تكوين الراسخين

التحبير شرح التحرير

«التحبير» شرح المرداوي (توفي ٨٨٥ هـ) لكتابه «تحرير المنقول وتهذيب علم الأصول».

قال المؤلف:

«لمّا كنت قد صنفت المختصر في الأصول المسمى «تحرير المنقول» معتمدًا على الله وحده في الإخلاص والقبول، فجاء بحمد الله وافيًا بالمراد، كافيًا لمن فهم معناه من العباد، ولمّا رأيت الطلبة قد أقبلوا عليه واعتنوا به وتوجهوا إليه أحببت أن أعلّق عليه شرحًا واضحًا يرجع إليه عند حل المشكلات، ويعتمد عليه عند وجود المعضلات، فوضعنا هذا الشرح محيطًا بجلِّ أطرافه، ومستوعبًا لمسائله من أكنافه.

فنذكر فيه ما ذهب إليه أحمد وأصحابه أو بعضهم أولًّا غالبًا، ثم مذاهب الأئمة الثلاثة وأتباعهم إن كانوا مختلفين، ونزيد هنا غالب مذاهب الأئمة المشهورين والعلماء المعتبرين، وطريقة المتكلمين من المعتزلة وغيرهم من المناظرين، وطريقتي الرازي والآمدي، فإن العمل في هذه الأزمنة وقبلها على طريقتهما.

فنذكر أمّهات جميلة، ودقائق جليلة، خلت عنها أكثر المطولات، ولم تشتمل عليها جل المصنفات، وذلك لأني أطلعت على كتب كثيرة للقوم من المختصرات والمطولات، من المتون والشروح، من كتب أصحابنا وغيرهم من أرباب المذاهب الثلاثة وغيرها.

وقد رأيت أن أذكرها بأسمائها هنا ليعلم من أشكل عليه شيء في المتن أو في هذا الشرح أن يراجع المنقول من الكتاب الذي نقلناه منه لاحتمال سهو أو غيره.

وربما ذكرنا بعض مسائل من كتب الفقه وغيرها مما هو متعلق بالمحل فأذكره».

طبعة مكتبة الرشد