوم الحديث»، وهذا الاسم الأخير «الباعث الحثيث» قديم؛ فقد ذكره صديق حسن خان وسمّى به كتاب ابن كثير، وصديق حسن خان توفي قبل مولد أحمد شاكر، وأول من طبع كتاب ابن كثير هو الشيخ عبد الرزاق حمزة وطبع عليه ذلك الاسم «الباعث الحثيث إلى اختصار علوم الحديث».
ولما طبع الشيخ أحمد شاكر الكتاب ظن أن «الباعث الحثيث» اسم مِن وضع الشيخ عبد الرزاق حمزة، فقال في مقدمته ما نصه: "ثم رأيت أن أصل كتاب ابن كثير عُرف باسم «اختصار علوم الحديث» وأن الأخ الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة جعل له عنواناً آخر في طبعته الأولى بمكة، فسماه «اختصار علوم الحديث» أو «الباعث الحثيث إلى اختصار علوم الحديث» التزاماً للسجع الذي أغرم به الكاتبون في القرون الأخيرة. وأنا أكره السجع وأنفر منه، ولكن لا أدري كيف فاتني أن أغير هذا في الطبعة الثانية التي أخرجتها، ثم اشتهر الكتاب باسم «الباعث الحثيث» وليس هذا اسم كتاب ابن كثير، وليس من اليسير أن أعرض عن الاسم الذي اشتهر به أخيراً؛ فرأيت من حقي: حفظ الأمانة في تسمية المؤلف كتابه، والإبقاء على الاسم الذي اشتهر به الكتاب - أن اجعل «الباعث الحثيث» عَلَماً على الشرح الذي هو من عملي ومن قلمي، فيكون اسم الكتاب «الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث» والأمر في هذا كله قريب"
الأصل: • طبعة الميمان • وورد
مع تعليقات أحمد شاكر: