اختصار ابن الجوزي (توفي ٥٩٧ هـ) لكتاب «حلية الأولياء» لأبي نعيم.
وكتابه هذا ابتدأ فيه بذكرٍ مجمل عن سيرة رسول الله ﷺ وأخلاقه وصفاته الكريمة وشمائله الحميدة، ثم ذكر بعضاً من كبار الصحابة كالعشرة المبشرين بالجنة وغيرهم، ثم العُبّاد والأتقياء والصالحين؛ حيث يذكر أسماءهم وشيئاً من مآثرهم وأخلاقهم التي يُقتدي بها، وقد زاد مَن ذكرهم ابن الجوزي في كتابه على ١٠٣٠ علماً.
قال المؤلف: «إن كتابنا هذا إنما وُضع لمُداواة القلوب وترقيقها وإصلاحها».
وقال: «فإِنك الطالب الصادق، والمريد المحقق لمّا نظرتَ في كتاب «حلية الأولياء» لأبي نعيم الأصبهاني أعجبك ذكر الصالحين والأخيار، ورأيته دواء لأدواء النفس، إلا أنك شكوتَ من إطالته بالأحاديث المسندة التي لا تليق به وبكلامٍ عن بعض المذكورين كثير قليل الفائدة، وسألتَني أن أختصره لك وأنتقي محاسنه، فقد أعجبني منك أنك أصبتَ في نظرك، إلا أنه لم يكشف لك كل الأمر، وأنا أكشفه لك فأقول: اعلم أن كتاب الحلية قد حوى من الأحاديث والحكايات جملة حسنة إلا أنه تكدّر بأشياء وفاتته أشياء.
فالأشياء التي تكدر بها عشرة: …
وأما الأشياء التي فاتته فأهمها ثلاثة أشياء: …
وقد حداني جِدّك أيها المريد، في طلب أخبار الصالحين وأحوالهم أن أجمع لك كتاباً يغنيك عنه ويحصّل لك المقصود منه، ويزيد عليه بذكر جماعة لم يذكرهم، وأخبار لم ينقلها، وجماعة وُلدوا بعد وفاته، وينقص عنه بترك جماعة قد ذكرهم لم ينقل عنهم كبير شيء وحكاياتٍ قد ذكرها، فبعضها لا ينبغي التشاغل به، وبعضها لا يليق بالكتاب على ما سبق بيانه».
طبعة دار الكتاب العربي • طبعة دار المعرفة: ج١، ج٢، ج٣، ج٤ • طبعة دار الحديث