من تأليف ابن حِبّان (توفي ٨٨٤ هـ).
قال المؤلف:
«إن الزمان قد تبين للعاقل تغيره ولاح للبيب تبدله … فنبع فيه أقوام يدعون التمكن من العقل باستعمال ضد ما يوجب العقل … جعلوا أساس العقل الذي يعقدون عليه عند المعضلات: النفاق والمداهنة، وفروعه عند ورود النائبات: حسن اللباس والفصاحة، وزعموا أن من أحكم هذه الأشياء الأربع فهو العاقل الذي يجب الاقتداء به ومن تخلف عن إحكامها فهو الأنوك الذي يجب الإزورار عنه.
فلما رأيت الرعاع من العالم يغترون بأفعالهم والهمج من الناس يقتدون بأمثالهم دعاني ذلك إلى تصنيف كتاب خفيف … أبيّن فيه ما يحسن للعاقل استعماله من الخصال المحمودة ويقبح به إتيانه من الخلال المذمومة، مع القصد في لزوم الاقتصار وترك الإمعان في الإكثار ليخف على حامله وتعيه أذن مستمعه.
وقال في الباب الأول:
وإني ذاكر في هذا الكتاب - إنِ الله قضى ذلك وشاءه - خمسين شعبة من شعب العقل من المأمورات والمزجورات ليكون الكتاب مشتملًا على خمسين باباً، بناءَ كل باب منها على سنة رَسُول الله ﷺ، ثم نتكلم في عقيب كل سنّة منها بحسب ما يمن الله به من التوفيق لذلك إن شاء الله».
طبعة • طبعة مكتبة السنة المحمدية • طبعة مكتبة نور • طبعة دار الكتب العلمية