من تأليف الجلالين: جلال الدين المحلِّي (توفي ٨٦٤ هـ)، وجلال الدين السيوطي (توفي ٩١١ هـ).
قال السيوطي مبيّنًا مصادر التفسير: «وعليه (أي التفسير الصغير للإمام الكواشي) اعتمد الشيخ جلال الدين المحلي في تفسيره، واعتمدت عليه أنا في تكملته، مع الوجيز وتفسير البيضاوي وابن كثير.»
قال الشيخ عبد الكريم الخضير: «تفسير الجلالين متن متين متقن محرر، يُمكن أن يُربّى عليه طالب علم في التفسير، إلا أنه في مسائل الاعتقاد له مخالفات في التأويل في الصفات وغيرها ينبه عليها الطالب ويقرأه على حذر.
وهو تفسير مختصر جداً تقارب حروفه عدد حروف القرآن الكريم، فقد ذكر صاحب كشف الظنون عن بعض علماء اليمن أنه قال: (عددت حروف القرآن وحروف تفسير الجلالين فوجدتهما متساويين إلى سورة المزمل، ومن سورة المدثر إلى آخر القرآن زاد التفسير على حروف القرآن شيئاً يسيراً).
ومع أنه مختصر إلا أن فيه شيء من الوعورة والصعوبة، فإن كان المبتدئ يريد أن يقرأه على شيخ يحل له هذه الإشكالات لا بأس، وإلا فيقرأ قبله تفسير الشيخ ابن سعدي، أو تفسير الشيخ فيصل بن مبارك. في تأليف هذا الكتاب ابتدأ الجلال المحلي في النصف الأخير من أول سورة الكهف إلى آخر سورة الناس، ثم ابتدأ بتفسير الفاتحة، وبعد أن أتمها اخترمته المنية فلم يفسر ما بعدها، ثم جاء السيوطي فأكمل التفسير من أول تفسير سورة البقرة إلى آخر سورة الإسراء».
وقال مبيّنًا مذهبهما الفقهي والعقدي: «المذهب الفقهي: هما شافعيان، وأثّر ذلك على فهمهما للنصوص وترجيحهما في آيات الأحكام. أما المذهب العقدي: فقد سلكا مسلك التأويل لكثير من الصفات التي يؤولها الأشاعرة، من الأمثلة على ذلك: • ﴿إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللهُ﴾ «أي أمره»، • ﴿كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ﴾ «أي إلا إيّاه»، • ﴿وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ﴾ «بقدرته»، • ﴿وَجَاء رَبُّكَ﴾ «أي أمره»، ومثل هذا كثير، أما آيات الاستواء على العرش فمعروف مذهب الأشاعرة في الاستواء أنهم يقولون: استولى، ولكن الجلالين قالا: «استواءً يليق به» كما يقول أهل السنة».
تحقيق فخر الدين قباوة (الميسر) • طبعة دار ابن كثير • طبعة دار المعرفة • طبعة دار الحديث • طبعة مكتبة لبنان • على الباحث القرآني • نسخة • مسموعًا